عربي21:
2025-05-10@21:22:33 GMT

أفريقيا... القارة التي تبيض ذهباً

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

«إعادة الضبط!» كانت هذه الكلمة السحرية التي استعان بها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته الأولى لأفريقيا، حاملاً معه رسالة مفادها أن «سنوات الإهمال» في ظل إدارة ترمب ولَّت، وأن إدارة بايدن تسعى وراء فجر جديد في العلاقات الأميركية مع القارة السمراء التي تعتمل بالاضطرابات. إلا أن قليلين يذكرون أن هيلاري كلينتون استخدمت العبارة المكررة ذاتها بخصوص العلاقات الأميركية ـ الروسية في عهد إدارة أوباما الأولى.



ومع ذلك، فإنه في الوقت الذي استغرق الأمر 10 سنوات لاكتشاف أن «إعادة الضبط» التي تحدثت عنها هيلاري ليست سوى وهم خطير، فإن استخدام بلينكن لهذا «الكليشيه» اتضح أنه مجرد حماقة كبرى أخرى، في غضون أقل عن عامين. بطبيعة الحال، دبرت إدارة بايدن التمثيلية الدبلوماسية المعتادة، عبر عقد قمة أميركية ـ أفريقية أثمرت عدداً لا حصر له من الصور الفوتوغرافية، بجانب وعود رائعة. وذهبت واشنطن إلى أبعد عن ذلك بإرسال قوة إلى النيجر للقضاء على «الجماعات الإرهابية» في منطقة الساحل بمساعدة القوات الفرنسية وقوات أخرى من الاتحاد الأوروبي.
إلا أنه منذ ذلك الحين، سارت عملية «إعادة الضبط» ضد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين. شهدت 4 من دول الساحل انقلابات عسكرية، أوصلت إلى السلطة جنرالات مناهضين للغرب، تغطي صدورهم أوسمة متنوعة. وشهدت الغابون، وهي ليست بعيدة عن منطقة الساحل، تغييراً في النظام تحقق من خلال ما يبدو كأنه انقلاب في القصر. وفي جميع البلدان المعنية، ظهرت الأعلام الروسية وشارات جيش المرتزقة «فاغنر» في مظاهرات «عفوية» مناهضة للغرب ومؤيدة للانقلابيين.

إذا كان المراقبون المخضرمون لأفريقيا على حق، فإن 8 دول أخرى على الأقل في القارة قد تشهد هي الأخرى انقلابات عسكرية خلال العامين المقبلين.

وقد سلطت الجمعية العامة الحالية للأمم المتحدة، المنعقدة في نيويورك، الضوء على أفريقيا باعتبارها أحدث مسرح لتنافس القوى الكبرى بين الصين وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة، وعلى نطاق أصغر تركيا، في خضم محاولاتهم توسيع دائرة نفوذهم، أو على الأقل حماية النفوذ الذي يحظون به بالفعل.

من جانبهم، أعلن الدبلوماسيون الفرنسيون رسالة، مفادها أن العالم قد يحتاج إلى مؤتمر دولي لوضع خطوط ترسيم الحدود الدبلوماسية في أفريقيا. وتبدو هذه الدعوة بمثابة عودة إلى مؤتمر برلين عام 1887 عندما عكفت القوى الاستعمارية الأوروبية على تقسيم «القارة السمراء» فيما بينها، مع إعطاء الولايات المتحدة لقمة صغيرة في صورة ليبيريا، الدولة التي أنشأتها واشنطن على أمل إقناع الأميركيين أصحاب الأصول الأفريقية بـ«العودة إلى الوطن».

اليوم، لم تعد أفريقيا كما كانت من قبل، فبعد مرور جيلين على الاستقلال، الذي اتسم بكثير من الإخفاقات، ومع ذلك ظل يبعث على الفخر والأمل بين الأفارقة، لم يعد بمقدور «القوى الكبرى» ممارسة اللعبة، تبعاً لقواعدها الخاصة. اليوم، يجري النظر إلى أفريقيا باعتبارها مصدر تهديد ديموغرافي وإمكانات واعدة في ذات الوقت. ويأتي التهديد المفترض من الانفجار الديموغرافي، الذي يمكن أن يدفع بأعداد لا حصر لها من المهاجرين المحتملين، ليس باتجاه أوروبا فقط، وإنما كذلك إلى الشرق الأوسط. بجانب ذلك، تحولت أجزاء من القارة إلى ملاذات لمجموعات متنوعة من الإرهابيين، أو كما يسميها أوباما الجماعات «المتطرفة العنيفة»، باعتبار أفريقيا بديلاً للأراضي الوعرة في أفغانستان وسوريا التي مزقتها الحرب.

في المقابل، ترتبط الإمكانات الوعيدة بالموارد الطبيعية الهائلة وغير المستغلة في معظمها داخل القارة. وتضم أفريقيا نحو 16 في المائة من سكان العالم، بينما بها قرابة 60 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة على ظهر الكوكب.

ومع ذلك، تقف 14 دولة على الأقل من أصل 56 دولة في القارة على بعد أشهر قليلة من المجاعة، طبقاً لبرنامج الغذاء العالمي، في حين تعاني 30 دولة أخرى من نقص الغذاء والجوع المزمن. في كثير من الحالات، فإن اقتصاد المحاصيل النقدية، الذي يوفر ما تريده الدول الغنية، يحول دون إنتاج المواد الغذائية الأساسية اللازمة للسكان المحليين. مثلاً، نجد أن زراعات البن والكاكاو والقطن تجعل كل دول غرب أفريقيا تقريباً معتمدة على واردات الأرز والقمح والحبوب الأخرى، ومن هنا تحديداً جاءت التداعيات الكارثية للحرب الروسية في أوكرانيا. وإذا ما جرى توجيه مواردها نحو إطعام أبناء المنطقة، فإن غينيا وحدها قادرة على أن تصبح سلة غذاء منطقتها.

وتثير الموارد المعدنية الهائلة في أفريقيا، بما في ذلك بعض أندرها وأكثرها طلباً، شهية كبيرة للهيمنة الاستعمارية، وإن كان ذلك في أشكال جديدة، من بينها العقود طويلة الأجل، والقروض التي ينتهي جزء منها في جيوب قلة، وبطبيعة الحال، قوات عسكرية رمزية في أكثر عن 20 دولة.
من ناحيتها، تحاول النخب الحاكمة المحلية دوماً، وبسبب قلقها إزاء مستقبلها، بناء ملاذات لأنفسها في العواصم الاستعمارية السابقة. كشف الحكام العسكريون الجدد في الغابون أن الديكتاتور المخلوع علي بونغو، ووالده الرئيس الراحل عمر علي بونغو، توليا تمويل جميع الأحزاب السياسية الفرنسية، من تياري اليمين واليسار، باستثناء الحزب الشيوعي، على مدار ما يزيد عن نصف قرن.
المشكلة أنه رغم رغبة «القوى الكبرى» في الحصول على الموارد الأفريقية، فإن أياً منها لا يملك النفوذ، أو دعنا نقول، القوة اللازمة لفرض أجندة استعمارية جديدة على القارة. بجانب ذلك، تفتقر كل من الصين وروسيا، المنضمتين حديثاً إلى اللعبة الكبرى، إلى المعرفة وشبكة الاتصالات والجاذبية السياسية والثقافية التي من دونها لا يمكن لأي مخطط إمبريالي أو إمبريالي جديد أن ينجح.
إن الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا، اللتين ما تزالان تتمتعان بمثل هذه المزايا، تعوقها حقيقة أن الرأي العام لديها غير مبالٍ، وربما معادٍ، لأي علاقات خاصة مع «القارة السمراء». أما الولايات المتحدة فتبدو غارقة في حربها الأهلية الثقافية والسياسية، لدرجة أن قِلة قليلة فقط قد يرغبون في الاعتماد عليها كحليف أو شريك طويل الأمد.

من ناحية أخرى، لا تبدو فكرة عقد مؤتمر كبير حول أفريقيا مقبولة، خاصة أن مثل هذا المؤتمر ربما يطلق ناقوس الخطر بشأن الاستعمار الجديد، علاوة على أنه من غير المحتمل أن يحظى بدعم شعبي داخل القارة وخارجها. الأمر الذي من دونه يبدو الفشل محتوماً. والأهم من ذلك أن الدول الأفريقية تعاني كثيراً للغاية من المشكلات الثنائية ومتعددة الأطراف الخاصة بها، حيث لا يمكنها الوقوف جبهة موحدة في أي عملية «إعادة ضبط» دولية.

اليوم، تتكون أفريقيا من 56 تجربة مختلفة في بناء الأمم، شهدت بعض النجاحات الملحوظة وكثيراً من الإخفاقات الحتمية. وفي كثير من البلدان الأفريقية، دخل لاعب جديد إلى اللعبة، جيل أصغر سناً وأفضل تعليماً، وأكثر طموحاً، وفي الوقت نفسه أقل سذاجة من أسلافه في القرن التاسع عشر الذين تحولوا بأعينهم بعيداً، بينما كانت القوى الإمبراطورية تستنزف خيرات الدجاجة الذهبية.
ومع تعذر التوصل إلى خطة واحدة تناسب الجميع، ربما تكون أفضل طريقة «لإعادة ضبط» العلاقات مع أفريقيا العمل على أساس ثنائي. ومع عودة الدولة القومية، حتى في أوروبا القديمة، ليس ثمة ما يمنعنا من النظر إليها باعتبارها أفضل وسيلة لإعادة تعريف دور أفريقيا في إعادة تشكيل النظام العالمي.

(عن صحيفة الشرق الأوسط)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أفريقيا القوى الكبرى الولايات المتحدة فرنسا الولايات المتحدة أفريقيا القوى الكبرى مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد صحافة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بفعل تمدد بؤر الصراع.. الجوع يهدد حياة 36 مليون شخص بأفريقيا

دقّ برنامج الأغذية العالمي ناقوس الخطر، مؤكدا أن حياة 36 مليون شخص في أفريقيا باتت مهددة بفعل تمدد واتساع بؤر الصراع والحروب بالقارة، وسط مشهد إقليمي ودولي معقد.

وتعتبر أفريقيا ساحة للصراع بين القوى الكبرى، وتتنافس الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا، على مواردها وموقعها الاستراتيجي، فيما يغذي هذا التنافس الصراعات المحلية بالقارة، وفق متابعين.

وعلى الرغم من أن الثروات والموارد المتنوعة التي تتمتع بها القارة الأفريقية، والتي تجعلها مؤهلة لأن تكون ضمن الاقتصادات العالمية الأسرع نمواً، والأهمية الجيوسياسية للقارة، إلا أن سكانها لا يزالون يعانون من الفقر والجوع، بفعل الصراعات والحروب الأهلية.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي مساء الجمعة، أن الجوع بات يهدد حياة 36 مليون شخص من مجموع سكان القارة البالغ عددهم نحو 1,5 مليار نسمة.

وأشار البرنامج إلى أن "استمرار الصراع والنزوح والتدهور الاقتصادي والأنماط المناخية الشديدة وارتفاع أسعار المواد الغذائية في غرب ووسط أفريقيا يُفاقم مشكلة الجوع، ويدفع احتياجات ملايين الأشخاص إلى مستويات قياسية، في ظل نقص حاد في التمويل الإنساني".

الاحتياجات الإنسانية بلغت ذروتها

وتوقع برنامج الغذائي العالمي أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 52 مليونا خلال السنة الحالية بما في ذلك ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص في ظروف طارئة (الدرجة الرابعة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي)، و2600 شخص في مالي مُعرّضون لخطر الجوع الكارثي (الدرجة الخامسة).



وأوضح البرنامج أن الاحتياجات الإنسانية في القارة الأفريقية بلغت ذروتها التاريخية، مؤكدا أنه يسعى إلى الوصول إلى 12 مليون شخص في المنطقة بالمساعدات الأساسية والدعم الغذائي هذا العام.

وحذر البرنامج من أن خمسة ملايين شخص معرضون لخطر فقدان المساعدة كليا ما لم يتلقَّ تمويلا عاجلا. وأكد أنه بحاجة إلى 710 ملايين دولار بشكل عاجل لمواصلة تقديم المساعدات لأكثر الفئات ضعفا في المنطقة خلال الأشهر الستة المقبلة.

"نقطة تحول"

وقالت المديرة الإقليمية للبرنامج في غرب ووسط أفريقيا مارجو فان دير فيلدن، في تصريحات صحفية: "نحن عند نقطة تحول، وملايين الأشخاص يهددهم الجوع".

وأوضحت أنه بدون تمويل فوري سيضطر البرنامج إلى تقليص مساعداته بشكل أكبر، سواء من حيث عدد الأشخاص الذين تصل إليهم المساعدات أو حجم الحصص الغذائية الموزعة، مشيرة إلى أن "العواقب وخيمة، ففي المجتمعات التي تعاني بالفعل من الأزمة، اضطر الكثيرون إلى بيع آخر ممتلكاتهم وتفويت وجبات الطعام، مما يعرض صحتهم وحياتهم لآثار طويلة المدى".

وأضافت: "من خلال قيادة الطريق والاستثمار في الإجراءات المبكرة، واستعادة النظم البيئية، يمكننا حماية المجتمعات الضعيفة، وإنقاذ الأرواح، وتقليل الاحتياجات الإنسانية المستقبلية، والحفاظ على مكاسب الصمود في جميع أنحاء المنطقة".

بؤر الصراع تتمدد

وتتوزّع بؤر الصراع في العديد من بلدان القارة، خصوصا في إثيوبيا، والسودان، وأفريقيا الوسطى، والصومال، والكونغو الديمقراطية، والكاميرون، ومالي، وبوركينافاسو، وتشاد، ونيجيريا، والنيجر.

هذه البؤر بدأت في التمدد نحو بلدان أخرى، مثل ساحل العاج المهددة بالعودة للحرب الأهلية جراء أزمة سياسية بدأت تلوح في الأفق.

الساحل الأفريقي تحت دائرة الضوء

في منطقة الساحل الأفريقي (مالي، بوركينافاسو، النيجر) ينمو الصراع بشكل كبير وينتشر السلاح على نطاق واسع، وباتت هذه المنطقة تحت دائرة الضوء بسبب التهديدات الأمنية والاضطرابات الخطيرة التي يؤججها نفوذ لاعبين دوليين.

فقد انهار الاتفاق الموقع سنة 2015 بين الحكومة المركزية في باماكو والحركات الأزوادية، وعاد الصراع بقوة بين الطوارق المطالبين بانفصال إقليم أزواد، وحكومة باماكو، ثم اندلعت أزمة دبلوماسية كبيرة بين الجزائر وبلدان كونفدرالية الساحل.

وفاقمت هذه الأزمة، أوضاع سكان الشمال المالي، حيث تسببت في تدهور غير مسبوق للأوضاع المعيشية للسكان وغالبيتهم من مدن إقليم أزواد المطالب بالانفصال عن الحكومة المركزية في بماكو.

وتشترك مالي والجزائر في حدود برية تزيد على 1300 كيلومتر تنتشر فيها الجماعات المسلحة وتعد معقلا لشبكات التهريب في منطقة الساحل الأفريقي.

ووفق نشطاء من شمال مالي تسببت الأزمة في توقف تام لعبور الشاحنات بين الجزائر والدول الثلاثة، حيث كان سكان الشمال المالي، يعتمدون بشكل أساسي على السلع والمنتجات التي تدخل إلى المنطقة من الجزائر سواء بالطرق القانونية أو عبر شبكات التهريب التي تنشط في المنطقة.




وتعتمد كافة الأسواق الشعبية في الشمال المالي على المواد التي تتدفق من الجزائر، خصوصا في ظل العقوبات التي تفرضها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، على مالي والنيجر وبوركينافاسو، بسبب الانقلابات التي عرفتها هذه البلدان.

القرن الأفريقي.. مركب أمني خاص

وتعتبر منطقة القرن الأفريقي إحدى أبرز بؤر الصراع في القارة السمراء، حيث تعرف اضطرابات وأزمات متعددة تغذيها عوامل داخلية وخارجية وتقاطع المصالح بين القوى الدولية وتداخل الأجندات الإقليمية، وذلك نظرا لأهمية هذه المنطقة الأمنية والاستراتيجية.

وعانت منطقة القرن الأفريقي لعقود من حروب أهلية وصراعات داخلية وإقليمية، ما جعلها من بين المناطق الأقل استقرارا في العالم.

وتدفع الأزمات والصراعات بالقرن الأفريقي ملايين الأشخاص إلى النزوح بشكل مستمر، وسط نقص شديد في الغذاء والدواء.

ووفق المنظمة الدولية للهجرة بلغ عدد النازحين في منطقة القرن الأفريقي 20.75 مليون شخص في نهاية عام 2024، حيث يضم الصومال 3.5 مليون نازح، وإثيوبيا 3.2 مليون نازح، وجنوب السودان مليوني نازح، ويتوزع باقي النازحين في البلدان الأخرى بدرجات متفاوتة.

وترجع المنظمة الدولية للهجرة التزايد في أعداد النازحين في القرن الأفريقي إلى استمرار الاقتتال الدائر في السودان، إضافة إلى تداعيات التغير المناخي.

وتقول منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" إن حوالي 67.4 مليون شخص معرضون لانعدام الأمن الغذائي في المنطقة بينهم 38 مليون شخص ينحدرون من الدول الأعضاء في "إيغاد" وهي: جيبوتي، وكينيا، والصومال، وجنوب السودان، والسودان، وأوغندا.

وتؤكد المنظمة أن النزاعات والأوبئة ونقص الغذاء والماء الصالح للشرب ما زالت تؤثر بشكل خطير على الأمن الغذائي في منطقة القرن الأفريقي.

وتشمل منطقة القرن الأفريقي 8 دول في شرق القارة هي: الصومال وجيبوتي وأريتريا وإثيوبيا، وكينيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا.

صراعات عرقية متجددة

وفي الكونغو الديمقراطية، يستمر الاقتتال بين الحكومة وحركة "إم 23" المدعومة من رواندا، حيث يعرف هذا البلد حروبا أهلية وصراعات عرقية متجددة، معظمها في المنطقة الشرقية المحاذية لحدود رواندا، حيث تعيش فيها قوميات عديدة، وعلى رأسها التوتسي والهوتو.

ويعرف شرق الكونغو الديمقراطية الغني بالموارد أعمال عنف منذ شهور، فيما أطلقت حركة "إم23" المتمردة هجوماً مباغتاً مؤخرا، دفع الجيش الكونغولي للخروج من معظم أجزاء ولايتي شمال وجنوب كيفو وفاقم المخاوف من إمكانية اندلاع حرب إقليمية أوسع.

وحركة "إم23" حركة مسلحة متمردة تنشط في المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية وبالأخص في مقاطعة كيفو التي تحد كلا من أوغندا ورواندا.

وتفيد أرقام رسمية بأن النزاع الذي اتسع بشكل كبير منذ يناير الماضي بين الجيش والمتمردين بشرق الكونغو، خلف أكثر من 7 آلاف قتيل، كما أنه تسبب في عمليات لجوء ونزوح واسعة، فضلا عن تداعياته الاقتصادية والصحية.




وفي خضم هذا التصعيد واستمرار القتال العنيف، تقول الأمم المتحدة، إن الحرب دفعت خلال الفترة الأخيرة نحو 100 ألف شخص إلى الفرار من مناطقهم.

ويؤكد متابعو أن حجم اتساع دائرة الصراع في القارة، ساهم بشكل كبير في موجات نزوح غير مسبوقة، وهو ما يعني حاجة الملايين للدعم.

ووفق مختصين في الشأن الأفريقي فإن أن الصراع في غرب القارة يمكن أن يتحول إلى اشتباكات عسكرية خطيرة بين دول المنطقة، خاصة أن هيكل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" آخذ في التصدع.

وفي وقت تحاول فيه فرنسا الحفاظ على هيمنتها في القارة، تسعى قوى دولية أخرى، خصوصا روسيا والصين وتركيا، إلى تكريس نفوذها.

هذا الصراع بين القوى الدولية، ساهم بشكل كبير في انتشار السلاح بأفريقيا وأجج النزاعات المحلية والإقليمية.

مقالات مشابهة

  • بفعل تمدد بؤر الصراع.. الجوع يهدد حياة 36 مليون شخص بأفريقيا
  • تعرف على موازين القوى والتسليح بشبه القارة الهندية
  • واشنطن تستعد لاستقبال مجموعة طالبي لجوء من السكان البيض في جنوب أفريقيا
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • أردوغان ينتقد صمت الاتحاد الأوروبي تجاه غزة
  • بوليانسكي: روسيا ترحب بإصلاح متزن لدور الأمم المتحدة
  • مليشيا الحوثي تنشر تفاصيل وأرقام العمليات العسكرية التي نفذتها تجاه القوات الأمريكية وما تعرضت له من غارات جوية
  • التنين الصيني الذي يريد أن يبتلع أفريقيا
  • محافظ اللاذقية يبحث مع نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية لتعزيز السلم الأهلي
  • وزير جنوب أفريقي: السرقة تبقى سرقة ويجب إعادة الآثار فورا