السيسي يحذر من خطر يحاصر الدول الإفريقية.. الوصايا العشر للقاهرة بقمة العشرين
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
انطلقت أعمال قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي، السبت، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي وزعماء 30 دولة على أن تختم فعالياتها اليوم الأحد.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضرورة صياغة ترتيبات مستقبلية لتحقيق الأهداف المشتركة، وسط تحديات غير مسبوقة تواجهنا اليوم، محورها النظام متعدد الأطراف، استنادا إلى مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وقواعد القانون الدولي، وتعظيم دور المؤسسات الدولية في الاستجابة الفعالة للأزمات والتحديات.
وقال الرئيس السيسي، في كلمته، خلال أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة الثامنة عشر لقادة مجموعة العشرين المنعقدة بنيودلهي حاليا بمشاركة زعماء 30 دولة: "يبرز دور مجموعة العشرين، لاسيما على صعيد معالجة اختلالات الهيكل المالي العالمي، وتطوير مؤسسات التمويل الدولية، مع وضع حلول مستدامة للمشاكل الهيكلية التي تواجهها الدول النامية، خاصة فيما يتعلق بتنامي إشكالية الديون، وتضاؤل جدوى المعونات التنموية، مقابل تعاظم مشروطيات الحصول عليها، واتساع الفجوة التمويلية لتحقيق التنمية المستدامة، والانتقال العادل إلى اقتصاد منخفض الكربون.
وأضاف: "وضعنا في إطار تشرفي بتولي رئاسة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية "النيباد"، بالتشاور مع أشقائنا الأفارقة، أهدافا محددة لدعم دولنا، تركز على دفع التكامل الاقتصادي القاري، وتسريع تنفيذ أجندة التنمية الإفريقية، وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وحشد الموارد للمجالات ذات الأولوية اتصالا بالبنية التحتية والطاقة، والاتصالات، وتأمين الغذاء، وكذلك معالجة أزمة ديون القارة، حيث إن كل ذلك يعزز من قدرات القارة على الإسهام في المنظومة العالمية، سياسيا واقتصاديا، من أجل تحقيق الاستقرار، والقدرة على مواجهة التحديات العالمية"، مثمنا في هذا السياق تعزيز التمثيل الإفريقي بمجموعة العشرين.
وتابع: "خلال رئاسة مصر الحالية للدورة الـ27 لمؤتمر المناخ، واستضافتنا لقمة شرم الشيخ (COP27) في نوفمبر الماضي، فقد نجحنا في إعادة التوازن للأجندة الدولية للمناخ، لاسيما عبر إدراج فكرة "الانتقال العادل" للاقتصاد الأخضر، والدعوة لإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار المناخية".
وواصل الرئيس السيسي: "في ضوء خطورة التحدي الذي يشكله تغير المناخ، والتوافق العالمي على أهمية التغلب على ذلك التحدي، فلابد من اضطلاع كل طرف بمسئولياته، وذلك على أساس مبدأي "المسئولية المشتركة ولكن المتباينة"، و"الإنصاف"، وتنفيذ ما تم اعتماده من قرارات، وإلا تبددت الثقة وانهارت منظومة العمل متعدد الأطراف".
وأشار الرئيس السيسي - في كلمته - إلى أنه اتصالا بجهود احتواء أزمة الطاقة، أعلنت مصر على هامش مؤتمر شرم الشيخ عن تدشين منتدى دولي لتمويل مشروعات الهيدروجين الأخضر باعتباره وقود المستقبل، بالإضافة إلى ما نتخذه من خطوات، لتصبح مصر مركزا إقليميا لتجارة الطاقة، من خلال استضافتنا لمقر منتدى غاز شرق المتوسط، الذي يسهم في تعزيز استقرار سوق الطاقة.
وقال السيسي، إنه في إطار مواجهة أزمة الغذاء، "أعلنت مصر مؤخرا، عن استعدادها لاستضافة مركز عالمي لتخزين وتداول الحبوب، بالتعاون مع شركاء التنمية، في إطار التكامل مع الجهود المشتركة للتصدي لهذا التحدي، ودعما لمنظومة العمل الدولي متعدد الأطراف".
وأعرب الرئيس السيسي عن التطلع لأن تسهم قمة مجموعة العشرين الحالية، في اتخاذ خطوات حاسمة إزاء التحديات، التي تحول دون التعافي الاقتصادي وبلوغ التنمية المستدامة، وأن تخرج برسالة قوية، ترتقي لمستوى المسئولية الملقاة على عاتقنا كقادة، لتحقيق آمال شعوبنا.
كما أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لرئيس وزراء الهند ناريندرا مودی للجهود المبذولة خلال رئاسة بلاده لقمة مجموعة العشرين، والتي توجت باستضافة القمة الحالية.
وهنأ الرئيس السيسي - في كلمته - الهند على الهبوط الناجح على القمر.. معربا عن ترحيب مصر بالانضمام المستحق للاتحاد الأفريقي إلى عضوية المجموعة.
وشارك الرئيس السيسي خلال تواجه في الهند بالقمة الأفريقية الأوروبية المصغرة، التي عقدت على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين، وجمعت قادة وممثلي دول ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وهولندا وفرنسا، وجنوب أفريقيا ونيجيريا، وجزر القمر باعتبارها دولة رئاسة الاتحاد الأفريقي، وذلك بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي ومؤسستي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن القمة شهدت مناقشة مستجدات عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، خاصةً عضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين، حيث تم الترحيب بهذه الخطوة، فيما أكد الرئيس أنها تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لإتاحة الفرصة لوضع أولويات القارة على الأجندة الدولية.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن القمة شهدت كذلك تباحثاً معمقاً بشأن الأوضاع الدولية الراهنة وانعكاساتها السلبية على قضية الأمن الغذائي، حيث أشار الرئيس إلى أن احتواء تحديات أزمة الغذاء المتنامية بشكل خاص في القارة الأفريقية، يستدعي وضع رؤية مشتركة لتعزيز حوكمة منظومة الأمن الغذائي العالمي، تتأسس على محورية النظام متعدد الأطراف، واتساق جهود مؤسسات التمويل الدولية والأطراف الفاعلة في الاستجابة السريعة والفعالة لمعطيات الأزمة، بما يشمل جذورها وأبعادها المتعددة.
وأكد أن أحد أهم أولويات الرئاسة المصرية للنيباد هي تفعيل البرنامج الأفريقي الشامل للتنمية الزراعية بما يدعم الأمن الغذائي في أفريقيا، وذلك في ضوء الحاجة الملحة لدعم قطاع الزراعة والتنمية الريفية من أجل تحقيق الأمن الغذائي لشعوب القارة.
وتوافق الزعماء الأفارقة والأوروبيون خلال القمة المصغرة على أهمية استمرار التنسيق والعمل على تحقيق الاستفادة المثلى من الشراكة بين الجانبين، بما يعزز من تبادل المصالح والمكاسب المشتركة.
وعقد الرئيس السيسي، عدداً من اللقاءات الجانبية على هامش مشاركته في قمة العشرين، وذلك مع كلٍ من فوميو كيشيدا رئيس الوزراء الياباني، وسيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، وعثمان غزالي رئيس جمهورية جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وتيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
وقال أحمد التايب الكاتب الصحفي: من المؤكد أن المشاركة في قمة العشرين تعمل على تعزيز العلاقات مع الاقتصادات الكبرى فى العالم ما يعود على مصر بالنفع من خلال جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وكذلك فتح آفاق جديد للتعاون مع الدول الأعضاء في تلك المجموعات لتبادل الخبرات في المجالات الاقتصادية والصناعية على الأخص، حيث يأتي ذلك في ظل حرص مصر على توطين الصناعة، غير أن وجود الرئيس السيسى من خلال وفد رفيع المستوى سيكون له آثار إيجابية وفوائد اقتصادية منها زيادة فرص التبادل التجارى بين مصر والدول الأعضاء وتحديد الهند البلد المضيف.
وأضاف التايب لــ"صدى البلد": أما على الصعيد الأفريقي، فمعروف أن مصر بوابة أفريقيا وصوتها، فوجود مصر ومشاركتها يدعم القارة الأفريقية على كل المستويات خاصة في تقديم المساندة الفعالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلاً عن تمكنها من الدفاع عن حق القارة بشأن التزام الدول المتقدمة بتعهداتها فى إطار الاتفاقيات والآليات الدولية لمواجهة التغيرات المناخية، لأن مصر من الدول المؤثرة والرائدة في الاتحاد الإفريقي، ولما تمتلكه مصر من تجربة اقتصادية وتنموية أشاد بها الجميع ويمكن نقلها والاستفادة منها في القارة الأفريقية.
وأكمل الكاتب الصحفي: الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص على تأكيد أن السياسة الخارجية لمصر قائمة على التنسيق والتشاور وبناء العلاقات مع التكتلات الاقتصادية الكبرى، وكلمته كانت واضحة وصريحة بالتطرق نحو القضايا الملحة مطالبا بضرورة وضع حلول مستدامة للمشاكل التي تواجهها الدول النامية، خاصةً فيما يتعلق بالديون، وقضية الأمن الغذائي وقضية التحدى المناخى جراء التغيرات المناخية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهند مجموعة العشرين نيودلهي عبد الفتاح السيسي قمة مجموعة العشرين قمة العشرين قمة مجموعة العشرین متعدد الأطراف الرئیس السیسی الأمن الغذائی قمة العشرین
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لاستقرار الصومال ويشيد بجهود الرئيس حسن شيخ محمود خلال مؤتمر مشترك بالعلمين
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين 7 يوليو 2025، بمدينة العلمين، نظيره الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، في زيارة رسمية تعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع بين البلدين.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء شهد عقد جلسة مباحثات ثنائية مغلقة بين الرئيسين، أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل الرؤى حول التطورات الإقليمية والقارية.
الرئاسة: مباحثات ثنائية مغلقة بين الرئيس السيسي ونظيره الصومالي أعقبها جلسة موسعة الرئيس السيسي يبحث مع نظيره الصومالي مشاركة مصر العسكرية في بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم استقرار الصومال مؤتمر صحفي مشترك في ختام المباحثاتوعقب الاجتماعات، عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، ألقى خلاله الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة رحّب فيها بالرئيس حسن شيخ محمود والوفد المرافق له في بلدهم الثاني مصر، مؤكدًا أن هذه الزيارة تُجسد عمق الروابط الأخوية القائمة على وحدة التاريخ والدين والثقافة، إلى جانب تطلع مشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وقال الرئيس السيسي: "تأتي هذه الزيارة في إطار حرصنا المتبادل على الارتقاء المستمر بشراكتنا الاستراتيجية، بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين، ويسهم في دعم جهود التنمية وترسيخ الاستقرار في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي."
تعزيز التعاون في ملفات الأمن والتنميةوأشار الرئيس السيسي إلى أن المباحثات شهدت نقاشًا معمقًا حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية، على رأسها الأوضاع الأمنية والسياسية في القرن الأفريقي، وأمن البحر الأحمر. وأكد الجانبان التوافق على أهمية تكثيف التعاون لضمان استقرار هذه المنطقة الحيوية ذات التأثير المباشر على الأمنين الإقليمي والدولي.
وأضاف السيسي أن المباحثات تناولت سبل تعزيز التعاون في ضوء الإعلان السياسي المشترك الموقع في يناير الماضي، والذي يهدف إلى ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مشيرًا إلى ضرورة البناء على الزخم الحالي، واتخاذ خطوات ملموسة في المجالات ذات الأولوية، لا سيما السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
التعاون العسكري والأمني بين البلدينوفيما يخص التعاون في المجالين العسكري والأمني، أكد الرئيس السيسي استمرار التنسيق في إطار بروتوكول التعاون العسكري الموقع في أغسطس 2024، والذي يهدف إلى دعم قدرات الكوادر الصومالية، وتعزيز المؤسسات الوطنية الصومالية في حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب، إلى جانب تمكين الدولة الصومالية من بسط سيادتها على كامل أراضيها.
كما أشار الرئيس إلى مشاركة القوات المصرية العسكرية والشرطية في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال، مؤكدًا على ضرورة التنسيق مع الشركاء الدوليين لضمان توفير تمويل كافٍ ومستدام لتلك البعثة، ما يمكنها من تنفيذ مهامها بفعالية.
إشادة بجهود القيادة الصومالية ودعم مصري مستمروأشاد الرئيس السيسي بالجهود التي يبذلها نظيره الصومالي في تحقيق الاصطفاف الوطني بين مكونات الشعب الصومالي، وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة الدولة وبناء مؤسساتها.
وقال السيسي: "أكدت لفخامته دعم مصر الكامل لكافة المساعي الرامية إلى تحقيق توافق وطني بشأن الملفات السياسية في الصومال، بما يُعزز الأمن ويرسّخ أسس الاستقرار والتنمية المستدامة."
تطلعات مشتركة لمستقبل العلاقاتوفي ختام كلمته، شدد الرئيس السيسي على أهمية البناء على ما تحقق من خطوات ملموسة خلال الأشهر الماضية في سبيل ترسيخ العلاقات الثنائية، داعيًا إلى مواصلة التنسيق والتعاون في مختلف القضايا ذات الأولوية بما يخدم مصالح الشعبين.
واختتم بقوله: "أرحب بكم مجددًا أخي فخامة الرئيس، وبالوفد الكريم المرافق، ضيوفًا أعزاء في مصر. وأتطلع إلى استمرار التنسيق الوثيق بيننا في مختلف القضايا ذات الأولوية، والعمل معًا من أجل أمن واستقرار الصومال، والقرن الأفريقي، ومنطقة البحر الأحمر."