برنامج الأغذية العالمي يحذر من استخدام المياه الجوفية في العراق بوصفها كارثة
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
سبتمبر 12, 2023آخر تحديث: سبتمبر 12, 2023
المستقلة/-حذر برنامج الأغذية العالمي {WFP} من استخدام المياه الجوفية الموجودة في العراق، واصفاً استغلالها بالـ”كارثة”، بينما حدد خبير بيئي كميتها بنحو 6 مليارات متر مكعب.
وقال مدير البرنامج في العراق علي رضا قريشي في حديث لصحيفة “الصباح” تابعته المستقلة، إن “استخدام المياه الجوفية في العراق يمثل كارثة في طريقها إلى الحدوث، إذ إن هذا النوع من المياه يأتي من الأمطار ويحتفظ به في أحواض داخل الأرض لحفظ التوازن واستهلاكها سيخلق حالة من النضوب بمرور الوقت”.
وأضاف قريشي بالقول: “لا أقف بالضد من استخدام هذه المياه في الزراعة أو غيرها، لكن يجب أن يكون ذلك وفق إدارة تمنع هدر المياه وتحفظها، بما يحفظ التوازن داخل الأرض”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن للعراقي أن يكون أنانياً باستخدام هذه المياه، لكونها تمثل مستقبل البلاد، في ظل تناقص موارد المياه في العالم”.
ودعا مدير برنامج الأغذية في العراق إلى “استخدام الحلول طويلة الأمد، مثل إعادة تدوير المياه المستخدمة يومياً، لكونه يمثل حلاً لمشكلة المياه التي يعاني منها العراق منذ سنوات”، موضحاً أن “الحلول الآنية الحالية لا تنتج أي معالجة على الإطلاق، ويجب دعم ذلك بسلسلة تشريعات وتكنولوجيا صحيحة لتقييم حجم المياه واستخدام آلية إعادة ضخ المياه أكثر في المياه الجوفية”.
ويقترح قريشي، “إقامة أحواض مائية تحت الأرض في المناطق التي تتجمع فيها المياه الجوفية، فضلاً عن استخدام حصاد المياه، إذ يمكنهما حفظ المياه الجوفية وزيادتها مستقبلاً”، مشيراً إلى أن “كل هذه الحلول يمكنها منع هدر المياه خصوصاً إذا ما علمنا أن الحل موجود في يد المجتمع نفسه الذي يمكن أن تتضافر جهوده من أجل معالجة هذا الشح”.
ونبه إلى أن “البرنامج يعمل مع محطة بحوث المياه في وزارة الموارد المائية، وجزء من هذا العمل يتعلق بالمياه الجوفية، من خلال مراقبتها باستخدام صور الأقمار الصناعية، ونسعى لإقامة مشروع لإعادة تدوير المياه باستخدام حلول تعتمد على الطبيعية لتكون حلا إجمالياً لمشكلة المياه بشكل عام”.
وأشار إلى أن البرنامج عمل على إعداد تحليل خاص بالأراضي المزروعة وغير المزروعة باستخدام صور فضائية، لمعرفة حجم تلك الأراضي، والجانب الأكثر أهمية فيها هي الأراضي والمزارع المهملة التي لا تزرع في الوقت الحالي، نظراً للظروف المائية التي يعانيها العراق وعدم استغلالها بالشكل الصحيح”.
الخبير في مجال الهندسة البيئية حيدر محمد عبد الحميد، اعتبر المياه الجوفية من المياه المتجددة ولا يتم اللجوء إليها إلا في الحالات الحرجة.
عبد الحميد قال في حديث لـ “الصباح” إن “المياه الجوفية خزين متجدد، وهناك الكثير من الدراسات العالمية التي حددت أرقاماً مبالغا فيها عن كمياتها”، مشيراً إلى أن “أرقامها تتراوح بين 5 ـ 6 مليارات متر مكعب وتتواجد في مناطق الهضبة الغربية ووسط وجنوب العراق وبعض من الموارد في المناطق الشمالية”.
وأضاف أن “20 % من الموارد المائية في المناطق الشمالية تعتمد على مصادر المياه الجوفية، في حين أن هنالك استخداما ضئيلا لها في مناطق الوسط والجنوب”، داعياً إلى الاستخدام العقلاني لهكذا نوع من المياه، واللجوء إليها فقط في حال استمرار شح المياه على وفق كميات مدروسة توازي كمية ما يتم ضخه من مياه الأنهار والرواسب المائية في الطبقات الجيولوجية”.
وحذر الخبير في مجال الهندسة البيئية من “الزيادة المفرطة بسحب المياه الجوفية خصوصاً إذا ما تمت خلال فصل الصيف، ما يؤدي إلى جفاف طبقاتها الصخرية وحصول تشققات فيها، وزيادة تراكيز الملوثات في المحتوى المائي وقد تتسبب هذه العملية في حصول قطع بالوارد المائي”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: المیاه الجوفیة فی العراق إلى أن
إقرأ أيضاً:
المتحدثة باسم «الأغذية العالمي» في الخرطوم لـ«الاتحاد»: 25 مليون سوداني يُعانون الجوع الحاد
أحمد مراد (الخرطوم، أبوظبي)
أخبار ذات صلةكشفت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان، ليني كينزلي، عن أن 25 مليون سوداني يُعانون الجوع الحاد، في ظل تضاعف انعدام الأمن الغذائي أكثر من مرتين منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، مؤكدة انتشار المجاعة في 10 مناطق، وبالأخص في شمال دارفور، وجبال النوبة الغربية في جنوب وغرب ولاية كردفان.
وأوضحت كينزلي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه قبل اندلاع النزاع المسلح، كان نحو 11.7 مليون شخص في السودان يُعانون الجوع الحاد، ما يمثل المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي وما فوقها.
وبعد عامين فقط من النزاع ارتفع العدد ليصل إلى 25 مليون شخص، وقد تأكد وقوع المجاعة في العديد من المدن والولايات السودانية.
وأشارت إلى أن تداعيات النزاع المسلح ما زالت تدفع عدداً متزايداً من المدنيين السودانيين نحو الجوع، مشددة على ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء الاقتتال في أقرب وقت ممكن.
وطالبت كينزلي منظمات المجتمع الدولي بتكثيف جهودها الدبلوماسية والسياسية لتأمين مرور آمن للمساعدات الإنسانية والإمدادات الإغاثية، إضافة إلى دفع أطراف النزاع نحو التسوية السلمية، عبر آليات التفاوض والحوار، وهو ما يمثل ضرورة ملحة.
ونوهت بأن برنامج الأغذية العالمي يُقدم حالياً المساعدة لنحو 4.6 مليون شخص شهرياً ممن يعانون أعلى وأشد مستويات الجوع، مع التركيز بشكل خاص على الأشخاص الذين يواجهون المجاعة أو المعرضين لخطرها.
وقالت متحدثة برنامج الأغذية العالمي، إن البرنامج يسعى إلى توسيع نطاق المساعدات الإنسانية لتصل إلى 7 ملايين شخص شهرياً، لكنه بحاجة إلى تمويل إضافي، إذ إن الموارد المتوافرة حالياً لا تواكب الاحتياجات الهائلة.
وأضافت أن هناك حاجة إلى أكثر من 660 مليون دولار خلال الـ6 أشهر المقبلة، وذلك لتوفير المساعدات الغذائية الطارئة لملايين السودانيين المتضررين من النزاع، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار.
في غضون ذلك، أعلن مركز عمليات الطوارئ الصحية الاتحادي في السوادن تصاعد ملحوظ في إصابات الكوليرا بعدد من الولايات، حيث تم تسجيل 2729 حالة خلال أسبوع واحد، من بينها 172 حالة وفاة.
وقال المركز، في تقرير أوردته وكالة السودان للأنباء «سونا»، أمس، إن 90% من الحالات الجديدة سجلت بولاية الخرطوم، لا سيما في محليات كرري، أم درمان، وأمبدة، تليها ولايات شمال كردفان، سنار، الجزيرة، النيل الأبيض، ونهر النيل.
كما أعلن المركز أن العدد التراكمي لإصابات حمى الضنك بلغ 12 ألفاً و886 حالة، بينها 20 حالة وفاة، مشيراً إلى تسجيل 54 إصابة تراكمية بالحصبة في 6 ولايات، منها حالتا وفاة، بينما بلغ عدد إصابات السحائي 134 حالة في 6 ولايات، بينها 12 وفاة، حيث سجلت 73.9 % من هذه الحالات بولاية الجزيرة.
وأوضح التقرير أن 91% من إصابات التهاب الكبد الوبائي (E) سجلت بولاية كسلا، مشيراً إلى تنفيذ عدد من الأنشطة، من بينها فحص 1415 مصدراً داخل الشبكة من أصل 946 مستهدفاً بنسبة تغطية بلغت 150%، حيث تبين أن 328 مصدراً غير مطابق وألف 52 مطابقاً للمعايير.
مواجهة الكوليرا
في ما يخص الوضع الصحي بولاية الخرطوم، أوضح المركز أن وفداً اتحادياً برئاسة مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بالإنابة وصل الولاية، وعقد اجتماعاً مع الوزارات والجهات ذات الصلة، مشيراً إلى أنه تم تقسيم العمل إلى عدة محاور ولجان لمواجهة الوباء والاطلاع على حجم الإمدادات وجهود المنظمات العاملة، حيث انطلقت حملة التطعيم ضد الكوليرا في منطقة البجا عبد الهادي بمحلية جبل أولياء، على أن تشمل بقية المحليات في المراحل المقبلة.
ووجه الاجتماع بضرورة تكثيف الجهود، خاصة في مجال صحة البيئة بولاية الخرطوم، لمواجهة التحديات الراهنة.