البوصلة العمياء.. بقلم: منهل إبراهيم
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
الأمر ليس بحاجة لدليل، فالأدلة كثر وحرب أوكرانيا من الأدلة الدامغة على أن المال والتمويل هو الركن الأساسي في سياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، كما كانت الحال مع سلفه دونالد ترامب، وهنا يكشر رأس مال القوة بأنيابه الحادة، ويكشف عن صورته القبيحة في التحكم بمصير الشعوب.
هنا في سورية يحصل الأمر نفسه، حرب على الدولة بشق اقتصادي يضع فيه رأس المال (الرأسمالي) ثقله لحصار الشعب واللعب بحاجاته الأساسية والإنسانية، هذه هي البوصلة الأمريكية، بوصلة بايدن وترامب ومن سبقهما من متزعمين للبيت الأبيض، هذه البوصلة العمياء جعلت بايدن مختل ومهووس هو وسلفه ترامب بفكرة الضغط الاقتصادي على الخصوم وتمويل الحلفاء وتغذية وريدهم الحربي، وفي كل مرة يوقعون العالم في مأزق كبير يصل لدرجة تفجير برميل البارود في العالم، وحصاد الرماد والدخان من بقايا الحطام الذي يعقب الحريق.
اختلال في القيم وعجرفة وتغول في الدماء، وتوغل في الاحتلال بالمال والعسكرة، يحصدون حصاد الغير وينقلون طاقة الشعوب لما وراء الحدود عبر معابر اللصوصية لقواعدهم التي تحتضر ويصيبها الاهتلاك مع مرور الأيام، يدعمهم الحلف الغربي، (ناتو) الحقد الذي يرفع شعاره للسيطرة في جهات العالم الأربع ويشكل العصا الطائعة في يد أمريكا التي تنفق عليه عسكرياً بمرتبة ممول أول يحتل المقدمة، فالأوروبيون لا ينفقون ما تنفقه أميركا في هذا الحلف السياسي العسكري، وعليه تقود الولايات المتحدة الحلف نحو الحروب التي ترعاها وتخدم رأسمالها.
استثمار أميركي جديد في أوكرانيا، وقبله في سورية، استراتيجية قديمة ضد الشعوب أعلنها بايدن وقبله ترامب بمضامين وأفعال ترصد لها الخزانة الأميركية الغالي والنفيس لحين موسم الحصاد عبر قهر الشعوب، هي ماكينة المال الأميركي التي تخدم السياسة الخارجية في الدولة الأميركية العميقة التي تنتج سياسات عقيمة، عبر تجارة الحروب، والبحث المستمر عن استثمارات عسكرية جديدة تتبعها تمويلات جديدة ومستمرة كما يحصل اليوم في أوكرانيا، هي استراتيجية قديمة يتم تحديثها مع مرور الزمن لتناسب مقياس ومقاس الجشع الأمريكي الذي يكبر ويتعاظم كوحش مفترس يترصد ضحاياه ويزداد نهمه يوماً بعد يوم.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
صفقة ترامب السرية.. الذي يخفيه بيع رقاقات إنفيديا للصين؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيسمح لشركة "إنفيديا" الرائدة في صناعة شرائح الذكاء الاصطناعي ببيع شرائحها المتقدمة H200 للعملاء "المعتمدين" في الصين.
وقال ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "سنحمي الأمن القومي، وسنخلق وظائف أمريكية، وسنحافظ على ريادة أمريكا في مجال الذكاء الاصطناعي".
ويشمل هذا القرار شركات أمريكية أخرى مثل "إيه إم دي" AMD، ويأتي بعد ضغوط مكثفة من قبل الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانج، الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي للترويج لهذا القرار.
وتعد "إنفيديا"، أكبر شركة لصناعة الشرائح في العالم وأعلى الشركات قيمة في السوق، في قلب صراع جيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين في الأشهر الأخيرة، حيث تم حظر بيع شرائحها الأكثر تطورا إلى بكين.
ترامب يلغي حظر بيع الشرائحوكان ترامب قد ألغى حظر بيع الشرائح في يوليو الماضي، ولكنه اشترط أن تدفع "إنفيديا" 15% من إيراداتها في الصين للحكومة الأمريكية.
وفي وقت لاحق، أوردت تقارير أن بكين طلبت من شركاتها التكنولوجية التوقف عن شراء شرائح "إنفيديا" المصنعة للاستخدام في السوق الصينية.
وقالت "إنفيديا" في بيان صحفي قدمته لـ بي بي سي: "نحن نؤيد قرار الرئيس ترامب الذي يتيح لصناعة الشرائح الأمريكية التنافس لدعم الوظائف ذات الأجور المرتفعة والتصنيع في أمريكا".
وتعتبر شريحة "H200" من الجيل السابق لشريحة "بلاكويل" التي تعتبر واحدة من أكثر شرائح الذكاء الاصطناعي تقدما في العالم.
وقال هوانج في مقابلة مع بي بي سي في سبتمبر: "يجب على الولايات المتحدة التأكد من أن الناس في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصين، يمكنهم الوصول إلى هذه التكنولوجيا".
كما حذر مرارا من أن الصين، التي طورت نظاما بيئيا لإنتاج الشرائح خاص بها، تقترب من اللحاق بالولايات المتحدة في تطوير هذه التكنولوجيا.
وأشادت "إنفيديا" بقرار ترامب يوم الاثنين، حيث قالت في بيانها: "عرض H200 للعملاء التجاريين المعتمدين، الذين يتم التحقق منهم من قبل وزارة التجارة، يمثل توازنا مدروسا وهو أمر جيد لأمريكا".
وقد ارتفعت أسهم "إنفيديا" قليلا بعد الإعلان عن الخبر.
وذكر ترامب في منشوره: "إنه سيتم دفع 25% من الإيرادات إلى الولايات المتحدة الأمريكية".
وتتمتع الصين بميزة شبه احتكارية في معالجة المعادن النادرة التي تعد ضرورية لإنتاج معظم الإلكترونيات.
وكانت بكين قد وجهت سابقا شركاتها التكنولوجية لرفض شراء شرائح H20 الأقدم من "إنفيديا"، وشجعتهم على شراء شرائح مصنعة محليا.