قائد فرقة "العاشقين": 300 أغنية وطنية أشهرها "من سجن عكا وطلعت جنازة"
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
غادر دنيانا أمس حسين منذر قائد فرقة "العاشقين" الثورية الفلسطينية، الذي صدحت حنجرته منذ سبعينيات القرن الماضي بعشرات الأغاني، التي تركت أثرها في نفوس العرب ومناصري القضية الفلسطينية بوجه الاحتلال الإسرائيلي.
وتلقى محبو حسين نبأ وفاته بسبب وعكة صحية أثناء تلقيه العلاج في دمشق مساء الأحد ، ونعاه كثيرون على منصات التواصل الاجتماعي بكلمات مؤثرة استرجعوا فيها تراثه الغنائي الفلسطيني، وعده بعض محبيه أنه من أواخر الأعمدة الفنية، التي كرست مسيرته الفنية في سبيل القضية الفلسطينية.
وكان حسين يعتلي المسرح واضعا الكوفية الفلسطينية على كتفيه، ويغني بحماسة استثنائية، تمزج بين الأسى والألم، والخيبة والأمل بالعودة لأرض فلسطين المحررة، ويواظب على رفع يديه، وكأنه يريد نقل عدوى الحماسة إلى الجمهور والناس، حتى لا يملوا من الغناء لأجل فلسطين والدفاع عنها بوجه الظلم التاريخي الذي تعيشه.
ويحمل رصيد الراحل حسين منذر أكثر من 300 أغنية وطنية، وكان أشهرها “من سجن عكا وطلعت جنازة”، و”هبت النار” و”اشهد يا عالم علينا وعبيروت”، وغيرها كثير من الأغاني الوطنية، التي عكس فيها -أيضا- تماهي وطنه لبنان مع القضية الفلسطينية، ومشاركته فلسطين العداء مع إسرائيل.
ومن كلمات أغنيته الشهيرة:
من سجن عكا طلعت جنازة محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا شعبي جازي المندوب السامي وربعه عموما
محمد جمجوم ومع عطا الزير فؤاد الحجازي عز الدخيرة
أنظر المقدم والتقاديري بحْكام الظالم تيعدمونا
ويقول محمد أن أولكم خوفي يا عطا أشرب حصرتكم
ويقول حجازي أنا أولكم ما نهاب الردى ولا المنونا
أمي الحنونة بالصوت تنادي ضاقت عليها كل البلادي
نادوا فؤاد مهجة فؤادِ قبل نتفرق تيودعونا
بنده ع عطا من وراء البابِ أختو تستنظر منو الجوابِ
عطا يا عطا زين الشبابِ تهجم عالعسكر ولا يهابونَ
وينحدر الفنان الراحل من القرى السبع اللبنانية-الفلسطينية التي حصل لاجئوها على الجنسية اللبنانية، في القرن الماضي. وعاش في دمشق التي شهدت انطلاقته مع فرقة “العاشقين”، خاصة في مخيم اليرموك الذي تركه بعد الحرب السورية. وسبق أن قال في تصريح صحفي لجريدة “الأخبار” اللبنانية في أبريل/نيسان الفائت، “أنا عربي وأعشق فلسطين. أعشقها عشقا لا يوصف. دمي واسمي وعنواني عربي فلسطيني أحمل بداخلي كل المكوّنات العربية”. وقال حينها -كذلك- أنه ورث عن والده الصوت الجبلي القوي، “الذي يحمل بين طبقاته مشاعر الثائر الفلسطيني من حب وغضب وأسى وحنين”.
كما ورد في سيرته أنه تمكن في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 من زيارة رام الله، في حدث كان استثنائيا بمسيرته وعلى المستوى الشخصي له، حيث غنى في قصر رام الله الثقافي، برفقة عدد من فناني فرقة العاشقين. ووصفها حسين منذر بالحفلة “الحلم”.
أما فرقة “العاشقين”، فقد أسسها حسين بجهد شخصي سنة 1978، خاصة أن لبنان كان في تلك الفترة يمر بأصعب مراحل اشتعال الحرب الأهلية، التي انخرطت فيها منظمة التحرير الفلسطينية.
ومما قاله عن تأسيس الفرقة، “جاءت فكرة تأسيس فرقة العاشقين مع الأغاني التي كتبها الشاعر أحمد دحبور وقُدمت خلال مسرحية المؤسسة الوطنية للجنون، التي ألّفها الكبير سميح القاسم وأخرجها المبدع السوري فواز الساجر، وقُدمت على صالة تشرين وسط دمشق عام 1977”.
وواكبت فرقته الغنائية العمل الثوري الفلسطيني، وأحيت حفلات في عدد من الدول العربية، لكنها انكفأت عن العمل منذ بداية التسعينيات لأسباب لم تعرف كامل تفاصيلها، لكنه سبق أن عللها حسين في أحد تصريحاته قائلا، “الأحداث السياسية في لبنان وخروج منظمة التحرير.. أثرت في مسيرة الفرقة، وأدّت إلى توقفها عن العمل”.
لكن الفرقة، عادت بخطوات مليئة بالتحديات إلى العمل في 2009، وكان لها الحظ بالغناء على عدد من المسارح العربية.
وآخر أغاني “العاشقين”، حملت اسم “رصاص العز”، وغناها حسين منذر المعروف بـ “أبي علي” قبل أشهر من هذا العام، وتوجه فيها إلى عرين الأسود وكتيبة جنين.
وفي 2018، نال “أبو علي” وسام الثقافة والعلوم والفنون “مستوى الابتكار”، تقديرا لمسيرته الفنية النضالية، من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقد نعاه الرئيس الفلسطينى محمود عباس قائلا" إن فلسطين فقدت ابنا من أبنائها المناضلين الأوفياء، الذين كرسوا حياتهم لخدمة الثورة الفلسطينية، عبر مسيرة فنية ونضالية شكّل خلالها نموذجا فنيا سيظل خالدا في الوجدان الوطني الجمعي لشعبنا.
وأضاف محمود عباس أن “الفنان الراحل حوّل بأغانيه وأناشيده الوطنية تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ومعاركها وبطولاتها إلى صورة حية؛ من خلال فرقة العاشقين التي اقترن اسم الفنان الراحل بها”.
كذلك نعته حركة “فتح” وقالت في بيان، إن “الفنان الراحل التحق منذ باكورة حياته بالثورة الفلسطينية، ونظرا لموهبته الفنية المتفردة، فقد عبّر عن هموم شعبنا ومعاناته ونضاله وبطولاته، عبر ما تشدوه حنجرته من أناشيد وطنية، ترعرعت عليها أجيال متلاحقة من جماهير شعبنا”.
شاركها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسين منذر الاحتلال الإسرائيلى
إقرأ أيضاً:
قيادي بمستقبل وطن: كلمة الرئيس تعكس التضحيات التي تقدمها مصر من أجل القضية الفلسطينية
قال المهندس تامر الحبال، القيادي بحزب مستقبل وطن ، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم حول الوضع في قطاع غزة جاءت حاسمة وواضحة، ووضعت النقاط فوق الحروف في مواجهة كل من يشكك أو يحاول المزايدة على الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على أن ما قاله الرئيس يعكس بصدق حجم الألم والتحدي والتضحية التي تقوم بها الدولة المصرية من أجل شعب شقيق يتعرض لحرب إبادة حقيقية منذ أكتوبر الماضي.
وأضاف الحبال في تصريحات صحفية له اليوم، أن حديث الرئيس كشف للمصريين والعالم حجم الضغوط التي تتحملها الدولة المصرية، سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني أو الأمني، من أجل استمرار تدفق المساعدات إلى غزة رغم محاولات التشويه والتشكيك التي تصدر من أطراف معروفة الأهداف والنوايا، مؤكدًا أن الرئيس تحدث من منطلق القائد المسؤول لا الباحث عن شعبية أو مكاسب آنية، وقدم خطاب دولة لا شعارات تيارات.
وأوضح أن إشارات الرئيس لرفض مصر الكامل لأي محاولات لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين عبر سيناء، كانت بمثابة الرد النهائي على كل من حاول ترويج أكاذيب أو توريط القاهرة في صفقات مشبوهة. مشيرًا إلى أن مصر تصر على أن تكون الأرض الفلسطينية لأهلها، و بقاء الفلسطيني فوق ترابه لا تهجيره.
ولفت الحبال إلى أن الرئيس قدّم كشف حساب واضح أمام المصريين عن الجهود التي تقوم بها الدولة بكل مؤسساتها، بدءًا من القوات المسلحة ومرورًا بالهلال الأحمر المصري وصولًا إلى مؤسسات المجتمع المدني، التي تعمل ليل نهار من أجل إيصال الغذاء والدواء للمحاصرين في القطاع، رغم المخاطر والتهديدات المستمرة على الأرض.
وأشار إلى أن ما قاله الرئيس اليوم بشأن إدخال أكثر من ٥٠٪ من حجم المساعدات التي تصل إلى غزة عبر مصر، وأن القاهرة هي المعبر الإنساني الحقيقي، هو بمثابة صفعة في وجه الحملات الممولة التي تحاول تزييف وعي الشعوب العربية وشيطنة الدور المصري في ملف غزة.
وشدد الحبال على أن كلمة الرئيس كانت ضرورية في هذا التوقيت، خاصة بعد حملات تشويه منظمة تمس الثوابت المصرية، وتشكك في نواياها رغم ما قدمته وتقدمه منذ عقود، لافتًا إلى أن من يدقق في مضمون الكلمة سيجد أنها نابعة من وجع حقيقي وحب عميق لفلسطين وشعبها، ولكنها أيضًا نابعة من حرص لا يقل على أمن مصر واستقرارها.
وأكد القيادي بحزب مستقبل وطن أن ما تقوم به مصر حاليًا يتطلب من الجميع الدعم والمساندة، لا التثبيط أو الاتهام، موضحًا أن من لا يرى الدور المصري في غزة فهو إما جاحد أو جاهل.