لبنان ٢٤:
2025-07-05@14:01:00 GMT
هل تجمّد خلافات الخماسية حوار بري – لودريان ؟
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
كان اللبنانيون ينتظرون، من بين الأمور الكثيرة التي ينتظرونها، أن يصدر بيان عن "اللجنة الخماسية" لإحداث الفرق في الملف الرئاسي، لكن عدم صدور أي بيان نتيجة الاختلاف في وجهات النظر جاء مخيبًا للآمال، وذلك بعدما فشلت الولايات المتحدة في اقناع من يجب إقناعهم بتسمية الأشياء بأسمائها، وأن تعلن اللجنة موقفًا متشدّدًا حيال معرقلي الاستحقاق الرئاسي، لكن ما حصل هو أن الأعضاء الباقين فضلوا أن يكون بيان الدوحة هو المرجع الصالح كبوصلة توجّه عمل "الخماسية"، في انتظار استكمال حلقات المشهدية الدولية والإقليمية بما لها من انعكاسات على وضعية لبنان الداخلية، وعلى رأس هذه الوضعية الانتخابات الرئاسية.
وعدم توافق أعضاء "الخماسية" على موقف موحد يعني من ضمن الأمور الكثيرة، التي يمكن تفسيرها في إطارها الطبيعي، أن الرئاسة الأولى في لبنان لا تزال موضوعة على الرفّ، أو في ثلاجة الانتظار، ريثما تتوضح الصورة النهائية للمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، والتي قطعت شوطًا متقدمًا، من خلال عمليتي إطلاق بعض الرهائن الأميركيين في مقابل الافراج عن بعض الأرصدة الإيرانية في المصارف الأميركية.
وبدلًا من أن يكون اجتماع "الخماسية" في نيويورك بارقة أمل بقرب الولادة الرئاسية الطبيعية بدت وكأنها بمثابة مؤشّر لعمل ما قد يسبق أي عاصفة، سياسية كانت أم غير سياسية، وأدخلت لبنان بالتالي في طابور الانتظار إلى حين نضوج التسويات الكبرى قبل أن يأتي موعد "التسوية الصغرى"، إذ أن العالم منشغل بأمور يعتبرها، من حيث الأولويات، أهمّ بكثير من الأزمة اللبنانية، التي ستبقى معلقة إلى أن يحين موسم "القطاف". فالشتاء، وما يعنيه من مآسٍ بالنسبة إلى الكثيرين من اللبنانيين، على الأبواب. فلا مواسم قطاف في الشتاء. وإلى أن يأتي الربيع، ومعه يزهر اللوز، يبقى القديم على قدمه، وتبقى المبادرات، الخارجي منها والداخلي، في مهب رياح التأجيل والتسويف والمماطلة، فيما يزداد أنين الناس المكتوين من نار الأسعار الملتهبة غير الخاضعة للجم أو المراقبة، أو الذين تلسعهم الأقساط المدرسية.
راهن كثيرون على ما يمكن أن يصدر عن اجتماع نيويورك من توجهات أولية لبدء حلحلة معينة للعقد الرئاسية المستعصية بعدما بدا أن الأمور الرئاسية قد وصلت إلى طريق مسدود، وبالتالي لتبيان المسار الذي كان قد وعد بسلوكه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في مجيئه الرابع إلى بيروت، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تحرّك رئيس مجلس النواب نبيه بري، من موقعه الرسمي وبصفته أحد الأطراف الأساسيين الذين سيدعون إلى الحوار، وهو الذي كرّر أكثر من مرّة أنه لا بد منه في نهاية المطاف، خصوصًا أن مفاتيح المجلس موجودة في جيبه، كما مفاتيح غرفة الانتظار التي تسبق التحضير لدخول من سيلبي الدعوة إلى القاعة التي ستعدّ لإقامة مثل هذا الحوار، والذي لم تُحدّد طبيعته ومعالمه بعد.
أوساط عين التينة كانت تراقب ما سينتج عن اجتماع نيويورك ليُبنى على الشيء مقتضاه. ولكن ما رشح عن هذا الاجتماع من أجواء غير مشجّعة زاد على العقد القديمة عقدة جديدة تمثّلت بالخلاف القائم بين واشنطن وباريس حول إدارة الملف اللبناني، الأمر الذي سينعكس سلبًا على تحرّك لودريان المتوقع أن يُستأنف قريبًا. وكانت هذه الأوساط تتوقع أن يتبنّى اجتماع نيويورك دعوة بري الى الحوار. وكانت التحضيرات في عين التينة جارية على قدم وساق تمهيدًا لتحديد موعد لهذه الدعوات، التي كان سيتولى القيام بها نواب محسوبون على كتلة "التنمية والتحرير، في اتجاه جميع الأطراف، حتى تلك الرافضة لمبدأية الحوار. إلا أن ما لم ينتج عن اجتماع نيويورك دفع البلاد دفعًا الى غرفة الانتظار، بحيث أصبح الحوار مجرد فكرة، خصوصًا أن رافضيه في الأساس ازدادوا قناعة بأن لا خيار أمام نواب الأمة سوى الذهاب إل "ساحة النجمة" والبقاء في مجلسها حتى يتصاعد الدخان الأبيض من مدخنتها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اجتماع تشاوري بين بري وحسين الخليل.. وشخصية لبنانية على خطّ واشنطن
باتَ جلياً أن لبنان سيكون في الفترة المُقبلة نقطة تسخين موازية لملفيْن تتركّز عليهما الأنظار: الأول، مفاوضات الهدنة في غزة، والثاني الوضع في سوريا وما يُسرّب عن اتفاقات أمنية أو سياسية بينها وبين اسرائيل، فضلاً عن زيارة بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتي يُنظر إليها باعتبارها مفصلية في مسار الحرب المستمرة في المنطقة.وكتبت" الاخبار": بدأت مؤشرات التسخين منذ الزيارة الأولى التي قامَ بها المبعوث الأميركي توماس برّاك لبيروت، حيث أودع الرؤساء الثلاثة ورقة عمل أميركية اعتبرها بمثابة خريطة الطريق الوحيدة لإخراج لبنان من أزمته، عنوانها الأساسي نزع سلاح حزب الله، فيما تتسارع وتيرة الاتصالات التي تواكب عمل اللجنة التي تضمّ ممثلين لرؤساء الجمهورية جوزيف عون والحكومة نواف سلام والنواب نبيه بري والتي كُلّفت بإعداد ردّ عليها بانتظار عودته يوم الإثنين لعقد لقاءات تستمر حتى الثلاثاء.
اضافت «الأخبار» أن اجتماعاً عُقد أول أمس بين الرئيس بري وعضو شورى حزب الله الحاج حسين الخليل بحضور النائب علي حسن خليل، للتشاور في ردّ موحّد.
وقالت مصادر عين التينة إن بري وحتى عون وسلام يعتبرون أن ورقة برّاك تحمل انحيازاً واضحاً لإسرائيل من دون مراعاة المصلحة اللبنانية، وهي غير محمولة بالنسبة إلى الدولة قبل حزب الله.
ولذلك فإن اللجنة لم تستطع حتى الآن الانتهاء من صياغة الجواب، إذ إن أعضاء اللجنة يبحثون عن صيغ تراعي المصلحة الوطنية ولا تؤدّي إلى تداعيات، لمّح إليها برّاك في ما يتعلق بردّة الفعل الإسرائيلية.
وهذا الموقف سمعه أمس السفير الفرنسي في بيروت هيرفية ماغرو الذي حضر اجتماع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، حيث أكّد النائب إبراهيم الموسوي للسفير أن القرار 1701 يتحدّث عن جنوب النهر وأن حزب الله لم يخرق القرار ونفّذ ما تضمّنه القرار بينما تستمر إسرائيل في اعتداءاتها وأن على فرنسا أن تعترف بذلك لكونها جهة مراقبة وضامنة لتنفيذ القرار، فيما قالت مصادر نيابية إن ماغرو كان يومئ برأسه، ما يعني أنه موافق ضمنياً على ما قاله الموسوي.
وكتب وفيق قانصوه في" الاخبار": شخصية لبنانية على علاقة وثيقة بالإدارة الأميركية تخوض نقاشات مع حزب الله حول ملف سلاح المقاومة، تتضمّن ما يمكن تقديمه من ضمانات مقابل تسليم السلاح.
الشخصية أكّدت أن أجواء «الحوار» مع الحزب «إيجابية، وهم منفتحون على أيّ بحث هادئ بعيداً عن الاستفزاز»، مؤكّدة أن رئيسَي الجمهورية جوزيف عون والمجلس النيابي نبيه بري يحيطان بأجواء اللقاءات.
وأوضحت أن الهدف من الاتصالات هو محاولة «تكوين قناعة لدى حزب الله بأن السلاح أصبح عبئاً، وأن يبادر هو إلى تسليمه للدولة، لا أن تحاول أي جهة نزعه بالتهديد أو بالقوة أو بالخطابات الشعبوية»، وفي المقابل، «على الجهات الدولية والعربية والدولة اللبنانية المبادرة إلى إعطاء تطمينات لبيئة حزب الله، وضمانات عسكرية وأمنية لكوادره، وضمانات سياسية لمسؤوليه وقياداته قبل الحديث عن آلية تسليم السلاح والجدول الزمني المطلوب لبنانياً ودولياً».
وأوضحت أن الضمانات التي يجري الحديث عنها، «دولية وأميركية وعربية وداخلية»، وهي تتعلق بانسحاب العدو الإسرائيلي من النقاط التي يحتلها في الجنوب، ووقف عمليات الاغتيال والغارات، وضمان عدم شنّ حرب جديدة، وإطلاق عملية إعادة الإعمار، إضافة إلى ما يتعلق بموقع الحزب في الحياة السياسية، ومشاركة أكبر للبيئة الشيعية في السلطة التنفيذية، عبر استحداث مواقع دستورية جديدة أو تثبيت أعراف قائمة في توزّع السلطة.
وأكّدت الشخصية التي زارت الولايات المتحدة أخيراً والتقت مسؤولين كباراً في واشنطن ونيويورك، إضافة إلى السفيرة السعودية لدى واشنطن ريما بنت بندر بن سلطان، أنها تلقّت تشجيعاً على المضي في الخطوة. ونقلت عن المسؤولين الأميركيين «أننا مع كل ما من شأنه أن يفضي إلى حل مسألة السلاح، وحريصون على عدم فتح مشكل داخلي، لكننا جديّون جداً في أنّ أي تحسن لن يطرأ في لبنان قبل حل هذا الأمر».
ونقلت الشخصية أن هناك شعوراً لدى الإدارة الأميركية بأن «لبنان يسوّف» و«يسير بخطى سلحفاتية» في ما يتعلق بسلاح حزب الله. في المقابل، أشار هؤلاء إلى أن «سوريا الجديدة»، بالمقارنة، تمكّنت من القيام بخطوات استدرجت دعماً أميركياً وسعودياً وخليجياً، فضلاً عن استعداد «دمشق الجديدة» لـ«علاقات تعاون» مع إسرائيل، ما يعطي الأولوية اليوم، سعودياً وأميركياً، للملف السوري على حساب لبنان «الذي سيبقى رهن قطيعة دولية وعربية، ولن يشهد أيّ ضخّ للأموال ليس لإعادة الإعمار فحسب إنما لإطلاق العجلة الاقتصادية التي لم يطرأ عليها أيّ عامل إيجابي منذ انتهاء الحرب»، ناهيك عن «استمرار الاحتلال الإسرائيلي والغارات اليومية ومسلسل الاغتيالات مع خطر تجدّد نشوب الحرب».
ولفتت الشخصية المعنيّة إلى أن إعطاء واشنطن الأولوية لسوريا «لا يعني بالضرورة تلزيم لبنان لسوريا»، إلا أنها أشارت إلى أنّ هذا سببه أن الدولة السورية لم تستعد بعد قوتها السابقة، «ولكن في حال ثبّت أحمد الشرع قوته في سوريا وحقّق استقراراً، فيما لبنان يراوح مكانه، فإن تلزيم لبنان لسوريا، كما في عامَي 1976 و1990، يصبح احتمالاً كبيراً، خصوصاً أن تعيين توم برّاك موفداً أميركياً لسوريا ولبنان، هو بمثابة تلازم جديد للمساريْن اللبناني والسوري».
مواضيع ذات صلة وسائل إعلام إسرائيلية: اجتماع سري عقد بين رجال أعمال سوريين وشخصيات إسرائيلية في أحد العواصم الأوروبية Lebanon 24 وسائل إعلام إسرائيلية: اجتماع سري عقد بين رجال أعمال سوريين وشخصيات إسرائيلية في أحد العواصم الأوروبية