الإمارات تهب لنجدة ليبيا.. الخير لا ينتظر الاستغاثة
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
فجأة غرقت شوارع درنة، والمرج وسوسة، والبيضاء وغيرها من مدن شرق ليبيا، ومدن الجبل الأخضر في المياه التي حملتها العاصفة المدمرة دانيال عبر البحر الأبيض المتوسط، مثل الطوفان الهادر، فأغرقت مرتفعات شحات، والقبة، وغاباتها الخضراء، والمساحات الزراعية في مياه الأمطار، التي جرفت الأخضر واليابس، وخلفت أكثر من ألفي قتيل، و5 آلاف مفقود، فضلاً عن خسائر مادية ومالية هائلة، لن يتسنى حصر حجمها قبل وقت طويل.
ولكن ليبيا التي ترزح منذ أكثر من عقد تحت وطأة الخلافات السياسية، والاقتتال، والإرهاب، فضلاً عن تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، لا تجابه كارثة دانيال على هولها، منفردة، وهي قادرة على تجاوزها بفضل جهود إخوتها وهو ما أكده مثلاً ليلة أمس قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الذي قال في الكلمة التي توجه بها إلى الليبيين عبر صفحة القوات المسلحة الليبية على فيس بوك، أن "مصر، والإمارات، وتونس، والأردن وجهت مساعدات عاجلة لمواجهة آثار السيول التي ضربت المنطقة الشرقية" مضيفاً أن "الإمارات العربية المتحدة، أرسلت مساعدات إغاثية، وفرق إنقاذ، وصلت مبكراً وبدأت فعلياً المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ".
وأضاف المشير حفتر، وفق موقع أخبار ليبيا24 صباح اليوم الثلاثاء، أن رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أكد له في المكالمة الهاتفية مساء أمس الاثنين بينهما أنه أعطى"توجيهاته بإرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية وفرق الإنقاذ والدعم والمعدات الطبية" إلى ليبيا مشدداً على "استعداد بلاده لتسيير جسر جوي بشكل متواصل لمساعدة كافة المدن والمناطق المتضررة".
ومن جهته قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية في العاصمة طرابلس من جهته، عبر "إكس": " تلقيت اتصالا هاتفيا من الشيخ
محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، عبر فيه عن تضامنه مع شعبنا في هذه الأزمة، وتعازيه في شهداء العاصفة دانيال، واستعداد الإمارات لتقديم يد العون" مشيداً بدعم الإمارات المتواصل لليبيين في كل الظروف.
إن في مثل هذا الإعلان من حفتر ومن الدبيبة، في ذات التوقيت تقريباً، تأكيد، لما يعرفه القاصي الداني في الإمارات والمنطقة والعالم، ولما يُشيد به البعيد في أوكرانيا أو الفلبين، قبل القريب في ليبيا أو السودان، أو المغرب، وقبلها سوريا، أو تركيا، وهو أن الإمارات لا ترضى أن تنام ليلاً، إذا كان في الجوار يتيم يبكي، أو منكوب مقهور، أو ثكلى مكسورة الجناح، فتُقام الجسور براً وجواً وبحراً، وتهدر الطائرات، وتزمجر البواخر، ويتجند المتطوعون والمنقذون، لتلبية نداء الواجب، والإنسانية، من أصقاع العالم المختلفة، لمواجهة تداعيات الكوارث المختلفة، سواء كانت زلازال، أو فيضانات، أو أوبئة، أو حرائق، وأحياناً تتدفق المساعدات والإغاثة على الدول حتى قبل أن تطلبها رسمياً، كما في ليبيا أمس، وفي المغرب قبلها بأيام قليلة.
إن صوت الواجب في الإمارات، أعلى من أي صوت آخر، ورابط الأخوة الإنسانية أمتن من كل وثاق غيره، والإمارات اليوم، كما كانت أمس، وكما ستكون دائماً، جابرة عثرات الكرام، وإن تكالبت عليها صروف الدهر، أو أعاصيره مثل دانيال، أو زلزال الحوز في المغرب، أو قبل ذلك في شمال سوريا، وجنوب تركيا، وفي السودان، وتشاد، وأوكرانيا، والفلبين، وإندونيسيا، والقائمة تطول.
لم تبخل الإمارات يوماً ولن تفعل، على الشقيق والصديق، بالغوث، والمساعدة، والأخوة، ترجمةً لما غرسه المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ عقود في هذه التربة، وهو الذي قال يوماً: " نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن تعم أصدقاءنا وأشقاءنا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا
إقرأ أيضاً:
عبدالله بن زايد ووزير خارجية الصين يؤكدان عمق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين
تلبية لدعوة من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، قام معالي وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية في جمهورية الصين الشعبية، بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يومي 12 و13 ديسمبر الجاري، وتم تبادل وجهات النظر وعلى نحو معمق حول مجمل العلاقات الثنائية التي تربط البلدين والشعبين الصديقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
أشار الجانبان إلى أن علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين شهدت تطورات إيجابية في كافة المجالات وبما يلبي تطلعات قيادتي وشعبي البلدين في التقدم والازدهار، واتفق الجانبان على تنفيذ التوافقات المهمة التي تم التوصل إليها خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى جمهورية الصين الشعبية ولقائه بفخامة شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، في مايو 2024 في إطار السعي المشترك للارتقاء بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب على كافة الأصعدة والمستويات الثنائية ومتعددة الأطراف.
وأعرب الجانب الصيني عن دعمه الثابت لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها.
وأكد الجانب الإماراتي التزامه الراسخ بمبدأ الصين الواحدة، وبأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وعلى دعمه الثابت لجهود الحكومة الصينية لتحقيق إعادة توحيد البلاد، ورفضه تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للصين.
كما عبر الجانب الصيني عن دعمه لمساعي دولة الإمارات العربية المتحدة للتوصل إلى حل سلمي للنزاع حول الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية وفقا لقواعد القانون الدولي، بما فيه ميثاق الأمم المتحدة.
وأثنى الجانب الصيني على الإنجازات التنموية التي حققتها دولة الإمارات في كافة المجالات، معرباً عن استعداده لتعميق المواءمة بين مبادرة «الحزام والطريق» ورؤية «نحن الإمارات 2031» وخطة «الاستعداد للخمسين»، والعمل سوياً على دفع عجلة التنمية إلى أعلى المستويات.
أشاد الجانب الإماراتي بالانعقاد الناجح للدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، معتبرا أن هذه الدورة المهمة ستعزز التنمية العالية الجودة في الصين والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة للمجتمع الدولي.
وأعرب الجانب الإماراتي عن تقديره لما طرحه فخامة شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية من مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمية ومبادرة الحضارة العالمية ومبادرة الحوكمة العالمية، ودعا الجانب الصيني الجانب الإماراتي للمشاركة والتعاون في إطار المبادرات العالمية الأربع.
كما أعرب الجانبان عن تقديرهما الكبير لما تم تحقيقه من نتائج إيجابية في إطار التعاون العملي بين البلدين في كافة المجالات، مؤكدين على استعدادهما لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والنفط والغاز الطبيعي والطاقة المتجددة والمياه والبنية التحتية والتكنولوجيا، والبحوث والعلوم، وتعزيز التعاون في المجالات العسكرية وإنفاذ القانون ومكافحة التطرف والإرهاب، وتكثيف التبادل في مجالات تعليم اللغة الصينية والسياحة والطيران المدني، بما يثري مقومات علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين باستمرار.
وأعرب الجانب الإماراتي عن دعمه لاستضافة الجانب الصيني القمة الصينية العربية الثانية في عام 2026، ودعمه لعقد القمة الثانية بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوازي، مؤكدا استعداده لبذل الجهود المشتركة مع الجانب الصيني لإنجاح القمتين على أكمل وجه، وأكد الجانب الصيني على استعداده للعمل مع الجانب الإماراتي لإنجاز المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة الصينية الخليجية في أقرب فرصة ممكنة.
وجدد الجانبان التزامهما المشترك بتحقيق سلام شامل وعادل ودائم قائم على حل الدولتين، يفضي إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل بأمن وسلام، وفقا لحدود 4 يونيو 1967، والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
كما أعربا عن تقديرهما للجهود الدولية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وشددا على ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاق لتخفيف المعاناة الإنسانية وتهيئة الظروف الرامية إلى تحقيق سلام دائم.
وأثنى الجانب الصيني على أهمية الدور الإيجابي المؤثر لدولة الإمارات في المنطقة، وثمن الجانب الإماراتي الجهود الإيجابية والمساهمات المهمة التي قدمها الجانب الصيني لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
كما أبدى الجانبان حرصهما على تعزيز التواصل والتنسيق في الأمم المتحدة ومجموعة البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون وغيرها من المنصات متعددة الأطراف، وبذل جهود مشتركة من أجل تحقيق مزيد من الازدهار والتقدم للعالم أجمع.