عربي21:
2025-06-19@06:12:02 GMT

دبلوماسية الكوارث الطبيعية

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

جزعت القلوب في كل أنحاء العالم العربي لما جرى لأهلنا في المغرب من آثار الزلزال المدمر، كما دمعت الأعين لما جرى في مدينة درنة الليبية من كارثة العاصفة، ولكن الحزن لا يغني عن العمل، وعن الاعتراف بالعجز في قدراتنا المجتمعة، أو ما أسميه بدبلوماسية الكوارث، وعن التعلم من دروس الكوارث استعداداً لما قد يحدث في المستقبل.

ليس لديّ شك أن كل دولة على حدة ترى أنها قادرة على المساعدة سواء كانت الكارثة داخل البلد أو خارجه، وهناك مؤسسات كبرى قادرة مثل مركز الملك سلمان للإغاثة، ولكن السؤال هو عن قدرة مؤسسات الدول المختلفة على التنسيق للقيام بعمل جماعي منظم وليس منفرداً.

أسئلة الزلزال في المغرب والعاصفة في ليبيا يجب أن تبدأ من السؤال الجوهري الكبير، وهو: لماذا لا توجد في العالم العربي دبلوماسية الكوارث؟ بمعنى لماذا ينحسر مستوى التنسيق بين الدول العربية مجتمعة للاستجابة السريعة لكوارث من هذا النوع؟ أعرف أن اجتماعات عربية كثيرة حدثت للحديث عن إمكانية هذا، وتحدثتُ في ذلك مع دبلوماسيين كثر عاملين ومتقاعدين، وكان الجواب أحياناً هو أن معظم الحوارات التي دارت في السابق كانت في إطار إما تبرير مرتبات من يعملون بالجامعة العربية، أو لمجرد إنتاج أوراق عمل يتراكم عليها التراب على الأرفف، ولكن ليست هناك خطة عمل أو «action plan». لست متشائماً كما يبدو من نغمة المقال، بل بالعكس أرى أن في كثير من دولنا العربية، خصوصاً في منطقة الخليج العربي، قيادات لديها الرغبة والقدرة للقيام بعمل جاد، ولكن حتى هذه اللحظة لم تتبلور أفكار واضحة من أجل عمل جماعي، وربما الأجدر أن يكون هذا العمل الجماعي من خلال منظومة عمل جديدة وفتية؛ أي خارج المؤسسات القديمة مثل جامعة الدول العربية أو حتى مجلس التعاون الخليجي، مطلوب مؤسسة عابرة للحدود بحوكمة مختلفة وإدارة مختلفة تعتمد سرعة الاستجابة والمرونة للقيام بأعمال كبرى مثل إنقاذ ضحايا الزلزال في المغرب والإعصار في ليبيا في وقت واحد. النموذج هو ما يسمى بالقدرة على دخول حربين في وقت واحد على مستوى الدول، وهنا المطلوب التعامل مع كارثتين أو ثلاث في وقت واحد.

السؤال الثاني الذي أراه مهماً يخص الدروس المستفادة لدول مثل ليبيا والمغرب من حيث البنى التحتية والمباني وخضوعها لاختبارات علمية من خلال هيئات مستقلة تحدثنا عن مستقبل بيوتنا ومبانينا.

رأينا في حالة درنة الليبية شباباً يصورون المشهد من مبانيهم الشاهقة والتي كانوا يظنون أنها بُنيت على أسس مواجهة الأعاصير والزلازل، لنكتشف فجأة أن ذات البيوت التي تبدو محصنة من الخارج اقتُلعت من جذورها ولم تكن مختلفة حتى عن بيوت الطين في متانتها! إذن، مطلوب من المجتمع والدولة معاً الالتزام بمعايير البناء، ولا يجب أن يتهرب المجتمع من الكود الوطني للبناء بحجة أن هذا تعقيد بيروقراطي، وأعرف كثيرين يفعلون ذلك ظناً منهم أن الأجهزة الرقابية فقط تريد تعقيداً بيروقراطياً. هذا الأمر يحتاج إلى توعية مستمرة.

‏أما السؤال الثالث فيخص المقارنة، فالكوارث ليست أمراً عربياً؛ تحدث الزلازل في دول أخرى مثل تركيا واليونان، وكذلك تحدث الأعاصير والعواصف في فلوريدا ولويزيانا وأتلانتا وغيرها من الولايات الأميركية، وهناك في الولايات المتحدة مثلاً المؤسسة الفيدرالية «FIMA» (فيما)، المنوط بها التعامل مع الكوارث الكبرى. ولأن النظام الأميركي فيدرالي؛ فلا بد أن يكون هناك تنسيق بين المؤسسة الفيدرالية ومؤسسات كل ولاية على حدة؛ شيء أقرب إلى تدريبات المناورات العسكرية حتى تكون ردة الفعل منظمة وليست عشوائية. مقارنة ما حدث في ليبيا والمغرب مع ما حدث في تركيا واليونان وأميركا، واستجابة هذه الدول لكوارث مماثلة، أمر يساعدنا على التعلم بشكل أفضل للتعاطي مع كوارث مقبلة.

الكارثة ليست فيما حدث وحده، ولكن فيما لم يحدث من حيث الحد الأدنى من التنسيق والاستجابة. جنّب الله بلداننا الكوارث، ولكن يجب أن نتوقع حدوثها، ويكون لدينا الاستعداد والجاهزية للتعامل معها بسرعة ومرونة، والتعامل مع أكثر من كارثة في وقت واحد، وقد اختبرتنا الطبيعة في حالتي المغرب وليبيا، إن لم نكن جاهزين فهذه هي الكارثة الكبرى!.

(عن صحيفة الشرق الأوسط)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المغرب الزلزال الكوارث ليبيا ليبيا المغرب زلزال الكوارث مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی وقت واحد

إقرأ أيضاً:

مدرب إنتر ميامي: كنا الأفضل ولكن الحظ لم يكن من نصيبنا في تحويل الفرص لأهداف

شارك الإعلامي إبراهيم فايق تصريحات ماسكيرانو مدرب انتر ميامي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وكتب إبراهيم فايق:"ماسكيرانو مدرب انتر ميامي: كنا الأفضل اليوم ولكن الحظ لم يكن من نصيبنا في تحويل الفرص لأهداف".

وتتواصل اليوم الاثنين منافسات بطولة كأس العالم للأندية 2025 المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي افتتحت بمواجهة قوية جمعت الأهلي المصري ضد إنتر ميامي الأمريكي فجر الأحد، وانتهت بالتعادل السلبي رغم سيطرة الأهلي وإهداره لعدة فرص، من بينها ركلة جزاء سددها محمود حسن “تريزيجيه” وتصدى لها الحارس الأمريكي.

الأهلي يبحث عن إنجاز جديد في مشاركته العاشرة

يخوض الأهلي البطولة للمرة العاشرة في تاريخه، بعدما شارك 9 مرات سابقة بالنظام القديم، ونجح خلالها في تحقيق الميدالية البرونزية أربع مرات أعوام 2006، 2020، 2021، و2023. ويشارك الأهلي في النسخة الحالية ممثلاً للقارة الإفريقية بعد تتويجه بدوري أبطال إفريقيا، ويأمل في تحقيق نتائج مميزة ضمن المجموعة الأولى التي تضم بجانبه بالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي.

مواعيد مباريات دور المجموعات – بتوقيت القاهرة

الإثنين 16 يونيو
1:00 صباحًا – بالميراس × بورتو
5:00 فجرًا – بوتافوجو × سياتل
10:00 مساء – تشيلسي × لوس أنجلوسالثلاثاء 17 يونيو
1:00 صباحًا – بوكا جونيورز × بنفيكا
4:00 فجرًا – فلامنجو × الترجي
7:00 مساء – فلومينينسي × دورتموند
10:00 مساء – ريفر بليت × أوراوا
 

مباراة الأهلي القادمة في دور المجموعات

يلتقي الأهلي مع بالميراس يوم الخميس 19 يونيو الساعة 7:00 مساءً في مواجهة حاسمة ضمن الجولة الثانية، بينما يختتم مبارياته في المجموعة يوم الثلاثاء 24 يونيو الساعة 4:00 فجرًا أمام بورتو البرتغالي.
 

ختام دور المجموعات


 

من المقرر أن يختتم دور المجموعات فجر الجمعة 27 يونيو بمواجهات قوية أبرزها الهلال × باتشوكا وريال مدريد × سالزبورج


 

طباعة شارك انترميامي الاهلي الزمالك

مقالات مشابهة

  • دعوات قلب نظام إيران.. أمركا فعلتها سابقا ولكن هذا ما حصل والتداعيات
  • إدارة الكوارث والطوارئ التركية: زلزال يضرب البحر الأبيض المتوسط
  • ترامب: المرشد الإيراني هدف سهل.. ولكن لن نقض عليه الآن
  • عون: الدولة بدأت في تحقيق بعض الإنجازات بخطوات صغيرة ولكن بعزم كبير
  • ومضات دبلوماسية في ليل السودان الطويل
  • عطية يسأل الحكومة عن رسوم وضرائب تستوفيها من المواطنين
  • ليلة سقوط الجنرالات!
  • القاهرة وواشنطن تؤكدان دعم الحل السياسي في ليبيا واحترام سيادة الدول
  • الزلازل تثير قلق المسافرين: هل يغطي التأمين الكوارث الطبيعية؟
  • مدرب إنتر ميامي: كنا الأفضل ولكن الحظ لم يكن من نصيبنا في تحويل الفرص لأهداف