مشهد "مرعب" للوداع الأخير لقمر صناعي قبل سقوطه في الغلاف الجوي الأرضي
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
تضع اللوائح الدولية المتعلقة بتخفيف الحطام الفضائي حدا لـ "إقامة" قمر صناعي في المدار بمجرد اكتمال مهمته، ويجب ألا تزيد عن 25 عاما.
وبالنسبة للمهمات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، تكون عودتها أسرع، حيث يلتقطها الغلاف الجوي الأرضي ويتم تدميرها هناك في الغالب.
Die allerletzten Bilder von @ESA_Aeolus, aufgenommen nur zwei Stunden vor seinem Untergang ????????.
Aeolus war für 4⃣ Jahre, 1⃣1⃣ Monate und 6⃣ Tage in der Erdumlaufbahn der Erde. Für 3⃣ Stunden am Ende, eine sehr kurze Zeit, war sie Weltraummüll.
????https://t.co/ZamN8CIVVi… pic.twitter.com/ZdntjIAQvD— ESA auf Deutsch (@ESA_de) September 7, 2023
Neue Bilder unseres Weltraumradars #TIRA????: Vom ESA-Satelliten????️#Aeolus.
Beim assistierten Wiedereintritt unterstützten wir die #ESA und das #WRLageZ.
Bemerkenswert: Die vertikalen Reflexionen in der Mitte sind kein Fehler, sondern Mehrfachreflexionen in einer Teleskopkammer. pic.twitter.com/sg36pdHeHZ
وكان هذا هو مصير القمر الصناعي "أيولوس" (Aeolus) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية بعد أن أكمل مهمة لتحليل رياح كوكبنا.
وفي يوم الثلاثاء الماضي، أصدرت وكالة الفضاء الأوروبية سلسلة من الصور تظهر "أيولوس" عندما بدأ في الانهيار عبر الغلاف الجوي.
During #Aeolus’s 1st-of-its-kind assisted reentry in July, the (already low) risk from falling debris was reduced by a factor of 150, and the time that Aeolus was left uncontrolled in orbit shortened by a few weeks, limiting the risk of collision in this vital space highway. pic.twitter.com/pUBU6X4j0t
— ESA Operations (@esaoperations) September 5, 2023والتقط العلماء مشاهد نادرة للقمر الصناعي قبل وقت قصير من زواله. وتأتي الصور من هوائي رادار في معهد فراونهوفر في ألمانيا.
وتمثل مناظر القمر الصناعي المنهار لمحة رائعة عن اللحظات الأخيرة من المهمة التي رفضت أن تصبح جزءا من مشكلة النفايات الفضائية على الأرض.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية: "اللون في هذه الصور النهائية يمثل شدة صدى الرادار وليس درجة الحرارة".
وخلال إعادة الدخول المدعومة الأولى من نوعها لـ "أيولوس" في يوليو الماضي، لم يتم تقليل خطر سقوط الحطام (المنخفض بالفعل) فحسب، بل تم اختصار الوقت الذي ترك فيه خارج نطاق السيطرة في المدار ببضعة أسابيع. ما يحد من مخاطر الاصطدام بالأقمار الصناعية الأخرى في هذا المسار الفضائي الحيوي.
(The color in these final images represents the radar echo intensity and not temperature.)
— ESA Operations (@esaoperations) September 5, 2023وأصبح "أيولوس" حطاما فضائيا بعد تنفيذ الأمر الأخير في الساعة 17:43 بتوقيت وسط أوروبا الصيفي في 28 يوليو 2023، وبعد ذلك لم يعد فريق التحكم في الطيران قادرا على التواصل مع القمر الصناعي أو الاستماع إليه أو التأثير عليه.
وبعد أشهر من التحضير وأسبوع من العمليات المكثفة والحرجة، بذل الفريق كل ما في وسعه، وتم تعطيل القمر الصناعي، وإيقافه، و"تسليمه" إلى مكتب الحطام الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية والذي تعقب هبوطه النهائي.
وهبط "أيولوس" الذي يزيد وزنه قليلا عن طن، من ارتفاع 320 كيلومترا بشكل تدريجي إلى ارتفاع 120 كيلومترا، ثم اخترق الغلاف الجوي وتحطم.
إقرأ المزيدوبالنظر إلى المسار الأرضي، وهو المسار حلق فوقه "أيولوس"، كان من الواضح أن معهد فراونهوفر في ألمانيا سيحصل على رؤية جيدة.
وباستخدام هوائي الرادار TIRA الذي يبلغ طوله 34 مترا، قاموا بتتبع "أيولوس" في حوالي الساعة 18:20 بتوقيت وسط أوروبا الصيفي لمدة أربع دقائق تقريبا.
ويوضح بنيامين باستيدا فيرغيلي، الخبير في مكتب الحطام الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية: "اعتاد مشغلو المركبات الفضائية على الدخول في حوار مع مهماتهم، لكن الحطام لا يمكنه التواصل. وأكدت هذه الملاحظات النهائية أن الاحتراق النهائي لأيولوس قد سار على ما يرام وأن القمر الصناعي "الميت" قد وصل إلى المدار الإهليلجي المتوقع، مع الحد الأدنى للارتفاع هو 120 كيلومترا".
وتمكن هوائي الرادار في ألمانيا من تتبع القمر الصناعي لمدة أربع دقائق تقريبا. وساعدت البيانات وكالة الفضاء الأوروبية في تحديد مسار ووقت إعادة الدخول الدقيقين.
واحترق القمر الصناعي بأمان فوق منطقة غير مأهولة في القارة القطبية الجنوبية بعد نحو ساعتين. ولو سقط أي حطام على الأرض، لما أثر ذلك على حياة البشر أو المساكن.
وفي حوالي الساعة 20:40 بتوقيت وسط أوروبا الصيفي، أصبح "أيولوس" كرة نارية، بمثابة "نجم مؤقت" في الغلاف الجوي.
إقرأ المزيدوتقوم وكالة الفضاء الأوروبية الآن بتصميم الأقمار الصناعية مع مراعاة تخفيف الحطام. لكن "أيولوس" يسبق هذه الجهود، لذلك توصلت وكالة الفضاء إلى طريقة لمساعدته على العودة الآمنة إلى الغلاف الجوي. كان الهدف هو التأكد من وصول أي قطع لم تحترق إلى مكان آمن بحيث لا تؤذي الناس. أجرى فريق "أيولوس"مجموعة معقدة من المناورات لخفض مدار القمر الصناعي.
ويقول توماسو بارينيلو، مدير بعثة "أيولوس": "كانت مهمة أيولوس مثالا رائعا على الرحلات الفضائية المستدامة والعمليات المسؤولة، بقينا مع المهمة لأطول فترة ممكنة، وقمنا بتوجيه عودتها بقدر ما الممكن القيام به، وهذه الصور هي وداعنا الأخير للمهمة التي نفتقدها جميعا، ولكن إرثها لا يزال حيا".
وتم إطلاق "أيولوس" في عام 2018 وعلى متنه أداة تقيس رياح الأرض على نطاق عالمي. وقالت وكالة الفضاء الأوروبية: "هذه الملاحظات حسنت توقعات الطقس والنماذج المناخية". وأمضى القمر الصناعي ما يقارب الخمس سنوات في مداره وعاد إلى الأرض في 28 يوليو.
المصدر: phys.org
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الارض الفضاء مركبات فضائية معلومات علمية وكالة الفضاء الأوروبية وکالة الفضاء الأوروبیة القمر الصناعی الغلاف الجوی
إقرأ أيضاً:
أقمار إيلون ماسك الصناعية تسقط ناحية الأرض خلال العواصف الشمسية
تجتاز الشمس حاليا مرحلة الذروة من الدورة الشمسية الحالية، وهو أمر يتكرر كل 11 سنة، وتتميز تلك الفترة عادة بزيادة في عواصف شمسية قوية بسبب الانفجارات على سطح الشمس.
ويعتقد العلماء أن هذه الظواهر تجعل الجزء العلوي من الغلاف الجوي يتمدد، ومع تمدده تصبح الأقمار الصناعية عرضة لاحتكاك جوي أقوى في مداراتها (تسمى المدارات الأرضية المنخفضة) عبر التصادم مع جزيئات الغلاف الجوي المتمدد.
ونتيجة لذلك تتباطأ الأقمار الصناعية وتنخفض بشكل أسرع نحو الأرض محدثة ما تعرف بظاهرة "تراجع المدار"، وهو مصطلح في الفيزياء الفلكية يستخدم لوصف الانخفاض التدريجي لجسم يدور حول الأرض (مثل قمر صناعي) بسبب الاحتكاك مع الغلاف الجوي الأرضي أو عوامل أخرى، مما يؤدي في النهاية إلى سقوطه نحو الأرض.
وقد وجد 3 من علماء الفيزياء الشمسية ومتتبعي الأقمار الصناعية في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا ومعهد جودارد لفيزياء الكواكب الشمسية بجامعة ميريلاند الأميركية أدلة تشير إلى أقمار ستارلينك الصناعية تعود إلى الغلاف الجوي للأرض بشكل أسرع خلال النشاط الشمسي المتزايد.
إعلانوفي ورقتهم البحثية -التي لم تخضع بعد لتحكيم الأقران- درس الباحثون حالة أكثر من 523 قمرا صناعيا من شركة "ستارلينك" التي يمتلكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، وتم تتبّعها بين عامي 2020 و2024.
وأظهرت النتائج أنه كلما تعاظم النشاط الشمسي زادت سرعة هبوط الأقمار وسقطت في أوقات أقرب من المتوقع.
وأشار الباحثون إلى أحدث حالة معروفة في هذا السياق هي سقوط عشرات من أقمار ستارلينك الصناعية ورصد قطع من حطامها حينما سقطت على مزرعة في كندا عام 2024.
تأثيرات قد تكون كارثيةهذا السقوط غير المتوقع للأقمار الصناعية يرفع احتمالية وجود حطام فضائي يمكن أن يصل إلى سطح الأرض قبل أن يحترق، وهذا قد يشكل خطرا على الناس.
من جانب آخر، يزيد ذلك أخطار تكدس الحطام وربما وقوع تأثير كيسلر، وهو سيناريو نظري طرحه العالم الأميركي دونالد كيسلر عام 1978، ويصف حالة تحدث عندما يصبح عدد الأجسام الفضائية (مثل الأقمار الصناعية والحطام) في المدار الأرضي منخفض الارتفاع كبيرا جدا، بحيث يؤدي تصادم واحد بينها إلى سلسلة متتالية من التصادمات تنتج عنها كميات ضخمة من الحطام الفضائي، مما يؤدي إلى تدمير البيئة المدارية حول الأرض ويجعل الفضاء القريب غير قابل للاستخدام لسنوات أو حتى لعقود.
ويجري تأثير كيسلر كالتالي:
يحدث تصادم بين قمرين صناعيين أو قمر صناعي وقطعة حطام. تنتج عن التصادم مئات أو آلاف القطع من الشظايا الفضائية. تنتقل هذه الشظايا بسرعات هائلة وتضرب أجساما أخرى في المدار. كل اصطدام جديد يولّد مزيدا من الحطام. هذه السلسلة من التصادمات تستمر في التوسع بطريقة غير قابلة للسيطرة.وفي الواقع، فإن السرعة المدارية للأقمار الصناعية تصل إلى 27 ألف كيلومتر في الساعة، وبالتالي فأي قطعة صغيرة من الحطام قد تتحول إلى قذيفة مدمرة.
ويؤدي ذلك إلى تلوث المدار الأرضي، مما يهدد كل جسم موجود في مدار حول الأرض، وبالتالي يطالب الفريق البحثي شركات مثل ستارلينك بإعادة تقييم المهام، وتعزيز خطط التحكم بالمدار والزمن المتوقع للسقوط، والتنسيق مع الهيئات الفضائية المختصة لتجنب خطر السقوط العشوائي.
إعلان