الغارديان: اتهامات غير منطقية في جامعات بريطانيا بسبب تعريف معاداة السامية
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا تحدثت فيه عن تعريف العداء للسامية المستخدم في الجامعات البريطانية والذي يؤدي إلى اتهامات غير منطقية.
وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "عربي 21"، إن تعريف معاداة السامية الذي تبنته معظم جامعات المملكة المتحدة تعرض لانتقادات شديدة بعدما أدى إلى رفع 40 قضية ضد الطلاب والأكاديميين والنقابات والجمعيات؛ تمت تبرئة 38 منهم.
وأضافت الصحيفة أنه لم يتم الانتهاء بعد من القضيتين المتبقيتين، مما يعني أنه لم يتم إثبات أي من الادعاءات - وكلها تستند إلى تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة" - وفقًا لتحليل مركز الدعم القانوني الأوروبي والجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط.
وأفادت الصحيفة أنه تم اعتماد تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة" من قبل غالبية الجامعات؛ حيث هددها وزير التعليم السابق جافين ويليامسون في عام 2020 بتخفيض التمويل إذا فشلت في القيام بذلك. لكن النقاد قالوا إن التعريف، الذي ليس له أي أثر قانوني في المملكة المتحدة ويتضمن 11 مثالا توضيحيًا - سبعة منها تتعلق بإسرائيل - يخنق انتقاد إسرائيل وله تأثير مروع على حرية التعبير.
وتضمن التقرير، الذي نُشر يوم الأربعاء، الانتقادات التي سبق أن أعرب عنها المحاميان البارزان هيو توملينسون كيه سي وجيفري روبرتسون كيه سي، وقاضيا الاستئناف المتقاعدان السير ستيفن سيدلي والسير أنتوني هوبر، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة تصريحات نيف جوردون، رئيس لجنة بريسميس المعنية بالحرية الأكاديمية وأستاذ قانون حقوق الإنسان في كلية الحقوق بجامعة كوين ماري في لندن التي قال فيها: "ما تم تأطيره كأداة لتصنيف وتقييم شكل معين من الانتهاكات التمييزية الخصائص المحمية، تم استخدامه بدلاً من ذلك كأداة لتقويض ومعاقبة التعبير المحمي ومعاقبة العاملين في الأوساط الأكاديمية الذين ينتقدون سياسات الدولة الإسرائيلية".
وأوضحت الصحيفة أنه تم تسجيل الحالات الأربعين من قبل مركز الدعم القانوني الأوروبي، الذي يوفر الدعم القانوني للأوروبيين الذين يدافعون عن الحقوق الفلسطينية. وعلى الرغم من عدم إثبات أي منها، يقول التقرير إن الادعاءات في حد ذاتها لها تأثير مدمر على المتهمين، بما في ذلك الإضرار بتعليمهم و/أو آفاقهم المهنية المستقبلية، ومنع النقاش المشروع حول إسرائيل وفلسطين، على سبيل المثال من خلال إلغاء الفعاليات.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقريرًا منفصلًا نشرته مؤسسة أمن المجتمع في يناير/ كانون الثاني وجد زيادة بنسبة 22 في المائة في حوادث الكراهية المعادية للسامية المرتبطة بالجامعة خلال العامين الدراسيين الماضيين. ويقول مؤلفو تقرير مركز الدعم القانوني الأوروبي وكلية لندن للاقتصاد إنهم "ملتزمون بالكفاح ضد معاداة السامية وجميع أشكال العنصرية".
ومع ذلك، قال جيوفاني فاسينا، مدير مركز الدعم القانوني الأوروبي: "لا يقتصر الأمر على النمط الموثق الذي يدعو إلى التشكيك في امتثال جامعات المملكة المتحدة لالتزاماتها القانونية بحماية الحرية الأكاديمية وحرية التعبير، ولكنه يقود الجامعات بعيدًا عن جوهرها"، والذي يتمثل في مهمة رعاية الفكر النقدي، وتسهيل البحث دون عوائق وتشجيع النقاش واسع النطاق.
ويدعو تقرير مركز الدعم القانوني الأوروبي وكلية لندن للاقتصاد حكومة المملكة المتحدة إلى التراجع عن تعليماتها للجامعات لتبني تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة لمعاداة السامية "لأنه غير مناسب لمؤسسات التعليم العالي، التي لديها التزامات قانونية لتأمين الحرية الأكاديمية وحرية التعبير".
وقال التقرير: "إن اتهامات معاداة السامية الموجهة ضد الطلاب والموظفين في جامعات المملكة المتحدة غالبًا ما تستند إلى تعريف معاداة السامية الذي لا يتناسب مع الغرض، ومن الناحية العملية، يقوض الحرية الأكاديمية وحقوق الطلاب والموظفين في التعبير القانوني … ويتعرض موظفو الجامعة والطلاب لتحقيقات غير معقولة وإجراءات تأديبية بناءً على تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست".
ولفتت الصحيفة إلى أن جامعة بريستول كانت طردت ديفيد ميلر، أستاذ علم الاجتماع، في عام 2021، وذلك بعد اتهامه بتعليقات معادية للسامية. ولم يتم تضمين القضية في التقرير لأن نطاق التحقيق والأسباب الدقيقة لانتهاءه كانت سرية؛ حيث قالت الجامعة فقط إنه "لم يستوف معايير السلوك التي نتوقعها من موظفينا". الأمر الذي حول الجامعة لمحكمة.
وذكرت الصحيفة تصريح متحدث باسم وزارة التعليم الذي قال فيه: "إن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست هو أداة حيوية في معالجة معاداة السامية ولا يتعارض مع حماية حرية التعبير".
وأظهر تقرير صادر عن فريق العمل المستقل المعني بمعاداة السامية في التعليم العالي أن أيا من الجامعات التي اعتمدت التعريف قالت "إنها قيدت بأي شكل من الأشكال حرية التعبير أو البحث الأكاديمي".
واختتمت الصحيفة تقريرها بتصريحات متحدث باسم جامعات المملكة المتحدة الذي قال فيه إن الأعضاء يجب أن يفكروا في اعتماد تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست "مع الاعتراف أيضًا بواجبهم في تعزيز حرية التعبير ضمن القانون".
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية معاداة السامية بريطانيا الاحتلال معاداة السامية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معاداة السامیة حریة التعبیر
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يرد على اتهامات قتل المدنيين في «الحمادي»
الناطق باسم الجيش السوداني قال إن القوات المسلحة ظلت طوال فترة الحرب تحمي المواطن وتخلصه من بطش وانتهاكات “مليشيا الدعم السريع”.
الخرطوم: التغيير
كذّب الجيش السوداني الاتهامات التي وجهت لقواته والقوات المساندة له بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في منطقة الحمادي بولاية جنوب كردفان- جنوب غربي البلاد، ووصفها بأنها “ادعاءات باطلة”.
واتهمت مجموعات حقوقية وناشطين وتقارير إعلامية، قوات من الجيش والقوات المساندة له بتنفيذ هجوم غادر على منطقة الحمادي بجنوب كردفان الخميس الماضي، أسفر عن مقتل 18 مدنيًا- بينهم 6 نساء و4 أطفال- وإصابة أكثر من 13 آخرين، في سياق المعارك الجارية بينه وبين قوات الدعم السريع لأكثر من عامين.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش العميد الركن نبيل عبد الله في تصريحات صحفية، إن الحديث عن قتل الجيش السوداني لمدنيين في منطقة الحمادي بولاية جنوب كردفان إدعاءات باطلة وسخيفة تحاول أن تروج لها “مليشيا آل دقلو”- في إشارة إلى الدعم السريع “وجناحهم السياسي”.
وأضاف عبد الله بأن القوات المسلحة ظلت طوال فترة هذه الحرب تحمي المواطن السوداني “وتخلصهم من بطش وانتهاكات هذه المليشيا التي يعلم القاصي والداني مدى إجرامها غير المسبوق في تاريخ الحرب.
وتابع: “يكفي شهادة مواطنينا الذين يستقبلون قواتنا بالبشر والترحاب في كل مكان طهرته من دنس هذه الشرذمة المجرمة”- حد قوله.
وسيطر الجيش والقوات المساندة له يوم الثلاثاء الماضي على قرية الحمادي بعد معارك مع قوات الدعم السريع التي تعتبر المنطقة إحدى معاقلها الكبيرة، وتحدثت تقارير عن ارتكاب الجيش ومسانديه انتهاكات جسيمة بحق المدنيين عقب السيطرة على البلدة.
وكانت مجموعة محامو الطوارئ- حقوقية مستقلة، قالت إن هجوم الجيش الغادر على قرية الحمادي رافقته أعمال نهب واسع لمنازل المواطنين وسوق القرية، واعتقالات تعسفية بحق ناشطين، كما اضطر عشرات المدنيين للنزوح سيرًا على الأقدام نحو قرى ومدن مجاورة في أوضاع إنسانية شديدة القسوة.
وذكرت أن المعلومات الميدانية تؤكد أن قرية الحمادي كانت خالية من أي مظاهر عسكرية وقت الهجوم، الذي جاء عقب اشتباكات في منطقة الشوشاية المجاورة.
الوسومالجيش الحمادي الدغم السريع السودان الشوشاية العميد ركن نبيل عبد الله جنوب كردفان مجموعة محامو الطوارئ