الثورة نت:
2025-06-07@06:44:38 GMT

اليد التي تُدافع عن شرف الأمة لا تُدان

تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT

 

 

في عالم لم نجد فيه مكانًا للعدالة، وفي زمن اختلطت فيه المفاهيم وتاهت البوصلة، يقف شاب فلسطيني، يحمل بارودة صنعها بيديه، في وجه جندي صهيوني مدجج بأحدث الأسلحة، مدعومًا بجيش ضخم وغطاء سياسي وعسكري أمريكي كامل، مدعومًا بمليارات الدولارات، ممتلكا صواريخ محرمة دوليًا، وقنابل لم تعرف الرحمة في تاريخ الحروب، لكن الفلسطيني اختار ببساطة عتاده أن يدافع عن أرضه و شعبه وأهله على أن يجلس مستسلما متخاذلا يرفع الراية البيضاء أمام محتل غاصب احتل أرضه منذ عقود و لا يزال يساوم على تهجير شعبه في سنوات متتالية من المجازر و الحروب التي كان ضحيتها هذا الشعب الأعزل و ثلة من الرجال و الشباب الذين آمنوا بعدالة قضيتهم و حقهم في استرداد أرضهم.


أبواق للعدو وخذلان الأشقاء
في زمن التزييف الإعلامي، والتواطؤ الصامت، تتسابق فيه بعض الأصوات العربية إلى تلميع صورة المحتل، والتقليل من شرعية المقاومة، أصبح العديد من الشباب العربي بوقا للمحتل الذي لا يفهم إلا منطق القوة، ولا تعرف هذه الأبواق أن المقاومة ليست خيارًا، بل ردّ فعل طبيعي على احتلال الأرض.
فهؤلاء الشباب، الذين تركوا بيوتهم، وأمهاتهم، ودفاتر أطفالهم، ليرابطوا في أزقة غزة، أو خلف أسوار القدس، يُصوَّرون كأنهم مجرمون… بينما يُترك القاتل حرّ اليد، حرّ الكلمة، ويُدان من يحمل سلاحه دفاعًا عن أهله وبيته ومقدساته، ويُذمّ من يقف في وجه محتل عنصري يسرق الأرض ويقتل الطفل ويدنّس المسجد.
والمفارقة المؤلمة رغم وضوح العدو، لكن الخذلان أقسى، فالكيان الصهيوني يُسلّح، ويدعمه الإعلام الغربي، وتباركه بعض العواصم العربية تحت مسميات “التهدئة” أو “مكافحة الإرهاب”، أما شباب غزة، فكل ما يملكونه عقيدة نُقلت في وصاياهم، وسلاح بسيط صنعوه تحت الأرض.
منذ نكبة عام 1948، لم تعرف فلسطين هدنة حقيقية مع المجازر والانتهاكات التي توالت فيها الاعتداءات، وسُفكت دماء آلاف المدنيين في مذبحة تلو أخرى، لتبقى الذاكرة الفلسطينية مثقلة برائحة الدم وصدى الوجع، وعبق الشهادة..
رواية طويلة من الظلم
لم تكن فلسطين مجرّد أرض محتلة، بل جرح مفتوح في جسد الإنسانية. ولم تكن المجازر التي ارتُكبت ضد الفلسطينيين أرقامًا في كتب التاريخ، بل أرواحًا كانت تحلم بالحياة، ووجوهاً طُمست تحت الركام، وقلوبًا توقفت عن النبض وهي تحتضن الأمل. عبر أجيال متتابعة قتل فيها جد الجد والجد والحفيد من دير ياسين إلى كفر قاسم، من صبرا وشاتيلا إلى جنين، وصولًا إلى غزة الجريحة، كانت الدماء الفلسطينية تسيل، لا لأنهم حملوا سلاحًا، بل لأنهم تمسّكوا ببيوتهم، بمفاتيحها القديمة، وبذكريات الطفولة في الحارات التي دُمّرت.
لم تكن المجازر لحظات عابرة، بل رواية طويلة من الظلم، تُكتب بدم الأبرياء، وتُروى بدموع الأمهات، وتحيا في ضمير من لم يفقد إنسانيته بعد وهي محطات وجع تُعيد تشكيل ملامح الشعب الفلسطيني، وتمنحه قسوة التجربة ورقة القلب معًا. فلم تُنسِهم المجازر إنسانيتهم، بل زادتهم إصرارًا على استرداد أرضهم وحقهم.
مقاومة لا تمتلك رفاهية الجيوش
لكنهم الفلسطينيون بصبرهم وعنادهم أعادوا تشكيل مقاومتهم من تحت التراب. فلم يكن النفق مجرد وسيلة للنجاة أو للحرب، بل ملاذًا للهارب من انكشاف، وللمقاتل الذي لم يعد يملك سماء يحتمي بها، دون أن تراقبه أقمار التصوير الإسرائيلية هناك تحت الأرض، حيث لا تطير الطائرات ولا ترِد الصور إلى أقمار التجسس، لا يتحدثون كثيرًا. فقط يحفرون بصمت، يخفون بنادقهم، يعدّون ذخائرهم، يتقاسمون اللقمة والترقب، ويتناقلون إشارات الصمت، فالصوت قد يُسمع، والنظرة قد تُرصد، وحتى الوجع إن خرج بصوت عالٍ قد يتحوّل إلى إحداثيّة لغارة، تودي بقضيتهم قبل حياتهم.
في ذلك النفق المظلم، الذي لا تفرق فيه بين الليل والنهار، وُلدت مقاومة لا تمتلك رفاهية الجيوش، لكنها تمتلك ما هو أندر: الإصرار على البقاء، وحقها في استرداد أرضها.
وحده الفلسطيني يدافع
اليد التي تقاتل من أجل القدس لا تدان، فالقدس وقفٌ إسلامي، وتراثٌ عربي، وقبلة روحية تتقاطع عندها قلوب الملايين من المسلمين والمسيحيين في أنحاء العالم. غير أن شرف الدفاع عنها لم يتقاسمه أحد؛ وحده الشاب الفلسطيني يقف عند بواباتها، بحجر وبسلاح محلي الصنعي شهدت عليه أنفاق حُفرت باليد و جبلت بعرق أجسادهم و دمائهم التي اختلطت بتراب الأنفاق ليكونوا صفحات عز مشرقة في تاريخ القضية الفلسطينية و ليكتب التاريخ ان شباب فلسطين لم يبيعوا أرضهم ولم يفرطوا في مقدساتهم بل قُدَِّمت لها الدماء و الروح و الأوقات التي غابوا فيها عن عوائلهم و عن ممارسة حياتهم الشخصية التي لم تعد موجودة في قاموسهم بل جعلوا جل أوقاتهم في الإعداد و التصنيع و كم روح ستلاقي بارئها يوم البعث وهي مجبولة بتراب نفق أعدته ليوم لقاء العدو، وفي لحظة إعداد حاولوا فيها إعداد مادة كان ثمنها روح لاقت خالقها لتقول له يارب أنت كتبت :”وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل “، وأنا ألاقيك على ما كتبت.
فاليد التي تدافع عن شرف الأمة لا تدان بل ترفع لها القبعة، ويجب أن تُسانَد بالقول والفعل، بالرجاء والدعاء، بالمال وإلإعداد، فهم ليسوا إرهابيين بل خط الدفاع الأول والأوسط والأخير عن كرامة الأمة النائمة في ثبات عميق أعلنت فيه خذلانها لهم بصراحة لم يكن لها مثيل في تاريخ العروبة.
ليسوا “مليشيا” بل أحرار
هؤلاء الشباب ليسوا مليشيات فمنهم المهندس الذي اعتاد تصميم الأبنية، أصبح اليوم يصنع دروعًا لحماية المقاتلين، والمبرمج الذي يكتب الأكواد، أصبح يطور نظم اتصالات بسيطة ومبتكرة، وطالب الكيمياء والفيزياء يحول المعرفة إلى أسلحة دفاعية صنعها بجهده ويده، هؤلاء الشباب دمجوا بين العقل واليد، بين المعرفة والعزيمة، ليخلقوا نموذجًا فريدًا من المقاومة، لا يعتمد فقط على السلاح، بل على الذكاء والابتكار هؤلاء شباب رضعوا معاني الرجولة مع حليب أمهاتهم ليست بالكلمات، بل (فِعلًا) يبدأ من لحظة الوداع، حين يُقبّل الشاب جبين أمه أو زوجته، ويخرج نحو المجهول، هؤلاء الشباب الذين تركوا خلفهم أحلامًا مؤجلة، وزوجات تنتظر، وأمهات تودّع كل مرة كأنها الأخيرة، وبيوتًا مفتوحة على الخطرـ وأطفال لهم يودعونهم الوداع الأخير.
لكنهم أعدّوا العدّة بما استطاعوا رغم الحصار، وإغلاق الحدود والسدود، لم يتراجعوا، ويسألوا عن الدعم الخارجي، بل سألوا أنفسهم: «ماذا نملك لنحمي أرضنا؟ وكانت الإجابة: الإيمان، والحق، والإرادة هم نموذج المقاومة الحديثة، إنهم ليسوا فقط أبطالًا في ساحات القتال، بل هم بناة مستقبل يرفض أن يخضع أو ينكسر تحت وطأة الحصار والظلم، هؤلاء ليسوا سبب الدمار، بل درعٌ يحاول الصمود أمام آلة القتل التي لا تفرّق بين طفل ومقاتل. هم لم يختبئوا خلف الناس، بل كانوا دروعًا بشرية لأبناء شعبهم. هم لم يهربوا، بل ظلوا يُقاتلون، ويُشيّعون الشهداء، ويُعزّون الثكالى، ثم يعودون إلى مواقعهم بصمت.
وختاما فإن هذه المقاومة ليست مجرد قتال بالسلاح، بل معركة على الوجود، و الهوية، والحقيقة الباقية هي أن الحق لا يقاس بحجم السلاح، بل بحجم الإرادة والعدالة، والأمل الذي لا يُقصف، لأنه يسكن في قلوب لا تموت، وشبابنا هم أصحاب الحق، والتاريخ، والأرض، بيدهم إرادة لا تقهر، وكرامة لا تموت.
كاتبة فلسطينية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

3 ذنوب لا يكفرها صيام يوم عرفة .. هؤلاء لا يغفر الله لهم معاصي سنتين

ثبت في السنة النبوية أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين ، عام قبله وعام بعده ، فعلى المسلم أن يستثمر صيام يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وفي يوم عرفة يستجيب الله الدعاء ويغفر للعباد ، ويجوز صيام يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت في الأحاديث النبوية الصحيحة، واختلف الفقهاء في حكم صيام يوم عرفة لمن يؤدي الحج،ورأى فقهاء أنه يكره صيام يوم عرفة للحاج، لما ورَوَى أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى الله أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ». أخرجه مسلم.

هل صيام يوم عرفة يكفر الذنوب الكبائر ؟

روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية، وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية».

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى عند شرحه للحديث: معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين، قالوا: والمراد بها الصغائر، فإن لم تكن صغائر يرجى التخفيف من الكبائر، فإن لم يكن رفعت درجاته.

صيام يوم عرفة حديث

صيام يوم عرفة حديث ، ورد فى صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»، ومعنى الحديث أن الصيام فى يوم عرفة يُكفر ذنوب السنة الماضية، ويَحُول بين صائمه وبين الذنوب في السنة التالية.

حديث صيام يوم عرفة ، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم التسع الأُوَلى من شهر ذي الحجة، وروى أبو داود وغيره عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّ صلى الله عليه وسلم «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وأَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ، وَالْخَمِيسَ»، وروى النسائي عَنْ حَفْصَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ».

دعاء يوم عرفة مستجاب.. احرص عليه حتى غروب الشمسأفضل دعاء يوم عرفة 2025.. 8 كلمات أوصى بها النبي رددها الآندعاء يوم عرفة المستجاب بـ 10 صيغ مجربة لزيادة الرزق وفك الكربدعاء يوم عرفة .. 8 كلمات فيها سر عجيب فى تيسير الزواج والرزقأدعية يوم عرفة .. ردد أفضل 200 دعاء جامع شامل للنفس والأهل والأحبةأدعية يوم عرفة .. ردد أفضل 200 دعاء جامع شامل للنفس والأهل والأحبةدعاء يوم عرفة .. ردد 17 كلمة أفضل ما قاله الأنبياء و310 أدعية مستجابة في دقائق

ذنوب لا يغفرها الله في يوم عرفة

الذنوب التي لا يغفرها الله ثلاثة، لأن بعضها متعلق بحقوق العباد، أولًا: الشرك: قال سبحانه وتعالى: «إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء» (سورة النساء:48)، وقال سبحانه وتعالى: «إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ» (سورة المائدة:72)، وقال صلّى الله عليه وسلّم: «من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنّة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النّار»، رواه مسلم في الإيمان، وقال القرطبي رحمه الله: «إنّ من مات على الشّرك لا يدخل الجنّة، ولا يناله من الله رحمة، ويخلد في النّار أبد الآباد، من غير انقطاع عذاب، ولا تصرم آماد»، وقد نقل كلّ من ابن حزم، والقرطبي، والنّووي الإجماع على أنّ المشرك يخلد في النّار.
 

ثانيًا: حقوق النّاس ومظالمهم: فقد روى البخاري في الرقاق،عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ».

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وحقّ غير الله يحتاج إلى إيصالها لمستحقها، وإلا لم يحصل الخلاص من ضرر ذلك الذّنب، لكن من لم يقدر على الإيصال بعد بذله الوسع في ذلك فعفو الله مأمول، فإنّه يضمن التبعات، ويبدّل السّيئات حسنات».


ثالثًا القتل: وذلك لأنّ القتل حقّ يتعلق به ثلاثة حقوق، وهي: حقّ الله سبحانه وتعالى، وحقّ الولي والوارث، وحقّ المقتول، فأمّا حقّ الله سبحانه وتعالى يزول بالتوبة، وأمّا الوارث فإنّه مخيّر بين ثلاثة أشياء: إمّا القصاص، وإمّا العفو إلى غير عوض، وإمّا العفو إلى مال، وبالتالي يبقى حقّ المقتول، فعن جندب رضي الله عنه قال: حدّثني فلان أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة، فيقول: سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: قتلته على ملك فلان، قال جندب: فاتَّقِها »، رواه النسائي في تحريم الدم، قال ابن القيم رحمه الله: « فالصّواب والله أعلم أن يقال: إذا تاب القاتل من حقّ الله، وسلم نفسه طوعًا إلى الوارث، ليستوفي منه حقّ موروثه: سقط عنه الحقّان، وبقي حقّ الموروث لا يضيّعه الله. ويجعل من تمام مغفرته للقاتل: تعويض المقتول، لأنّ مصيبته لم تنجبر بقتل قاتله، والتّوبة النّصوح تهدم ما قبلها، فيعوض هذا عن مظلمته، ولا يعاقب هذا لكمال توبته».
 

حكم صيام يوم عرفة لغير الحاج

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن صيام يوم عرفة لغير الحاج سنة مؤكدة، ومكروه بالنسبة للحجاج، مشيرة إلى أن صوم العشر الأوائل للحاج مستحب.

صيام الحاج مكروه في يوم عرفة

وقالت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «ما حكم صيام يوم عرفة للحجاج؟»، إنه ذهب جمهور الفقهاء -المالكية والشافعية والحنابلة- إلى عدم استحباب صوم يوم عرفة للحاج ولو كان قويًا، وصومه مكروه له عند المالكية والحنابلة وخلاف الأولى عند الشافعية.


واستدلت بما روت أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ». أخرجه البخارى، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَصُمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ».
 

صيام يوم عرفة فضل صيام يوم عرفة

يوم عرفةله فضائل كثيرة منها:أولًا:أن يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم قال الله- عز وجل- : «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ» [سورة التوبة : 39]. والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب ويوم عرفة من أيام ذي الحجة.

ثانيًا:يوم عرفة أحد أيام أشهر الحج قال الله - عز وجل-: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ» (سورة البقرة: 197) وأشهر الحج هي: شوال، ذو القعدة ذو الحجة،ثالثًا:يوم عرفة هو أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه قال الله - عز وجل-: «لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ» (سورة الحج:28)، قال ابن عباس –رضي الله عنهما: الأيام المعلومات: عشر ذي الحجة.

فضل صيام يوم عرفة رابعًا:وأقسم لله تعالى بيوم عرفة لأنه أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبهًا على عظم فضلها وعلو قدرها قال الله - عز وجل-: «وَلَيَالٍ عَشْرٍ» [سورة الفجر:2]، قال ابن عباس – رضي الله عنهما -: إنها عشر ذي الحجة قال ابن كثير: وهو الصحيح.
 

فضل صيام يوم عرفة خامسًا:يوم عرفة يتميز بأنه أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».

فضل صيام يوم عرفة سادسًا: أكمل الله تعالى في يوم عرفة الملة، وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: إن رجلًا من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: أي آية؟ قال: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا» (سورة المائدة:5)، قال عمر – رضي الله عنه- : قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
 

سابعًا:فضل صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين، فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها فعن هنيدة بن خالد-رضي الله عنه- عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر: أول اثنين من الشهر وخميسين»، كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون هذه التسع قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة: يكفر السنة الماضية والسنة القابلة» رواه مسلم في الصحيح وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.
 

ثامنًا:يعد عرفة يوم العيد لأهل الموقف -الحجاج- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ يومَ عرفةَ ويومَ النَّحرِ وأيَّامَ التَّشريقِ عيدُنا أَهْلَ الإسلامِ، وَهيَ أيَّامُ أَكْلٍ وشربٍ» (رواه أبو داود).
 

تاسعًا:عظمّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- من فضل الدعاء يوم عرفة،كما روي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: «لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» رواه الترمذي (3585).


عاشرًا:إن الله تعالى يعتق الكثير من النار في يوم عرفة، فروت السيدةعَائِشَةُ -رضي الله عنها- أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ الله فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ». رواه مسلم (1348).
 

الحادي عشر:يباهي الله تعالى بأهل عرفة أهل السماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ يُباهي بأهلِ عرفاتٍ أهلَ السَّماءِ، فيقولُ لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثًا غُبرًا» (رواه أحمد).

الثاني عشر:إنه يشرع في يوم عرفة التكبير، وذكر العلماء أن التكبير ينقسم إلى قسمين: التكبير المقيد الذي يكون عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من فجر يوم عرفة قال ابن حجر –رحمه الله-: ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث وأصح ما ورد عن الصحابة قول علي وابن مسعود -رضي الله عنهم- أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى»، وأما التكبير المطلق فهو الذي يكون في عموم الأوقات ويبدأ من أول ذي الحجة حيث كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجون إلى السوق يكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما، والمقصود تذكير الناس ليكبروا فرادى لا جماعة.

الثالث عشرمن فضائل يوم عرفة أن فيه ركن الحج العظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة» متفق عليه، ويوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو اسم للموقف الذي يقف فيه الحُجَّاج، وحدود عرفة مكانيًّا تكون من الجبل الذي يُطِلّ على بطن عُرَنَة، ويشمل الجبال المقابلة، ويمتدّ إلى ما يَلي حوائط بني عامر، ولا يتمّ الحَجّ إلّا بالوقوف فيه.


 

طباعة شارك صيام يوم عرفة يوم عرفة حكم صيام يوم عرفة هل صيام يوم عرفة يكفر الذنوب الكبائر صوم يوم عرفة صيام يوم عرفة حديث فضل صيام يوم عرفة صيام يوم عرفة لغير الحاج صيام الحاج مكروه في يوم عرفة الذنوب التي لا يغفرها الله حديث صيام يوم عرفة يوم عرفة 2025

مقالات مشابهة

  • ليسوا فقط أقل حظًا... أطفال الفقراء يشيخون أسرع بيولوجيًا وفقًا لدراسة
  • موريتانيا تنسحب من مؤتمر دولي رفضا لمشاركة الاحتلال.. الفلسطينيون ليسوا وحدهم‏
  • مهرجانات مصغرة لمراكز إعداد الرياضيين في كرة اليد
  • النمر : الكمية المسموح بها للشخص السليم يومياً من اللحوم ملء كف اليد
  • أبطال لم نصفق لهم!
  • 3 ذنوب لا يكفرها صيام يوم عرفة .. هؤلاء لا يغفر الله لهم معاصي سنتين
  • الحشد الشعبي يتوج بلقب دوري النخبة العراقي لكرة اليد للموسم 2024-2025
  • ابتكار ثوري.. قلم ذكي يكشف مرضا عصبيا شائعا من حركة اليد
  • رئيس اتحاد اليد يحفز منتخب الناشئين قبل السفر إلي كرواتيا وصربيا استعدادا للمونديال