طاقة نور وأمل من شمال الصعيد، تحديداً من قرية بلفيا إحدى القرى التابعة لمركز بنى سويف فى محافظة بنى سويف، يحملها وقائم عليها أخى وصديقى العزيز يوسف شعبان الجميل، الصعيدى الجميل؛ جاء إلى قاهرة المعز قبل ٢٥ عاماً دارساً لعلوم السياسة والإدارة العامة وإدارة الأعمال، لكن لم تفارقه قريته، حملها فى داخله، ولم ينقطع عنها يوماً.
تقول الآية الكريمة من سورة المائدة، «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا». وفى عديد التفاسير التى تناولت الآية الكريمة تشير إلى أن قوله: «مَنْ أَحْيَاهَا» أي: أنقذها من الموت، استقرت جميع التفاسير وأكدت أهمية قيمة الإحياء، غير أننى أرى قيمة الإحياء تتجاوز فكرة الحياة والموت إلى منطق أعم وأشمل؛ فكل عمل خير، وكل فعل يصدر بهدف إسعاد الآخرين ومساعدتهم دون انتظار أى رد أو مكسب مادى أو كلمات شكر هو حياة، وكل عمل يتم، حتى لو كان بسيطاً، بهدف إيثار الغير على النفس والسعى طواعية إلى تقديم العون للآخرين والدعم للمجتمع دون انتظار مقابل هو حياة. إذن ليست الحياة فى الإحياء فقط، الأهم أن نغرس فى نفوس من حولنا قيمة الحياة. فالمساعدة على طلب العلم حياة، مساعدة المرضى حياة، فكرة المساعدة بشكل عام والإحساس بالآخرين حياة.
بمثل هذه المبادرات تتجاوز الأوطان المحن وتُعبَر الأزمات، لذلك كل مبادرات الخير كبيرة كانت أو صغيرة، على المستوى العام، أو على مستوى المجتمعات والدوائر المحلية هى حياة، وضرورة تزداد أهميتها والحاجة الملحة لها مع تزايد ضغوط التضخم ووطأة الظروف الاقتصادية، هذه المبادرة وغيرها تعضد من جهود المجتمع الأهلى والجهود الحكومية فى تحسين جودة الحياة وتعظيم الأثر الاجتماعى فى بناء وطن مستقر، ومتوازن ويتمتع بالسلم المجتمعى. وتجسد فلسفة الدولة الجديدة فى ملف الحماية الاجتماعية القائمة على الشراكة وتوحيد الجهود بين المجتمع الأهلى ومبادراته والجهود الحكومية. مثل هكذا مبادرات تعود بالنفع المباشر على الفئات الأكثر احتياجاً، وتدعم جهود الدولة فى ملف الحماية الاجتماعية، أتمنى أن تكون هناك عشرات، بل مئات المبادرات على شاكلة «ومن أحياها».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: و م ن أ ح ي اه ا شمال الصعيد محافظة بني سويف الصعيدي
إقرأ أيضاً:
أخنوش يدعو الوزراء إلى تفعيل الحوار الإجتماعي وتوسيع المشاورات داخل القطاعات الحكومية
زنقة 20 ا الرباط
عقب إعطائه انطلاق جولة أبريل 2025 من الحوار الاجتماعي، أصدر رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الجمعة، منشورا يدعو الوزراء والوزراء المنتدبين وكتاب الدولة والمندوبين الساميين والمندوب العام، إلى تفعيل الحوار الاجتماعي القطاعي وانتظامه.
وذكر أخنوش، بإعطائه شخصيا يوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 الانطلاقة الفعلية لجولة أبريل 2025 من الحوار الاجتماعي، عبر ترؤسه لعدة لقاءات مع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلا، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والتي خصصت لدراسة ومناقشة مجموعة من القضايا التي تهم الشغيلة.
ودعا رئيس الحكومة وزراءه إلى السهر على انتظام الحوارات الاجتماعية القطاعية على غرار الحوار الاجتماعي المركزي، وفق مقاربة تشاركية تقوم على توسيع المشاورات لتشمل مختلف الشركاء الاجتماعيين، في احترام لمعايير التمثيلية النقابية، بما يمكن من دراسة مختلف القضايا والملفات الاجتماعية المطروحة على مستوى القطاع الذي يشرفون عليه.
وأوضح أن ذلك سيتم في أفق اقتراح حلول منصفة وممكنة للقضايا المطروحة، حتى تشكل أرضية للحوار الاجتماعي الوطني، مع الحرص على حل القضايا الخلافية واستكمال دراسة بعض المطالب الفئوية.
وأهاب أخنوش بهؤلاء الوزراء إلى دعوة المسؤولين عن المنشآت والمؤسسات العمومية الخاضعة لوصايتهم، إلى دراسة القضايا والملفات المماثلة المرتبطة بمجال اختصاصها وفق المقاربة ذاتها، وإلى اتخاذ كافة التدابير الضرورية لتفعيل وانتظام وإنجاح الحوار الاجتماعي القطاعي، مع إفادته بصفة دورية، بما بنتائج الحوار.
وشدد على الأهمية البالغة التي توليها الحكومة للحوار الاجتماعي، باعتباره آلية من آليات الديمقراطية التشاركية، والفضاء الأمثل لتدبير القضايا الاجتماعية، بما يسهم في إرساء السلم الاجتماعي بالمرافق العمومية، وتحفيز الموظفين والمستخدمين وتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية والمهنية، وكذا تجويد الخدمات العمومية.
واعتبر رئيس الحكومة في منشوره، أن الإرادة المشتركة للحكومة وشركائها الاجتماعيين والاقتصاديين، تجسدت في مأسسة الحوار الاجتماعي من خلال اعتماد الميثاق الوطني لمأسسة هذا الحوار بتاريخ 30 أبريل 2022، وذلك بهدف تعزيز هذا النهج وضمان استدامته وانتظامه على كافة المستويات الوطنية والترابية والقطاعية.