وزارة الشباب تستقبل بعثة السباحة بالزعانف بعد العودة من ألعاب البحر المتوسط
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
استقبل الدكتور ماهر غريب مدير عام الادارة العامة للحافز الرياضي والتكريم بوزارة الشباب والرياضة في مطار القاهرة الدولي بعثة المنتخب الوطني للسباحة بالزعانف العائدة من دورة ألعاب البحر المتوسط الشاطئية التي أقيمت خلال الفترة من 9 حتى 16 سبتمبر الجاري بمدينة هيراكليون اليونانية.
وانهت بعثة مصر ألعاب البحر المتوسط في المركز الخامس برصيد 9 ميداليات بواقع 4 ذهبيات وفضيتين وثلاث برونزيات.
وكان لمنتخب السباحة بالزعانف نصيب الأسد والفضل في احتلال مصر هذا الترتيب حيث توجت السباحة بالزعانف ب 8 ميداليات بواقع 4 ذهبيات وفضيتين وبرونزيتين، لتحتل بهم المركز الثالث في جدول ميداليات اللعبة.
وجاءت تفاصيل الميداليات كالتالي:
الميداليات الذهبية:
احرز منتخب مصر الميدالية الذهبية لمنافسات 2 كم 4x تتابع مختلط سباحة مونو بزمن قدره 1:19:06.7 ، ويتكون الفريق من محمود وليد وإبراهيم أحمد فتحي وجميلة علي وندى مجدي.
وتوجت جميلة علي بالميدالية الذهبية لمنافسات 4 كم مونو سيدات محققة زمن 42:48.2 متفوقة على سباحة ايطاليا زاغيت التي احرزت الفضية ولاعبة اليونان تسيانو التي حققت البرونزية
وفاز مروان العمراوي بالميدالية الذهبية في سباق 2 كم زعانف مزدوجة رجال محققًا 20:50.8 ،
وتوجت لوجين شوقي أبو الروس ، بذهبية سباق 200 م زعانف مزدوجة بزمن 1.49.67 محققة رقم جديد للدورة المتوسطية الشاطئية.
الميداليتين الفضيتين:
فازت لوجين شوقي أبو الروس بفضية 200 زعانف مزدوجة محققة زمن 49.07 خلف لاعبة اليونان بيراكي، فيما حققت لاعبة ايطاليا ماجوجا الميدالية البرونزية.
واحرز أحمد هشام رضوان الميدالية الفضية في سباق 2 كم زعانف مزدوجة رجال بزمن 22:19.4.
الميداليتين البرونزيتين:
أحرز أحمد هشام البرونزية في منافسات 200 زعانف مزدوجة بزمن 1:38.06 خلف لاعب كرواتيا ماريك الذي فاز بالذهبية ولاعب فرنسا شيدرو الذي حقق الفضية.
وحقق سيف الدين أيمن الميدالية البرونزية في منافسات 100 متر مونو برقم 35.58 ، خلف سباحي اليونان.
وافتتح الخماسي الحديث التتويج لبعثة مصر في هيراكليون باليونان بالحصول على برونزية الزوجي المختلط من خلال الثنائي يوسف بيومي وحبيبة هيثم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وزارة الشباب السباحة بالزعانف ألعاب البحر المتوسط الشاطئية هيراكليون اليونانية احمد محمدي زعانف مزدوجة
إقرأ أيضاً:
اليد التي تُدافع عن شرف الأمة لا تُدان
في عالم لم نجد فيه مكانًا للعدالة، وفي زمن اختلطت فيه المفاهيم وتاهت البوصلة، يقف شاب فلسطيني، يحمل بارودة صنعها بيديه، في وجه جندي صهيوني مدجج بأحدث الأسلحة، مدعومًا بجيش ضخم وغطاء سياسي وعسكري أمريكي كامل، مدعومًا بمليارات الدولارات، ممتلكا صواريخ محرمة دوليًا، وقنابل لم تعرف الرحمة في تاريخ الحروب، لكن الفلسطيني اختار ببساطة عتاده أن يدافع عن أرضه و شعبه وأهله على أن يجلس مستسلما متخاذلا يرفع الراية البيضاء أمام محتل غاصب احتل أرضه منذ عقود و لا يزال يساوم على تهجير شعبه في سنوات متتالية من المجازر و الحروب التي كان ضحيتها هذا الشعب الأعزل و ثلة من الرجال و الشباب الذين آمنوا بعدالة قضيتهم و حقهم في استرداد أرضهم.
أبواق للعدو وخذلان الأشقاء
في زمن التزييف الإعلامي، والتواطؤ الصامت، تتسابق فيه بعض الأصوات العربية إلى تلميع صورة المحتل، والتقليل من شرعية المقاومة، أصبح العديد من الشباب العربي بوقا للمحتل الذي لا يفهم إلا منطق القوة، ولا تعرف هذه الأبواق أن المقاومة ليست خيارًا، بل ردّ فعل طبيعي على احتلال الأرض.
فهؤلاء الشباب، الذين تركوا بيوتهم، وأمهاتهم، ودفاتر أطفالهم، ليرابطوا في أزقة غزة، أو خلف أسوار القدس، يُصوَّرون كأنهم مجرمون… بينما يُترك القاتل حرّ اليد، حرّ الكلمة، ويُدان من يحمل سلاحه دفاعًا عن أهله وبيته ومقدساته، ويُذمّ من يقف في وجه محتل عنصري يسرق الأرض ويقتل الطفل ويدنّس المسجد.
والمفارقة المؤلمة رغم وضوح العدو، لكن الخذلان أقسى، فالكيان الصهيوني يُسلّح، ويدعمه الإعلام الغربي، وتباركه بعض العواصم العربية تحت مسميات “التهدئة” أو “مكافحة الإرهاب”، أما شباب غزة، فكل ما يملكونه عقيدة نُقلت في وصاياهم، وسلاح بسيط صنعوه تحت الأرض.
منذ نكبة عام 1948، لم تعرف فلسطين هدنة حقيقية مع المجازر والانتهاكات التي توالت فيها الاعتداءات، وسُفكت دماء آلاف المدنيين في مذبحة تلو أخرى، لتبقى الذاكرة الفلسطينية مثقلة برائحة الدم وصدى الوجع، وعبق الشهادة..
رواية طويلة من الظلم
لم تكن فلسطين مجرّد أرض محتلة، بل جرح مفتوح في جسد الإنسانية. ولم تكن المجازر التي ارتُكبت ضد الفلسطينيين أرقامًا في كتب التاريخ، بل أرواحًا كانت تحلم بالحياة، ووجوهاً طُمست تحت الركام، وقلوبًا توقفت عن النبض وهي تحتضن الأمل. عبر أجيال متتابعة قتل فيها جد الجد والجد والحفيد من دير ياسين إلى كفر قاسم، من صبرا وشاتيلا إلى جنين، وصولًا إلى غزة الجريحة، كانت الدماء الفلسطينية تسيل، لا لأنهم حملوا سلاحًا، بل لأنهم تمسّكوا ببيوتهم، بمفاتيحها القديمة، وبذكريات الطفولة في الحارات التي دُمّرت.
لم تكن المجازر لحظات عابرة، بل رواية طويلة من الظلم، تُكتب بدم الأبرياء، وتُروى بدموع الأمهات، وتحيا في ضمير من لم يفقد إنسانيته بعد وهي محطات وجع تُعيد تشكيل ملامح الشعب الفلسطيني، وتمنحه قسوة التجربة ورقة القلب معًا. فلم تُنسِهم المجازر إنسانيتهم، بل زادتهم إصرارًا على استرداد أرضهم وحقهم.
مقاومة لا تمتلك رفاهية الجيوش
لكنهم الفلسطينيون بصبرهم وعنادهم أعادوا تشكيل مقاومتهم من تحت التراب. فلم يكن النفق مجرد وسيلة للنجاة أو للحرب، بل ملاذًا للهارب من انكشاف، وللمقاتل الذي لم يعد يملك سماء يحتمي بها، دون أن تراقبه أقمار التصوير الإسرائيلية هناك تحت الأرض، حيث لا تطير الطائرات ولا ترِد الصور إلى أقمار التجسس، لا يتحدثون كثيرًا. فقط يحفرون بصمت، يخفون بنادقهم، يعدّون ذخائرهم، يتقاسمون اللقمة والترقب، ويتناقلون إشارات الصمت، فالصوت قد يُسمع، والنظرة قد تُرصد، وحتى الوجع إن خرج بصوت عالٍ قد يتحوّل إلى إحداثيّة لغارة، تودي بقضيتهم قبل حياتهم.
في ذلك النفق المظلم، الذي لا تفرق فيه بين الليل والنهار، وُلدت مقاومة لا تمتلك رفاهية الجيوش، لكنها تمتلك ما هو أندر: الإصرار على البقاء، وحقها في استرداد أرضها.
وحده الفلسطيني يدافع
اليد التي تقاتل من أجل القدس لا تدان، فالقدس وقفٌ إسلامي، وتراثٌ عربي، وقبلة روحية تتقاطع عندها قلوب الملايين من المسلمين والمسيحيين في أنحاء العالم. غير أن شرف الدفاع عنها لم يتقاسمه أحد؛ وحده الشاب الفلسطيني يقف عند بواباتها، بحجر وبسلاح محلي الصنعي شهدت عليه أنفاق حُفرت باليد و جبلت بعرق أجسادهم و دمائهم التي اختلطت بتراب الأنفاق ليكونوا صفحات عز مشرقة في تاريخ القضية الفلسطينية و ليكتب التاريخ ان شباب فلسطين لم يبيعوا أرضهم ولم يفرطوا في مقدساتهم بل قُدَِّمت لها الدماء و الروح و الأوقات التي غابوا فيها عن عوائلهم و عن ممارسة حياتهم الشخصية التي لم تعد موجودة في قاموسهم بل جعلوا جل أوقاتهم في الإعداد و التصنيع و كم روح ستلاقي بارئها يوم البعث وهي مجبولة بتراب نفق أعدته ليوم لقاء العدو، وفي لحظة إعداد حاولوا فيها إعداد مادة كان ثمنها روح لاقت خالقها لتقول له يارب أنت كتبت :”وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل “، وأنا ألاقيك على ما كتبت.
فاليد التي تدافع عن شرف الأمة لا تدان بل ترفع لها القبعة، ويجب أن تُسانَد بالقول والفعل، بالرجاء والدعاء، بالمال وإلإعداد، فهم ليسوا إرهابيين بل خط الدفاع الأول والأوسط والأخير عن كرامة الأمة النائمة في ثبات عميق أعلنت فيه خذلانها لهم بصراحة لم يكن لها مثيل في تاريخ العروبة.
ليسوا “مليشيا” بل أحرار
هؤلاء الشباب ليسوا مليشيات فمنهم المهندس الذي اعتاد تصميم الأبنية، أصبح اليوم يصنع دروعًا لحماية المقاتلين، والمبرمج الذي يكتب الأكواد، أصبح يطور نظم اتصالات بسيطة ومبتكرة، وطالب الكيمياء والفيزياء يحول المعرفة إلى أسلحة دفاعية صنعها بجهده ويده، هؤلاء الشباب دمجوا بين العقل واليد، بين المعرفة والعزيمة، ليخلقوا نموذجًا فريدًا من المقاومة، لا يعتمد فقط على السلاح، بل على الذكاء والابتكار هؤلاء شباب رضعوا معاني الرجولة مع حليب أمهاتهم ليست بالكلمات، بل (فِعلًا) يبدأ من لحظة الوداع، حين يُقبّل الشاب جبين أمه أو زوجته، ويخرج نحو المجهول، هؤلاء الشباب الذين تركوا خلفهم أحلامًا مؤجلة، وزوجات تنتظر، وأمهات تودّع كل مرة كأنها الأخيرة، وبيوتًا مفتوحة على الخطرـ وأطفال لهم يودعونهم الوداع الأخير.
لكنهم أعدّوا العدّة بما استطاعوا رغم الحصار، وإغلاق الحدود والسدود، لم يتراجعوا، ويسألوا عن الدعم الخارجي، بل سألوا أنفسهم: «ماذا نملك لنحمي أرضنا؟ وكانت الإجابة: الإيمان، والحق، والإرادة هم نموذج المقاومة الحديثة، إنهم ليسوا فقط أبطالًا في ساحات القتال، بل هم بناة مستقبل يرفض أن يخضع أو ينكسر تحت وطأة الحصار والظلم، هؤلاء ليسوا سبب الدمار، بل درعٌ يحاول الصمود أمام آلة القتل التي لا تفرّق بين طفل ومقاتل. هم لم يختبئوا خلف الناس، بل كانوا دروعًا بشرية لأبناء شعبهم. هم لم يهربوا، بل ظلوا يُقاتلون، ويُشيّعون الشهداء، ويُعزّون الثكالى، ثم يعودون إلى مواقعهم بصمت.
وختاما فإن هذه المقاومة ليست مجرد قتال بالسلاح، بل معركة على الوجود، و الهوية، والحقيقة الباقية هي أن الحق لا يقاس بحجم السلاح، بل بحجم الإرادة والعدالة، والأمل الذي لا يُقصف، لأنه يسكن في قلوب لا تموت، وشبابنا هم أصحاب الحق، والتاريخ، والأرض، بيدهم إرادة لا تقهر، وكرامة لا تموت.
كاتبة فلسطينية