واصلت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، منح تراخيص حفر آبار عشوائية في عدة قرى بمناطق سيطرتها، وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً للحوض المائي الذي قد يتسبب بالجفاف، وتُعد جريمة يُعاقب عليها القانون، إلا أن المليشيات تعتمد على جني المال ضاربة بالقانون عرض الحائط.

مصادر خاصة أكدت لوكالة خبر، أن الحفر العشوائي للآبار في مختلف القرى الريفية والمديريات بمناطق سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية، قد ارتفع بشكل كبير، وأصبحت الحفريات مخالفة لكل قوانين الحفر، بما فيها مخالفة المسافة القانونية التي حددها القانون اليمني.

وطبقاً للمصادر، فإن المليشيات الحوثية منحت بشكل عشوائي العديد من التراخيص لشخصيات قبلية وأُخرى من المزارعين، لحفر آبار في مناطقهم، وبدلاً من أن تكون المسافة القانونية بين البئر والأخرى مسافة 500 كم مربع، إلا أن المليشيات سمحت بحفر ثلاث وأربع آبار داخل المسافة تلك.

وبحسب المصادر، فإن المليشيات أخذت مبالغ مالية كبيرة من مالكي الآبار التي تم حفرها والتي ما يزال الحفر فيها جارياً، وقالت لهم بأن كل شخص يقبل بالنتيجة مهما كانت، سواءً حصلوا على مياه أم لم يحصلوا.

وفي السياق، أفادت مصادر أمنية وكالة خبر، بأن أغلب الحفر العشوائي للآبار يجري في مديريات العاصمة صنعاء وأمانة العاصمة ومديريات محافظات إب وذمار والبيضاء وعمران والجوف وصعدة والمحويت، وغيرها من المحافظات الخاضعة لسيطرة عصابة الحوثي الإرهابية.

وقالت المصادر، إن عدداً من أهالي القرى تقدموا بشكاوى رسمية إلى أقسام وإدارات الأمن في مناطقهم، إلا أنه لا تجاوب مع أي شكوى، كالمعتاد مع أي شكاوى لا تحظى بأي اهتمام من قبل المليشيات الحوثية، بل وصل الأمر بقيادات حوثية لحماية الحفارات والمعدات بعدد من الأطقم العسكرية.

مراقبون وحقوقيون أوضحوا لوكالة خبر، أن منح مليشيا الحوثي مزيدا من التراخيص لحفر آبار عشوائية، يشكل تهديداً حقيقياً للحوض المائي الذي قد يتسبب بالجفاف، وهو ما يعتبر من أسباب الفقر المائي، دون إدراك المليشيات ما قد ينتج عن ذلك.

المليشيات الحوثية تهدف من خلال منحها للتراخيص، الحصول على الأموال فقط، غير مدركة للآثار المترتبة عن ذلك، والتي قد وصلت في بعض القرى إلى إشعال حروب قبلية بين عدة أسر، لما يعانيه أهالي تلك المناطق من شحة المياه.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

أطباء بلا حدود: ارتفاع حاد في حالات الإسهال المائي في اليمن

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الاثنين، عن تسجيل ارتفاع مقلق في حالات الإسهال المائي الحاد في مختلف أنحاء اليمن، بلغت ذروتها في مستشفى السلام بمدينة خمر بمحافظة عمران خلال شهر يونيو الماضي، في ظل ظروف صحية متدهورة وأزمة تمويل متفاقمة.

وذكرت المنظمة، أن تفشي الإسهال المائي بدأ في أواخر أبريل 2025، وتم خلال الفترة من 20 أبريل إلى 20 يوليو علاج أكثر من 2700 حالة، تطلب ثلثاها الدخول إلى المستشفى، في مؤشر على شدة الأعراض وتدهور الوضع الصحي العام.

واستجابةً لتزايد أعداد المصابين، أعادت المنظمة فتح مركز علاج مخصص في المنطقة، ما ساهم في زيادة عدد الأسرّة المخصصة للعلاج بأكثر من 30%، بهدف تحسين الوصول إلى الرعاية الطبية وضمان تلقي المرضى للدعم في الوقت المناسب، رغم استمرار تدفق الحالات الجديدة يومياً، ونقل نصفها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ولفتت المنظمة إلى أن الأطفال دون سن الخامسة يمثلون 29% من إجمالي الحالات، وهي نسبة مرتفعة تعكس حجم الهشاشة الصحية في أوساط هذه الفئة، خصوصاً مع معاناتهم من سوء التغذية وضعف المناعة.

وتأتي هذه الموجة الجديدة في سياق أزمة تمويل خانقة، بدأت مطلع العام الجاري، وأثرت سلباً على قدرة العديد من المنظمات الإنسانية على الاستجابة للاحتياجات الطبية في اليمن، حيث انخفض عدد مراكز علاج الإسهال المائي بشكل كبير خلال العام الماضي.

وحذّرت "أطباء بلا حدود" من أن هذا الوضع يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، وانقطاع الكهرباء على نطاق واسع، ما أدى إلى تقليص فرص الحصول على مياه شرب آمنة، وتفاقم انهيار خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، الأمر الذي يزيد من خطر انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه.

وأكدت المنظمة، أنها ستواصل تقديم الدعم الطبي في المناطق المتضررة، داعية الجهات المانحة إلى التدخل العاجل لتلافي كارثة صحية وشيكة تهدد آلاف اليمنيين، لا سيما الأطفال.

مقالات مشابهة

  • مليشيا الحوثي تختطف معلماً من داخل مدرسته غربي إب
  • ضبط 5 متهمين بالتنقيب عن الآثار داخل ورشة بحدائق القبة
  • كيف يسبب تغير المناخ زيادة تشكل الحفر الأرضية الغائرة؟
  • رئيس علمية كورونا: الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية خطر حقيقي
  • محافظ تعز يناقش أزمة المياه ويشدد على ضبط الأسعار وتخصيص آبار "الضباب" لمياه الشرب
  • مليشيا الحوثي تفرض ملازم طائفية على مدارس ثلاث مديريات بتعز
  • مليشيا الحوثي تفرض شعاراتها وملازمها الطائفية بالقوة في مدارس تعز وتختطف المعلمين الرافضين
  • أطباء بلا حدود: ارتفاع حاد في حالات الإسهال المائي في اليمن
  • توحّش الميليشيات الحوثية يتجاوز الخطوط.. مؤيدوها تحت سيف القمع بعد الخصوم
  • اجتماع برئاسة عوض يناقش آلية الحفاظ على المياه والمخزون المائي في صعدة