تعود التقارير عن “أضواء الزلازل”، مثل تلك التي شوهدت في مقاطع الفيديو التي تم التقاطها قبل الزلزال الذي ضرب المغرب يوم الجمعة بقوة 6.8 درجة، إلى قرون مضت تعود إلى اليونان القديمة.

وقال جون دير، عالم الجيوفيزياء المتقاعد الذي كان يعمل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن هذه الانفجارات من الضوء الساطع المتراقص بألوان مختلفة حيرت العلماء لفترة طويلة، ولا يوجد حتى الآن إجماع حول أسبابها، لكنها “حقيقية بالتأكيد”، لافتا إلى أن الفيديو الأخير من المغرب الذي تمت مشاركته عبر الإنترنت يشبه أضواء الزلزال التي التقطتها الكاميرات الأمنية خلال زلزال عام 2007 في بيسكو، بالبيرو.


يمكن أن تتخذ أضواء الزلازل عدة أشكال مختلفة، وفقًا لما ورد عن الظاهرة بكتاب شارك في تأليفه دير ونُشر في طبعة 2019 من موسوعة جيوفيزياء الأرض الصلبة، وورد فيه أنه وفي بعض الأحيان، قد تبدو الأضواء مشابهة للبرق العادي، أو قد تكون مثل شريط مضيء في الغلاف الجوي يشبه الشفق القطبي، وفي أحيان أخرى تشبه الكرات المتوهجة العائمة في الجو.

وقد تبدو أيضًا مثل ألسنة اللهب الصغيرة التي تومض أو تزحف على طول الأرض أو بالقرب منها، أو مثل ألسنة اللهب الأكبر الخارجة من الأرض.
ولفهم أضواء الزلازل بشكل أفضل، قام دير وزملاؤه بجمع معلومات عن 65 زلزالًا أمريكيًا وأوروبيًا مرتبطًا بتقارير جديرة بالثقة عن أضواء الزلازل التي يعود تاريخها إلى عام 1600. وقد شاركوا عملهم في ورقة بحثية عام 2014 نُشرت في مجلة Seismological Research Letters.
ووجد الباحثون أن حوالي 80% من هذه الحالات التي تمت دراستها بعد ملاحظتها في الزلازل التي تزيد قوتها عن 5.05 درجات في معظم الحالات، لوحظ أن هذه الظاهرة تحدث قبل وقت قصير من وقوع الزلزال أو أثناءه، وكانت مرئية على بعد 600 كيلومتر (372.8 ميل) من مركز الزلزال.
ومن المرجح أن تحدث الزلازل، وخاصة القوية منها، على طول أو بالقرب من المناطق التي تلتقي فيها الصفائح التكتونية. ومع ذلك، وجدت دراسة عام 2014 أن الغالبية العظمى من الزلازل المرتبطة بالظواهر المضيئة حدثت داخل الصفائح التكتونية، وليس عند حدودها.
علاوة على ذلك، كان من المرجح أن تحدث أضواء الزلازل في الوديان المتصدعة أو بالقرب منها، وهي الأماكن التي تمزقت فيها قشرة الأرض – في مرحلة ما في الماضي – مما أدى إلى إنشاء منطقة منخفضة طويلة تقع بين كتلتين أعلى من الأرض.

الأسباب المحتملة للضوء الساطع قبل الزلزال:
توصل فريدمان فرويند، المتعاون مع دير والأستاذ المساعد في جامعة سان خوسيه والباحث السابق في مركز أبحاث أميس التابع لناسا، إلى نظرية واحدة لأضواء الزلازل، حيث أوضح أنه عندما تتعرض عيوب أو شوائب معينة في بلورات الصخور لضغط ميكانيكي – كما هو الحال أثناء تراكم الضغوط التكتونية قبل أو أثناء وقوع زلزال كبير – فإنها تتفكك على الفور وتولد الكهرباء.

وتابع أن الصخور هي مادة عازلة، وعندما تتعرض للضغط الميكانيكي، تصبح شبه موصلة، وأن الأمر “مثل تشغيل البطارية، وتوليد شحنات كهربائية يمكن أن تتدفق من الصخور المجهدة إلى الصخور غير المجهدة وعبرها”، لافتا في مقال نشر عام 2014 في The Conversation أن الشحنات تنتقل بسرعة تصل إلى حوالي 200 متر في الثانية.
وتشمل النظريات الأخرى حول أسباب أضواء الزلازل، الكهرباء الساكنة الناتجة عن تكسر الصخور وانبعاث غاز الرادون، وفي الوقت الحاضر لا يوجد إجماع بين علماء الزلازل على الآلية التي تسبب أضواء الزلزال، وما زال العلماء يحاولون فك ألغاز هذه الظواهر.
وقال خوان أنطونيو ليرا كاتشو، أستاذ الفيزياء في جامعة ناسيونال مايور دي سان ماركوس في بيرو والجامعة البابوية الكاثوليكية في بيرو، الذي درس هذه الظاهرة، إن فيديو الهاتف الخليوي والاستخدام الواسع النطاق للكاميرات الأمنية جعل دراسة أضواء الزلازل أسهل، قائلا: “قبل أربعين عاماً، كان الأمر مستحيلاً.. لو رأيته لن يصدق أحد ما.

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: أضواء الزلازل زلزال ا

إقرأ أيضاً:

البحوث الفلكية: زلزال كريت لم يحدث تأثيرأ على مصر والأوضاع مستقرة

أكد الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الزلزال الذي وقع صباح اليوم الخميس في جزيرة كريت لم يُحدث أي تأثير على الأراضي المصرية أو بنيتها التحتية، موضحًا أن مركز الزلزال يبعد أكثر من 400 كيلومتر عن أقرب نقطة في مصر، وهي مسافة آمنة لا تسمح بحدوث أضرار.

زلزال 6 الصبح.. هزة أرضية مفاجئة تهز القاهرة والمحافظات

وأشار الهادي في تصريحات لصباح الخير يا مصر  إلى أن المواطنين في بعض المناطق شعروا بالهزة الأرضية، التي استمرت ما بين 15 إلى 20 ثانية، دون تسجيل أي بلاغات عن خسائر بشرية أو مادية داخل البلاد. 

وبلغت قوة الزلزال 6.24 درجة على مقياس ريختر، ووقع في تمام الساعة السادسة و19 دقيقة صباحًا.

وأوضح أن الزلازل التي تقع على مسافة بعيدة لا تمثل خطرًا مباشرًا، مضيفًا أن الهزات الارتدادية التي قد تلي الزلزال عادة ما تكون أضعف بكثير من الزلزال الرئيسي، ولا تشكل خطرًا يُذكر، ولا توجد حالياً أي مخاوف من توابع هذا الزلزال.

ولفت إلى أن الشبكة القومية لرصد الزلازل تتابع النشاط الزلزالي في مصر على مدار 24 ساعة يوميًا، باستخدام أكثر من 63 محطة منتشرة في مختلف المحافظات، وترسل بياناتها لحظيًا إلى المركز الرئيسي باستخدام الأقمار الصناعية، كما يوجد خمسة مراكز فرعية في مناطق مختلفة لتوسيع نطاق المتابعة.

طباعة شارك زالزال تأثير الزالزال على مصر أسباب حدوث الزالزال

مقالات مشابهة

  • إعلان رسمي من معهد الفلك يخص زلزال 6 الصبح
  • بعدما حدث اليوم .. تطبيقات حتنبهك قبل الزلازل يجب أن تكون على موبيلك
  • البحوث الفلكية: زلزال صباح اليوم لا يمثل أي تهديد مباشر على مصر
  • للمرة الثانية| زلزال يضرب اليونان ويؤثر على مصر.. أسباب حدوث الزلازل وكيفية التعامل معها؟
  • البحوث الفلكية: زلزال كريت لم يحدث تأثيرأ على مصر والأوضاع مستقرة
  • هل تتعرض مصر لموجة زلازل مقبلة؟.. البحوث الفلكية ترد
  • «البحوث الفلكية»: زلزال اليوم أقل تأثير من هزة الأسبوع الماضي
  • بعد تكراره.. طرق تخطي الفزع من الزلزال أثناء النوم
  • هدير غير عادي يجتاح الأرض!
  • بقوة 5.5 درجات.. زلزال عنيف يضرب مقاطعة أوشوايا الأرجنتينية