ذكرى مولد الرسول .. الدروس المستفادة وكيف نستعين بها في حياتنا؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
قالت دار الإفتاء إن الدروس المستفادة من ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من أن تحصى أو تُعدَّ، وحسبنا منها ما يعيننا على تحمل مشاق الحياة وقسوتها؛ ذلك هو الصبر الذي ردده ربنا سبحانه وتعالى على مسامع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في كثير من آيات القرآن الكريم، وجعله من أخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم؛ فما أكثر ما قال له ربه عز وجل: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ﴾ [النحل: 127]، ﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا﴾ [المعارج: 5]، ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: 35].
وأضافت الإفتاء أن الصبر نصف الإيمان، ولذا فإن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب كما أخبر بذلك رب العالمين، ثم هناك لهذه الذكرى العطرة دروس العزة والكرامة والإباء والنجدة والشهامة، وهناك دروس جهاد النفس بالتحلي بما يدعو إليه من الأخلاق والآداب فتحسن بذلك صورة الإسلام والمسلمين ويعلو شأننا في العالمين.
ثم هناك دروس الدفاع عن الحق، ونصرة المظلوم، ويا ليت المسلمين يعرفون هذه الدروس ويعملون بها وتتحد كلمتهم حولها، وبهذا نحقق الاستفادة من دروس ذكرى المولد النبوي الشريف والاحتفاء به في كل مكان بما يناسب الحال والمقام الكبير والكريم.
دعاء المولد النبوي الشريف
دعاء المولد النبوي الشريف اللهم انصرنا على أنفسنا حتى ننتصر لك حتى نستحق أن تنصرنا على أعداءنا ، يا ربي أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات، اللهم اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إنَّكَ عَزيزٌ غَفارْ بَلِّغ اللَّهُمَّ وأوْصِلْ ثَوابَ مَا قُرِيءَ بِتَمامِهِ وكَمَالِهِ مِنْ هَذِهِ الْقِراءةِ الشَّريفَةِ والْموْلِدِ الشَّرِيفِ زِيادة فِي شَرفِ نبيَّنا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ثُمَّ فِي شَرَفِ آلِهِ وأصْحابِهِ وآلِ بَيْتِه الطَيبينَ الطَّاهِرينَ رِضْوانُ اللهِ تَعالَى عَليهِمْ أجْمَعين وإلى رُوحِ أبينا آدَمَ وأُمُنَّا حّواء وما تَنَاسلَ مِنْهُما مِنَ الأنْبياءِ والمُرْسَلينَ ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ بِجاهِ الْمُصْطَفى وَبِآلِهِ أهْلَ الصِدْقِ وَالوَفا وَبَصَحْبِهِ الأبْرار الشُّرَفا كُنْ لَنا عَوناً ومُعِيناً ومُسْعِفاً وبَوِّئْنا مِنَ الجَنةِ قُصُوراً وغُرَفاً
ماذا يقال في المولد النبوي الشريف
ماذا يقال في المولد النبوي الشريف سبحانك لا إله إلا أنت أسالك إجابة الدعاء، والشكر في الشدة والرخاء سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت نظرت إلى السماوات العلى فأوثقت أطباقها اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ بِجاهِ الْمُصْطَفي وَبِآلِهِ أهْلَ الصِدْقِ وَالوَفا وَبَصَحْبِهِ الأبْرار الشُّرَفا كُنْ لَنا عَوناً ومُعِيناً ومُسْعِفاً وبَوِّئْنا مِنَ الجَنةِ قُصُوراً وغُرَفاً اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألكَ بِجاهِ النَّبي المُختارِ وَآلِهِ الأخيارِ أنْ تُكَفِرَ عَنَّا الذُّنُوبَ وَالأوْزار وَنَجِنا مِنْ جَميعِ الْمَخاوفِ والأخْطارِ وتَقَبَّلْ مِنَّا مَا قَدَّمنَاهُ مِنْ يَسيرِ أعْمالِنا فِي السِرِّ والإجْهارِ اللهمّ افتح علينا أبواب رزقك الحلال، وارزقنا من واسع فضلك. اللهمّ اكفنا بحلالك عن حرامك، واغننا بفضلك عمن سواك اللهمّ أيقظني على رزقٍ لم أتوقعه، وعلى خيرٍ لم أفكر به، وعلى تحقيق أمنيات ظننتُ أنها مستحيلة .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دعاء المولد النبوي الشريف إجازة المولد النبوي 2023 المولد النبوی الشریف
إقرأ أيضاً:
قبسات من نور المحاضرة السادسة للسيد القائد «دروس من القصص القرآني»
إبراهيم عليه السلام .. إمام عالمي ومؤسس المعالم الكبرى للهداية الإلهية
عرض السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الدرس السادس ضمن سلسلة «دروس القصص القرآني»
السيرة الإيمانية للنبي إبراهيم عليه السلام، لنجد أنفسنا أمام نموذج فريد لصياغة الدور الرسالي والقيادي على مستوى البشرية جمعاء. ليس إبراهيم مجرد نبي في سجل الرسالات بل هو ركيزة مركزية في بناء مشروع الهداية الإلهية إمامٌ للناس وقدوة متفردة عبر الأزمان.
منذ خروجه من بابل في العراق إلى الشام كانت الهجرة في مشروع إبراهيم خطوة في سياقٍ إلهي مرسوم إلى الأرض التي وصفها الله بأنها «التي باركنا فيها للعالمين». لم تكن هجرة اضطرار بل كانت بداية مرحلة جديدة في مهمة نبي أعدّه الله ليقود البشرية نحو التوحيد ويفتح آفاقًا للهداية تتجاوز حدود الجغرافيا والزمان.
وحين انتقل إبراهيم عليه السلام ببعضٍ من ذريته إلى مكة لم يكن الحدث انسلاخا من محيط أسري أو إجراء تأديبي كما تروّج له الروايات الإسرائيلية، بل كان تحركًا مقدسًا لتحقيق هدف إلهي عظيم إقامة الصلاة في أرض لا زرع فيهاواستجلاب أفئدة الناس إليها لتكون مكة مركزا للهداية والتوحيد. وقد خلّد القرآن هذا الحدث بدعاء إبراهيم: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم…}.
ما يلفت في الطرح القرآني الذي طرحه السيد القائد هو التركيز على امتحان إبراهيم عليه السلام ونجاحه فيه بدرجة الامتياز: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن…}. لم يكن الامتحان شكليا بل تضمن التحديات النفسية والعملية والمبدئية وجاء النجاح ثمرة التمام في الطاعة والاستقامة.
وفي تتويج هذا الإنجاز قال الله: {إني جاعلك للناس إمامًا}، وهي ليست فقط رتبة شرفية بل تكليف رباني بموقع القدوة والقيادة. إمامة إبراهيم لم تكن منصبًا موروثًا أو خاضعًا لرغبة بشر بل اختيار إلهي نابع من كمال الإيمان والعمل وتأهيل استثنائي للعب دور الريادة.
وحين سأل إبراهيم أن يكون من ذريته أئمة جاء الرد الإلهي الحاسم: {لا ينال عهدي الظالمين}، بهذا الجواب أكد الله أن الإمامة ليست قابلة للتوريث الآلي ولا خاضعة لمزاج الناس أو سياساتهم بل مشروطة بالعدالة والاستقامة. فالهداية مقام طاهر لا يتلاؤم مع الظلم ولا يتسع لمن تلطخت أيديهم بالجور. وهذا المعيار الإلهي يحفظ قدسية المقام الرسالي، ويقطع الطريق على الطغاة مدّعي الزعامة باسم الدين.
من أبرز تجليات الإمامة الإبراهيمية ما أوكله الله إليه من إعمار البيت الحرام، وتجديد دور مكة كقبلة للناس، ومعلم مقدس للتوحيد. بعد أن اندثرت معالم الكعبة بسبب الطوفان في عهد نوح عليه السلام وتحوّلت مكة إلى منطقة مهجورة، أُعيد بناء البيت وتفعيله كمركز روحي، على يد إبراهيم عليه السلام، استجابة لأمر إلهي دقيق: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت…}.
وتأتي الآيات لتربط بين المكان والغاية: {إن أول بيت وُضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين}. فهو بيتٌ عالمي، مركز إشعاع للهداية، يعلو فوق الحدود الضيقة والمصالح السياسية أو الطائفية. وعندما أُمر إبراهيم بالنداء العام للحج: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر…}، كان النداء بمثابة دعوة عالمية إلى التوحيد، في أعظم تجمع بشري دوري، يتجه نحو قبلة واحدة، ويتجرّد من العصبيات، ليشهد الناس منافع روحية ودنيوية، ويلمسوا عظمة مشروع الله في توحيدهم.
ولأن هذا التجمع له دلالات كبرى في وحدة المسلمين، وفي إعادة تشكيل الوعي الإيماني الجمعي، لم يكن غريبًا أن يقلق الطغاة والمستكبرون من الحضور الكثيف السنوي في موسم الحج. يشير السيد القائد إلى اقتراح الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بتوزيع أوقات الحج لتفكيك هذا التجمع؛ لأنهم يرونه خطيرا على مخططاتهم ويخشون أن يتحول إلى نقطة انطلاق لمشروع نهضة توحيدية شاملة.
فالحج حين يؤدى كما أراده الله يصبح عاملا استراتيجيا في إعادة صياغة الأمة، وتذكيرها بمركزيتها وغاياتها الكبرى. إنه ليس مجرد شعيرة سنوية، بل حلقة من سلسلة الهداية التي بدأها إبراهيم عليه السلام، وما زال المسلمون مدعوين إلى إحيائها.
إن الخاتمة التي يخلص إليها السيد القائد تتجاوز السرد التاريخي لتلامس الحاضر والمستقبل: إبراهيم عليه السلام لم يكن فقط نبيا في عصره،بل إمامًا للأمم،رمزًا مستمرًا للهداية،وشخصية يقتدي بها الناس جيلاً بعد جيل. في ذريته النبوة والكتاب، وفيه امتداد إلى محمد صلى الله عليه وآله، خاتم النبيين، وبه تتجسد المعاني الحية للإيمان المتكامل.
بهذا الفهم، لا تكون سيرة إبراهيم مجرد قصة، بل مشروعًا إلهيًا متجددًا، ومعيارًا للأمة في اختيار قادتها، ومعلمًا لهويتها، وعنوانًا لعلاقتها بالله، قائمة على التوحيد، والاستقامة، والعدل، والطهارة من الظلم.