مسقط ـ «الوطن» :
تستضيف سلطنة عمان ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مؤتمر الشرق الأوسط للفضاء بمشاركة كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع الفضاء من الوكالات الحكومية وشركات القطاع الخاص حول العالم، وذلك للترويج لقطاع الفضاء في الشرق الأوسط ودور سلطنة عمان كبوابة استراتيجية لجذب الاستثمارات في تطبيقات وتقنيات الفضاء إلى المنطقة.


ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر خلال الفترة من 8 إلى 10 يناير من العام القادم بالتعاون مع شركة يوروكونسلت وهي شركة استشارات عالمية رائدة في مجال الدراسات الاستراتيجية لقطاع الفضاء والأقمار الصناعية ودراسات الجدوى للقطاع، حيث ستعمل هذه الشراكة على الاستفادة من خبرة الشركة وسمعتها في تنظيم وإقامة الفعاليات العالمية منذ عام 1997 للمستويات التنفيذية في قطاع الفضاء.
وستعمل يوروكونسلت في هذا المؤتمر بمنهجيتها الراسخة في هذا المجال على مشاركة متحدثين رفيعي المستوى من مختلف قطاعات الفضاء بشقيه العلوي والسفلي، بما في ذلك الوكالات الحكومية وشركات القطاع الخاص والمستثمرين، حيث يتوقع أن يحضر هذا الحدث أكثر من 350 خبيرا من جميع أنحاء الشرق الأوسط ومن مختلف أنحاء العالم.
وستركز موضوعات المناقشة على جميع القضايا الرئيسية لتطوير قطاع الفضاء في الشرق الأوسط بما في ذلك استراتيجيات الفضاء، وتمويل قطاع الفضاء، واتجاهات السوق والفرص في صناعة الفضاء، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ومراقبة الأرض وغيرها من المجالات. كما سيقام إلى بجانب المؤتمر معرض للشركات المحلية والعالمية المتخصصة تحديداً في تقنيات وعلوم الفضاء، بهدف جذب الاستثمار، وإقامة شراكات تجارية جديدة ، وزيادة الوعي بالتطورات التكنولوجية التي تحدث في أنحاء القطاع.
وقال سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني، وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات: تهدف الوزارة من خلال تنظيم هذا المؤتمر إلى تحقيق العديد من الأهداف، أبرزها تعزيز مكانة السلطنة في هذا القطاع ووضعه على خريطة الفضاء العالمية والإقليمية لما تتمتع به البلاد من ميزات تنافسية ومقومات من شأنها إضافة قيمة لصناعة الفضاء. كما يهدف هذا المؤتمر إلى رفع مستوى الوعي في مجتمع الفضاء الدولي حول الفرص في قطاع الفضاء بالمنطقة.
سيكون المؤتمر منصة فريدة لجميع الشركاء من الحكومة والصناعة للتواصل مباشرة وتطوير مجالات للتعاون.
من جانبه قال باكوم ريفيون، الرئيس التنفيذي لشركة يوروكونسلت: يسعدنا العمل مع سلطنة عمان لتنظيم أول مؤتمر للفضاء في الشرق الأوسط. حيث تعد المنطقة مركزًا حيويًا للنشاط الفضائي والاستثمار، مع إمكانات هائلة للنمو. متطلعا إلى المساعدة في تسليط الضوء على دور سلطنة عمان كبوابة للنشاط الفضائي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتعزيز النشاط الفضائي الحالي والمستقبلي في المنطقة للجمهور العالمي.
الجدير بالذكر أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أطلقت مطلع العام الجاري السياسة الوطنية والبرنامج التنفيذي لقطاع الفضاء وتسعى إلى تحفيز النشاط الفضائي محليا، مع ضمان مكانته البارزة على خريطة الفضاء العالمية من خلال المساعدة في جذب خدمات وتطبيقات جديدة إلى منطقة الشرق الأوسط. وسيعقد المؤتمر بعد عام واحد من إعلان الوزارة عن أهداف السياسة وسيكون بمثابة منصة رئيسية لبرنامج الفضاء العماني لإطلاع المجتمع الدولي على مجموعة الأنشطة الفضائية المخطط لها في عمان ومنطقة الشرق الأوسط على نطاق أوسع.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: وتقنیة المعلومات الشرق الأوسط قطاع الفضاء سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

من مركزية إعلان البندقية 1982 إلى هوامش حرب غزة 2023

إذا كان استنفار بلدان الاتحاد الأوروبي لطاقاتها لمواجهة تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية يمثل سببا أساسيا للتراجع الأوروبي الراهن في منطقتنا مثلما يشكل تعقد صراعات المنطقة منذ نشبت الحرب في غزة 2023 سياقا طاردا للجهود الأوروبية، فإن ثمة أسبابا أخرى تستحق التسمية والتفسير.

فقد أسفر الابتعاد التدريجي للولايات المتحدة عن الشرق الأوسط عن الحد من أدوار الأوروبيين الذين اعتادوا الاستفادة من نفوذ القوة العظمى ومن الضمانات الأمنية التي قدمتها ومن التجارة الحرة التي رعتها لتطوير علاقات واسعة مع بلدان المنطقة، دوما ما كانت في مقدمتها إمدادات الطاقة إلى أوروبا وصادرات السلاح منها إلى بلدان المنطقة بالإضافة إلى الاهتمام بقضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية.

ضيق تراجع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذا، من مساحات حركة الأوروبيين الذين اعتادوا أن ينشطوا دبلوماسيا وسياسيا حين تنشط حليفتهم على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. وها هم يستسلمون اليوم في صمت لغياب الدور الأمريكي في العراق بعد الانسحاب، وفي سوريا باستثناء مواجهة بقايا تنظيم داعش، وفي لبنان المتروك لفشل الدولة، وفي إسرائيل وفلسطين حيث لا شيء غير الحرب في غزة والمزيد من التصعيد والاستيطان والتطرف والعنف في الضفة الغربية والقدس والعجز الأمريكي عن الضغط على اليمين المتطرف في إسرائيل، وفي ليبيا حيث لا حلول سياسية يجري التفاوض عليها لإعادة بناء مؤسسات الدولة وضمان السلم الأهلي ولإخراج القوات الأجنبية ونزع سلاح الميليشيات. حتى في الملفات التي نشط بها الأوروبيون، كحرب اليمن وإدارة الملف النووي الإيراني، فلم تسفر جهودهم عن الشيء الكثير.

تابع الأوروبيون تنامي الدور الصيني في الشرق الأوسط في قلق شديد، وفسروه استراتيجيا كخصم مباشر من نفوذ الغرب بشقيه الأمريكي والأوروبي مثلما باتت الدبلوماسيات الأوروبية تنظر إلى دور الصين في إفريقيا (خاصة غربها) كعملية إزاحة طويلة المدى هدفها طرد أوروبا من القارة السمراء.

غير أن خوف الأوروبيين من تنامي دور الصين في الشرق الأوسط وعجزهم عن ممارسة النفوذ في المنطقة في ظل تراجع دور وأوراق الولايات المتحدة، فرض استسلامهم إلى قراءة صراعية لدور الصين. وتلك قراءة تصطنع من الصين «الاتحاد السوفييتي الجديد» في منطقتنا، وتدفع في اتجاه محاصرة دورها على الرغم من أن وساطتها بين إيران والسعودية قد ترتب سلاما دائما في اليمن وتخفض من مناسيب الصراع الإقليمي في الخليج وعموم المنطقة، وهو ما يتلاقي مع ما تريده أوروبا.


والحقيقة أن خوف الأوروبيين يعود إلى توجسهم من استحواذ الصين على ما تبقى لهم من حصص في التجارة مع الخليج وعموم الشرق الأوسط، ومن تنامي صادرات السلاح الصيني على نحو يفقد أوروبا، خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، سوقا هاما لتصدير أسلحتهم.

راقب الأوروبيون خلال السنوات الماضية كيف أصبحت الصين الشريك التجاري الأول لبلدان مجلس التعاون الخليجي، وتشعبت علاقات الصين والخليج لتتجاوز إمدادات الطاقة والمنتجات الصناعية إلى التعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومشروعات البنية التحتية والطاقة المتجددة وصادرات السلاح. على سبيل المثال، تضاعفت حصة صادرات السلاح الصينية بين 2018 و2022 بنسبة 200 بالمائة وصارت تستحوذ على 5 بالمائة من سوق السلاح في الشرق الأوسط. ويؤشر ذلك بوضوح على تنامي الدور العسكري والأمني الصيني.

تابع الأوروبيون ذلك، مثلما تابعوا إكثار الإدارات الأمريكية المتعاقبة من الحديث عن الانسحاب من الشرق الأوسط والتوجه نحو آسيا حيث الفوائد «العظيمة» اقتصاديا وتجاريا وتكنولوجيا وحيث الميدان الأوسع للمنافسة الأمريكية-الصينية على قيادة النظام العالمي.

وفي مقابل مقولات الانسحاب الأمريكية، ركزت الصين على تقوية علاقاتها مع كافة بلدان الشرق الأوسط وبمعزل تام عن تناقضات المصالح والسياسات فيما بينها. طورت الصين شراكة استراتيجية مع إيران بها تعاون اقتصادي وتجاري وعسكري ضخم، ووسعت تعاونها مع السعودية إلى الحد الذي صارت معه الشركات (الحكومية) الصينية من أهم موردي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبنية التحتية لمشروعات رؤية 2030 ورفعت على نحو غير مسبوق من مستويات استثماراتها الاقتصادية واستثمارات البنية التحتية في مصر، وحافظت على علاقاتها الجيدة مع إسرائيل التي تتشارك معها مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي ومشروعات الطاقة المتجددة. ومكنت العلاقات الوطيدة مع إيران والسعودية، وعلى الرغم من تناقضات المصالح والسياسات بين البلدين فيما خص أمن الخليج وفي اليمن، تمكنت الصين من الوساطة الناجحة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما واعتماد مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير كأساس للأمن الإقليمي والشروع في مفاوضات سلام دائم في اليمن.

نجحت الصين أيضا بعلاقاتها الجيدة مع كافة بلدان الشرق الأوسط في تنشيط العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف على النحو الذي أسفر مؤخرا عن انضمام مصر والسعودية والإمارات وإيران كدول كاملة العضوية في تجمع «بريكس» ونتج عنه قبل ذلك مؤتمرات قمة متتالية بين الصين وبين أطراف شرق أوسطية متعددة.

والحقيقة أيضا أن خوف الأوروبيين من ضياع نفوذ الغرب الأمريكي والأوروبي وصعود الصين له سياقات عالمية لا يمكن إنكارها. وهنا الأمر الثالث الذي يتعين تناوله بالتفسير.

في خطاب ألقته العام قبل الماضي، طالبت السيدة أورسولا فون دير لاين، رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي بضرورة صياغة سياسة أوروبية موحدة تجاه الصين. وحددت أهدافها في استعادة التوازن الغائب عن العلاقات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية مع العملاق الآسيوي، حماية الاتحاد الأوروبي (خاصة بلدانه الصغيرة) من الوقوع في فخ التبعية الاقتصادية والتجارية للصين.
بدو أوروبا وكأنها تسارع الخطى للالتحاق بالولايات المتحدة في التعامل مع الصين
وقد سيطر على خطاب فون دير لاين الخوف من ضغوط صينية محتملة على الاتحاد الذي تستورد بلدانه الكثير من العملاق الآسيوي والذي قد يتعرض بفعل هذه الضغوط لما يشبه الابتزاز الروسي الموظف لإمدادات الغاز الطبيعي والبترول كوسيلة للضغط على الأوروبيين بهدف التاثير على قراراتهم في السياسة الخارجية. ولمواجهة الصين، أكدت رئيسة المفوضية على تثبيت دعائم التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة لكي يتمكن الغرب من تحجيم الخطر الذي ينتج عن علاقات اقتصادية وتجارية واستثمارية ضخمة ومتشعبة مع الصين.

ولذلك تبدو أوروبا وكأنها تسارع الخطى للالتحاق بالولايات المتحدة في التعامل مع الصين من داخل خانات حرب باردة تستهدف أمريكيا إضعاف الصين وأوروبيا تجنب الوقوع في فخ التبعية لتكنولوجيتها وصادراتها واستثماراتها.

أما فيما خص روسيا، فالتنازعات والتناقضات الأوروبية-الأوروبية تحول دون وجود خط سياسي واضح وترتيب دعم عسكري ومالي مستمر من قبل البعض لأوكرانيا وتحفظ أو امتناع من قبل البعض الآخر. ليس في تبعية الأوروبيين للسياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وتأثرهم بحالها، صعودا وهبوطا، سوى تعبير استراتيجي عن حال القارة العجوز في داخلها وفي كافة أقاليم العالم الواقعة خارجها.

من يبحث اليوم في أوضاع منطقتنا وأحوال القوى العظمى المتنافسة على النفوذ والمصالح بين الخليج والمحيط، سيكتشف المحدودية البالغة للدور الراهن للاتحاد الأوروبي الذي بات همه الوحيد هو الحد من الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • 20.6 مليار دولار نمو سوق الإعلام في الشرق الأوسط 2028
  • إطلاق كتاب «فنّانو الشرق الأوسط.. من عام 1900 إلى اليوم»
  • هل هناك مخطط سري لتفكيك سوريا؟
  • من مركزية إعلان البندقية 1982 إلى هوامش حرب غزة 2023
  • الإمارات تستضيف ورشة عمل اتفاقيات «أرتميس»
  • صفقات الغضب بين ترامب و نتنياهو
  • "مؤتمر الأعمال العُماني الشرق أفريقي" يبحث الفرص الاستثمارية في 7 قطاعات واعدة
  • "غلوبانت" تفتتح مقرها الإقليمي في الشرق الأوسط بالرياض
  • انطلاق مؤتمر الأعمال العُماني الشرق أفريقي
  • الحسيمة تستضيف المؤتمر الوطني الـ 33 لجراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري