لماذا عاد الدولار إلى الارتفاع مقابل الجنيه وتجاوز إعلان انضمام مصر لدول بريكس؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تلاشت بوادر إعلان انضمام مصر إلى مجموعة "بريكس" الاقتصادية بعد أقل من شهر من قبولها إلى جانب دول أخرى أعضاء جدد في المنظمة الدولية، حيث عاود الجنيه المصري إلى انخفاضه أمام سلة العملات الأجنبية مجددا.
وقفز الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري بنحو 5 بالمئة، وقال متعاملون في السوق الموازي لـ"عربي21" إن "الدولار ارتفع مجددا ما بين 40 جنيها و41 جنيها خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن تراجع نهاية الشهر الماضي إلى نحو أقل من 38 جنيها".
وكانت الحكومة المصرية والإعلام المصري قد روجوا بقوة لضم مصر إلى مجموعة "بريكس"، واعتبروه بمثابة الحل السحري لتقليل مصر من الاعتماد على الدولار، وتخفيف الضغط على العملة المحلية، وزيادة الاستثمار الأجنبي، وزيادة الصادرات فضلا عن الحصول على تمويلات ميسرة.
وأسفر شح النقد الأجنبي في البلاد عن وجود سعرين للدولار، سعر رسمي وهو نحو 30.85 جنيها، وسعر في السوق السوداء التي تتواجد بشكل علني يتراوح بين 40 جنيها و41 جنيها، وسط توقعات بخفض العملة المحلية للمرة الرابعة عقب الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأعلنت المجموعة في اجتماعها الأخير في جنوب إفريقيا، في 24 آب/ أغسطس الماضي موافقتها على دعوة 6 دول لعضويتها، في أول خطوة توسعية منذ عام 2010، والدول الست هي: مصر والإمارات والسعودية وإثيوبيا وإيران والأرجنتين، وسيبدأ الانضمام مطلع عام 2024.
أصبح اسم التكتل "بريكس بلس" بعد انضمام الدول الوافدة الجديدة وارتفاع عدد الأعضاء إلى 11 دولة من بينها روسيا والهند والصين والبرازيل، وجنوب أفريقيا، وتمثل اقتصادات تلك الدول نحو 32 بالمئة من الناتج المحلي العالمي، وعدد سكانها يقارب 42 بالمئة من سكان العالم.
بريكس والنفق المظلم
وجاء الإعلان عن دعوة مصر للانضمام إلى تجمع "بريكس" مثل ضوء النهار في النفق المظلم إذ تعتمد مصر بشكل كبير على تلبية احتياجاتها من الخارج بالعملة الصعبة، وتٌشكل التدفقات الأجنبية في أدوات الدين (الأموال الساخنة) مصدرا رئيسيا للنقد الأجنبي.
واعتبرت الحكومة المصرية في بيان لها أن استهداف التكتل تقليل التعاملات البينية بالدولار الأمريكي سيخفف من الضغط على النقد الأجنبي في مصر الذي يمثل الدولار الحصة الكبرى منه، وهو ما يصب في صالح تحسين عدد من المؤشرات الاقتصادية المحلية.
وهو ما أكد عليه وزير المالية المصري، محمد معيط، حيث اعتبر أن تلك الخطوة تسهم في تعزيز الفرص الاستثمارية والتصديرية والتدفقات الأجنبية وتخفيف العبء على الموازنة العامة للدولة، مشيرا إلى أن الحرب في أوروبا ترتب عليها موجة تضخمية عالمية انعكست في ارتفاع غير مسبوق لأسعار السلع والخدمات، وكذلك زيادة تكلفة التمويل من الأسواق الدولية.
بريكس.. وحقيقة إخراج مصر من أزمة الدولار
ويقول الخبير الاقتصادي، الدكتور إبراهيم نوار، إن "انضمام مصر إلى بريكس اعتبارا من أول يناير القادم لا يساعد الجنيه في أزمته لأن مصر تعاني من عجز فادح في ميزانها التجاري مع الصين وروسيا وهما من كبار شركائها التجاريين، كما أن أزمة الجنيه أكبر بكثير من أي تأثير إيجابي للانضمام إلى بريكس".
وأضاف نوار لـ"عربي21": "يعكس ارتفاع أسعار الدولار في السوق الحقيقية حركة العرض والطلب، رغم القيود المفروضة عليها،عرض الدولار في السوق محدود جدا، بينما الطلب عليه مرتفع جدا؛ وهو ما أنشأ فجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق تقدر بحوالي 20 بالمئة من قيمة الجنيه"، لافتا إلى أن "هذا الوضع يمكن أن يتدهور، خصوصا مع تأجيل المراجعة الثانية لقرض صندوق النقد الدولي".
والمثير للتساؤل، بحسب نوار، هو أن الحكومة حصلت على ما يقرب من 10 مليارات دولار في صورة قروض ومساعدات، إلى جانب صفقات بيع الأصول، والخطط التي يتم الإعداد لها من أجل طرح سندات، إضافة إلى أن مراجعة شروط القرض ستسمح للحكومة بالحصول على دعم كبير من الصندوق ماليا ومعنويا.. ومع ذلك فإن الموارد التي حصلت عليها الحكومة محليا (زيادة الضرائب) وخارجيا القروض والصكوك، وايرادات مبيعات الأصول وعائدات السياحة لم يظهر لها أي أثر على سعر الجنيه مقابل الدولار، ولا على قيمة الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي.
بريكس ليس الأول ولن يكون الأخير
ووصف الباحث الاقتصادي، حافظ الصاوي، "التفاؤل الحكومي المفرط في مصر بشأن انضمام مصر لتكتل بريكس وتأثيره السريع على سعر الصرف وتحسين وضع الجنيه أمام الدولار كلها ظواهر إعلامية ليس لها واقع حقيقي، قد يكون هذا التحسن تجاه الدولار هو أمر متعمد من أجل الإيهام بأن عضوية بريكس هي العصا السحرية لإنقاذ الاقتصاد المصري".
وفي حديثه لـ"عربي21" أوضح الصاوي أن "انضمام مصر إلى بريكس ليس هو الأول في الانضمام إلى تكتل أو مجموعة اقتصادية دولية أو إقليمية فقد انضمت مصر في السنوات الماضية إلى المجموعة 15 ومجموعة الـ 77 ومجموعة الكوميسا والشراكة الأورومتوسطية ومنظمة التجارة الدولية ولم يغير من أداء الاقتصاد المصري في شيء".
وتابع: "إذا كان هناك فوائد فهي طفيفة وليس لها انعكاس على الاقتصاد القومي مثل تحسين معدلات التضخم ووضع ميزان المدفوعات أو الميزان التجاري أو تحسين عجز الموازنة أو إدخال تكنولوجيا جديدة أو استثمارات أجنبية مباشر هي بروباغندا إعلامية وسياسية ليس لها مردود حقيقي على الاقتصاد المصري"، مشيرا إلى أن "مشكلة مصر الكبرى أنها لا تنتج ما يكفي لاستهلاكها وكل ما يأتي بعد ذلك من مشاكل هي عرض لمرض تتمثل في المشكلات التي تمت الإشارة إليها".
ضغوط ممتدة
وتواجه مصر جدولا مزدحما من الديون الخارجية وأقساطها متوسطة وطويلة الأجل، ويتعين على القاهرة سداد 10.9 مليارات دولار في النصف الأول من العام 2024، بالإضافة إلى 13.3 مليار دولار في النصف الثاني من العام.
بحسب بيانات البنك المركزي المصري، قفز الدين الخارجي إلى 165.3 مليار دولار بنهاية الربع الأول من العام 2023، ما يشكل ضغوطا على احتياطي النقد الأجنبي الذي تراجع إلى 34.8 مليار دولار (معظمه ودائع عربية).
فيما أدت اضطرابات وتقلبات سعر الصرف إلى الضغط على المواطنين بعد ارتفاع معدلات التضخم إلى معدلات قياسية متجاوزا 41 بالمئة ، وبات سعر الصرف في مصر عامل ضغط مباشر على المواطنين الذين بدأوا يواجهون ارتفاعات كبيرة في الأسعار ومستويات تضخم قياسية وصلت إلى 36.5 بالمئة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي مصر الجنيه الدولار مصر الدولار الجنيه بركس اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد تغطيات سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انضمام مصر فی السوق دولار فی مصر إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
انخفاض ملحوظ في سعر الدولار مقابل الجنيه بالبنوك اليوم
استقر سعر الدولار مقابل الجنيه على الانخفاض الأخير بالبنوك في أول تعاملات اليوم الجمعة الموافق 25- 7-2025؛ علي مستوي البنوك في مصر.
تحركات الدولارقبل أيام تحرك سعر الدولار مقابل الجنيه؛ ليتعرض لنزيف قوي في أدائه مقابل صعود سعر الجنيه بقيمة تبلغ 28 قرشا في يوم واحد.
وصل آخر سعر سجله الدولار علي مستوي البنوك المصري ما يساوي 49 جنيها للشراء و 49.1 جنيه للبيع.
إجازة البنوكمع انتهاء يوم الاربعاء الماضي، اعلن البنك المركزي المصري عن تعطل العمل في الجهاز المصرفي اعتبارا من الخميس حتي السبت المقبل؛ نظرا للاحتفال بذكري ثورة 23 يوليو 1952 .
سعر الدولار في البنك المركزيوبلغ آخر سعر سجله الدولار مقابل الجنيه داخل البنك المركزي المصري نحو 49.01 جنيه للشراء و49.15 جنيه للبيع.
أقل سعربلغ أقل سعر دولار مقابل الجنيه نحو 48.95 جنيه للشراء و 49.05 جنيه للبيع في بنك التعمير والاسكان.
ووصل ثاني اقل سعر دولار مقابل الجنيه نحو 49 جنيه للشراء و49.1 جنيه للبيع في بنوك "أبوظبي الأول، الكويت الوطني، أبوظبي الأول".
بلغ سعر الدولار أمام الجنيه نحو 49.01 جنيه للشراء و 49.1 جنيه للبيع في بنوك " قطر الوطني QNB، الإمارات دبي، بيت التمويل الكويتي، كريدي أجريكول".
وصل سعر الدولار مقابل الجنيه نحو 49.02 جنيه للشراء و49.12 جنيه للبيع في بنكي التنمية الصناعية وميد بنك".
متوسط السعربلغ متوسط سعر الدولار مقابل الجنيه في معظم البنوك الحكومية والخاصة نحو 49.03 جنيه للشراء و 49.13 جنيه للبيع في بنوك “ العقاري المصري العربي، المصرف المتحد، المصري لتنمية الصادرات،البركة، HSBC”.
وصل سعر الدولار أمام الجنيه نحو 49.04 جنيه للشراء و 49.14 جنيه للبيع في بنوك " قناة السويس، سايب، الاسكندرية، القاهرة، التجاري الدولي CIB، المصرف العربي الدولي، الأهلي الكويتي،الأهلي المصري، مصر، العربي الافريقي الدولي، فيصل الاسلامي".
أعلي سعروصل أعلى سعر دولار مقابل الجنيه نحو 49.14 جنيه للشراء و 49.24 جنيه للبيع في مصرف أبوظبي الاسلامي.
بلغ ثاني أعلي سعر دولار مقابل الجنيه نحو 49.06 جنيه للشراء و 49.16 جنيه للبيع في بنكي الزراعي المصري ونكست".