ميراث النبوة .. علام: ليس عيبًا قول المفتي "لا أعلم"
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الفتوى ميراث نبوي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم صحيح سديد وبمنطلقات منضبطة نستطيع بها أن نحمي المجتمعات، ونراعي المتغيرات، والسياقات.
جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أن الفتوى الرشيدة لا تنفصل عن الواقع، حيث إن تنزيل الأحكام الشرعية وتطبيقها على واقع الناس أمر دقيق، لا بد معه من إدراك الواقع، والإحاطة به، من خلال منظومة كاملة من العلوم، وتحري الواقع الاجتماعي والفكري، ومعرفة عالم الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار، وعلاقات تلك العوالم بعضها بالبعض، فمن كان معزولًا عن الواقع، أو لا يتابعه، أو يتابعه بصورة سطحية، فإن فهمه للشرع الشريف سيكون في المقابل منقوصًا ومشوَّهًا.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن منصب الفتوى مسئولية كبيرة، ومنصب خطير، وبالعناية جدير، فإن المفتي موقِّع عن رب العالمين، وخليفة الأنبياء والمرسلين. وحاجة الناس إلى الفتوى لا تكاد تنفك عن حاجتهم إلى حفظ الكليات الخمس، فقد تكون سبيلًا ومقدمة يتوقف عليها حفظ هذه الكليات، كما أنها تعين المسلم على أداء التكاليف الشرعية على الوجه الصحيح.
وأوضح فضيلة مفتي الجمهورية أن اللجوء للمتخصصين وأهل العلم أمر حثت عليه الشريعة الإسلامية ودعت إليه، وذلك تأكيدًا لدور العلم والتخصص في حياة الناس وصلاح المجتمعات، وهذا ما تقوم به دار الإفتاء؛ فتستعين بالمتخصصين كلٍّ في تخصصه؛ لضمان أن تخرج الفتوى على أساس علمي مؤصل مبني على تصور صحيح مرتبط بالواقع.
وأكد مفتي الجمهورية على عِظم قدر العلماء وتوقيرهم، وأن العلوم النافعة في درجة واحدة، وأن الشرع الحنيف حضَّ على توقير أهل العلم؛ ولا توجد ازدواجية بين العلوم الدينية والدنيوية، ولا توجد خصومة بين الفتوى الرشيدة والعلم النافع، فطلب العلم بكافة تخصصاته من ضمن التكليفات الشرعية، بل يُعد من فروض الكفاية في الشرع الشريف.
وأشار فضيلة مفتي الجمهورية إلى أن المسائل الطبية في الأساس مرجعها إلى الأطباء والفتوى متوقفة في توصيفها على رأي الأطباء الثقات الأكفاء، مؤكدًا أنه ليس عيبًا أن يقول المفتي "لا أعلم"، فالإمام مالك عُرضت عليه 40 مسألة فأجاب في 36 منها بـ "لا أعلم".
وأضاف فضيلة المفتي أن الفتوى الرشيدة ليست تطويعًا للنص الشرعي بل حسن تطبيق النص الشرعي، مشيرًا إلى أن التقليد شُرع تخفيفًا على المكلفين، وفي اختلاف أئمة الاجتهاد رحمة للناس؛ قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]، ولذلك لم يجب على المقلد التزام مذهب معين في جميع المسائل كما قال جمهور أهل العلم، بل يجوز له الأخذ في كل مسألة بأي مذهب شاء من مذاهب الأئمة المتبوعين إذا أفتاه به أحد المفتين، فهذا سعة ورخصة لمن لم يصل إلى درجة الاجتهاد، كما يجوز للمفتي المقلد أن يخرج عن مذهب إمامه ويفتي بمذهب إمام آخر؛ وذلك نظرًا لتطورات العصور والمجتمعات واختلاف موازين المصالح والمفاسد باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال، فالجمود على اتِّباع مذهب واحد حتى لو صار غيره هو الملائم للواقع ليس من الفقه في شيء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتی الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
ميراث الدم.. رحلة صراع أحفاد نوال الدجوى فى المحاكم
لا تزال قصة صراعات أحفاد الدكتورة نوال الدجوى رئيسة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، بسبب الخلافات على الميراث بثروة تقدر بمليارات الجنيهات، تسيطر على حديث الشارع المصرى، خاصة بعد وفاة الدكتور أحمد شريف الدجوى حفيد "ماما نوال" بعد أن عثر على جثته مصابة بعيار نارى فى منطقة الرأس داخل فيلته فى أحد الكومبواندات الشهيرة فى منطقة الشيخ زايد بعد عودته بساعات من رحلة فى أوروبا.. تفاصيل القصة نسردها فى الستور التالية:-
بداية القصةصراع أحفاد الدكتورة نوال الدجوى بدأ فى عام 2023 الماضى ووصل عدد القضايا بين الطرفين إلى أكثر من 20 قضية تتنوع بين مدنى وجنائى وأسرة وشرعى، الا أن أصبحت قضية رأى عام بعد انتشار خبر بلاغ الدكتورة نوال الدجوى حررته فى قسم شرطة أول وثالث اكتوبر تتهم فيه أحفادها أحمد وعمرو الدجوى بسرقة 50 مليون جنيه و350 الف إسترلينى و15 كيلو ذهب من ثلاث خزان داخل شقة تملكها فى منطقة اكتوبر.
وتسلّمت النيابة العامة صورة من محضر الشرطة، وقررت انتداب خبير المعمل الجنائى لمعاينة الشقة والثلاث خزان، التى تبين خلوها من الاموال والذهب بعد فتحها امام الدكتورة نوال الدجوى، وبعد المعاينة ورفع البصمات وجمع الكاميرات وطلب تحريات المباحث، تم استدعاء ماما نوال لسماع أقوالها كما استدعت أحمد الدجوى - قبل وفاته بأيام- وشقيقه عمرو ومواجهتهم بالاتهامات الموجهه لهما والتى نفاها الاثنين موكدين انهما لم يزورا تلك الشقة منذ فترة كبيرة.
وحتى اللحظة هذه، تواصل جهات التحقيق لفك طلاسم تلك القضية، عن طريق فحص كافة القضايا السابقة بين طرفى النزاع منها على سبيل المثال لا الحصر، دعوى حجر على الجدة بسبب تقدمها فى العمر، ومنع بعض الأحفاد من زيارتها، والوقوف على طبيعة علاقة نوال الدجوى بأفراد عائلتها.
صراع الأحفاد على الميراثيقول أحد فريق دفاع، أحمد وعمرو الدجوى أحفاد الدكتورة نوال الدجوى، أن ما تم تداوله حول تعرض شقة الجدة لسرقة هو محض افتراء لا أساس له من الصحة، مؤكدًا أن ماما نوال لم تزر الشقة موضوع البلاغ منذ عامين.
وأضاف، أن هناك أكثر من 20 قضية متداولة فى درجات تقاضٍ مختلفة منذ أكثر من 3 سنوات، على خلفية نزاعات متشابكة تتعلق بإرث أولاد نوال الدجوى من والدهم ثم من جدهم، وهى القضايا التى فجّرت الخلافات العائلية بين الأحفاد.
من جهة أخرى استمعت النيابة، إلى أقوال عمرو شريف الدجوى، حفيد الدكتورة نوال، فى محضر اتهام مقدم ضده من ابنتى عمته الراحلة منى الدجوى، حيث اتهمتاه بالاستيلاء على جزء كبير من ثروة جدتهما، كما استمعت النيابة إلى أقواله كمُبلِّغ، إذ اتهم ابنتى عمته بالاستيلاء على ذات الثروة، وعقود بيع 6 قصور تملكها الدكتورة نوال والتى طعن محامو الأحفاد الذكور – أحمد وعمرو ومحمد شريف الدجوى – بالتزوير على عقود بيعها، حيث تم بيعها إلى حفيدتيها -ابنتى منى الدجوى - مقابل 50 مليون جنيه فقط، فى حين قُدرت القيمة السوقية لتلك القصور بأكثر من مليارى جنيه.
وأشار الدفاع إلى أن جميع العقود حررت فى يوم واحد، بتاريخ 4 سبتمبر 2024، وتم الاكتفاء ببصمة الدكتورة نوال على العقود رغم أنها كانت معتادة على التوقيع بخط يدها، مما يثير الشكوك حول صحة الإجراءات.
حقيقة انتشار فيديو يرصد عملية سرقة الذهبيقول محمد اصلاح محامى الدكتورة ماما نوال وحفيدتيها، أن الفيديو الذى تم تسريبه ليس له علاقة بالقضية وهو فيديو قديم يظهر فى احد افراد اسرة الدجوى يحمل حقائب سفر.
إلا أن دفاع الأحفاد الذكور، أكد أن هؤلاء الأشخاص يتبعون الحفيدتين، وأنهم قاموا بسرقة أموال من خزائن داخل الفيلا، وهو ما دفعهم لتحرير محضر رسمى بالسرقة، رغم أن الحفيدتين كانتا أول من أبلغ عن الواقعة.
صدمة كبيرة عاشتها عائلة الدجوى، بعد أن عثرت أجهزة الأمن فى الجيزة، على جثمان أحمد الدجوى، حفيد الدكتورة نوال الدجوى، رئيسة جامعة أكتوبر للعلوم والآداب، داخل شقته، وعليه آثار إصابات بطلق نارى فى ظروف غامضة.
فتحت النيابة العامة بالجيزة تحقيقاتها الموسعة فى واقعة وفاة أحمد الدجوى، وامرت بجمع الكاميرات الموجودة بمحيط الواقعة، واستدعاء شهود العيان وفحص هاتف المتوفى، وفحص السلاح الذى عثر عليه بجوار احمد الدجوى، واستدعاء كل من له علاقة بالمتوفى لسؤالهم حول الواقعة للوقوف على ملابستها والتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه لاستكمال التحقيقات.
وتستمر النيابة العامة فى التحقيق فى البلاغات المقدمة من الطرفين واستدعاء اطراف النزاع لحل لغز تلك الخلافات التى وصلت إلى وفاة أحد أطراف النزاع تمهيدا لإحالتها للمحاكمة.
مشاركة