عياد: الأزهر حريص على دعم كل تحرك من أجل السلام
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
قال الدكتور نظير عيّاد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الكلمة التي ألقاها فضيلة الإمام الأكبر في اللقاء الدولي من أجل السلام بألمانيا والذي نظمته جمعية "سانت إيجيديو"، حوت مجموعة من الرسائل المركزة والمتنوعة، والتي تكشف عن دعم الأزهر الشريف وتقديره لكل تحرك من أجل السلام في عالمنا المعاصر، ودعوته لأن يعلو صوت العقل والحكمة والتعارف، وأن ذلك يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستماع لصوت الشرائع السماوية، مؤكدًا أن الكلمة تعكس عظمة هذه المؤسسة ودور علمائها الأجلاء في دعوتهم المستمرة لأن يعيش العالم أجمع في سلام دائم يحقق الهدف الأسمى من استخلاف الإنسان في الأرض وهو إعمارها لا تدميرها بمطامع لا يتوقف قطارها.
وأضاف الأمين العام لمجمع البحوث أن كلمة الإمام كانت واضحة جليَّة، حيث بيَّن فيها أنه لا أمل في الخروج من أزمة عالمنا المعاصر إلا بالاستنارة بهدي الدين الإلهي كما أنزله الله، هدى ورحمة للناس، لا كما يتاجر به بعض أبنائه في سوق السياسات وبورصة الانتخابات، وأن التقدم العلمي لم يواكبه تقدم مواز في مجال المسؤولية الأخلاقية، فقد تبين أن العلاقة بين التقدم التقني والحضاري وبين الحروب أصبحت علاقة تلازم واطراد، مشيرًا إلى أن اهتمام الإمام وعنايته المستمرة بهذا الجانب يشبع رغبة داخلية في شخصيته ويعكس إرادة قوية لتحقيق رسالة مؤسسة عريقة ضربت أروع الأمثلة في مواقفة لإقرار السلام قديمًا وحديثًا.
وأوضح الدكتور عياد أن استنكار الإمام الأكبر للتوجهات ضد الأديان بدا واضحًا في كلمته، والتي أدان فيها دعم بعض الحكومات لحرق المصحف تحت ستار حرية التعبير واصفًا ذلك بأنه استخفاف ساذج بالعقول ومؤكدًا أن رفضنا هذا الأمر يأتي مع اعتبارنا بأن حرق الكنائس جريمة تعادل حرق المصحف في الإثم والعدوان.
وأشاد الدكتور عيّاد بما حوته كلمة الإمام من رسائل مباشرة تتعلق بالقضية الفلسطينية عندما خاطب الجميع في كلمته التي أكد فيها أن حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه وعيشه على أرضه وصمت العالم المتحضر عن هذه المأساة الإنسانية ظلم بالغ طال أمده، وأن سلام العالم مرتبط أشد الارتباط بسلام الشعوب.
وبيّن الأمين العام لمجمع البحوث أن هذا اللقاء يأتي استكمالًا لسلسة لقاءات سابقة في الشرق والغرب أسهم من خلالها فضيلة الإمام الأكبر في إرساء قواعد السلام والتآخي بين الشعوب، بل وفتح من خلالها الباب لحوار مثمر وفاعل، خاصة عقب الأزمات والصراعات التي شهدها العالم إبَّان السنوات الماضية وباتت تهدد استقرار الأرض ومستقبل الأجيال القادمة.
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الكلمة جاءت لتضع العالم أمام مسؤولياته الواجبة عليه لا سيما أمام كبرى القضايا والتي تمثلت في القضايا الأخلاقية والسلوكية، قضايا الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص، القضية الفلسطينية، احترام العقائد والمقدسات، وقضية السلام والعيش المشترك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البحوث الاسلامية فضيلة الإمام الأكبر
إقرأ أيضاً:
هل لمس الزوجة ينقض الوضوء؟.. الأزهر يجيب
هل لمس الزوجة ينقض الوضوء؟ سؤال ورد الى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
وأجاب مركز الأزهر عبر موقعه الرسمى عن السؤال قائلا: إنَّ هذه المسألة من المسائل التي طال الخلاف فيها بين الفقهاء؛ وهذا بناءً على اختلافهم في تفسير قوله -تعالى- : {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} من الآية الكريمة {يَآأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء:43].
وبين أن حقيقة اللمس: إلصاق الجارحة بالشيء، وهو عُرْفٌ في اليَد؛ لأنَّها آلَتُه الغالبة.
وأشار إلى أن العلماء اختلفوا في المراد به، فذهب الإمام أبو حنيفة -رضي الله عنه- إلى أنَّ اللمس هنا بمعنى الجِمَاع، واستدل بما رود عن أمِّ المؤمنين السَّيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قَبَّل بعض نسائه، ثُمَّ خرج إلى الصَّلاة فلم يتوضَّأ) [رواه: الدارقطني]، وعليه؛ فهو يرى أنَّ مجرَّد اللمس العادي لا ينقض الوضوء.
بينما يرى الإمام الشَّافعي -رضي الله عنه- أنَّ المراد باللمس: المباشرة، وهي أن يُفضي الرَّجل بشيءٍ من بدنه إلى بدن المرأة، سواء كان باليد أم بغيرها من أعضاء الجسد، وكذا إن لمسته هي، ودليله ظاهر الآية الكريمة: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} فإنَّها لم تُقيَّد بشهوة أو بغير شهوة، فمجرَّد اللمس ينقض الوضوء.
وقد جَنَح إلى التَّفصيل الإمام مالك وكذا الإمام أحمد؛ فقالا: إن اللمس بتلذُّذ بشهوة ينقض الوضوء، إما إن كان بغير بشهوةٍ وتلذُّذ فلا ينقض الوضوء؛ ويؤيِّد ذلك ما ورد أيضًا عن أمِّ المؤمنين السَّيِّدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كنتُ أَنَامُ بين يَدَي رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَرِجْلايَ فِي قِبْلَتِهِ فإذا سَجَدَ غَمَزَنِي، فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، وإذا قام بَسَطْتُهُمَا، وَالبيوتُ يومئذٍ ليس فيها مصابيح) [متفق عليه]، فهذا دليل صريح في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُلامس، ولم يُنتقض وضوؤه؛ لاستمراره في الصَّلاة، فبيَّنت السُّنَّة النَّبوية المُطهَّرة أن الملامسة دون التلذُّذ والشَّهوة لا تنقض الوضوء.
وممَّا سبق تبيَّن أنَّ: لمس الرَّجل زوجته بتلذُّذ وشهوة ينقض الوضوء؛ فيكون لمسه للمرأة الأجنبيَّة -التي لا تحلُّ له- بتلذُّذ وشهوة ينقض الوضوء من باب أولى، أما مجرَّد اللمس بغير شهوةٍ ولا تلذُّذ فلا ينقض الوضوء.
ويكون بيان الآية على ذلك: أنَّ قوله تعالى: {وَلَا جُنُبًا} أفاد الجِماع، وأنَّ قوله: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} أفاد الحَدَث، وأنَّ قوله: {أَوْ لَامَسْتُمُ} أفاد اللمس، فصارت ثلاث جُمَل لثلاثةِ أحكام، وهذا غاية في العِلم والإعلام، ولو كان المراد باللمس الجماع لكان تكرارًا، وكلام الحكيم يتنزَّه عنه. [أحكام القرآن لابن العربي(1/564)].