أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن  

يبدو أن إصرار صندوق النقد الدولي والبنك العالمي على تنظيم اجتماعاتهما السنوية في المغرب يحمل في طياتهم عددا من الدلالات والإشارات الاقتصادية والسياسية، لاسيما وأن موعد الاجتماع المقبل تزامن مع "زلزال الحوز" الذي خلف آلاف القتلى والجرحى، ودمر عددا من المباني والمنازل والمآثر التاريخية والعريقة.

محمد جدري، خبير ومحلل اقتصادي، يرى أن هذا القرار "يعكس الثقة الكبيرة التي تضعها هذه المؤسسات المالية الكبرى في المغرب، القادر على تنظيم هذا الحدث الدولي الذي سيضم قرابة 14 ألف مشارك ومشاركة، فضلا حضور عدد من السؤولين الكبار لإغناء الاجتماع".

وأضاف الخبير الاقتصادي عينه، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن "هذا التنظيم دليل دامغ وحجة قوية على أن المغرب نجح في تجاوز تداعيات الهزة الأرضية التي ضرب المغرب قبل أقل من أسبوعين، رغم ما خلفته من خسائر اقتصادية وبشرية، ومع ذلك استطاعت المملكة الخرج من هذه الأزمة والكارثة الطبيعية غير المتوقعة بأخفّ الأضرار، وبيّنت للعالم أنها قادرة لوحدها، أو بمساعدة عدد قليل من الدول الصديقة والشقيقة، على مواجهة الأزمة والتغلب عليها بالوسائل واللوجستيك المتاحين.

ولم يفوت المحلل الاقتصادي نفسه الفرصة دون أن يقول أيضا إن "إبقاء تنظيم هذه الاجتماعات الهامة في مدينة مراكش يدل على أن هناك انبعاثا لجنوب جديد بقيادة المملكة المغربية؛ حيث إنه لا يمكن للمؤسسات المالية المذكورة أن تثق في بلد ما إلا إذا كان أهلا لذلك، وجميع المؤشرات هنا تدل على أحقية المغرب وأهليته لعقدها مهما كانت الظروف والأحوال".

وأمام هذا الوضع؛ يكون المغرب بهذا القرار، وفق جدري دوما، "قوة اقتصادية إقليمية بشهادة المؤسسات المالية الدولية؛ وهذا لن يعود على المغرب سوى بالنفع، لاسيما وأن 189 دولة ستزور المغرب بهذه المناسبة، قصد الاطلاع على البنية التحتية لدى المملكة التي ضربها الزلزال، ومدى تجند المغرب على جميع ال"مستويات والأصعدة لتجاوز آثار هذه الكارثة الطبيعية".

تجدر الإشارة إلى أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي قررا، بالاتفاق مع السلطات المغربية، المضي قدما في عقد الاجتماعات السنوية لعام 2023 في مراكش، كما كان مخططا لها من 9 إلى 15 أكتوبر المقبل، وفق ما جاء في بيان صدر يوم الاثنين بواشنطن.

يُذكر أيضا أن رئيس البنك الدولي، أجاي بانغا، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، ووزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، أصدروا بيانا جاء فيه أنه "في هذه اللحظة بالغة الصعوبة، نؤمن أن الاجتماعات السنوية ستتيح الفرصة، كذلك، للمجتمع الدولي للوقوف إلى جانب المغرب وشعبه، اللذين أثبتا مجددا صلابتهما في مواجهة الفواجع"، في أعقاب الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، مخلفا مآسي إنسانية ومشاهد يندى لها الجبين.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

موقع إسرائيلي: ما الذي يمكن أن يدفع المجتمع الدولي إلى التدخل ووقف الإبادة بغزة؟

كتب الخبير في سياسة الشرق الأوسط مايكل شايفر عمر مان أن حرب إسرائيل على غزة هي أول إبادة جماعية تبث مباشرة، وتساءل: ما الذي يمكن أن يدفع إلى تدخل عالمي لإنهاء هذه الإبادة؟ وما شكل هذا التدخل؟

وقال الخبير -في مقاله بموقع 972- إن العالم شاهد توسلات هند رجب الأخيرة المأساوية، وشاهد الجنود الإسرائيليين ينشرون بفخر مقاطع فيديو لفظائعهم وتدميرهم على تيك توك، وتابع صورا صادمة شبه آنية لعمليات القتل والتجويع، كما بث له الفلسطينيون الشجعان يوميا جوعهم وتشريدهم وترهيبهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما وراء اشتباكات تايلند وكمبوديا؟ صحف أميركية تجيبlist 2 of 2ما سبب فرض بريطانيا قيودا على التأشيرات لجنسيات معينة؟end of list

ولكن ما ليس فريدا في الإبادة الجماعية في غزة -كما يقول الكاتب- هو أن قادة العالم، وهم الوحيدون الذين يملكون القدرة على إيقافها، كانوا على علم بأفعال إسرائيل ونواياها منذ اليوم الأول، ولم يفعلوا شيئا يذكر لوقفها، كما يقول الكاتب.

قتلى في مناطق مختلفة من قطاع غزة ضمن الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 21 شهرا (الأناضول)

وقال الكاتب إن توسلات الجوعى، وصور الأجساد الهزيلة، والنزعة اللاإنسانية التي بنيت عليها هذه القسوة والمعاناة، ذكرته بكتابات وصور وتجارب اليهود الذين سجنهم النازيون وجوّعوهم في معسكر اعتقال بيرغن بيلسن، حيث ألقيت والدته وهي طفلة صغيرة آنذاك في أماكن مكتظة وتزداد اكتظاظا مع تناقص مستمر في الطعام أسبوعيا.

وهناك أيضا "كانت والدة الصحفية أميرة هاس من صحيفة هآرتس تتضور جوعا إلى جانب والدتي -كما يقول الكاتب- وقد احتفظت بمذكراتها التي نشرت لاحقا".

"ما أشبه الليلة بالبارحة"

وقارن الكاتب ما كتبته والدة أميرة هاس وهي تقول "الجوع يحطم الروح. أشعر بضعف قوتي الجسدية والعقلية. لا أستطيع التفكير بشكل سليم.."، بما كتبته الصحفية رويدا عامر من موقع 972 بعد 80 عاما، من خان يونس قائلة "منذ حوالي شهر فقدت القدرة على متابعة الأخبار. تركيزي يتشتت، جسدي ينهار".

صور الأجساد الهزيلة بغزة تذكّر بكتابات وصور وتجارب اليهود الذين سجنهم النازيون وجوّعوهم (أسوشيتد برس)

وذكر الكاتب أنه كان دائما يتساءل: ما الذي كان بإمكان الناس العاديين فعله لوقف الهولوكوست؟ علما أن كثيرا من الأفراد أنقذوا أعدادا لا تحصى من اليهود بإخفائهم أو تهريبهم معرضين أنفسهم وعائلاتهم لخطر كبير.

إعلان

وخلص الكاتب إلى أن العمل الشعبي الجماهيري لم يكن كافيا مع قلته، ولكن التدخل العسكري الأجنبي كان قادرا على إنقاذ أرواح لا تحصى، إن لم يكن إيقاف الإبادة الجماعية تماما، كما يقول.

وذكر الكاتب بمواقف قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أحدها، وهو يحشد الدعم الدولي لعمل عسكري ضد إيران، إن "قادة الحلفاء كانوا على علمٍ بالهولوكوست لحظة وقوعه، وكانوا يدركون تماما ما كان يحدث في معسكرات الموت، وطلب منهم التحرك، وكان بإمكانهم، لكنهم لم يفعلوا".

لماذا لا نرسل أفضل جنرالاتنا إلى غزة بدلا من إرسال أفضل محامينا إلى لاهاي؟

بواسطة زين دانغور

وقال نتنياهو في احتفالٍ آخر بذكرى الهولوكوست "لو تحركت القوى العالمية عام 1942 ضد معسكرات الموت، وكان كل ما يتطلبه ذلك هو قصفها المتكرر، لأنقذت 4 ملايين يهودي وأرواح ملايين أخرى. كان الحلفاء على علم بالأمر ولم يتصرفوا".

وقارن مايكل شايفر عمر مان أقوال نتنياهو تلك بما قاله الدبلوماسي الجنوب أفريقي زين دانغور في مؤتمر عقدته مجلة "جويش كارنتس" في سبتمبر/أيلول الماضي، عن كيفية وقف هذه الإبادة الجماعية في غزة، عندما تساءل: "لماذا لا نرسل أفضل جنرالاتنا إلى غزة بدلا من إرسال أفضل محامينا إلى لاهاي؟"، وقد رد بأن الدعم العسكري من المرجح أن يزيد الأمور سوءا، بسبب اختلال توازن القوى الهائل بين إسرائيل التي تحظى بدعم غير مشروط من أعظم قوة في العالم، وتلك الدول القليلة التي تمتلك الشجاعة لمواجهتها.

مقالات مشابهة

  • لقاء تنسيقي بين وزارة الزراعة والبنك الدولي لتنفيذ مشاريع في مجال المناخ والإدارة المتكاملة للموارد المائية
  • “فيفا” يفتتح مقرا إقليميا له بالمغرب
  • أبوظبي للتنمية يشارك في افتتاح مطار فيلانا الدولي بالمالديف
  • الفيفا يفتتح مقرا إقليميا له بالمغرب
  • إنفانتينو يفتتح بالمغرب أول مقر إقليمي للفيفا في إفريقيا
  • منع تشغيل الحافلات الدولية داخل المملكة.. 11 اشتراطًا للحافلة في تنظيم النقل الدولي الجديد
  • موقع إسرائيلي: ما الذي يمكن أن يدفع المجتمع الدولي إلى التدخل ووقف الإبادة بغزة؟
  • النقد الدولى يخطط لإرسال بعثة إلى السنغال خلال أغسطس لمناقشة الديون المخفية
  • المغرب الذي سيحتضن “كان” 2025 ومونديال 2030 يحتل المرتبة 96 عالميا في سرعة الانترت الثابت
  • عاجل| مصدر أمني سوري للجزيرة: الداخلية نفذت عملية ضد تنظيم الدولة شرقي حلب بدعم مروحيات تركية وقوات التحالف الدولي