خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية – زلزال المغرب واعصار دانيال، تشهد العالم في الفترة الأخيرة سلسلة من الكوارث والأزمات الطبيعية، حيث شهدنا مؤخرًا حدوث زلزال في المغرب وعصف إعصار دانيال بليبيا ومصر.

تلك الأحداث الكارثية حدثت مؤخرًا، حيث وقع زلزال المغرب في مساء الجمعة الماضية، متسببًا في خسائر بشرية فادحة تجاوزت مئات الأرواح، وتسبب في تدمير الممتلكات والمباني، كما تأثرت المدينة التاريخية مراكش أيضًا بآثار هذا الزلزال.

بالإضافة إلى ذلك، اجتاح إعصار دانيال مدينة درنة الليبية، حيث أسفر عن وفاة أكثر من 4000 شخص وتسبب في إحداث دمار هائل وجعلها منطقة منكوبة، ولم يتوقف تأثير هذا الإعصار عند الحدود الليبية، بل امتد أيضًا إلى مصر، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع في تلك المناطق.

هذه الأحداث المأساوية، أثرت في قلوب الكثير من الشيوخ والخطباء، مما دفعهم إلى تسليط الضوء على موضوع الزلازل والكوارث الطبيعية في خطبهم.

وتعمل وكالة سوا الإخبارية على توفير كل ما يبحث عنه القارئ، سوف نخصص لكم في هذا المقال سرد خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية – زلزال المغرب واعصار دانيال، تضمن آيات قرائية، الحكمة من حدوث الزلازل، ودعاء الزلازل والكوارث الطبيعية، وتجاوب عن هل الزلازل غضب من الله.

الخطبة الأولى - خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية – زلزال المغرب خطبة عن الزلازل آيات وعبر

خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية، الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أَمّا بَعدُ:

فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ التَّقوَى، وَرَاقِبُوهُ فِي السِّرِّ وَالنّجوَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُونَ).

خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية، أَيُّهَا المُسلِمُونَ: خَلَقَ اللَّهُ السّمَوَاتِ وَالأَرضَ آيَاتٍ وَبَرَاهِينَ دَالَّةً عَلَيهِ وَعَلَى وَحدَانِيّتِهِ، فَرَفَعَ السّمَاءَ بِغَيرِ عَمَدٍ، وَجَعَلَ الأَرضَ مِهَادًا وَقَرَارًا، وَأَرسَاهَا بِالجِبَالِ لِئَلَّا تَمِيدَ وَتَضطَرِبَ بِالنَّاسِ، قَالَ الله سبحانه تَعَالَى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَا وَأَلقَى فِي الأَرضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُم وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).

خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية، وَإِنَّ مِن قُدرَةِ اللَّهِ وَعَظَمَتِهِ أَن يَأذَنَ لِلأَرضِ فَتَضطَرِبَ بِأَهلِهَا وَتَتَحَرّكَ بِهِم، فَبَينَمَا هُم فِي سُكُونٍ وَأَمَانٍ، وَرَكُونٍ إِلَى مَشَاغِلِهِم وَاطمِئنَانٍ، إِذ بِهَا تَتَزَلزَلُ مِن تَحتِ أَقدَامِهِم، وَتَخِرُّ عَلَيهِم السُّقُفُ مِن فَوقِهِم؛ لِيُرِيَهُم سُبحَانَهُ مِن آيَاتِ قُدرَتِهِ مَا يَحصُلُ لَهُم بِهِ التَّذَكُّرُ وَالِاعتِبَارُ، وَالتَّوبَةُ وَالِاستِبصَارُ، فَتُفِيقَ النُّفُوسُ بَعدَ غَفلَتِهَا، وَتَلِينَ القُلُوبُ بَعدَ قَسوَتِهَا، قَالَ الله سبحانه تَعَالَى: (ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِمَا كَسَبَت أَيدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ).

عِبَادَ الله: الزَّلَازِلُ مِن أَمرِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقدِيرِهِ، وَهِيَ مِن جُنُودِهِ الَّتِي يُصِيبُ بِهَا مَن شَاءَ مِن عِبَادِهِ، وَهِيَ وَإِن كَانَت لَهَا أَسبَابٌ مَعلُومَةٌ مَن تَحَرُّكِ صَفَائِحَ قِشرَةِ الأَرضِ، فَإِنّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ خَالِقُ هَذِهِ الأَسبَابِ وَمُقَدّرُهَا، وَهُوَ الَّذِي يَجعَلُهَا عَذَابًا أَو ابتِلَاءً لِمَن شَاءَ مِن خَلقِهِ.

خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية، عِبَادَ الله: إِنّ مِن حِكَمِ اللَّهِ تَعَالَى فِي وُقُوعِ هَذِهِ الزَّلَازِلِ: تَذكِيرَ الإِنسَانِ بِقُدرَتِهِ سُبحَانَهُ عَلَيهِ وَعَظِيمِ قُوّتِهِ، وَتَذكِيرَ الإِنسَانِ بِضَعفِهِ وَحَاجَتِهِ وَعَجزِهِ: فَالكَونُ كُلُّهُ خَاضِعٌ لِلَّهِ، وَهُوَ سُبحَانَهُ لَا يُعجِزُهُ شَيءٌ فِي الأَرضِ وَلَا فِي السّمَاءِ، فَإِذَا أَرَادَ شَيئًا فَإِنّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ، وَلَا يَملِكُ الإِنسَانُ مَهمَا طَغَا وَعَتَا، وَمَهمَا تَعَلَّمَ وَتَطَوّرَ، لَا يَملِكُ أَن يُسَكِّنَ الأَرضَ إِذَا تَحَرَّكَت، وَلَا أَن يَمنَعَ البَلَايَا إِذَا تَحَقَّقَتْ.

فَالزَّلَازِلُ الَّتِي تَحدُثُ فِي الأُمَّةِ مِن أَعظَمِ الآيَاتِ الَّتِي يُرسِلُهَا اللَّهُ تَعَالَى تَذكِيرًا لِعِبَادِهِ، وَتَخوِيفًا لَهُم، قَالَ سبحانه تَعَالَى: (وَمَا نُرسِلُ بِالآياتِ إِلَّا تَخوِيفاً).

وَإِنّمَا كَانَتْ هَذِهِ الزَّلَازِلُ تَخوِيفًا لِأَنّ اللَّهَ تَعَالَى عَذَّبَ بِهَا أَقوَامًا وَجَعَلَهَا سَبَبًا لِهَلَاكِهِم؛ كَمَا قَالَ سُبحَانَهُ وتعالى: (فَأَخَذَتهُمُ الرَّجفَةُ فَأَصبَحُوا فِي دَارِهِم جَاثِمِينَ).

قَالَ ابنُ القَيّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ: (فَإِنّهُ سُبحَانَهُ لَا يَزَالُ يُحدِثُ لِعِبَادِهِ مِنَ الآيَاتِ مَا يُخَوِّفُهُم بِهَا وَيُذَكّرُهُم بِهَا).

خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية، وَإِنّمَا يَكُونُ التّخوِيفُ بِهَذِهِ الآيَاتِ وَالوَعِيدُ بِهَا إِذَا جَاهَرَ النَّاسُ بِالمَعَاصِي، وَأَعلَنُوا بِالفَوَاحِشِ، وَكَثُرَ فِيهِمُ الخَبَثُ، وَقَلَّ فِيهِم النّاصِحُونَ، فَحِينَئِذٍ يَكُونُ ظُهُورُ هَذِهِ الزَّلَازِلِ وَعِيدًا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِأَهلِ الأَرضِ، قَالَ سبحانه تَعَالَى: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيّئَاتِ أَن يَخسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأرضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذَابُ مِن حَيثُ لاَ يَشعُرُونَ)، وَقَالَ تبارك تَعَالَى: (إِن نَّشَأ نَخسِفْ بِهِمُ الأرضَ أَو نُسقِطْ عَلَيهِم كِسَفاً مِّنَ السَّمَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبدٍ مُّنِيبٍ).

وَلِذَلِكَ لَمّا وَقَعَ زِلزَالٌ بِالمَدِينَةِ فِي عَهدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ، قَامَ فِيهِم خَطِيبًا وَوَعَظَهُمْ وَقَالَ: «أَحْدَثْتُمْ! لَقَدْ عَجِلْتُمْ! لَئِن عَادَت لَأَخرُجَنَّ مِنْ بَينِ ظَهْرَانَيْكُم».

وَمِنْ حِكَمِ اللَّهِ تَعَالَى فِي وُقُوعِ هَذِهِ الزَّلَازِلِ التَّذكِيرُ بِزَلزَلَةِ السّاعَةِ وَهَولِهَا العَظِيمِ، وَالدَّلَالَةُ عَلَى قُربِهَا وَصِدقِ وُقُوعِهَا: فَقَد أَخبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنّ السّاعَةَ لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَكثُرَ الزَّلَازِلُ، كَمَا فِي الصَّحِيحِ عَنهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَقُومُ السّاعَةُ حَتَّى يَقِلَّ العِلمُ، وَيَفشُوَ الجَهلُ، وَتَكثُرَ الزَّلَازِلُ»، وَالمُرَادُ بِكَثرَتِهَا: شُمُولُهَا وَدَوَامُهَا، كَمَا قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.

فَحُدُوثُ الزَّلَازِلِ مُذَكِّرٌ بِالزِّلزَالِ الأَعظَمِ، قَالَ الله سبحانه تَعَالَى: ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم إِنَّ زَلزَلَةَ السَّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ * يَومَ تَرَونَها تَذهَلُ كُلُّ مُرضِعَةٍ عَمَّا أَرضَعَت وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَملٍ حَملَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُم بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾.

خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية، عِبَادَ اللَّهِ: إِنّ فِعلَ اللَّهِ تَعَالَى كُلَّهُ حِكمَةٌ، فَهُوَ سُبحَانَهُ الخَيرُ فِي يَدَيهِ، وَالشَّرُّ لَيسَ إِلَيهِ، وَلَئِن كَانَ مَا يُصِيبُ الفُجّارَ مِن الزَّلَازِلِ وَآثَارِهَا استِئصَالًا وَإِهلَاكًا، فَإِنَّ مَا يُصِيبُ المُؤمِنِينَ مِنهَا فِيهِ الرَّحمَةُ وَالعِبرَةُ وَالعِظَةُ، وَتَكفِيرُ السَّيِّئَاتِ، وَاتّقَاءُ العَذَابِ الأَكبَرِ بِالأَدنَى، مَا دَامُوا صَابِرِينَ مُحتَسِبِينَ رَاجِعِينَ إِلَى اللهِ: ﴿وَعَسى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَهُوَ خَيرٌ لَكُم﴾.

جَاءَ عَن أَبِي مُوسَى الأَشعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُمّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرحُومَةٌ، لَيسَ عَلَيهَا عَذَابٌ فِي الآخِرَةِ، عَذَابُهَا فِي الدُّنيَا: الفِتَنُ، وَالزَّلَازِلُ، وَالقَتلُ».

خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية، وَمِن حِكَمِ اللهِ في هَذَا الابتِلَاءِ: أنّه سبحانه يَمِيزُ بِهِ المؤمِنَ الرَّاضِيَ الصَّابِرَ مِنَ السَّاخِطِ الفَاجِرِ، وأنّه سُبحَانَه يَجتَبِي مِنَ المؤمِنِينَ شُهَدَاء، فَإِنَّ صَاحِبَ الهَدْمِ شَهِيدٌ كَمَا أَخبَرَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم.

خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية، وَالمُؤمِنُونَ هُم وَحدَهُم أَهلُ الِانتِفَاعِ بِهَذِهِ الآيَاتِ، وَأَمّا غَيرُهُم فَمَا تَزِيدُهُم إِلَّا طُغيَانًا، قَالَ الله تبارك تَعَالَى: (وَمَا تُغنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَومٍ لَّا يُؤمِنُونَ)، وقال تعالى: (وَنُخَوِّفُهُم فَمَا يَزِيدُهُم إِلَّا طُغيَاناً كَبِيراً).

في الختام، نسأل الله تعالى أن يحفظنا ويحمينا من كل مكروه، وأن يجعلنا من الذين يستعدون للمستقبل بحكمة وتواضع، وأن يجعل الزلازل عبرة لنا لنعيش حياتنا بتوازن وتقدير. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والحمد لله رب العالمين.

هل الزلازل والكوارث الطبيعية من غضب الله؟

قال أحد علماء الأزهر الشريف، إن الزلازل والكوارث الطبيعية هي آيات من آيات الله يمكن أن ينزلها لتخويف الناس وتذكيرهم بأنهم قد أكثروا من الفساد في الأرض، ويعزو العالم الأزهري كثرة وقوع الزلازل إلى زيادة الكبائر من الذنوب، مثل المجاهرة بالمعصية والربا والزنا والرياء والنفاق، وانتشار القتل بدون سبب وعقوق الوالدين وزنا المحارم، وغير ذلك من السلوكيات السلبية في المجتمع.

آيات قرآنية عن الزلازل والكوارث الطبيعية

سورة البقرة ﴿214﴾

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ

سورة الأحزاب ﴿10﴾

إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا

سورة الزلزلة ﴿1﴾

إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا

خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية

قد يهمك: خطبة الجمعة القادمة خالد بدير – خطبة عن حال النبي مع ربه

دعاء الزلازل والكوارث الطبيعية

اللهم احفظنا واحمِ مجتمعنا من كل سوء، وارحم المتضررين من الزلازل والكوارث الطبيعية في العالم، يا من إليك نلجأ ونستجير، نعلن توكلنا عليك في كل لحظة وفي كل زمان.

اللهم اجعل هذه الكوارث عبرة لنا لنعيش حياتنا بتوازن ووعي، ولنكن مستعدين للتعامل مع التحديات بصبر وإيمان. اللهم ارفع عنا هذه الآفة وألهمنا الحكمة في التصرف والتحضير السليم لمواجهة الكوارث.

في الختام قدمنا لكم خطبة عن الزلازل والكوارث الطبيعية، دعاء الزلازل والكوارث الطبيعية، آيات قرآنية عن الزلازل والكوارث الطبيعية.

المصدر : وكالة سوا- وكالات

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم زلزال المغرب ه ت ع ال ى ه سبحانه

إقرأ أيضاً:

موضوع خطبة الجمعة القادم 30 مايو.. «فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة»

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادم 30 مايو 2025، الموافق 3 من ذي الحجة 1446 هـ، وهي بعنوان: «فضائل العشر من ذي الحجة»، والهدف من هذه الخطبة هو التوعية بفضيلة ومنزلة العشر الأوائل من ذي الحجة، وضرورة اغتنام مواسم الخيرات.

فضائلُ العشرِ مِن ذِي الحجةِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ: {والفجرِ* وليالٍ عشرٍ}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.

مِن فضلِ اللهِ تعالى على عبادهِ أنْ جعلَ لهم مواسمَ للطاعاتِ، يستكثرونَ فيها مِن العملِ الصالحِ، ويتنافسُون فيها فيما يقربُهُم إلى ربِّهم، والسعيدُ مَن اغتنمَ تلك المواسمَ، ومِن هذه المواسمِ الفاضلةِ أيامُ العشرِ مِن ذي الحجةِ، وهي أيامٌ شهدَ لها الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم بأنَّها أفضلُ أيامِ الدنيا، وحثَّ على العملِ الصالحِ فيها، بل إنَّ اللهَ تعالى أقسمَ بها، وهذا وحدَهُ يكفيهَا شرفًا وفضلًا، إذ العظيمُ لا يقسمُ إلَّا بعظيمٍ وهذا يستدعِي مِن العبدِ أنْ يجتهدَ فيها، ويكثرَ مِن الأعمالِ الصالحةِ، وأنْ يحسنَ استقبالَهَا واغتنامَهَا، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:

«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ »(رواه أحمد)، وَأَعْلَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمْرَهَا وَأَظْهَرَهُ، وَحَثَّ الْأُمَّةَ عَلَى الْإِكْثَارِ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ فَصَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: « مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ »، يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ»، قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ، قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).

1- أنَّ اللهَ تعالى أقسمَ بها: وإذا أقسمَ اللهُ بشيءٍ دلَّ هذا على عِظمِ مكانتهِ وفضلهِ، إذ العظيمُ لا يقسمُ إلَّا بالعظيمِ، قالً تعالى (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ) (الفجر:1ـ 2). والليالي العشرُ هي عشرُ ذي الحجةِ، وهذا ما عليهِ جمهورُ المفسرين والخلفِ، وقال ابنُ كثيرٍ في تفسيرهِ: وهو الصحيحُ.

2- ومِن فضائلِ العشرِ مِن ذي الحجةِ أنَّها الأيامُ المعلوماتُ التي شُرِعَ فيها ذكرهُ: قال تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) [الحج:28]، وجمهورُ العلماءِ على أنَّ الأيامَ المعلوماتِ هي عشرُ ذي الحجةِ، منهم ابنُ عمرَ وابنُ عباسٍ.

3- ومِن فضائلِ العشرِ مِن ذي الحجةِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم شهدَ لهَا بأنَّها أفضلُ الأيامِ، ففي مسندِ أحمد (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ «مَا عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنْهُ في هَذِه الأَيَّامِ». يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالَ فَقِيلَ وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ «وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ بشيء مِنْ ذَلِكَ).

4- ومِن فضائلِ العشرِ مِن ذي الحجةِ أنَّ فيها يومَ عرفة: ويومُ عرفةَ يومُ الحجِّ الأكبرِ، ويومُ مغفرةِ الذنوبِ، ويومُ العتقِ مِن النيرانِ، ولو لم يكنْ في عشرِ ذي الحجةِ إلَّا يومُ عرفةَ لكفاهَا ذلك فضلًا.

5- ومِن فضائلِ العشرِ مِن ذي الحجةِ أنَّ فيهَا يومَ النحرِ.

فحريٌّ بالمسلمِ أنْ يستقبلَ مواسمَ الطاعاتِ عامةً، ومنها عشرُ ذي الحجةِ بأمورٍ:

1- التوبةُ الصادقةُ: فعلى المسلمِ أنْ يستقبلَ مواسمَ الطاعاتِ عامةً بالتوبةِ الصادقةِ والعزمِ الأكيدِ على الرجوعِ إلى اللهِ، ففي التوبةِ فلاحٌ للعبدِ في الدنيَا والآخرةِ، يقولُ تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31].

2- ونستقبلُ الأيامَ العشرَ مِن ذي الحجةِ بالعزمِ الجادِّ على اغتنامِ هذه الأيامِ: فينبغِي على المسلمِ أنْ يحرصَ حرصًا شديدًا على عمارةِ هذه الأيامِ بالأعمالِ والأقوالِ الصالحةِ، وأنْ نستقبلَ الأيامَ العشرَ مِن ذي الحجةِ بالبعدِ عن المعاصِي، فكما أنَّ الطاعاتَ أسبابٌ للقربِ مِن اللهِ تعالى، فالمعاصِي أسبابٌ للبعدِ عن اللهِ والطردِ مِن رحمتهِ.

يَنْبَغِي للْمُسْلِمِ أَنْ يَسْتَفْتِحَ هَذِهِ الْعَشْرَ الْمُبَارَكَةَ بِتَوْبَةٍ نَصُوحٍ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَأَنْ يُكْثِرَ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَمِنْ أَهَمِّ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَأَفْضَلِهَا فِي الْعَشْرِ وَفِي غَيْرِ الْعَشْرِ:

أَوَّلًا: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، وَالتَّبْكِيرُ لَهَا، وَالْإِكْثَارُ مِنَ النَّوَافِلِ، فَإِنَّهَا مِنْ أَفْضَلِ الْقُرُبَاتِ، رَوَى ثَوْبَانُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ إِلَيْهِ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

ثَانِيًا: يُسْتَحَبُّ لِلْعَبْدِ الصِّيَامُ وَالْإِكْثَارُ مِنْهُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَثَّ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ، وَالصِّيَامُ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، وهو يدخلُ في جنسِ الأعمالِ الصالحةِ، بل هو مِن أفضلِهَا، وقد أضافهُ اللهُ إلى نفسهِ لعظمِ شأنهِ وعلوِّ قدرِهِ، فإنَّ (أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى اللهُ عنه - يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلم - «قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ) [متفق عليه]. وقد خصَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم صيامَ يومِ عرفةَ مِن بينِ أيامِ عشرِ ذي الحجةِ بمزيدِ عنايةٍ، وبيَّنَ فضلَ صيامهِ، فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلم:

(صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» [رواه مسلم]. وعليه فيسنُّ للمسلمِ أنْ يصومَ تسعَ ذي الحجةِ، لأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم حثَّ على العملِ الصالحِ فيها. وقد ذهبَ إلى استحبابِ صيامِ العشرِ الإمامُ النوويُّ وقال: صيامُهَا مستحبٌ استحبابًا شديدًا.

وَالْجَهْرُ بِالتَّكْبِيرِ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْمَنَازِلِ وَالطُّرُقَاتِ للرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ. قال الله تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: 28]. وقد أجمع الجمهور على أن “الأيام المعلومات” هي أيام العشر، استنادًا إلى ما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: “الأيام المعلومات: أيام العشر”. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ».

رابعًا: أداءُ مناسكِ الحجِّ والعمرةِ. وهما أفضلُ ما يُعملُ في عشرِ ذي الحجةِ، ومَن يسرَ اللهُ لهُ حجَّ بيتهِ أو أداءَ العمرةِ على الوجهِ المطلوبِ فجزاؤُه الجنة، لقولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ». [متفق عليه]. والحجُّ المبرورُ هو الحجُّ الموافقُ لهديِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم، الذي لم يخالطْهُ إثمٌ مِن رياءٍ، أو سمعةٍ، أو رفثٍ، أو فسوقٍ، المحفوفُ بالصالحاتِ والخيراتِ.

خامسًا: الصدقةُ: وهي مِن جملةِ الأعمالِ الصالحةِ التي يُستحبُّ للمسلمِ الإكثارُ منها في هذه الأيامِ، وقد حثَّ اللهُ عليها، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة:254]، وقال رَسُولِ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- قَالَ «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ) (رواه مسلم)

الخطبة الثانية

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ علي خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ (صلي الله عليه وسلم)، وعلي آلهِ وصحبِه أجمعين.

الأضحيةُ مشروعةٌ بالكتابِ، والسنةِ، وإجماعِ الأمةِ، فأمَّا الكتابُ فلقولِ اللهِ -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [الكوثر: 2]، وأمَّا السنةُ فلحديثِ أنسٍ رضي اللهُ عنه قال: “ضحىَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- بكبشينِ، أملحينِ أقرنينِ، ذبحهمَا بيدهِ، وسمَّىَ وكبَّرَ، ووضعَ رجلَهُ على صفاحهمَا“(متفق عليه)، وأمَّا الإجماعُ: فأجمعَ المسلمونَ على مشروعيةِ الأضحيةِ.

فمِن أعمالِ عشرِ ذي الحجةِ: الأضحيةُ، فهي قربةٌ لربِّنَا (عزَّ وجلَّ)، وسنةُ نبيِّنَا صلي الله عليه وسلم وإحياءٌ لسنةِ أبِينَا إبراهيمَ (عليه السلامُ)، فعن زيدِ بنِ أرقم - رضي اللهُ عنه - قال قال أصحابُ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلم -: يا رسولَ اللهِ، ما هذه الأضاحِي؟ قال: سنةُ أبيِكُم إبراهيم - صلَّى اللهُ عليه وسلم - قالوا: فما لنَا فيهَا يا رسولَ اللهِ؟ قال: بكلِّ شعرةٍ حسنة. فقالوا: فالصوفُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: بكلِّ شعرةٍ مِن الصوفِ حسنة) (رواه أحمد).

وفي الأضحيةِ مِن معانِي التكافلِ والتراحمِ ما يؤكدُ دورهَا الاجتماعِي في تقويةِ أواصرِ التقاربِ والتآلفِ بينَ أفرادِ المجتمعِ، بصلةِ الأرحامِ، وإطعامِ الفقراءِ وإغنائِهِم عن السؤالِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في وصفِ الأبرارِ: {ويطعمُونَ الطعامَ على حُبهِ مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا} (الإنسان:8)، ويقولُ صلي الله عليه وسلم: (خيارُكُم مَن أطعمَ الطعامَ)، ويقولُ (عليه الصلاةُ والسلامُ): (أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سرورٌ تُدخلُهُ على مُسلمٍ، أو تكشفُ عنهُ كُربةً، أو تطردُ عنهُ جُوعًا، أو تقضِي عنهُ دينًا) (رواه الطبراني)، ومِن أحكامِ هذه العشرِ أنَّ مَن أرادَ الأضحيةَ في هذه العشرِ فإنَّه لا يأخذُ مِن شعرهِ ولا أظفارهِ شيئًا، لا شعرَ رأسِكَ ولا مِن شعرٍ آخرَ في الجسدِ، لا يأخذُ مِن شعرهِ ولا مِن أظفارهِ شيئًا.

اقرأ أيضاً«فتراحموا».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 23 مايو 2025

«كيف نواجه الشبهات الفكرية بالقرآن؟».. نص خطبة الجمعة اليوم 9 مايو 2025

خطبة الجمعة غدًا لوزارة الأوقاف.. «ونغرس فيأكل مَن بعدنا»

مقالات مشابهة

  • خطيبة الجمعة .. العشر من ذي الحجة أحد مواسم الطاعات فاغتنموها.. فيديو
  • موضوع خطبة الجمعة.. فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
  • مكتوبة كاملة.. موضوع خطبة الجمعة بمساجد الأوقاف اليوم
  • زلزال 4.4 ريختر يضرب باكستان
  • موضوع خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف.. «فضائلُ عشرِ ذِي الحجةِ»
  • ما حكم التنبؤ بموعد حدوث الزلازل؟.. أحمد كريمة يُجيب
  • شيشاوة..تدشين محطة رصد زلزالي جديدة لتعزيز الإنذار المبكر بالمغرب
  • الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة.. تعرف عليها
  • فضائل العشر من ذي الحجة.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • موضوع خطبة الجمعة القادم 30 مايو.. «فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة»