ندوة علمية عن اللبان والصمغ العربي بسدح
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
تحت عنوان "تاريخ مزدهر ومستقبل واعد" أقيمت الأربعاء ندوة علمية عن اللبان والصمغ العربي بولاية سدح نظمتها لجنة إدارة المركز الرياضي بولاية سدح بالتعاون مع المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار ومكتب والي سدح وذلك برعاية سعادة الشيخ أحمد بن علي الدرعي والي سدح.
وألقى الدكتور محمد الشحري كلمة افتتح فيها الندوة وتحدث فيها عن أهمية شجرة اللبان وعراقتها ومكانتها بين الحضارات الإنسانية الممتدة عبر الحقب التاريخية المختلفة، كما أشار إلى أن ولاية سدح كانت قديما محطة تجارية مهمة لتجميع اللبان.
وتناول الدكتور عامر بن أزاد الكثيري محاضر أول لغة عربية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة ورقة بعنوان (القيم الإنسانية والأخلاق في مجتمع اللبان) عرف من خلالها بالعناصر البشرية في منظومة اللبان والأدوار الملقاة على عاتق كل واحد منهم، مبينا القيم والأخلاق التي أوجدها هذا المجتمع والمتمثلة في الجدية والانضباط والكرم والتعاون ومراعاة حقوق العمل وكبار السن والنساء واحترام الضوابط والتقيد بها والثقة وغياب الطبقية.
وقدم كل من المهندس سعيد تبوك والأستاذ عبد العزيز المعشني ورقة عمل عن الأهمية الطبية للصمغ العربي في محافظة ظفار، وهي دراسة تاريخية مقارنة بدأ فيها الأستاذ سعيد تبوك الحديث عن الأهمية الطبية والاقتصادية لشجرة الهشًاب (Acacia Senegal)، التي يستخرج منها الصمغ العربي في محافظة ظفار، وأشار إلى أن الصمغ العربي كان يُصدّر من موانئ ظفار إلى الأسواق العالمية بكميات كبيرة وبأسعار مرتفعة تضاهي أسعار اللبان، وأنه كان يستخدم طبيا لعلاج السعال وتخفيف آلام ما بعد الولادة وآلام القفص الصدري والمفاصل وغيرها.
وتحدث الأستاذ عبدالعزيز المعشني عن العلاقة الطردية بين الاستخدامات الطبية للصمغ العربي وقيمته الاقتصادية، موضحا أن ظهور الطب الحديث أدّى إلى تراجع الاهتمام به حديثا، وعليه تسعى الدراسة الحالية إلى الكشف عن هذه العلاقة من خلال جمع المعلومات من المصادر التاريخية والزيارات الميدانية للوقوف على مدى استخدامه حاليا، وتحديد مواطن انتشاره بدقة. وخلصت الدراسة إلى أن ظهور الطب الحديث وعدم دخول الصمغ في الصناعات التحويلية محليًا أدى إلى انخفاض قيمته السوقية، ومن ثم تراجع إنتاجه في محافظة ظفار لدرجة الانقطاع. لذلك توصي الدراسة بضرورة تضافر الجهود من القطاعين العام والخاص والمراكز البحثية للاستفادة منه ليصبح رافدا مهما للاقتصاد الوطني.
بعدها ألقى كل من الدكتور أحمد عمر فاضل والمهندس أحمد المعشني ورقة عمل بعنوان تربية النحل وخصائص عسل اللبان والصمغ العربي، بدأ فيها الدكتور أحمد عمر فاضل بالحديث عن التعريف بالنحل وأنواعه في سلطنة عُمان، بالإضافة إلى معرفة أفراد طائفة النحل ودورة حياتها. وقد تحدث المهندس أحمد المعشني عن الشروط الواجب مراعاتها عند إقامة المناحل والمكونات والخصائص الكيميائية للعسل، وقد كشف عن خصائص عسل اللبان العُماني وعسل الصمغ العربي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الصمغ العربی
إقرأ أيضاً:
خريف ظفار.. ونمو السياحة
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
بلغ معدّل درجات الحرارة في السلطنة هذه الأيام ونحن في بدايات شهر مايو، فوق 40 درجة مئوية، وخاصة في مسقط وشمال الباطنة والظاهرة والشرقية، ما يدلّل على أن الأيام المقبلة في ظل انعدام هطول الأمطار، ستشهد زيادة في درجات الحرارة.
ومن المتوقّع أن تتجاوز الحرارة في بعض المناطق الخمسين درجة مئوية، بحسب متخصصين في الطقس إذا بقي الحال على ما هو عليه. ومع ارتفاع درجات الحرارة، من المتوقّع أن تجود أصناف النخيل بثمارها سريعًا، وذلك كالجدمي والنغال والنشو وأبو دعن والمبسلي والسوادي والبرني، مع التوقّعات بأن يتقدّم ثمر الخلاص والخصاب والهلالي، والكثير من أنواع النخيل، قبل موعده المعتاد.
طبعًا هذا الوضع سيكون في محافظات الشرقية والداخلية والظاهرة والباطنة شمالها وجنوبها ومحافظة الوسطى.
أمّا محافظة ظفار وخاصة صلالة والولايات الساحلية الأخرى بها، فإن النخيل بها لا تثمر بسرًّا ولا رطبًا؛ نظرًا لطبيعة المحافظة التي تكون باردة في هذا الفصل، عكس ما تحتاجه تلك النخيل من جوٍّ حارٍّ، ربما باستثناء ولاية مقشن أو بعض من أجزاء ولاية ثمريت والولايات المجاورة لها.
محافظة ظفار مع فصل الخريف وسقوط الرذاذ والأمطار عليها، تتميّز بوجود وإنبات النارجيل، وهذه الشجرة يكون عليها إقبال شديد وطلب متزايد، خاصة من شهر يونيو إلى شهر سبتمبر، الأمر الذي يجعل هذا الثمر ينفد من مزارع المحافظة، ويكون هنالك شحٌّ في هذا المنتج الطبيعي الرائع، مع الحاجة للإكثار منه والتوسّع في زراعته.
إنّ الأجواء الحالية الحارّة في عموم مناطق السلطنة باستثناء محافظة ظفار، تُشير بما لا يدع مجالًا للشك، بأن المحافظة بعد أقلّ من شهر من الآن، ستشهد حَجَّ الناس إليها من داخل السلطنة وخارجها، وسيكون عليها توافد السيّاح والزوار من عُمان والخليج العربي بأعداد هائلة، لما تتميّز به من طقس بارد وجوٍّ معتدل لطيف.
ومع الكثافة البشرية الهائلة التي ستيمّم شطر صلالة والولايات الأخرى من المحافظة، من المؤمّل أن يفد إليها الآلاف من السيّاح، فهل ستكون أرض اللبان جاهزة لاستقبال الأعداد الكبيرة من الناس؟ وهل أسعار تذاكر الطيران والنقل البري الداخلي، ستكون في متناول الجميع، أم سترتفع استغلالًا لهذا الموسم السياحي؟!
وماذا عن إنارة الطريق من آدم إلى صلالة وازدواجيته؟ حيث إن استكمال عمل ازدواجية هذا الطريق، مطلب مجتمعي؛ فمنذ توقّف العمل في هذا المشروع قبل سنوات وحتى اليوم، والجميع يترقّب الانتهاء سريعًا منه.
من المهم أن تظلّ محافظة ظفار وجهة سياحية عالمية متطوّرة، خاصة مع رصد الموازنات لتطويرها، وتحسينها وتزيينها وتجميلها، وجعلها في حُلّة قشيبة تُسرّ الناظرين وتُبهج الحاضرين.
وهنا نوضح أن أسواق المحافظة وأماكن إقامة الفعاليات والمعارض المصاحبة للموسم السياحي، بحاجة إلى تطوير أكثر، وإيجاد مرافق عامة كدورات المياه النظيفة على طول الطريق، وفي أماكن إقامة الفعاليات والحفلات والمؤتمرات والمعارض.
إننا نأمل أن يكون الوضع في محافظة ظفار في الموسم السياحي المقبل أفضل من سابقه، وأرقى وأجمل من الأعوام الماضية، متطلّعين إلى أن لا يكون هناك استغلال في رفع إيجار السكن والفنادق والشقق المفروشة، وكذلك أن تكون الأوضاع مريحة ومبهجة، وأن يلتزم الجميع بالقوانين والأنظمة واللوائح، وأن يسود الهدوء والاحترام أرجاء المحافظة.
والله نسأل السلامة للجميع، وأن تكون السياحة والزيارة إلى محافظة ظفار، تتحقق منها الأهداف المرجوّة والمتعة والراحة والاستجمام. وسلّمكم الله من كل سوء وشرّ ومكروه.
انطلاق معرض “صنع في مصر” بطرابلس يوليو المقبل