لا جدال على أن حرب السودان أفرزت العديد من الظواهر، الموجب منها والسالب، مثلما أفرزت العديد من المواقف، المُشرّف منها والمُخزي، كما تسببت في بروز شخصيات عديدة، منها من اصطفّ مع وطنه وجيشه وشعبه، ومنها من اختار أن يدمغ نفسه بخاتم الخيانة والخيابة، مديراً قلبه قبل ظهره لأهله المنكوبين بأسوأ وأقبح انتهاكات حدثت في تاريخ السودان، قديمه وحديثه.

ما يعنينا من الظواهر الغريبة والعجيبة التي تحتاج تحليلاً دقيقاً لتفسيرها واستيضاح مسبباتها ظاهرة غريبة ومحيرة، ملأت الدنيا وشغلت الناس، وتتعلق بالاختفاء الطويل لقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو الذي توارى عن الأنظار وكفّ عن الظهور (طوعاً أو كرهاً) منذ يوم 18 مايو الماضي، الذي يمثل تاريخ (آخر ظهور) لحميدتي بعد حوار مباشر وشهير أجرته معه قناة الشرق الفضائية السعودية، ولم يظهر بعده إلا في تسجيلات صوتية وفيديوهات أثارت لغطاً كبيراً حول مصيره، وما إذا كان حياً وقادراً على التواصل مع الآخرين، أو انتقل إلى رحمة مولاه واقتصر ظهوره على مُخرجات الذكاء الاصطناعي وإبداعاته، كما يردد كثيرون.

المهم في الأمر أن حميدتي لم يتواصل مباشرةً على مدى أكثر من أربعة أشهر مع أي وسيلة إعلامية محلية أو عالمية، مثلما لم يتواصل مع كل قادة الإقليم والمجتمع الدولي، الشيء الذي يدفعنا إلى التساؤل،

لماذا يرفض حميدتي (حال وجوده على قيد الحياة) التحدث مع شخصيات دولية بارزة بمقام وقيمة وقامة أنطونيو غوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة، ورؤساء وقادة دول الجوار (وفي مقدمتهم السيسي وسلفاكير ومحمد كاكا وأسياس أفورقي وآبي أحمد) الساعين لحل الأزمة عبر منصة دول جوار السودان..

لماذا لم يحرص حميدتي على التحدث خلال الفترة المذكورة مع شخصيات بوزن وقيمة وتأثير أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وفيصل بن فرحان، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وجوزيب بوريل، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، وموسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وبقية كبار القادة والمسئولين في المجتمع الدولي، ليقصر تواصله وأحاديثه على خالد سلك وطه عثمان اسحق وعبد المنعم بيجو؟

هل هناك أي منطق معقول، أو تفسير مقنع لظاهرة محيرة دفعت حميدتي إلى الكف عن مناقشة قضية الحرب مع قادة الإقليم والعالم، ليقصر اتصالاته على بعض قادة قحت، واهتماماته بالسؤال عن أحوال إعلامي كمنعم بيجو؟

نتوقع من قائد التمرد أن يوضح لنا مسببات تفضيله التواصل مع قادة قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) على قادة الإقليم والمجتمع الدولي في عز زمن الحرب، ونطالبه بأن يعدل قليلاً في أحاديثه واتصالاته، إن كان حياً يرزق وقادراً على التواصل مع الآخرين، ليتحدث (شوية مع دُولْ.. وشوية مع دُولْ).. أو كما قال القائد مني أركو مناوي في خطابه الدارفوري الشهير، لأن تفضيل طه على غرتيرش، وسلك على السيسي، وبيجو على بلينكن أمر لا يدعمه منطق، ولا يقبله عقل!

د. مزمل أبو القاسم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: مع د ول

إقرأ أيضاً:

حميدتي في نيالا.. وترتيبات لإعلان سلطة موازية لحكومة الخرطوم

وكالات- متابعات تاق برس- كشف مصدر مطلع لـ”دارفور24″ أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي يتواجد في مدينة نيالا هذه الأيام.

 

وقال إن حميدتي وجه قوات الدعم السريع عبر الشرطة العسكرية لتنفيذ حملات أمنية مشددة لمحاربة الظواهر السالبة والمظاهر العسكرية داخل الأسواق، بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور

 

وأبعدت السلطات عناصر قوات الدعم السريع من وسط المدينة إلى شمال نيالا عند منطقة المزلقان فضلا عن عدم السماح للسيارات القتالية بالتحرك داخل المدينة.

 

ووفقًا لشهود عيان تحدثوا لـ”دارفور24″ بأن قوة كبيرة من الشرطة العسكرية التابعة للدعم السريع داهمت في الصباح الباكر من يومي الأربعاء والخميس سوق المواشي شمال نيالا، حيث قامت بتفتيش المواطنين وحلاقة روؤس الشباب فضلًا عن إلقاء القبض على حاملي الأسلحة النارية والبيضاء.

 

وقال شهود آخرين إن القوة العسكرية ضبطت عددا من سيارات الدفع الرباعي ومنهوبات من سوق المواشي.

 

تأتي هذه الحملات بالتزامن مع ترتيبات تشكيل حكومة تستضيفها مدينة نيالا، حيث أعلن تحالف “تأسيس”يوم الثلاثاء عن تشكيل الهيئة القيادية برئاسة حميدتي تمهيداً لإعلان الحكومة الموازية لسلطة الجيش.

 

 

وفي فبراير الماضي وقعت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال والجبهة الثورية وقوى سياسية ومجتمعية اعلان تحالف تأسيس، الذي يهدف لإعلان حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع والحركة الشعبية في جنوب كردفان.

الدعم السريعتحالف تأسيسمحمد حمدان دقلو حميدتي

مقالات مشابهة

  • البرهان أمس كان مع حميدتي، وقحت ضدّه؛ اليوم اتبادلوا المواقف
  • زوجة نجل الرئيس ترامب تشارك في تدريبات عسكرية مع وزير الدفاع الأمريكي
  • وزير الخارجية التركي يشارك في قمة قادة البريكس
  • مراسم رفع المشاعل تُضيء ليالي عاشوراء في القاسم (صور)
  • قوات القاسم وألوية الناصر تقصفان تجمعاً للعدو الصهيوني شمالي غزة
  • وزير المالية بحث مع البنك الدولي تمويل مشاريع الكهرباء والزراعة والمياه
  • حميدتي في نيالا.. وترتيبات لإعلان سلطة موازية لحكومة الخرطوم
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: خلال الأشهر الماضية لم تقبل الدبلوماسية السورية بالواقع المتهالك الذي ورثناه، وكانت في حركة دؤوبة لاستعادة حضور سوريا الدولي
  • النقد الدولي يعلن التواصل مع السنغال رغم تعليق التمويل سابقا
  • نائب وزير الخارجية يلتقي رئيس المكتب البريطاني لشؤون السودان