الثورة نت../
تحظى ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في اليمن بخصوصية ميزتها عن غيرها من المناسبات الدينية، حيث تكون الأجواء روحانية، وتقام الموالد والاحتفالات في المنازل والأحياء وتتعالى أصوات الصلوات على النبي والمدائح التي تتغنى به في كافة الشوارع التي تزدان بالأضواء الخضراء.

وفي محافظة صنعاء، تحظى ذكرى المولد النبوي باهتمام رسمي وشعبي كبير، وتتميز عاماً بعد آخر بالتحضيرات المبكرة إذ انطلقت هذا العام في الحادي عشر من شهر صفر أولى خطوات الاستعدادات بلقاء موسع للمجلس المحلي والمكتب التنفيذي والجهات المعنية، تم خلاله وضع الخطوط العريضة للاحتفاء بالرسول الأعظم.

مثل اللقاء نقطة انطلاقة ومحطة مركزية لتحديد مهام لجان الحشد للمناسبة على مستوى المحافظة والمديريات والعزل والقرى، والمهام المنوطة بالمكاتب التنفيذية ودورها في تنظيم فعاليات ذكرى المولد، بما يليق بعظمة النبي الكريم، حيث تم رسم برنامج عملي وتدشينه على مستوى المحافظة في التاسع عشر من شهر صفر بفعالية مركزية حضرها رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور ونائبه لشؤون الدفاع والأمن وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة.

توالت الفعاليات والأنشطة في المحافظة على مستوى مراكز المديريات والعزل والقرى والمدارس، حيث تشهد يوميا صباحا ومساءً أمسيات وندوات توعوية تثقيفية احتفاءً بمولد رسول الرحمة والإنسانية.

الفعاليات التي غطت كافة قرى المحافظة في السهول والجبال والريف والحضر سارت وتسير وفق محددات أساسية ومدة زمنية وصولا إلى الاحتفالية المركزية ، حيث هدفت الفعاليات، ومن خلال المحاضرات ومواضيع الندوات والعبارات المختارة في إعلام الشارع، للتعريف بشخص رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم، وبيان توفيق الله لليمنيين ، وإظهار ولاءهم وارتباطهم به ، وكذا إبراز عظمة أخلاق الرسول وحاجة الأمة إلى التأسي به.

الاحتفاء بنعمة الله على البشرية وإظهار التعظيم للرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ونشر سيرته، والولاء له وتعزيز الارتباط به وبالقرآن في مقام الاتباع للرسالة الإلهية وأولياء الله، كان الهدف الرئيسي لأبناء محافظة صنعاء في هذه المناسبة.

وعلى الخطى ذاتها شكلت أعمال التزيين للشوارع والحارات والمنازل ووسائل النقل جانبا مهما ومظهرا رائعا من مظاهر الاحتفاء بذكرى مولد نبي الرحمة.

لم يقتصر الاحتفال على الفعاليات والندوات والمحاضرات وأعمال الزينة فحسب، وإنما كان لجانب التكافل الاجتماعي حضورا من خلال حصر الأسر المحتاجة والفقيرة والأشد فقرا وتفقد أحوالها، والتجهيز لتسيير قوافل الرسول الأعظم لمساعدتها وتخفيف معاناتها وإدخال الفرحة إلى نفوس أفرادها.

وتأخذ فعاليات وأنشطة الاحتفالات بذكرى مولد رسول الله مظاهر وصور متنوعة في مختلف المديريات، يقدم خلالها المواطنون ألواناً من التراث الشعبي والثقافي في الرقص والبرع والأهازيج المختلفة، صباحاً، والقصائد والأناشيد والموشحات خلال الأمسيات وحلقات الذكر التي تقام في المجالس والمساجد.
تجتمع كل القطاعات على حب الرسول الكريم، وتتسابق في إبراز ذلك الحب من خلال فعاليات وأنشطة تتنوع بين المساهمة في الإعداد والتجهيز والتنظيم للفعاليات والندوات والمحاضرات وغيرها.

وحول دلالات إحياء هذه المناسبة، أكد المحافظ عبد الباسط الهادي أن الحراك الرسمي والشعبي، يدل على المسؤولية والوعي لدى الحكومة والشعب وأن الجميع في خندق واحد يشكلون فريقا محبا لله ومجسدا التجسيد الحقيقي للانتماء لرسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله للرد القوي على أولئك الطغاة المتجبرين الذين أساءوا إلى دين الله ورسوله.

واعتبر أن الاحتفاء بذكرى المولد النبوي، محطة لأخذ الدروس والعبر من حياة الرسول وسيرته، والتزود بأخلاقه والقيم والمبادئ التي حملها، مشيراً إلى حاجة الشعب اليمني للعودة إلى المبادئ والأخلاق والقيم والكرامة التي أرساها رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، المنقذ والحريص على الأمة الإسلامية، بشهادة الله عز وجل في كتابه الكريم.

فيما أكد أمين عام المجلس المحلي عبد القادر الجيلاني أن أبناء الشعب اليمني يفاخرون اليوم بالاحتفال بهذه المناسبة بين الشعوب، ويجسدون أصالة أجدادهم الأنصار الذين ناصروا الرسول محمد عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأتم التسليم، منذ بزوغ فجر الإسلام.

وأوضح أن الفعاليات والندوات الثقافية المختلفة التي تنظمها المؤسسات والجهات الرسمية وغير الرسمية تجسد عظمة وأهمية ذكرى المولد النبوي الشريف ودلالاته حتى تترسخ في عقول ووجدان الأجيال الهوية الإيمانية والنهج المحمدي الصحيح الذي يحصنهم من الثقافات المغلوطة لأعداء الدين الإسلامي ومن يدعون الانتماء للعروبة والإسلام من قادة أنظمة تحالف العدوان.

من جانبه أكد وكيل أول المحافظة، حميد عاصم، أن الاحتفال بالمولد النبوي لهذا العام يتميز بالحرص العالي للجميع على تجسيد حب الرسول الأعظم ، لافتا إلى ما تشهده المحافظة من خلال الحضور الفاعل والكبير في مختلف الفعاليات على مستوى مركز المحافظة والمديريات والعزل والقرى.

وأشار إلى أن اليمن وهو يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف أصبح النموذج الحي لدى الشعوب الإسلامية في إظهار عظمة المناسبة وأهميتها كونها ترتبط بعظمة النبي محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، مؤكدا أن إظهار حب النبي والابتهاج بمولده يمثل رسالة واضحة للأعداء بأن أبناء اليمن متمسكون بالله ورسوله الكريم ولن يسمحوا بالإساءة وانتهاك المقدسات الإسلامية.

بدوره اعتبر مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة هادي عمار، الاحتفال بهذه المناسبة فرصة للتعبير عن التعظيم والإجلال لرسول الله وتوقيره ونصرته، والتأكيد على الثبات في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، وتمسك الشعب اليمني بنهج المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله.

وأكد أهمية تعزيز الوعي بضرورة الاحتفال بذكرى المولد النبوي، لاستلهام الدروس والعبر من سيرة الرسول بما يعزز الهوية الإيمانية للأمة الإسلامية، مشيداً بدور أبناء المحافظة وحضورهم المشرف ومشاركاتهم الفاعلة في كل الفعاليات الدينية والوطنية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: ذکرى المولد النبوی الله علیه وعلى علیه وعلى آله صلوات الله رسول الله على مستوى من خلال

إقرأ أيضاً:

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف

مكة المكرمة

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.

وقال فضيلته: “إن الله تعالى تكفّل بحفظ دينه، وجعل من أسباب حمايته الشرعية، وحفظ شعائره سواء كانت شعائر زمانية أو مكانية أو تعبدية، فيبقى الدين في الناس، ما بقيت فيهم شعائره وتعظيم شعائر الله، دليل على تقوى القلب وخشيته، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمُ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)”.

وأضاف: “إن من شعائر الله، يوم عرفة، وهو يوم الوفاء بالميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني آدم؛ ففي مسند الإمام أحمد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان – يعني عرفة – فأخرج مِنْ صُلْبِه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذَّر ، ثم كلَّمهم قُبُلًا، قال: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)، وفي يوم عرفة ينزل ربنا جل في علاه إلى السماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله وكبريائه وعظمته فيباهي بأهل الموقف ملائكته، وهو أكثر يوم في العام يُعتق الله فيه خَلْقًا من النار، سواء ممن وقف بعرفة منهم ومَنْ لم يقف بها من الأمصار”.

وبين الشيخ ماهر أن عظيم الأزمنة الفاضلة، من عظيم شعائر الله، ونحن في هذه الأيام، نعيش في خير أيام العام، التي أقسم الله بها، وفضلها على سِوَاهَا، فقال: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرِ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) ، فعشر ذي الحجة، اجتمع فيها مِنَ العبادات ما لم يجتمع في غيرها، مشيرًا إلى أن من فضائل هذه الأيام المباركات أن فيها يوم النحر، وهو من خير أيام الدنيا، وأحبها إلى الله تعالى وأعظمها حرمةً، وفيه عبادة الأضحية، والأضحية سُنَّة مؤكدة، لا ينبغي تركها لمن قَدَرَ عليها، وينبغي لمن أراد أن يضحي إذا دخلت عشر ذي الحجة أن يُمسك عن شعره وأظفاره وبشرته، حتى يذبح أضحيته ؛ لما روى مسلم في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليُمْسِكُ عن شَعْرِه وأظفاره)، فامتثلوا أمر ربكم، وقفوا على مشاعركم، وأتموا نسككم، واقتدوا برسولكم- صلى الله عليه وسلم-، وابتهلوا إلى ربكم رحمته، تفوزوا برضوانه وجنته.

وأكّد إمام وخطيب المسجد الحرام أن المملكة، بذلت كل وسعها، وسخرت أمنها وأجهزتها، وهيأت كل أسباب التسهيل والراحة والأمن والسلامة، عبر أنظمتها التي تهدف إلى سلامة الحجيج وأمنهم، وتيسير أداء مناسكهم، تحت سلطة شرعية في حفظ النفس والمال، لذا فإن الحج بلا تصريح هو إخلال بالنظام وأذية للمسلمين، مقابل حقوق الآخرين، وجناية لترتيبات وضعت بدقة متناهية، فحري بمن قصد المشاعر المقدسة، تعظيم هذه الشعيرة العظيمة، واستشعار هيبة المشاعر المقدسة بتوحيد الله وطاعته والتحلي بالرفق والسكينة والتزام الأنظمة والتعليمات، وبعد عن الفسوق والجدال والخصام، ومراعات المقاصد الشرعية، التي جُعِلَتْ من السلامة، والمصلحة العامة، حفظ الله حجاج بيته الحرام، وتقبل حجاجهم وسائر أعمالهم ووردهم إلى أهلهم سالمين وبالمثوبة غانمين.

كما حثّ فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم على اغتنام فضل الأيام العشر من ذي الحجة، والتقرّب إلى الله بأداء العبادات، والطاعات، وتلاوة القرآن، والصدقة، وسائر الأعمال الصالحات، لما اختصّ الله هذه الأيام العشر المباركة من فضل، ولما فيها من شعائر دينية عظيمة.

وأوضح الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة من المسجد النبوي، اليوم، أن الله جلّ وعلا فاضل بين الليالي والأيام، ومَنَّ على عباده بمواسم الطاعات، ليزداد المؤمنون رِفعةً في درجاتهم، ومن الأيام الفاضلة التي أعلى الله شأنها، وعَظم أمرها، أيامُ عشر ذي الحجة، إذ أقسم الله بها – فقال تعالى: “وَالفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرِ” وهي من أيَّامِ اللهِ الخُرم، وخاتمة الأشهر المعلومات، نهارها أفضل من نهارِ العشر الأواخر من رمضان؛ مستشهدًا بحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عن فضل هذه الأيام المباركة بقوله- : “أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا، أَيَّامُ العَشْرِ”، كما قال- عليه الصلاة والسلام-: “مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنَ العَمَل فِي هَذهِ، قَالُوا: وَلا الجهَادُ؟ قَالَ: وَلَا الجَهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعُ بِشَيْءٍ” (رواه البخاري).

وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن أيام العشر من ذي الحجة، اجتمعت فيها أُمهات العبادة – من الصَّلاة، والصدقة، والصيام، والحج، والنحر، ومن أعلام أيامها حج بيت الله الحرام، أحد أركان الإسلام، وأصل من أصوله العظام، تُمحى به الذنوب والخطايا، قال عليه الصلاة والسلام: “الحَج يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ” (رواه مسلم)، وهو طهرةً للحاج من أدران السيئات، قال – صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ حَجّ لله فَلَمْ يُرفُث، ولَمْ يَفْسُقُ رَجَعَ كَيوم ولَدَتْهُ أُمُّهُ” (متفق عليه)

وذكر، أن الأيام العشر من ذي الحجة فيها يوم عرفة، ملتقى المسلمين المشهود، يوم كريم على المسلمين، مستدلًا بحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “مَا مِنْ يَوْمِ أَكثرَ مِنْ أَنْ يُعتق اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عرفة” (رواه مسلم)، مبينًا أن يوم عرفة، يومُ دعاءٍ ورجاءٍ وخشوعٍ، وذُلٍ وخضوعٍ للواحد الأحد، فقال ابنُ البرّ- رحمه الله-: “دعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ مُجَابٌ كُلَّهُ فِي الْأَعْلَبِ”.

وقال الشيخ عبدالمحسن القاسم، إن في العشر من ذي الحجة أحدُ عيديّ المسلمين، ففيها يوم النحر، أعظمُ الأيَّامِ عند الله، وأشدُّها حُرمةً، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – في حجة الوداع في خطبته يوم النحر: “أَلَا إِنَّ أَحْرَمَ الأيام يومُكُمْ هَذَا”(رواه أحمد)، مضيفًا أنه أفضل أيام المناسك وأظهرها، وأكثر شعائر الإسلام فيه، وهو يوم الحجّ الأكبر الذي قال الله تعالى فيه: “وَأَذَان مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَومَ الحَج الأكبر” وفيه أكمل الله لهذه الأمة الدين.

وتابع فضيلته مبينًا، أن في نفوس المسلمين خلال أيام العشر من ذي الحجة حنينٌ لحجِّ بيت الله الحرام، ومن فضل الله على عباده أنه لم يُوجبه إلا على المُستطيع، كما أن مَنْ عَزمَ على حجّه ولم يستطِع نال ثوابه، ويُستحبُّ في العشر المباركة صيامُ التِّسعة الأولى منها، قال النووي- رحمه الله-: “مُسْتَحَبٌ استحبابًا شَدِيدًا”، كما قال- عليه الصلاة والسلام- عن صيامِ يومِ عرفة “يُكَفِّرُ السَّنة الماضية والباقية” (رواه مسلم)، والأفضل للحاج أن لا يصومه، تأسّيًا بفعل النبي- صلى الله عليه وسلم-.

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي، أنه يُستحبُّ في أيام العشر من ذي الحجة الإكثار من ذكر الله، امتثالًا لقول الله جلّ شأنه:

“وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومات”، كما دعا إلى ذلك النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في قوله: “فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التهليل والتكبير والتحميد” (رواه أحمد)، مبينًا أن التكبير المطلق في كل وقت من شعائر عشر ذي الحجة، ويُشرَعُ التكبير المقيّد عقب الصلوات المفروضة، من فجر عرفة، وللحُجّاج وغيرهم – إلى عصر آخر أيام التشريق.

وأفاد أن مما يُستحبّ فعله في العشر من ذي الحجة، تلاوة كتاب الله العظيم، فأجرها مضاعفٌ، والصدقة من أبوب السعادة، وخير ما تكون في وقتِ الحاجة وشريف الزمان، وفي أيام النحر والتشريق عبادة مالية بدنية قرنها الله بالصلاة، فقال سبحانه: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”.

وبيّن أن الله سبحانه، حثّ على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده، لا فخر، ولا رياء، ولا سمعةً، ولا مُجرَّدَ عادة، فقال سبحانه: “وَلَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُم”، وقد “ضحى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِكَبْشَيْنِ أَملحين أقرنين، ذَبحهما بيده”. (متفق عليه).

وأكّد الشيخ عبدالمحسن القاسم على مكانة بيت الله العتيق، وقدسيته، وحُرمته، مبينًا أن من إحسانه تعالى أن جعل موسم العشرِ مشتركًا بين السائرين للحج والمعذورين، والحاج مع فَضْل الزمان ينال شرف المكان في أحب البقاع إلى الله مكة المكرمة، أقسم الله بها، وقَدَّسَها الله وصالها، وبارك فيها بكثرة الخير فيها ودوامه، وجعلها آمنةً لا قتال فيها، والطَّيرُ فيها أمن لا يُنفر، والشحر لا يُقطع، والمالُ الذي لا يُعرف مالكه لا يُؤخذ إلا لمعرّف به نظر إليها النبي- صلى الله عليه وسلم- ثم قال: “وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ” (رواه ابن حبان).

وختم فضيلته خطبة الجمعة، مبينًا أن الحاج الموفّق منْ عمر وقته في هذه الأيام المباركة بالطَّاعات، وتزود فيها من الصالحات، وتعرّض فيها لنفحات الرحمات، وشكر فيها ربِّه على النعم المتواليات، ودعا للقائمين على خدمة الحجيج والمعتمرين، فالعباد لهم سعي حثيث إلى الله، وليس لهم حظّ عن رحالهم إلا في الجنة أو النار، وكل ساعة من العمر إن لم تقرب المرء من ربّه أبعدته.

مقالات مشابهة

  • دعاء الرسول لسعة الرزق.. ردده يوميا تُفتح لك أبواب السماء
  • نهار عشر ذي الحجة.. خطيب المسجد النبوي: أفضل من العشر الأواخر من رمضان
  • محافظة صنعاء تشهد مسيرات حاشدة تحت شعار “لا أمن للكيان.. وغزة والأقصى تحت العدوان”
  • توافد جماهيري كبير إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وساحات المحافظات
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • عم الطفل السعودي المفقود في تركيا: الأمل كبير وفرق الإنقاذ ترى فرصة للعثور عليه
  • أنواع الحج.. ما الفرق بين القران والتمتع والإفراد؟ وأي منها تمناه الرسول ﷺ؟
  • صيغة تكبيرات عيد الأضحى 2025 مكتوبة.. «الله أكبر كبيرًا»
  • الخطوط اليمنية تعلق رحلاتها بعد قصف إسرائيلي لآخر طائراتها
  • الرئيس المشاط يؤكد من مطار صنعاء أن اليمن لن يتراجع عن مساندة فلسطين وعلى الصهاينة انتظار صيف ساخن