عين ليبيا:
2025-10-14@03:31:13 GMT

برّ الوالدين.. واجب ديني وضرورة اجتماعية

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

برّ الوالدين هو من أعظم الواجبات الدينية والأخلاقية، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وقد أمر الله تعالى ببرّ الوالدين في كثير من الآيات القرآنية، منها قوله تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” (الإسراء: 23).

وحثّت السّنة النبوية الشريفة على برّ الوالدين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ” (رواه البخاري).

ولهذا فإن رجال الدّين والمدارس يجب أن يحثوا الناس على برّ الوالدين باستمرار، وذلك لأن هذا الموضوع مهمّ للغاية، وهو من أسس المجتمع السليم.

لبرّ الوالدين أهمية كبيرة، منها:

أنه واجب ديني وأخلاقي، فقد أمر الله تعالى ببرّ الوالدين في القرآن الكريم، وحثّت عليه السنة النبوية الشريفة. أنه سبب لرضا الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدَيْنِ وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ” (رواه الترمذي). أنه سبب لسعادة الأبناء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَحْسَنَ إِلَى وَالِدَيْهِ طَوِيلَ الْعُمُرِ” (رواه ابن ماجه). أنه سبب لحصول الأبناء على البركة في المال والولد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَحْسَنَ إِلَى وَالِدَيْهِ فَأَنْبَتَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ حَسَنَةٍ شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ” (رواه الترمذي).

هناك العديد من الطرق التي يمكن للأبناء من خلالها برّ والديهم، منها:

طاعتهما فيما يرضي الله تعالى، وذلك في حدود الشرع، وغير ذلك فأمرك الله وأمرنا في قوله تعالى (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) ولا يحق لنا محاسبتهما أو زجرهما مهما كانت أفعالهما. الاستماع إليهما باهتمام، وعدم مقاطعتهما. تقبّل نصائحهما، وعدم الاستخفاف بها. رعايتهما في الكبر، وخدمتهما بكل ما يلزم. الدعاء لهما بالخير دائماً وفي كل دعاء، ولا تترك هذا الدعاء فهو من البرّ؛ ادع لهما سواء في حياتهما أو وفاتهما “رب اخفض لوالدي جناح الذلّ من الرحمة، واغفر لهما وارحمهما كما ربّياني صغيراً”.

برّ الوالدين من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو من أهم الواجبات الدينية والأخلاقية، ولهذا يجب أن يحثّ الناس على برّ الوالدين باستمرار، وذلك من خلال رجال الدين والمدارس وفي كل المجالس الاجتماعية ونصح العاق حتى هجره إلى أن يفيء لأمر ربه وبرّ والديه، فهذا الفعل غير مقبول إطلاقاً في المجتمع المسلم.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أخلاق بر الوالدين دين طاعات عادات وتقاليد عبادة الله تعالى

إقرأ أيضاً:

هل قئ المرأة الحامل يبطل الوضوء؟.. الإفتاء توضح

الوضوء.. أوضحت دار الإفتاء المصرية إن فترة حمل المرآة مشقة من الوَهَن والألم، كما وصفها الحق تبارك وتعالى في غير موضِع في كتابه العزيز مُبَيِّنًا حالها أثناء حمل جنينها، وذلك في نحو قوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ﴾ [لقمان: 14]، وقوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا﴾ [الأحقاف: 15].

حكم نقض الوضوء بقئ المرأة الحامل:

وقالت الإفتاء إن المُخْتارَ للفتوى هو القول بعدم انتقاض الوضوء بالقيء مطلقًا، مع استحباب تجديد الوضوء منه متى تَيَسَّر ذلك، ولا تُكَلَّف الحاملُ -أو مَن هو في مثل حالها- عناء البحث والنَّظَرِ عن كمية القيء ونوعه، وهذا هو الأوفق لسِمَة التخفيف والتيسير ورفع الحرج عن المكلفين؛ لعموم قول الله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78].

وعن السَّيِّدة عائشة أم المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْها أنَّها قالت: «مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ» متفق عليه.

وعن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» أخرجه الإمام البُخَارِي.

الطهارة والوضوء شرطان لصحة الصلاة:

وحرص الشرع الشريف على دوام الصلة بين العبد وربه من خلال الصلاة التي هي من أوجب الواجبات، وأجَلِّ الطاعات، وآكد الأركان بعد الشهادتين، ففيها يقف المسلمُ بين يَدَي ربه عَزَّ وَجَلَّ وهو خاشِعٌ له بقلبه، خاضِعٌ بجوارحه، مستحضِرٌ لجلاله سبحانه وعَظَمته، مُقْبِل بكُلِّيته على الله تعالى، إلا أن هذه العبادة لا تَتَأَتَّى إلَّا مع الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر التي هي شرط لصحة الصلاة، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» أخرجه الشيخان.

حكم نقض الوضوء بالقيء:

وأضافت الإفتاء أن من أكثر الأعراض المُصاحبة للحمل ذيوعًا وانتشارًا: "القيء" الذي يحدث عادة بسبب التَّغيُّرات الهرمونية في جسد المرأة أثناء الحمل، والقيء من جملة النَّجاسات شرعًا، كما نَصَّ على ذلك جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشَّافعية والحنابلة، مع قصر المالكية أمر الحُكم بنجاسة القيء على المُتغير منه عن حالة الطعام -وذلك بتغيُّر أحد أوصافه- دون غيره.

أمَّا بالنسبة لكونه ناقضًا للوضوء من عدمه، وما إذا كان هذا النقض على إطلاقه أو مُتَوَقفًا على أمر آخر، فذلك محل خلافٍ بين الفقهاء على أقوال ثلاثة، ولكل منهم مُتَّكأ شرعي استند إليه، وبيان هذه الأقوال ما يأتي:

القول الأول: التَّفرقة بين قليل قيء الطَّعام وكثيره، وهو مذهب الحنفية، والحنابلة في المشهور، على ٩تفصيل بينهم في ذلك.م

فأمَّا كثير القيء فإنَّه ناقض للوضوء، على خلافٍ بينهم أيضًا في حد الكثرة الذي يَحصل به نقض الوضوء.

فالحنفية قد جعلوه ناقضًا للوضوء حال امتلاء فم المُتَقَيِّءِ به، مع اختلافهم في الضَّابِط الذي يحصل به الامتلاء من عدمه، فالصحيح أنه يُقَدَّر بوصول الإنسان إلى حالة يَغْلبه خروج القيءِ فيها، بحيث لا يستطيع إطباق الفم عليه فيتسارع ما في فمه إلى الخروج، والأصح أنه يُقَدَّر بما يَحُول دون قدرة الإنسان على الكلام.

الوضوء:

وأمَّا الحنابلة في المشهور فجعلوا حدَّ الكثرة منوطًا بما يأنفه كلُّ إنسان ويَسْتَهْجِنه من نفسه، وبذلك يكون معيارُ القلة والكثرة عندهم معيارًا شخصيًّا يتفاوت بتفاوت الأشخاص، على أن المُعتبر في ذلك هو نفوسُ أَوَاسِطِ النَّاس، أي: أصحاب الطِّباعِ السَّليمة دون المُوَسْوِسِين ونحوهم.

وأمَّا قليل القيء -وهو ما دون ذلك- فإنَّه غير ناقض للوضوء.

القول الثاني: عدم انتقاض الوضوء بالقيء مُطْلقًا، دون قيدٍ أو شرطٍ أو نظرٍ في قدر القيء أو كميته أو نوعه أو غير ذلك، وهو مذهب المالكية والشَّافعية، مع استحباب تجديد الوضوء منه عند الشَّافعية.

قال الشيخ عليُّ بن خَلَفٍ المُنُوفِي المالكي في "كفاية الطالب الرباني" (1/ 129، مع "حاشية العلامة العَدَوِي"): [(الوضوء يجب) وجوب الفرائض (لِمَا) أي: لأجْل الشيء الذي (يخرج) معتادًا على وفق العادة (من أحد المَخْرَجَين) المُعتادَين: القُبُل والدُّبُر، وقيدنا.. بالمُعتادَين؛ لنحترز عما يخرج من غيرهما، كدم الفصادة والحجامة، والقيء المتغير عن حالة الطعام] اهـ.

قال الإمام العَدَوِي مُحَشِّيًا عليه: [(قوله: والقيء المتغير.. إلخ) أي: فلا ينقض] اهـ.

 

مقالات مشابهة

  • فضل الوضوء قبل النوم.. 8 مكافآت ربانية لا تفوتها
  • فضل صلاة الضحى
  • تعرف على فيديو.. الدنيا عقد مؤقت والمالك هو الله
  • د. عبدالله بن عمر بن محمد نصيف في ذمة الله
  • 7 محطات في القرآن لراحة البال والسكينة.. يغفلها الكثيرون
  • سبب دخول والد البنات الجنة .. الإفتاء توضح
  • على كل مسلم هذه الصدقة.. فما هي؟
  • آخر ما نزل من القرآن الكريم وسبب اختلاف المفسرون
  • هل قئ المرأة الحامل يبطل الوضوء؟.. الإفتاء توضح
  • حسن تربية البنات.. وصية رسول الله ﷺ وسبب لصحبته في الجنة