موقع النيلين:
2025-06-25@16:12:19 GMT

عيساوي: عرب دارفور

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

عيساوي: عرب دارفور


منذ اليوم الأول لمعركة الكرامة ودخول سلاح الجو فيها. بات في حكم المؤكد ترجيح كفة الجيش. الأمر الذي دفع بكثير من المحللين بالتنبؤ المظلم بنهاية المليشيات. وذلك بالقتال فيما بينها في نهاية المطاف.

وهذا الذي حدث بالضبط بعد ظهور عبد الرحيم دقلو بفضائية (إسكاي نيوز). بعد هروبه من أرض المعركة تاركا قواته تواجه آلة الأشاوس.

حيث أفاد شهود عيان بأن عدد سبعة إرتكازات ببحري تركها الجنجا بكامل عتادها (احتجاجا) قبل أن يتعرض لهم الجيش. وانسحاب إرتكازات كثيرة من الشوارع بالعاصمة.

إضافة لما تناقلته الصحف السيارة بأن قتالا شرسا دار بين الجنجا فيما بينهم ببحري. وكذلك تعرض قبيلة السلامات بدارفور لهجوم غادر من أبناء قبيلة الهبانية المنتسبين للجنجويد وفق ما تناقلته المواقع الإخبارية. ولطالما أنه مجتمع عشائري من المتوقع أن يرد السلامات التحية بمثلها أو (بأعنف) منها (لطفك يا رب).

وهناك المعركة الكبرى المؤجلة بين المسيرية والرزيقات التي أوشكت على البداية لبلوغ الاحتقان بين الطرفين مرحلة اللاعودة لصوت العقل. وفي تقديرنا سوف تبدأ شرارتها بالعاصمة. ومن ثم تكتمل الصورة المؤساوية بدارفور.

ولا يفوتنا بأن همجية تلك المليشيات سوف توسع دائرة الحرب القبلية بين مكونات المليشيات لأن هناك مظالم (عنصرية) خلقتها تلك الحرب. وخلاصة الأمر سبق وأن قلنا بأن غالبية مشاكل السودان من دارفور. وغالبية مشاكل دارفور من المكون العربي.

وعليه من باب (ما حك جلدك مثل ظفرك) نناشد الإدارات الأهلية للقبائل العربية بما عرفت به من عقلانية في مثل تلك الأحداث على مر التاريخ بأن تحافظ على نسيجها الاجتماعي من (حالقة) تداعيات الحرب تلك. وكذلك رسالتنا للمثقف الدارفوري لأبناء تلك القبائل بأن يكون عند حسن الظن به. بدلا من التكسب بدماء أهله كما هو مشاهد عند كثير منهم.
نشر المقال… يعني حصار لنار الفتنة بدارفور.


د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٣/٩/١٠

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

هل انتصرت إيران في الحرب؟

سؤال المهزوم والمنتصر يُطرح دوماً بعد كل حرب، وهو سؤال بالغ التبسيط والتسطيح لمسألة بالغة التعقيد والتشابك؛ ذلك أن أغلب الحروب العسكرية حالها حال أغلب القضايا السياسية، بل أغلب العلاقات الانسانية، ليست صراعات صفرية في الغالب، ولا هي مباريات كرة قدم ولا مسابقات للحصول على جائزة ومن يُحقق فيها النقاط الأكثر يكون الفائز أو الغالب أو المنتصر.

الحرب بين إيران واسرائيل التي استمرت 12 يوماً انتهت بـ"لا غالب ولا مغلوب"، حالها في ذلك حال الحرب على غزة المستمرة منذ 19 شهراً والتي لا يُمكن حتى هذه اللحظة الحسم فيها بأن ثمة طرف قد انتصر على الآخر، إذ لم تُحقق اسرائيل أهدافها من هذه الحرب كما لم تستسلم حركة حماس أو تلقي سلاحها، وعليه فإن الحديث عن خسائر كل طرف في هذه الحرب لا يُمكن أن يكون الطريق للاستدلال على المنتصر أو المهزوم.

في الحرب الايرانية الاسرائيلية لا يُمكن لأحد الحسم بأن طرفاً ما قد انتصر والآخر قد انهزم، لكننا نستطيع الجزم بأن كلاً من إيران ودولة الاحتلال قد حققا إنجازات استراتيجية لم تكن لتتحقق لولا هذه الحرب، وهي تحولات سيكون لها ما بعدها في قادم الأيام، وستتغير حسابات كل طرف في التعاطي مع الآخر اعتباراً من الآن، وتبعاً لنتائج هذه الحرب.

في هذه المعركة أبلغت اسرائيلُ المنطقة، وعلى رأسها إيران، بأنها لن تسمح بتشييد مشروع نووي منافس، وأنها يُمكن أن تستخدم القوة العسكرية المباشرة من أجل تعطيله، وهذا لم يحدث من قبل مطلقاً، لكن القدرة العسكرية لاسرائيل أصبحت مكشوفة وتبين بأن هذا "الغول" الذي يُرعب المنطقة لم يتمكن من ضرب المفاعلات النووية الإيرانية وانتظر 12 يوماً حتى تدخلت الولايات المتحدة ونفذت المهمة خلال ساعات قليلة. وهذا يعني بالضرورة أن ضرب إيران يحتاج لقوة لا تتوافر لدى الاسرائيليين باختصار، ولولا الولايات المتحدة لغرقت تل أبيب في حرب استنزاف مدمرة كان من الممكن أن تستمر طويلاً.

على المستوى الايراني حققت إيران الكثير من الانجازات الاستراتيجية التي تشكل تحولاً في المنطقة، فقد تبين بأنها تمتلك قوة ردع لا يستهان بها أمام اسرائيل، وتبين بأنها قادرة على ضرب تل أبيب وتجاوز كافة الدفاعات الجوية الاسرائيلية وتلك الموجودة في دول الجوار، وهو ما يعني أن اسرائيل ستحسب ألف حسابٍ لإيران اعتباراً من الان قبل أن تدخل معها في مغامرة عسكرية.

كما أثبتت إيران في هذه الحرب بأنها قوة إقليمية لا يُستهانُ بها ولا يُمكن تجاهلها، وليست "ظاهرة صوتية" كما كان يحلو لأعدائها تصويرها في السابق، فقد ردت على الاعتداءات الاسرائيلية في كل مرة، وعندما قررت اسرائيل الدخول في حرب تمكنت من هذه الحرب، وظلت توجه الضربات لاسرائيل حتى آخر لحظة سبقت وقف إطلاق النار.

انتهت الحربُ بين إيران واسرائيل بوقف لإطلاق النار أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وليس باستسلام أي من الطرفين، كما أن مصير المشروع النووي الإيراني لا يزال مجهولاً وسط تقارير متباينة تتحدث عن أن المواد المهمة تم نقلها من داخل المفاعلات التي قصفتها الطائرات الأمريكية الى مكان آمن. 

وقفُ إطلاق النار أنقذ الطرفين من حرب استنزاف طويلة الأمد، وأنقذ المنطقة من الانزلاق نحو مزيد من الفوضى والعنف، وأنهى هذه الحرب دون أن يكون ثمة غالب أو مغلوب. 

مقالات مشابهة

  • حرب.. وحُب!
  • هل انتصرت إيران في الحرب؟
  • حنا: المقاومة تعتمد الدفاع التكتيكي وإسرائيل تحاول خلق مزيد من المليشيات
  • حميدتي وعبدالرحيم حالة مطاردة : استهداف الشمالية ونهر النيل (2-2)
  • خطاب حميدتي العرجاء لمراحها
  • مسؤولة أممية: خطر الإبادة الجماعية في السودان لا يزال مرتفعاً وسط هجمات عرقية تقودها للدعم السريع
  • أوكازيون المليشيات.. (الما عنده مليشيا ما عنده عيشة)
  • السودان: توقعات بطقس حار إلى حار جداً في معظم أنحاء البلاد اليوم
  • حميدتي يكشف عن موقف مفاجئ في مشكلته مع مصر وأسباب انتشار قواته في المثلث الحدودي ويعترف بإبعاده من مناطق غالية ويكشف عن جهة أشعلت
  • نداء استغاثة بعد اعتداء قوات أمنية على نساء من “قبيلة الصبيحة” في بئر أحمد بـ عدن