الحليفان اختلفا.. نزاع زراعي بين كييف ووارسو ينتقل "للتسليح"
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
اعتبر الرئيس البولندي اندريه دودا الخميس أن تصريحات رئيس وزرائه في شأن توقف وارسو عن تسليح أوكرانيا قد أسيء فهمها، وذلك في خضم خلاف بين البلدين.
وبولندا هي في طليعة الدول الداعمة لأوكرانيا ومن أبرز مزوّديها بالأسلحة منذ اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير 2022.
مادة اعلانيةوكان رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي قد قال الأربعاء "توقّفنا عن نقل الأسلحة إلى أوكرانيا لأنّنا نقوم الآن بتسليح بولندا بأسلحة أكثر حداثة".
والخميس تعهّدت وارسو المضي قدماً في تسليم أسلحة اتّفق عليها قبل قرارها الأخير.
وقال المتحدث باسم الحكومة بيوتر مولر إن بلاده "ستنفذ فقط الاتفاقات التي سبق إبرامها بشأن الذخيرة والتسليح. بما في ذلك تلك الناتجة عن عقود موقّعة مع أوكرانيا".
وصرح دودا لقناة "تي. في. إن. 24" بأن "ما قاله (ماتيوش مورافيتسكي) أسيء تفسيره بأسوأ طريقة ممكنة.. في رأيي أن رئيس الوزراء قصد أننا لن نسلّم أوكرانيا الأسلحة الجديدة التي نبتاعها حالياً بهدف تحديث الجيش البولندي".
ووقّعت وارسو صفقات تسلّح عدة، بما في ذلك مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية للحصول على دبابات "كيه 2 بلاك بانتر" ومدافع "كيه 9 هاوتزر".
وتابع دودا: "مع تلقينا الأسلحة الحديثة من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية سنتخلى عن الأسلحة التي يستعملها حالياً الجيش البولندي. قد ننقلها إلى أوكرانيا".
إضافةً إلى إمداد أوكرانيا بأسلحة في حوزتها، تعد بولندا بلد عبور لأسلحة تزوّد الولايات المتحدة ودول غربية كييف بها.
كما أنّ بولندا تستضيف نحو مليون لاجئ أوكراني استفادوا من مختلف أنواع المساعدات الحكومية.
لكنّ حدّة الخلاف بين وارسو وكييف تصاعدت في الأيام الأخيرة بسبب الحظر الذي فرضته بولندا على واردات الحبوب الأوكرانية لحماية مزارعيها.
وقالت أوكرانيا الخميس إن الجانبين سيجريان "في الأيام المقبلة" محادثات بشأن الخلاف الدائر حول الحبوب، مشددةً على أن العلاقات لا تزال "وثيقة" بين البلدين.
وأدت الحرب في أوكرانيا إلى إغلاق مسارات الشحن عبر البحر الأسود، فبات الاتحاد الأوروبي منطقة عبور أساسية ووجهة لتصدير الحبوب الأوكرانية.
وفي مايو، وافق الاتحاد الأوروبي على تقييد واردات الحبوب من أوكرانيا إلى بلغاريا والمجر وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا لحماية المزارعين في هذه الدول الذين عزوا أسباب انخفاض الأسعار في الأسواق المحلية إلى الواردات الأوكرانية.
وسمح الإجراء بمواصلة عبور منتجات الحبوب للدول الخمس، لكنّه أوقف بيعها في الأسواق المحلية.
والجمعة أعلنت المفوضية الأوروبية أنّها بصدد إنهاء حظر الاستيراد، معتبرةً أن "الاختلالات في أسواق الدول الخمس الأعضاء في التكتّل والمتاخمة لأوكرانيا زالت".
لكن بولندا والمجر وسلوفاكيا سارعت إلى إعلان رفضها الإذعان لهذه الخطوة.
ويعدّ الوضع في بولندا، التي تستعدّ لإجراء انتخابات الشهر المقبل، بالغ الحساسية، بخاصة وأنّ الحكومة اليمينية الحالية تستند إلى دعم قوي في المناطق الزراعية.
وردّت أوكرانيا على مواقف بولندا والمجر وسلوفاكيا بالتهديد برفع شكوى ضدّ هذه الدول أمام منظمة التجارة العالمية.
وكان مورافيتسكي حذّر في وقت سابق الأربعاء من أنه سيوسّع قائمة المنتجات الأوكرانية المحظور استيرادها إذا قامت كييف بتصعيد النزاع بشأن الحبوب.
وقالت وزارة الخارجية البولندية في بيان إن "الضغط على بولندا في المحافل المتعدّدة الأطراف أو إرسال شكاوى إلى المحاكم الدولية ليس من الأساليب المناسبة لحلّ الخلافات بين بلدينا".
وردّت كييف بالدعوة إلى "ترك العواطف جانباً" وحضّت وارسو على انتهاج سياسة "بنّاءة" في هذا الخلاف.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News بولندا أوكرانياالمصدر: العربية
إقرأ أيضاً:
خطير.. الكرملين ينتقد سماح حلفاء أوكرانيا باستخدامها صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي
(CNN)-- انتقد الكرملين القرار الذي وصفه بـ"الخطير" الذي اتخذه حلفاء أوكرانيا برفع الحظر المفروض على إطلاق كييف صواريخ بعيدة المدى على روسيا، وذلك بعد أن قال المستشار الألماني فريدريش ميرز، إنه لم تعد هناك أي قيود على مدى الأسلحة التي يقدمها الغرب.
وفي تصريحات بعد أيام من قصف روسيا العاصمة الأوكرانية ومناطق أخرى بهجمات جوية مكثفة، قال المستشار الألماني، الاثنين، إن بلاده وحلفاء آخرين رفعوا القيود على مدى استخدام الأسلحة.
وقال ميرز خلال فعالية نظمتها هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية العامة WDR: "لم تعد هناك أي قيود على مدى الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا. لا من البريطانيين، ولا من الفرنسيين، ولا منا. ولا من الأمريكيين".
وأوضح ميرز: "بعبارة أخرى، يمكن لأوكرانيا الآن الدفاع عن نفسها، حتى من خلال مهاجمة مواقع عسكرية في روسيا، فهي على سبيل المثال. لم تكن قادرة على القيام بذلك حتى بعض الوقت. وباستثناءات قليلة جدا، لم تكن قادرة على ذلك".
وبعد أن تم تفسير تصريحاته على أنها إعلان عن سياسة جديدة، قال ميرز إن هذا "الوضع قائم منذ أشهر".
وفي المقابل، انتقد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إعلان ميرز، الاثنين، وقال إن رفع القيود "خطير للغاية"، بحسب وكالة "تاس" الروسية الرسمية للأنباء.
وقال بيسكوف وفقا لوكالة "تاس": "إذا اتُخذت مثل هذه القرارات، فإنها ستتعارض تماما مع تطلعاتنا للتوصل إلى تسوية سياسية والجهود المبذولة في إطار تلك التسوية".
وسبق أن هددت روسيا بشكل علني بأن أي رفع للقيود على الأسلحة بعيدة المدى سيعني حربا مع حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وحذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الغرب من أن موسكو ستعتبر أي هجوم تدعمه قوة نووية هجوما مشتركا، وأن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت لهجوم بصواريخ تقليدية.
وشكل التهديد باستخدام الأسلحة النووية تصعيدا كبيرا في خطاب الكرملين، على الرغم من أنه لم يتصرف بناء على هذا التهديد بمجرد أن بدأت كييف باستخدام صواريخ بريطانية وأمريكية الصنع لضرب عمق الأراضي الروسية.
وكان حلفاء أوكرانيا الرئيسيون قاوموا في الماضي مطالب أوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب العمق الروسي. وتغير هذا الوضع في أواخر العام الماضي، عندما أعطى الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام أنظمة الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى الأمريكية ATACMS، داخل روسيا.
لكن هذا القرار أيضا كان مثيرا للجدل، واستغرق شهورا من النقاش لاتخاذه. حتى أن الولايات المتحدة رفضت تزويد أوكرانيا بأنظمة صواريخ ATACMS خلال أول عامين من الحرب، ولم يتم تسليم الصواريخ لأول مرة إلا في أبريل/نيسان 2024. وأعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن قلقهم من تصعيد الحرب، التي دخلت الآن عامها الرابع، في حين أبدى آخرون مخاوفهم من تضاؤل مخزونات "البنتاغون" من الأسلحة.
ومن المتوقع أن يزور الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي برلين، الأربعاء، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن عدة مصادر.
وأسفرت هجمات روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع عن مقتل أكثر من عشرين شخصا، بينهم أطفال، في حين دعت أوكرانيا حلفاءها الغربيين لمواصلة الضغط على موسكو لإنهاء الحرب.
وقال زيلينسكي، الأحد: " لا يمكن وقف هذه الوحشية دون ضغط قوي بالفعل على القيادة الروسية".
ومن جانبه، عبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاثنين، عن إحباطه المتزايد من بوتين، وقال إن الزعيم الروسي "أصبح مجنونا تماما"، كما انتقد أيضا تصريحات زيلينسكي ووصفها بأنها تسبب "مشاكل".
ويتزايد الضغط أيضا من داخل قاعدة ترامب الجمهورية، إذ حث عدد من أعضاء الكونغرس - بمن فيهم السيناتور تشاك غراسلي والسيناتور ليندسي غراهام، والنائبان برايان فيتزباتريك ودون باكون- الرئيس ترامب على فرض عقوبات صارمة على روسيا.
وكتب باكون على منصة "إكس": "حان وقت الصدق. محادثات السلام لا تؤثر على بوتين إطلاقا. يجب على الولايات المتحدة والحلفاء تسليح أوكرانيا بكل قوة".