يسابق الجيش الأميركي الزمن لتطوير الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت الفائقة السرعة، ويمكنهما التهرب من معظم الدفاعات الجوية، في ظل تقدم الصين وروسيا عليه في هذا المجال بفارق كبير.

هذا ما لخصت به صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تقريرا أعدته بشأن هذه الأسلحة استهلته بقصة صاروخ أطلقته بكين فوق بحر جنوب الصين بسرعة تزيد عن 15 ألف ميل (أكثر من 24 ألف كيلومتر) في الساعة أثناء دورانه حول الكرة الأرضية.

وقالت إن واشنطن استثمرت على مدى أكثر من 60 عامًا، مليارات الدولارات في عشرات البرامج لتطوير نسختها الخاصة من هذه التكنولوجيا. وقد انتهت تلك الجهود إما بالفشل وإما بالإلغاء قبل أن تتاح لها فرصة النجاح؛ لتجد واشنطن نفسها أمام تحد كبير، إذ إن الصين وروسيا تمتلكان بالفعل أسلحة من هذا النوع جاهزة للاستخدام.

وأبرزت محررة الصحيفة لشؤون الدفاع -التي أعدت التقرير الحالي- شارون وينمبرغر أن واشنطن أمضت العقود الأخيرة في التركيز على المعارك ضد الإرهابيين وحركات التمرد، لكنها اليوم بدأت مرة أخرى بضخ الموارد في مجال الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وأضافت أن ميزانية وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لعام 2023 تشمل أكثر من 5 مليارات دولار للأسلحة، كما جيشت واشنطن القطاع الخاص -بما في ذلك أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية في وادي السيليكون- للمساعدة في تطويرها.

وبخصوص الصاروخ الذي جربته الصين فإن الكاتبة ذكرت أنه يطير بسرعة تفوق سرعة الصوت بـ20 مرة على الأقل، ويمكنه الوصول إلى أي مكان على الأرض في أقل من ساعة.

ولئن كانت رحلة ذلك الصاروخ التجريبية في صيف 2021 قد انتهت بضرب هدف داخل الصين نفسها فإن تلك العملية أرسلت موجات من الصدمة عبر واشنطن، وفقا للمحررة.

وأرجعت وول ستريرت جورنال مبرر تلك الصدمة إلى أن هذه الأسلحة يمكنها الهجوم بسرعة كبيرة، ويمكن إطلاقها من مسافات بعيدة وهي قادرة على التهرب من معظم الدفاعات الجوية، ناهيك عن قدرتها على حمل متفجرات تقليدية أو رؤوس حربية نووية.


سبب التأخر

وعن سبب التأخر الأميركي، تقول وينمبرغر إن مشاكل البنتاغون في تطوير الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت تمتد من أعلى وأسفل هرم السلطة وصنع القرار، بدءا من اختبارات الطيران الفاشلة وعدم كفاية البنية التحتية للاختبار وانتهاء بالافتقار إلى خطة واضحة وشاملة لنشر الأسلحة.

وقالت إن ذلك يثير مخاوف لدى بعض المسؤولين السابقين نظرا للعجز المحتمل للسفن الحربية الأميركية الأكثر تقدما في بحر جنوب الصين عن التصدي لأي هجوم تفوق سرعته سرعة الصوت، وفقا للكاتبة.

وأوضحت أن هذه الصواريخ لديها كذلك القدرة على الطيران على ارتفاعات منخفضة والمناورة أثناء الطيران، مما يزيد من صعوبة اكتشافها بواسطة الرادار أو الأقمار الصناعية، وهذا يجعل من المستحيل تقريبا اعتراضها بواسطة الأنظمة الحالية للدفاعات الجوية.

أما التحدي الأكبر بالنسبة للبنتاغون لإنتاج هذه الأسلحة، فهو -وفقا للمحررة- أن يقرر، بعد سنوات عديدة وإنفاق الكثير من الأموال، نوع القدرات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت التي يريدها في ترسانته.

وأشارت إلى أن الجيش الأمريكي يسعى حاليا إلى تطوير نوعين مختلفين من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت: صواريخ كروز التي تستخدم محركا نفاثا يُعرف باسم سكرامجيت scramjet، والمركبات المنزلقة التي يتم إطلاقها من الجو، ثم تنزلق إلى أهدافها بسرعات عالية.

وذكرت في هذا الإطار أن مختبر أبحاث القوات الجوية الأميركية منح، العام الماضي، عقدًا بقيمة 334 مليون دولار لشركة ليدوس Leidos، وهي شركة دفاع كبرى، للعمل على تكنولوجيا لمشروع طائرات تفوق سرعتها سرعة الصوت أطلق عليها اسم "مايهيم" (Mayhem).

لكن المحررة لفتت إلى أن كبير خبراء التكنولوجيا في البنتاغون، رفض الحديث عن جهود وزارته لتطوير طائرة تفوق سرعتها سرعة الصوت، قائلا إن ذلك "سري".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأمريكي : واشنطن لا تسعى إلى حرب أو هيمنة على الصين

قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، السبت، خلال افتتاح منتدى شانجريلا، إن الولايات المتحدة تعيد توجيه قدراتها العسكرية بهدف ردع أي عدوانية من قبل الصين الشيوعية، مع التأكيد على أن واشنطن لا تسعى إلى حرب أو هيمنة على الصين أو خنقها أو حتى إهانتها أو تغيير نظامها.

وأوضح هيجسيث: "نحن فخورون بالعودة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وسنبقى هنا لأن هذه المنطقة تمثل مسرح أولوياتنا الاستراتيجية".

وحذر وزير الدفاع الأمريكي من أن أي محاولة صينية لغزو تايوان ستؤدي إلى تداعيات مدمرة على المستوى الإقليمي والعالمي، مع التشديد على أن الولايات المتحدة لا ترغب في صراع مع بكين لكنها لن تسمح بإخراجها من المنطقة الحيوية ولن تسمح بإخضاع حلفائها.

الصين لـ واشنطن : نرفض وبشدة مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوانالصين تسمح لمواطني 4 دول بدخول أراضيها بدون تأشيرةانفجار كبير في مصنع للكيماويات بالصينرئيس المخابرات الأوكرانية: الصين أرسلت إمدادات لـ 20 مصنع عسكري روسيروسيا تعلن عن تدمير 94 مسيرة أوكرانية .. والصين تحذر أمريكاأول تعليق من الصين على قرار ترامب بحرمان الطلاب الدوليين من التسجيل بـ هارفاردانهيارات ارضية ومفقودين.. ماذ يحدث في الصين؟الصين تندد برسوم الاتحاد الأوروبي وتطالب ببيئة تجارية عادلة وغير تمييزيةالصين: على أوروبا التوقف عن المعايير المزدوجة في التعامل التجاري مع موسكوالصين تؤكد انفتاحها على الحوار مع تايوان بشروط

وأشار إلى أن الجيش الصيني يبني بسرعة هائلة القدرات اللازمة لغزو تايوان ويتدرب على ذلك بشكل يومي، قائلاً: "نعلم أن الرئيس الصيني أمر جيشه بأن يكون جاهزًا لغزو تايوان بحلول العام 2027".

كما اعتبر هيجسيث أن أي محاولة أحادية لتغيير الوضع القائم في بحر الصين الجنوبي بالقوة أو الإكراه "غير مقبولة"، مؤكداً التزام واشنطن بمنع هذا النوع من التغييرات التي تهدد استقرار المنطقة.

تصريحات هيجسيث تأتي في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين حول قضايا تايوان والبحر الجنوبي، حيث تركز واشنطن على تعزيز تحالفاتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة ما تصفه بالسلوك العدواني لبكين.

طباعة شارك هيجسيث أمريكا الصين واشنطن بكين وزير الدفاع الأمريكي

مقالات مشابهة

  • بوليتيكو: “إسرائيل تشعر بالخطر بعد صمت واشنطن حيال الصواريخ اليمنية”
  • الصين ترد على وزير الدفاع الأمريكي: عقلية الحرب الباردة لن تُحلّ السلام
  • واتساب 2025 يغيّر قواعد اللعبة.. ميزات صادمة وجريئة قد تعيد تعريف التواصل بالكامل
  • اليابان: لا اتفاق دون تنازلات من أميركا بشأن جميع الرسوم الجمركية
  • الشبلي: تحرّك الشارع كسر قواعد اللعبة وعلى الليبيين اختيار نظام دولتهم
  • وزير الدفاع الأمريكي : واشنطن لا تسعى إلى حرب أو هيمنة على الصين
  • أميركا اللاتينية تميل إلى الصين في خضم الحرب التجارية
  • تفاصيل مخفية عن انفجار صرف: 250 ضحية وإبادة7 عائلات بالكامل ومقتل 20 طالبة .. صحفي من بنى الحارث يكشف تفاصيل الكارثة التي تتستر عليها جماعة الحوثي
  • وول ستريت جورنال: أميركا تخسر تفوقها الصناعي العسكري بينما تتقدم الصين بثبات
  • الصين لـ واشنطن : نرفض وبشدة مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان