لماذا نحتفي بالسادس والعشرين من سبتمبر؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
ما من شكٍّ بأنكَ كيمني تستولي عليكَ مشاعر خاصة تجاه ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، ولذا فانت تعبر عن تلك المشاعر بتصرفاتك وأقوالك وآرائك وموافقك سواء قصدتَ ذلك أم لم تقصد، ومع مطلع شهر سبتمبر من كل عام تجد نفسك وقد خرجت من دائرتك الخاصة إلى فضاء سبتمبر، مدفوعاً بدافع خفي قد لا تدرك كنهه تماماً، فاذا كنت شاعراً “مثلاً” وتكتب الشعر الغزلي طيلة العام، تجد قريحتك الشعرية قد غيرت وجهتها صوب سبتمبر دون سابق إنذارٍ بذلك، فتزواج مشاعرك مع اللغة لتنجب قصيدة سبتمبرية يرددها الكون وتقرؤها أنت بذهول.
وهكذا إذا كنت كاتباً أو فناناً، أما اذا كنت غير مهتماً بالأدب والشعر والفن فإن تلك المشاعر السبتمبرية تجد طريقها للظهور من خلال أحاديثك مع الناس ومنشوارتك في وسائل التواصل وتعاملاتك اليومية مع المجتمع وما إلى ذلك.
وعلى سبيل المثال ففي اليوم الأول من الشهر المجيد، يعتريك شعور بالملل من نغمة رنين هاتفك التي كنت قد اقتتطعتها بداية العام من أغنية حزينة لجورج وسوف، فتبحث في ملفات الموسيقى على هاتفك عن مقطع من اغنية مناسبة تحدث بها نغمة رنين هاتفك فلا تجد أجمل من مقطع ينساب بصوت أيوب طارش بـ:
دمت ياسبتمبر التحرير يا فجر النضالِ
ثورة تمضي بإيمانٍ على درب المعالي
تسحق الباغي تدك الظلم تأتي بالمحالِ
ففتوقف وتضغت لا إرادياً على زر الاختيار.
وكذلك على مدار الشهر تلوح ملامح سبتمبر من صورك الشخصية في بروفايلات حساباتك الشخصية وقصصها وما تنشره وتشاركه فيها. ولن تختلف سماتك وملامحك الشخصية في عالمك الحقيقي عن سماتك وملامحك في عالمك الافتراضي، فجملة (صباح الخير ) التي اعتدت أن تلقيها على أصدقائك وزملاء العمل والجيران كل صباح تختفي ويحل محلها جملة (صباحك سبتمبري).
حتى مفردات اللقاء والوداع تصبح سبتمبرية حتى آخر ساعة في الشهر، والجملة الوحيد التي تقولها لاصدقائك وأنت تغادر مجلسهم بعد أن تكون قد قضيت وقتاً جميلاً برفقتهم هي جملة (نلتقي في الساحة يوم السادس والعشرين سبتبمبر) هُنا ليس غريباً أن تسمع أحدهم يرد عليك بالقول : لماذا نحتفي بالسادس والعشرين سبتمبر ولم يبق منها إلا ذكرى ؟
كما أنه ليس غريباً أيضاً أن تسمع الجميع يردون عليه بثقة وقد شعروا بجرح في كبريائهم السبتمبري، حينها تتراجع أنت عن المغادرة لا إرادياً أيضاً وتعاود الجلوس لترد على سؤاله بالقول:
يا صديقي.. إن السادس والعشرين من سبتمبر ليس ذكرى كما تعتقد إنما هي الوقاء الوحيد والأخير لنا لكي لا نصبح ذكرى.
السادس والعشرون من سبتمبى ياصديقي ليست مجرد مناسبة للإحتفال بالحدث الوطني الذي مضى بل مناسبة لاستنهاض الهمم والمدارك لصناعة الحدث الوطني القادم، إنها كتابنا المقدس الذي نستلهم منه طرائق الحفاظ على الذات والهوية والتاريخ والمستقبل والوطن أرضاً وإنساناً. إنها المنهج الوطني الحق، ذلك المنهج الذي “من آمن به صدق، ومن تمسك به نجا، ومن مضى عليه مضى على صراطٍ مستقيم”.
إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لم تمت يا صديقي ويجب أن لا تموت، يجب أن لا تموت لأن موتها يعني موت الأمة اليمنية بتاريخها ومستقبلها، بحضارتها ومجدها، بأحلامها وتطلعاتها، وإن الحفاظ على مباديء تلك الثورة لحفاظ على الوجود اليمني.
إن سقوط النظام الجمهوري لا يعني بأي حال من الأحوال سقوط ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بمبادئها ومنهاجها وأهدافها، فالثورة باقية لاستعادة النظام الجهموري وبها دون غيرها يُستعاد.
لهذا نحتفي بها، نحتفي بها لأننا نعرف ماذا يعنى لنا أن تموت، وإذا كنا لا نعرف فلزاماً علينا أن نعرف.
لزاماً علينا أن ندرك أن موت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر
يعني خروج الأمة اليمنية من مدار الوجود، وتوقفها عن التفاعل مع حركة التاريخ، وفقدان دورها فيه واقتصاره خدمة أصحاب الحلم باختطاف مكانتها وسرقة دورها،
لهذا يجب أن لا تموت الثورة روحاً لأن روح اليمن تتنفس بها.
يجب أن لا تُطوى كتاباً لأن ثوار اليمن يهتدون إلى المجد بنصوصه.
يجبُ أن لا نتوقف عن الاحتفاء بها لأن احتفاءنا بها تأكيد على ديمومتنا واستمرارية حركتنا الوجودية الحضارية بموازة حركة التاريخ.
ولهذا نلتقي في كل ساحات الجمهورية يوم السادس والعشرين من سبتمبر لنقول أننا هنا أرضاً وإنساناً. هوىً وهويةً..ذاكرةً وتاريخاً
كنا ومازلنا وسنبقى
باقون
نحن هُنا إلى يوم القيامة
من شرق مهرتنا هنالك في أقاصي الشرق نحن
إلى أقاصي الغرب (غربكِ يا تهامة)
باقون
أيلولاً مجيداً
ثورةً يمنيةً
وهويةً
باقون جمهورية عظمى على الأرض المجيدةٍ
والعتيدة
والعصية في جميع مراحل الدهر الطويل على الأمامة
باقون فوق ترابنا الغالي بقاءً سرمدي العمر دائمْ
باقون..لن نخلي البلاد لعصبةِ الكهنوتِ تجبرنا بأن نحيا عبيداً
أو نفر من العبودية المقيتةِ للتشرد في مطارات العواصم
باقون لن نعطي الولاء لكاهنٍ في أرضنا
كلا.. ولن نرضاهُ حاكم
متمسكون بحقنا
والحقُ يسقطُ من يدٍ تمتدُّ صوب يد العدوء لكي تُحاور
أو تُساوم
والسلم لا نرضاهُ إلا بانتزاع الحقِّ مُجملهُ
وأما دون ذلك لا نسالم
والحقُّ يُنتزعُ انتزاعاً بالبنادق
لا بطاولة الحوار
ومن يظن الحقَّ يُستجدى
فذاك ورب هذا الكونِ واهمْ
باقون في الأرض التي منها خُلقنا
نحن صناع البدايات العظيمة بها
ونحن بها نقرر من تكون له النهايات الأخيرة والخواتم
⇧ موضوعات متعلقة موضوعات متعلقة مقالاتالأعلى قراءةآخر موضوعات آخر الأخبار لماذا نحتفي بالسادس والعشرين من سبتمبر؟ السعودية تعلن القبض على مئات اليمنيين على أراضيها مقتل مغترب يمني في السعودية في حادث مروري... اغتيال طبيب داخل المستشفى بإطلاق نار صباح اليوم... مقالات لماذا نحتفي بالسادس والعشرين من سبتمبر؟ أيام حاسمة سبقت يوم 26سبتمبر 1962م ؟ حول عرض السبعين! عودة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي إلى الواجهة... اخترنا لك عيدروس الزبيدي من أمريكا يتحدث عن ”اسم دولة... مشهد يحبس الأنفاس.. فنان يمني يغني ويعزف العود... فضيحة موثقة بالفيديو لمهدي المشاط من داخل المستشفى... صنعاء تنفض غبار الإمامة.. إشهار مكون سياسي جديد... الأكثر قراءةً عيدروس الزبيدي من أمريكا يتحدث عن ”اسم دولة... مشهد يحبس الأنفاس.. فنان يمني يغني ويعزف العود... فضيحة موثقة بالفيديو لمهدي المشاط من داخل المستشفى... صنعاء تنفض غبار الإمامة.. إشهار مكون سياسي جديد... أردوغان يعلن عن مشروع مشترك بين تركيا وإسرائيل:... الفيس بوك ajelalmashhad تويتر Tweets by mashhadyemeni elzmannews الأقسام المشهد اليمني المشهد المحلي المشهد الدولي المشهد الرياضي المشهد الثقافي المشهد الاقتصادي المشهد الديني الصحف علوم وصحة مقالات حوارات وتقارير منوعات المشهد اليمني الرئيسية من نحن رئيس التحرير هيئة التحرير الخصوصية الشروط اعلن معنا اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2023⇡ ×Header×Footer
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: یجب أن لا
إقرأ أيضاً:
المصرف المتحد يحقق 2.6 مليار جنيه نهاية سبتمبر 2025
«فايد»: النتائج تعكس خطط البنك وتوسعاته عبر تمويل القطاعات الصناعية والإنتاجية وطرح حلول وخدمات رقمية
أكد طارق فايد، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للمصرف المتحد، أن مؤشرات النمو التى حققها المصرف خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025 تأتى مؤكدة على نمو الأداء المؤسسى.
وأوضح أن هذا انعكس على القوائم والمؤشرات المالية للمصرف المتحد، فقد ارتفع صافى الدخل من العائد ليسجل 3.782 مليون جنيه بالمقارنة بـ3.384 مليون جنيه خلال نفس الفترة من عام 2024 بمعدل نمو 12%.
وارتفع صافى الدخل من الأتعاب والعمولات ليسجل 516 مليون جنيه بالمقارنة بـ454 مليون جنيه خلال نفس الفترة من عام 2024 بمعدل نمو 13%، لتصل الإيرادات التشغيلية إلى 4.644 مليون جنيه مقارنة بـ4.021 مليون جنيه خلال نفس الفترة من عام 2024 بمعدل نمو 16%.
وأعلن المصرف المتحد عن النتائج المالية خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025، والتى عكست متانة المركز المالى للمؤسسة وقدرتها على مواءمة أهدافها المالية مع مبادئ النمو المسئول والتحول الرقمى بالقطاع المصرفى.
أوضحت نتائج أعمال التسعة أشهر الأولى تحسناً ملحوظاً فى مؤشرات الكفاءة، ما يعزز الثقة ويؤكد قدرة المصرف المتحد فى مواصلة دعم عملائه.
وسجل المصرف المتحد صافى ربح قبل الضرائب خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025 مبلغ 2,670 مليون جنيه مقارنة بـ2,540 مليون جنيه خلال نفس الفترة من عام 2024 بنسبة نمو 5%، كما حافظ المصرف على استقرار هامش صافى العائد إلى مستويات جيدة لتصل إلى 6.6%، مدفوعة بزيادة فى حجم الأعمال، وتوسيع قاعدة العملاء، وتعزيز كفاءة العمليات التشغيلية والتحول الرقمى.
قال فايد إن النتائج تأتى استناداً إلى خطط المصرف المتحد وتوسعاته عبر تمويل القطاعات الصناعية والإنتاجية والخدمية المختلفة. وكذا بالنسبة لطرح حلول ومنتجات بنكية وخدمات رقمية للافراد فى الفترة القادمة.
وتتضمن المؤشرات المالية الإيجابية للمصرف المتحد الاحتفاظ بقاعدة رأسمالية ومركز مالى قوى، حيث بلغ معدل معيار كفاية رأس المال 23.6%، وهو ما يفوق الحدود المقررة من البنك المركزى المصرى ومقررات لجنة بازل. الأمر الذى يعكس قوة القاعدة الراسمالية. كما بلغت نسبة القروض غير المنتظمة (NPL) 1.2% فيما بلغت نسبة تغطية مخصص القروض (Coverage Ratio) 254.5% ما يعكس جودة أصول المصرف وكفاية المخصصات.
وارتفع إجمالى الأصول إلى 93.4 مليار جنيه خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025 مقارنة بـ82.7 مليار جنيه بنهاية عام 2024 بزيادة قدرها 10.7 مليار جنيه بنسبة 13 %. ويراجع ذلك إلى زيادة حجم الودائع إلى 72.4 مليار جنيه بنسة 16% خلال التسعة اشهر الاولى من عام 2025.
وشملت تلك الفترة تقديم عدد من المنتجات والحلول المصرفية المقدمة للأفراد والشركات، سواء التقليدية أو المتوافقة مع احكام الشريعة كخدمات التمويل العقارى خاصة لإسكان محدودى ومتوسطى الدخل. بالإضافة إلى العمل على إعادة هيكلة وتبسيط لإجراءات العمل بفروع المصرف المتحد الـ68 والمنتشرين بمعظم أنحاء الجمهورية. وذلك لسرعة تلبية احتياجات العملاء وتحسين مستوى الخدمة بشكل عام.
وعلى جانب آخر ارتفع حجم الودائع ليصل إلى 72.4 مليار جنيه خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025 مقابل 62.6 مليار جنيه بنهاية ديسمبر 2024، بزيادة قدرها 9.8 مليار جنيه بمعدل نمو 16% حيث استحوذت ودائع الأفراد على نحو 61% من إجمالى ودائع العملاء والتى بلغت 44.2 مليار جنيه، فيما استحوذت ودائع المؤسسات على نحو 39% من إجمالى الودائع والتى بلغت 28.2 مليار جنيه عن نفس الفترة.
كما ارتفع إجمالى رصيد تمويلات العملاء بنحو 6.2 مليار جنيه لتصل إلى 37.4 مليار جنيه خلال التسعة اشهر الاولى من عام 2025 مقارنة بـ31.2 مليار جنيه بنهاية عام 2024 بمعدل نمو بلغ 20%. وهذا يعكس مدى حرص المصرف المتحد على تعزيز وتنمية محفظته الائتمانية وملاءتها على مستوى قطاعات الأعمال المختلفة، تمويل الشركات الكبرى والتمويلات المشتركة كذا تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، بالإضافة إلى محفظة التجزئة المصرفية. حيث بلغت نسبة إجمالى القروض إلى الودائع نحو 52% خلال التسعة اشهر الاولى من عام 2025.
وأوضح فايد، فى البيان، أن الأداء العام للمصرف المتحد خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025، يعكس نجاح المؤسسة فى مواءمة أهدافها المالية مع مبادئ النمو المسئول والتحول الرقمى، كذا قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية.
وأشار إلى أن المصرف المتحد سيواصل دوره المحورى فى دعم الاقتصاد الوطنى وجذب الاستثمارات، فضلا عن تعزيز ثقة المساهمين والعملاء فى قوة ومتانة السوق المالى المصرى. كذا التزامه نحو تقديم حلول مالية واستثمارية تدعم تطلعات عملائه، وترسخ مكانته كمؤسسة مالية قادرة على تحويل التحديات إلى فرص للنمو المستدام. موضحا أن التركيز خلال الفترة المقبلة سينصب على تعزيز آليات الشمول المالى وتوسيع الخدمات الرقمية لقطاع الأفراد والشركات. وايضا مواصلة الاستثمار فى تطوير الكفاءات البشرية والتكنولوجيا المالية لتحقيق تجربة مصرفية متكاملة ومستدامة لعملائه. فضلا عن تعميق آليات الاقتصاد الاخضر وتطبيقات الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية للمحافظة على حقوق الاجيال القادمة. بالاضافة إلى تعميق المشاركة المجتمعية مما يعزز مكانة المؤسسة بالسوق.
وحصد المصرف المتحد 8 جوائز وتكريمات خلال الاشهر التسعة من عام 2025 : حيث تم اختياره ضمن قائمة افضل 100 بنك فى إفريقيا لعام 2025 من مجلة «ذى بانكرز» The Bankers البريطانية. كما منحت الهئية العامة للاستثمار والمناطق الحرة–المصرف المتحد جائزة التميز للشركات فى مجال المسئولية المجتمعية.
كذلك ادرجت مؤسسة فوربس العالمية المصرف المتحد ضمن قائمتها لاقوى 50 شركة عامة فى مصر. فضلا عن تكريمه من قبل اتحاد المصارف العربية لجهودة واسهاماته فى القطاع المالى والمصرفى. كذا حصل على جائزة «افضل بنك للحلول الاستثمارية 2025 «من مؤسسة جلوبال بيزنس اند فاينانس Global Business and Finance. كما قامت مؤسسة LSEG لتطبيقات مكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب بمنح المصرف المتحد درع التميز. بالاضافة إلى تكريمه من قبل قمة الافاضل كافضل المؤسسات المالية فى السوق المصرى لعام 2024. كذا منحت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فريق مبادرة رواد النيل – المصرف المتحد درع التميز لاسهاماتهم فى مبادرة «قدو تك».