مزمل أبو القاسم: ???? شوية مع دُولْ.. وشوية مع دُولْ!
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
لا جدال على أن حرب السودان أفرزت العديد من الظواهر، الموجب منها والسالب، مثلما أفرزت العديد من المواقف، المُشرّف منها والمُخزي، كما تسببت في بروز شخصيات عديدة، منها من اصطفّ مع وطنه وجيشه وشعبه، ومنها من اختار أن يدمغ نفسه بخاتم الخيانة والخيابة، مديراً قلبه قبل ظهره لأهله المنكوبين بأسوأ وأقبح انتهاكات حدثت في تاريخ السودان، قديمه وحديثه.
ما يعنينا من الظواهر الغريبة والعجيبة التي تحتاج تحليلاً دقيقاً لتفسيرها واستيضاح مسبباتها ظاهرة غريبة ومحيرة، ملأت الدنيا وشغلت الناس، وتتعلق بالاختفاء الطويل لقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو الذي توارى عن الأنظار وكفّ عن الظهور (طوعاً أو كرهاً) منذ يوم 18 مايو الماضي، الذي يمثل تاريخ (آخر ظهور) لحميدتي بعد حوار مباشر وشهير أجرته معه قناة الشرق الفضائية السعودية، ولم يظهر بعده إلا في تسجيلات صوتية وفيديوهات أثارت لغطاً كبيراً حول مصيره، وما إذا كان حياً وقادراً على التواصل مع الآخرين، أو انتقل إلى رحمة مولاه واقتصر ظهوره على مُخرجات الذكاء الاصطناعي وإبداعاته، كما يردد كثيرون.
المهم في الأمر أن حميدتي لم يتواصل مباشرةً على مدى أكثر من أربعة أشهر مع أي وسيلة إعلامية محلية أو عالمية، مثلما لم يتواصل مع كل قادة الإقليم والمجتمع الدولي، الشيء الذي يدفعنا إلى التساؤل،
لماذا يرفض حميدتي (حال وجوده على قيد الحياة) التحدث مع شخصيات دولية بارزة بمقام وقيمة وقامة أنطونيو غوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة، ورؤساء وقادة دول الجوار (وفي مقدمتهم السيسي وسلفاكير ومحمد كاكا وأسياس أفورقي وآبي أحمد) الساعين لحل الأزمة عبر منصة دول جوار السودان..
لماذا لم يحرص حميدتي على التحدث خلال الفترة المذكورة مع شخصيات بوزن وقيمة وتأثير أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وفيصل بن فرحان، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وجوزيب بوريل، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، وموسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وبقية كبار القادة والمسئولين في المجتمع الدولي، ليقصر تواصله وأحاديثه على خالد سلك وطه عثمان اسحق وعبد المنعم بيجو؟
هل هناك أي منطق معقول، أو تفسير مقنع لظاهرة محيرة دفعت حميدتي إلى الكف عن مناقشة قضية الحرب مع قادة الإقليم والعالم، ليقصر اتصالاته على بعض قادة قحت، واهتماماته بالسؤال عن أحوال إعلامي كمنعم بيجو؟
نتوقع من قائد التمرد أن يوضح لنا مسببات تفضيله التواصل مع قادة قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) على قادة الإقليم والمجتمع الدولي في عز زمن الحرب، ونطالبه بأن يعدل قليلاً في أحاديثه واتصالاته، إن كان حياً يرزق وقادراً على التواصل مع الآخرين، ليتحدث (شوية مع دُولْ.. وشوية مع دُولْ).. أو كما قال القائد مني أركو مناوي في خطابه الدارفوري الشهير، لأن تفضيل طه على غرتيرش، وسلك على السيسي، وبيجو على بلينكن أمر لا يدعمه منطق، ولا يقبله عقل!
د. مزمل أبو القاسم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مع د ول
إقرأ أيضاً:
مساعد وزير الداخلية الأسبق: وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى أداة لتحويل وتغيير اتجاه الرأي العام
أكد اللواء سمير المصري، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى أداة لتحويل وتغيير اتجاه الرأي العام، محذرًا من استخدامها كذراع فعال في حروب الجيل الرابع والخامس والسادس.
وقال مساعد وزير الداخلية الأسبق، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج “الكنز”، المذاع على قناة “الحدث اليوم”، إن قضية وسائل التواصل الاجتماعي تتجاوز مجرد استخدام يومي عادي، معقبًا: "وسائل التواصل الاجتماعي النهاردة بقت أداة لتحويل وتغيير اتجاه الرأي العام"، مشيرًا إلى وجود "سكرت" موحد تستخدمه بعض الصفحات المتشابهة في التوقيت، هدفها عمل تاثير على الرأي العام في موضوع معين وتقوم ناس على ناس.
أهمية الدور الأسريوأكد أن خطورة هذه الوسائل تمتد لتطال الأمن القومي المصري والعربي عمومًا، كونها تُمثل أحد أذرع حروب الجيل الرابع والخامس والسادس وما تلاها، مشددًا على أهمية الدور الأسري في مواجهة هذه الخطورة، مشيرًا إلى أن دور الدولة موجود وفعّال، لكن الخطر يبدأ من المنزل.
وضرب أمثلة لموضوعات اشتعلت وتحولت إلى نار بسبب السوشيال ميديا، مثل قضية الطالبة التي انتحرت في الإسكندرية وقضية الطالبة التي توفيت في مدرسة الشروق، مطالبًا الأسر المصرية بضرورة تقنين استعمال وسائل التواصل الاجتماعي أسريًا، مشددًا على أهمية ضغط الفكر والرؤى والسيطرة على استخدام الأبناء، وتحديد فترات زمنية معينة "بعد الساعة كذا مفيش" استخدام لهذه الوسائل.
استغلال دولي لوسائل التواصلوأكد على وجود استغلال دولي لوسائل التواصل لخلق حالة من الفوضى والشحن، مشيرًا إلى أن هناك قضايا معينة تتبناها صفحات متخصصة، تتحول إلى مهرجان صفحات يقوم بـ"الضرب في كلام" و"الضرب في ده"، ما يؤدي إلى نشوب مشكلات بين دول على "كلام فاضي"، ووصف هذه الظاهرة بـ"اللجان الإلكترونية"، معربًا عن أمله في قدرة الأسرة المصرية على تجاوز تأثيرها.
مشيرًا إلى المستجدات الأخيرة المتعلقة بموقف الولايات المتحدة الأمريكية من تنظيم الإخوان، معقبًا: "الموقف الأمريكي من موضوع الإخوان اللي بيحصل دلوقتي ده دي نقله جامدة جدًا.. معنى ذلك أن في حاجات خطيرة، ده كده كلام كبير".