دراسة: البنك الدولي أنفق مليارات الدولارات على الوقود الأحفوري
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
لندن-سانا
رغم وعوده المتكررة بإعادة التركيز على التحول الى اقتصاد منخفض الكربون أنفق البنك الدولي مليارات الدولارات على الوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم العام الماضي، وفقاً لدراسة حديثة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية .
وأوضحت الدراسة التي أجرتها (ايرجوالد)، وهي مجموعة حملات تتتبع تمويل الوقود الأحفوري العالمي أن الأموال مرت عبر شكل خاص مما يعرف باسم تمويل التجاري، الذي يستخدم لتسهيل المعاملات العالمية .
وبينت الدراسة أن البنك الدولي قدم نحو 3.7 مليارات دولار في التمويل التجاري عام 2022، والذي من المرجح أن ينتهي به الأمر إلى تمويل تطور النفط والغاز .
وفي هذا السياق دعت هيكي مينهاردت أحد مؤلفي الدراسة إلى إصلاح البنك الدولي وذراعه المالية الخاصة، وهي مؤسسة التمويل الدولية لجعل مثل هذه المعاملات أكثر شفافية واستبعاد تمويل الوقود الأحفوري من قروضها .
وقالت مينهاردت: “لا يمكنهم القول إنهم ملتزمون باتفاق باريس لأنه لا توجد شفافية كافية للتمكن من معرفة ذلك”، مبينة أن شركات الوقود الأحفوري ستستفيد من ذلك وستصل إلى الأموال العامة بهذه الطريقة دون لفت الانتباه إليها .
وتظهر البيانات الدولية أن دعم الوقود الأحفوري سجل مستويات غير مسبوقة، حيث وصل إلى 7 تريليونات دولار أمريكي العام الماضي، نتيجة دعم الحكومات للمستهلكين والشركات خلال ارتفاع الأسعار العالمية للطاقة، إثر أزمة أوكرانيا والتعافي الاقتصادي من الجائحة.
وبينما يسعى العالم جاهداً من أجل احتواء الاحترار العالمي في حدود 1.5 درجة مئوية، ومع اشتداد موجات الحر التي تشهدها أجزاء واسعة من العالم مثل آسيا والولايات المتحدة إلا أن تكلفة دعم النفط والفحم والغاز الطبيعي تبلغ ما يعادل 7.1 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي أي ما يتجاوز ما تنفقه الحكومات سنوياً على التعليم وحوالي ثلثي ما تنفقه على الرعاية الصحية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الوقود الأحفوری البنک الدولی
إقرأ أيضاً:
الطوفان يعمّق عزلة إسرائيل.. والتطبيع يُسعفها إقليمياً.. دراسة جديدة
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات دراسة علمية بحثت في واقع انخراط "إسرائيل" في العولمة بجوانبها المختلفة، وتحديداً تأثير طوفان الأقصى على هذا الانخراط.
الورقة أعدّها أ. د. وليد عبد الحي، الخبير في الدراسات المستقبلية، وقدّمت قراءة كمية وتحليلية معمقة في مؤشرات العولمة السياسية والاقتصادية، وفي تفاعل "إسرائيل" الإقليمي والدولي خلال مرحلة ما بعد 7 أكتوبر 2023.
أولاً ـ العولمة السياسية.. تراجع بعد التقدّم
كشفت الدراسة أن "إسرائيل" كانت تتفوق على المتوسط العالمي في مؤشرات العولمة السياسية قبل طوفان الأقصى، واحتلت المرتبة 34 عالمياً في مؤشر العولمة الدبلوماسية، مستفيدة من التطبيع العربي المتزايد واعتراف أغلب دول منظمة التعاون الإسلامي بها.
لكن الطوفان غيّر المعادلة:
ـ تراجعت "إسرائيل" 3 مراتب وانخفض المؤشر بـ0.15 نقطة خلال العام الأول من الحرب.
ـ تم قطع أو تجميد العلاقات من قبل 11 دولة.
ـ تصاعد الضغط الدولي عبر المحاكم الدولية والمظاهرات والمطالب بالعقوبات.
ثانياً ـ العولمة الاقتصادية.. التراجع المتراكم
بحسب الدراسة، فإن العولمة الاقتصادية هي الأكثر أهمية لـ"إسرائيل"، وقد شهدت صعوداً حتى عام 2005، ثم بدأت بالتراجع.
ـ في عام 2024، تراجع مؤشر العولمة الاقتصادية من 78.09 إلى 72 نقطة.
ـ الطوفان لم يكن السبب المباشر، بل كان مسرّعاً لتراجع بدأ منذ قرابة عقدين.
ـ الدعم الأمريكي بعد الطوفان لعب دوراً في امتصاص الصدمة الاقتصادية، لكن لم يمنع الانحدار في: السياحة، التجارة الخارجية، الاستثمار الخارجي.
ثالثاً ـ الاستقرار الداخلي.. الانحدار المتواصل
الدراسة عرضت مؤشرات الاستقرار الإسرائيلي، التي تراجعت من -0.82 سنة 2019 إلى -1.46 في 2023.
ـ سنة 2024، اعتُبرت "إسرائيل" ضمن أكثر 10 دول عدم استقراراً في العالم.
ـ التقديرات تُظهر أن العنف الناتج عن المواجهات قد كلف الاقتصاد: 40% انخفاض عند قياس الأثر المباشر، 61% انخفاض عند شمول آثار التهجير والرعاية والنشاطات غير الاقتصادية.
رابعاً ـ النمو الاقتصادي.. انهيار متسارع
معدلات النمو كانت 6.3% في 2022، ثم تراجعت إلى: 1.8% في 2023، 1% في 2024.
خامساً ـ التعويض بالتطبيع العربي
ـ الدراسة حذّرت من أن "إسرائيل" ستعتمد على التطبيع العربي لتعويض خسائرها في الساحة الدولية.
ـ استراتيجية بيريز القديمة بالفصل بين العولمة السياسية والاقتصادية يُعاد تفعيلها الآن.
خلال 2024:
ـ الواردات العسكرية العربية من "إسرائيل" بلغت 1.8 مليار دولار، أي %12 من صادراتها العسكرية.
ـ ارتفع حجم التجارة المدنية بين "إسرائيل" وخمس دول عربية و15 دولة إسلامية.
وخلصت الدراسة إلى أن "إسرائيل" تواجه أزمة بنيوية في مؤشراتها العولمية، والعقبة الأكبر أمام عودتها لمسار العولمة هي أنها كانت أصلاً في مسار تراجعي سابق، وأن الطوفان لم يخلق الأزمة، لكنه كشفها وعمّقها.
ودعا الباحث إلى وقف موجات التطبيع التي يستغلها الاحتلال لتثبيت وضعه الاقتصادي والسياسي، وحذّر من أن أي دعم عربي أو إسلامي لـ"إسرائيل" يُعتبر بمثابة رافعة إنقاذ دولية لها في لحظة تراجع حاد.
الدراسة تُعد من الوثائق النادرة التي تربط بين ديناميات العولمة والتغيّرات السياسية الناتجة عن مقاومة فلسطينية شاملة، وتُبرز كيف يمكن للأحداث الكبرى مثل "طوفان الأقصى" أن تعيد رسم موقع "إسرائيل" في النظام العالمي، إذا لم يُعاد تأطير المواقف الإقليمية، خصوصاً العربية، بما يتناسب مع تلك التحولات.