14 سبتمبر 2023

بناءً على استطلاع أجرته كاسبرسكي  مؤخراً، تبيّن أن 62% من الموظفين في المملكة العربية السعودية يشعرون بنقص المهارات الرقمية في عملهم، وتحديداً عند استخدامهم أجهزة الكمبيوتر والمعدات الرقمية الأخرى. وأعرب ما يقرب النصف منهم (45%) عن خشيتهم من فقدان وظائفهم بسبب نقص الكفاءات الرقمية. ويعتقد البعض أن ذلك قد يحدث خلال السنوات الخمس المقبلة (20%)، ويرجح البعض الآخر أنه قد يحدث في وقت لاحق (25%).

وقال 20% فقط من المستطلعة آراؤهم أنهم متأكدون من عدم تعرضهم لخطر فقدان وظائفهم بسبب ضعف المعرفة بتكنولوجيا المعلومات.

ومن بين الذين يعتقدون أنهم أكثر عرضة لفقدان وظائفهم بسبب افتقارهم للمهارات الرقمية خلال السنوات الخمس المقبلة، هم رؤساء الأقسام وكبار المديرين. ويبقوا على الحذر بشأن الحاجة إلى التعليم الذاتي المستمر، والبقاء في صدارة الاتجاهات الناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات.

ويشكّل نقص المهارات الرقمية عائقاً في مسيرة الشخص المهنية، كما يؤدي إلى مخاطر جسيمة على الأمن السيبراني للمؤسسة التي يعمل فيها الشخص. لذا .. يعتبر “جدار الحماية البشري” إحدى وسائل الدفاع الرئيسية ضد الحوادث السيبرانية. وأظهرت الأبحاث الحديثة أن 95% من تهديدات الأمن السيبراني ناتجة عن الأخطاء البشرية بطريقة أو بأخرى . وقد يقدم الموظفون على فتح روابط تصيد احتيالي أو تحميل برامج فدية على أجهزة الشركة، وربما تنجم عن ذلك خسائر مالية أو تهديد لسمعة الشركة. ولهذا السبب، يجب أن يحصل الموظفون بجميع مستوياتهم على التدريب المناسب في مجال الأمن السيبراني، ، بدءاً من كبار المديرين وصولاً إلى المتدربين.

ويعلق عماد حفار، رئيس قسم الخبراء الفنيين في كاسبرسكي على ذلك بقوله: “يخشى الكثيرون من فقدان وظائفهم بسبب التقدم الهائل في حلول الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. ومع أن بعض الأفراد والمؤسسات يشعرون بالقلق من الأتمتة، ويمتنعون عن استخدامها، يحرص آخرون على تكييف عملياتهم مع تلك التقنيات للحصول على أقصى استفادة من التكنولوجيا الحديثة. ولهذا السبب، يجب أن يكون الموظفون على دراية بالأمن السيبراني لمواكبة هذه التغيرات والحفاظ على الأمن الوظيفي، في حين ينبغي على الشركات مساعدتهم لتمكينهم من مواجهة التحديات الرقمية، وتطوير مهارات الأمن السيبراني. وتقدم كاسبرسكي منصة للتوعية الأمنية المؤتمتة للإسهام في تعليم الموظفين وتحسين مهاراتهم على جميع المستويات. وتعتبر هذه المنصة أداة عبر الإنترنت تعمل على بناء المهارات القوية، كما تعتبر مفيدة للغاية في مجال النظافة الإلكترونية للموظفين على مدار العام. ولا يحتاج إطلاق المنصة وإدارتها إلى موارد أو ترتيبات خاصة، كما أنها توفر للمؤسسة المساعدة المدمجة في كل خطوة من رحلتها لتأسيس بيئة إلكترونية آمنة للشركة”.

وحتى تتمكن الشركة من تقديم المساعدة لموظفيها لتحسين مهاراتهم الرقمية، يوصي خبراء كاسبرسكي بما يلي:

إجراء فحوصات منتظمة لفهم المهارات الرقمية المهمة للأعمال، والعمل على تثقيف موظفيها. تنظيم دورات وتدريبات للموظفين حتى يتمكنوا من تحسين مهاراتهم. ويمكن استخدام منصة Kaspersky Automated Security Awareness Platform، وهي أداة تعليمية عبر الإنترنت تساعد في تدريب الموظفين حول المواضيع المتعلقة بالأمن السيبراني. التأكد من امتلاك الموظفين الدراية الكافية بالتهديدات الإلكترونية الشائعة، مثل التصيد الاحتيالي والاحتيال وهجمات برامج الفدية، وسبل للتعرف عليها وكيفية تجنبها.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: كاسبرسكي الأمن السیبرانی

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: العبور إلى حكومة الكفاءات

بعد شهور من الترقب والتعقيدات السياسية، أعلن رئيس الوزراء د. كامل إدريس أمس استكمال تشكيل “حكومة الأمل”. هذه الحكومة، التي تأخر تشكيلها نتيجة تعقيدات التوازنات السياسية والمجتمعية، الحدث مثل لحظة فارقة بما عكسه من محاولات جادة لإعادة هيكلة الدولة وإعادة ثقة السودانيين في مؤسساتهم.

تشكيل هذه الحكومة لم تكن سهلة، إذ كان على رئيس الوزراء الموازنة بين متطلبات تمثيل القوى المسلحة، والضغوط المناطقية، وأولوية الكفاءة، مع ضرورة إشراك الشباب والنساء ، ما جعل عملية اختيار الوزراء معقدة ومرهقة. بدأ واضحًا أن التحدي الأكبر يكمن في الجمع بين الكفاءة والتمثيل السياسي والاجتماعي دون الإخلال بتوازنات حساسة، وهو ما انعكس في طول فترة التشكيل وتغير بعض الأسماء حتى اللحظة الأخيرة.

من أبرز سمات الحكومة الجديدة تعيين الدكتورة لمياء عبد الغفار وزيرة لشؤون مجلس الوزراء، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحكومات، أن تتبوأ امرأة هذا المنصب الحيوي. هذا التعيين بجانب أنه رمز للتمثيل النسائي، مثل خيارًا استراتيجيًا مبنيًا على الخبرة المهنية، إذ تمتلك الدكتورة لمياء سجلًا متميزًا في التخطيط الاستراتيجي والتنمية وقضايا المرأة، مما يعزز من قدرات الجهاز التنفيذي على التنسيق والعمل المؤسسي المتناغم.

في وزارة الخارجية أثار تعيين السفير عمر صديق الكثير من النقاش، بسبب عدم منحه حقيبة الخارجية كاملة. الرجل يمتلك خبرة دبلوماسية ضخمة تمتد من سويسرا إلى بكين، ولديه سجل حافل في التعامل مع المنظمات الدولية. في ظل حاجة السودان الملحة إلى تحرك خارجي مكثف لإعادة التموضع إقليميًا ودوليًا. وسط حديث عن رغبة رئيس الوزراء تولي الحقيبة بنفسه هذا إن صدق فإنه يظهر خلل بنيوي قد يؤدي إلى إرهاق القيادة التنفيذية، ويُفقد السياسة الخارجية الدور المطلوب، خاصة وأن الملف الخارجي يحتاج إلى قيادة متفرغة ذات خبرة وحيوية لاستعادة العلاقات الدولية وبناء سردية متماسكة عن موقف السودان من الحرب.

من ثم يظل خيار ترفيع عمر صديق لتولي حقيبة الخارجية متوازنًا أكثر، إذا لم يتراجع رئيس الوزراء عن توليها بنفسه، وهو خيار يعكس الحاجة إلى كفاءة مهنية متخصصة في الوقت الراهن.

كذلك برز حضور واضح للكفاءات الفنية، حيث أسندت وزارة الطاقة إلى المهندس المعتصم إبراهيم الذي يحمل سيرة مهنية حافلة، حيث شغل في السابق منصب المدير العام لشركة “شل” العالمية في السودان، قبل أن يُنتدب إلى جنوب أفريقيا مديراً عاماً لها بجوهانسبرغ، ما أكسبه خبرات نوعية في إدارة ملفات الطاقة والبترول على المستويين الإقليمي والدولي.

كما يترأس إبراهيم حالياً مجلس أمناء جامعة شندي، مما يعكس تداخله بين الجوانب الأكاديمية والتطبيقية، ويمنحه رؤية متوازنة بين الإدارة، والتطوير المؤسسي، وتوطين المعرفة.

كذلك تولى المهندس أحمد الدرديري غندور القادم من قطاع الاتصالات وزارة التحول الرقمي والاتصالات، في ظل إدراك متزايد لدور التكنولوجيا الحديثة في تحديث مؤسسات الدولة وتعزيز الاقتصاد الرقمي. يمتلك الشاب غندور خبرة تتجاوز 17 عامًا في قطاع الاتصالات، ويُعد متخصصًا في إدارة أمن المعلومات والتقنيات الحديثة.

على صعيد التعليم، جاء الدكتور التهامي الزين حجر إلى الوزارة من مقاعد الاستاذية حيث كان يشغل رئيسا لقسم الكيمياء بجامعة بحري ، ما يؤشر إلى استمرارية جهود إصلاح القطاع التعليمي الذي تأثر بالحرب، بينما أُسندت وزارة الشباب والرياضة إلى البروفيسور أحمد آدم، في محاولة لإعادة الاعتبار لهذا القطاع المهم في بناء الطاقات الوطنية وتوجيه الشباب.

من الناحية التنظيمية، يشكل دمج بعض الوزارات مع أخرى تحديًا جديدًا، إذ تتطلب هذه الخطوة إعلانًا واضحًا للمهام والاختصاصات الموكلة إلى كل وزارة، لتجنب الازدواجية وتحقيق التنسيق الفعال بين الجهات المختلفة. ففي وقت شهدت فيه الحكومة دمج وزارات عدة مثل وزارة الري والزراعة وزارة الخارجية والتعاون الدولي، يبقى الإعلان عن اختصاصات كل وزارة خطوة حاسمة لضمان وضوح الأدوار، وتقليل التعقيدات البيروقراطية، وتسريع تنفيذ البرامج والخطط الحكومية.

ومع ذلك، لا تزال حقيبتي البيئة والخارجية بانتظار الحسم الكامل، ويُرجح أن تُمنح وزارة البيئة لشخصية نسائية لاستكمال تمثيل المرأة ضمن التشكيل الوزاري، مما يعكس التزامًا ملموسًا بتعزيز دور المرأة.

بحسب #وجه_ الحقيقة فإن عبور حكومة الكفاءات الوطنية نحو الأمل يمثّل لحظة تاريخية في مسار الانتقال السياسي لبلادنا، حيث تتقدّم الكفاءة على المحاصصة، وتُعلّق الآمال على قدرة الحكومة في تجاوز الأزمات التي تواجه السودان. إن اكتمال التشكيل الوزاري لا يكفي بذاته، بل يُعدّ بداية لاختبار حقيقي لفعالية هذه الكفاءات في تحويل الإرادة السياسية إلى نتائج ملموسة على الأرض. وتبقى المعيارية الحاسمة لنجاح هذه الحكومة في قدرتها على بناء مؤسسات فاعلة بجانب استعادة الثقة الشعبية، وإرساء أسس دولة العدالة والتنمية والسلام . فالأمل في واقعنا اليوم لم يعد شعارًا ، بل استحقاقًا يتطلب الرؤية، والشفافية، والعمل المسؤول.
دمتم بخير وعافية.
إبراهيم شقلاوي
الثلاثاء 29 يوليو 2025م [email protected]

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مباحثات سورية أردنية لتعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني
  • وزير الاتصالات السوري يزور الأردن لتعزيز التعاون في الأمن السيبراني
  • إخلاء "محطة فوكوشيما" من الموظفين إثر تحذير من تسونامي
  • «أبوظبي العالمي» يصدر إطار عمل لإدارة مخاطر الأمن السيبراني
  • الصمود السيبراني .. درع المؤسسات في مواجهة الهجمات الرقمية
  • ندوة توعوية بدمياط حول الأمن السيبراني وتطبيق MY NTR
  • ورشة بصنعاء حول اتجاهات تطوير القدرات الوطنية في برنامج الأمن السيبراني
  • المالية: صرف رواتب الموظفين عن شهر أيار اليوم
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: العبور إلى حكومة الكفاءات
  • المؤتمر الحكومي يستعرض الأربعاء مستجدات الأمن الغذائي في السعودية