زنقة20| علي التومي

لقد كانت زيارة جلالة الملك لإقليم الحوز وتفقده للمصابين والجرحى جراء الزلزال المؤلم الذي ضرب المنطقة مفعمة بالدلالات الوطنية السارخة، التي تجسد إستشعار هرم الدولة ومشاطرته لشعبه الوفي آلامهم ومعاناتهم في هذه المأساة العميقة، وجراحها التي لازالت لم تندمل.

وكرس الجالس على العرش من خلاله مبادرته الإنسانية النبيلة ومعانقته للمصابين من قلب المستشفى الجامعي بمراكش كل قيم الإيثار والتضحية، التي تدب بعروق وقلوب المغاربة، والتي لم يزدها هذا الحدث الجلل الى قوة وصلابة في مشاهد تجسد وحدة الملك والشعب في رسالة للعالم أن المغاربة شعبا وقيادة عاقدون العزم كل العزم على الخروج من هذه الأزمة اقوى من ذي قبل .

وأن عاهل البلاد منخرط وبقوة في لملمة الجراح ومواكبة عمليات الإنقاذ عن قرب وكثب، وأن مضامين بلاغ الديوان الملكي أخذت في التنزيل وبأدق التفاصيل، وبإشراف ومتابعة مباشرة من لدن أعلى الهرم السياسي بالمملكة.

لقد حمل تنقل جلالة الملك بين المصابين والجرحى وتبادل التحايا معاهم رسائل تضمد الجراح، وتفتح الباب على مصراعيه لأبعد الآفاق بأن ساكنة الحوز ابدا لن يكونوا وحيدين في مواجهة مصيرهم، وبأن أب الأم المغربية يتقاسم معاهم إحساسهم بلوعة الوجع والفقد في الضحايا الذين قضوا في الزلزال، وأنه حريص كل الحرص على توفير العناية الطبية اللائقة بالمصابين، والأخذ بأيديهم لطريق الشفاء والتعافي .

لا يختلف إثنان أن لحظة ولوج جلالته لمدينة مراكش والإستقبال الحاشد والعفوي للساكنة التي إصطفت على جنبات الطريق للترحيب بعاهل البلاد شكلت لحظات تجلي مصيرية ستبقى عالقة في الأذهان، لحظات فارقة تؤكد أن المغرب ابدا لن يجثو على ركبتيه، وأن المغاربة قادرون على الخروج من عنق الزجاجة، وأن الدولة المغربية تملك كافة المقومات للإنبعاث من تحت الرماد ولملمة جراحها، بل وتملك كل المقومات لبناء غد مشرق من خلال إنخراط الجميع في جهود الإعمار كما حث على ذلك جلالة الملك.

إن حضور جلالة الملك بشخصه للمنطقة المنكوبة وبالرغم من دلالاتها الإنسانية العميقة والتي كانها لها أطيب الأثار والصدى في نفوس جميع المغاربة قاطبة، هي أيضا تحمل بين ثناياها رسائل سياسية لكافة المسؤولين عن تدبير هذه المرحلة الدقيقة من عمر بلادنا، أن جلالته يتابع تنزيل تعليماته السامية في تدبير هذه الفاجعة بشكل شخصي ومن عين المكان، وأن التخاذل او التهاون في مسألة معالجة الأثار والأضرار الناجمة عن الزلزال قضية عليا وجوهرية بالنسبة لعاهل البلاد، كما أن العناية بالمصابين والمعطوبين تحتل أولوية خاصة لا مكان فيها لأنصاف الحلول .

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: جلالة الملک

إقرأ أيضاً:

خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة

كشف الدكتور خالد حنفي أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر، الذي عقد بعنوان: "نحو تعاون أوثق – الانشاءات والطاقة"، في أثينا – اليونان، بمشاركة وفود من 17 دولة عربية تمثل رؤساء شركات ورجال اعمال ومسؤولين، بالإضافة إلى حضور 180 رجل أعمال يوناني يمثلون رؤساء شركات ومسؤولين، إلى جانب حضور عدد من السفراء العرب المعتمدين في اليونان، بالإضافة إلى رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، عن إطلاق اتحاد الغرف العربية أربعة مبادرات للتعاون بين العالم العربي واليونان "المبادرة الأولى تقوم على بناء جسور بين العالم العربي واليونان من أجل التعاون في مجال إعادة الإعمار، حيث هناك مبالغ مرصودة تقدّر بنحو 450 إلى 500 مليار دولار للدول العربية التي تحتاج إلى إعادة إعمار".


وتابع: "أما المبادرة الثانية فتقوم على إنشاء ممر للهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، من خلال التشبيك بين الشركات الموجودة في العالم العربي واليونان، وذلك عبر التنسيق والتشاور بين القطاع الخاص من كلا الجانبين ولا يسما بين اتحاد الغرف العربية والغرفة العربية اليونانية".


وتقوم المبادرة الثالثة وفق أمين عام اتحاد الغرف العربية على إنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في الطاقة والمياه، حيث أنّ الدراسات تشير إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يساهم في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية بنسبة 30 في المئة، وفي حال نجحنا في إدارة هذا الملف بالشكل المطلوب فإننا سنتمكّن من تحقيق النجاح المطلوب في ملف إعادة الإعمار.


أما المبادرة الرابعة والأخيرة المقترحة من جانب اتحاد الغرف العربية، بحسب الدكتور خالد حنفي، فتقوم على تحالف لوجستي وإنشاء موانئ محورية تقوم على مبدأ التعاون لا التنافس وذلك ضمن منظومة متناغمة تكون اليونان محطة محورية فيها بالشراكة مع الموانئ المحورية المتواجدة في العالم العربي، ومنها قناة السويس التي تقوم من خلال رئيس هيئة القناة الفريق أسامة ربيع بجهود جبارة وقد تجلى ذلك في الفترة الأخيرة من خلال الأزمة التي شهدها البحر الأحمر، مما ساهم في القاء ربط مصر والعالم العربي بجميع دول العالم.
 

رجال الأعمال تطالب بحوافز لتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في الزراعةمصرف المركزي القطري يخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة في 2025

وتابع: "إننا في ظل ما يواجهه العالم من تحديات اقتصادية ومناخية متزايدة، نحتاج إلى شراكة مبنية على الابتكار والمسؤولية المشتركة، تضع الإنسان والبيئة في صميم المعادلة الاقتصادية، وتُحوّل التحديات إلى فرص نمو مشتركة".


وخلال كلمة لأمين عام الاتحاد، بصفته منسّقا ومديرا لجلسة بعنوان: "الطاقة والبناء في عصر الذكاء الاصطناعي"، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر"، شدد على "أننا نحن نجتمع اليوم في لحظة مفصلية، حيث تتلاقى ثلاث قوى تشكل مستقبل الاقتصاد: الطاقة والبناء والتحوّل الرقمي من خلال الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تشهد الاستثمارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط نموًا بنسبة كبيرة، حيث تأتي المنطقة في طليعة الاستفادة من هذه التقنيات، خصوصا وأنّ التبني الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي مع تعزيز المرونة المناخية قد يضيف ما يصل إلى232 مليار دولار إلى الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2035.

وهناك شركات كبرى في قطاع الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط بدأت فعليًا في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية، وذلك في ظل القلق المتزايد من الاستهلاك المتنامي للطاقة نتيجة للنمو السريع في مراكز البيانات، وهو ما يُلقي بظلاله على الطلب الكهربي مستقبلا".


وأضاف: "أما في قطاع البناء، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل تصميم المباني، التكلفة، الصيانة، وحتى استهلاك الطاقة. كما أن التحول الرقمي في البناء من خلال الذكاء الاصطناعي يفتح فرصًا للشراكة بين القطاعين العربي واليوناني، سواء في البنية التحتية أو في بناء المدن الذكية ومستدامة".

ودعا إلى أهمية الاستفادة من خبرات اليونان، وكذلك من قدرات الدول العربية، لبناء نموذج تعاون مستقبلي يُسهم في التنمية الخضراء والرقمنة. 

ومن هذا المنطلق على القطاعين العام والخاص في اليونان والعالم العربي، التفكير في إطلاق مبادرات ملموسة ومشاريع تجريبية في مجالات الطاقة والبناء الذكية، بما يرفع من مستوى العلاقة القائمة بين الجانبين العربي واليوناني من إطارها التقليدي القائم على التبادل التجاري، إلى الشراكة الاستراتيجية بما يساهم في تحقيق التطلعات المشتركة.

طباعة شارك المنتدى الاقتصادي الذكاء الاصطناعي التحوّل الرقمي البنية التحتية

مقالات مشابهة

  • *مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي العجارمة والعمايرة والرحامنة والنجار وأبو حسان*
  • فوضى عارمة ومقاعد ممزقة.. جماهير الهند تُلقي مقذوفات بعد زيارة ميسي!
  • رئيس مجلس الأعيان يهنئ الملك وولي العهد بفوز “النشامى” وتأهلهم لنصف نهائي كأس العرب
  • كوارث وأحداث مأساوية حول العالم
  • السفير المصرى فى لندن يقدم أوراق اعتماده لجلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة
  • جلالةُ السُّلطان المُعظّم القائدُ الأعلى يُقيم حفلَ عشاءٍ بقصر العلم العامر
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • لماذا يُطلب من السيّاح مسح أحذيتهم قبل زيارة أنقى بحيرة في العالم؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة