وصول أكبر عينة جمعت من كويكب إلى يوتا الأمريكية
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
بعد سبع سنوات على إقلاع المركبة “أوسايرس-ريكس”، حطت أكبر عينة جُمعت على الإطلاق من كويكب، والأولى ضمن مهمة لوكالة ناسا، الأحد في صحراء ولاية يوتا الأمريكية إثر عملية هبوط نهائية سريعة جدا عبر الغلاف الجوي للأرض، .
وكان يفترض أن تلجم مظلتان متتاليتان عملية الهبوط التي تابعها الجيش عبر أجهزة استشعار. إلا أن المظلة الرئيسية فتحت على أرتفاع أعلى مما كان متوقعا وحطت الكبسولة قبل الموعد المقرر بقليل، على ما قال معلق وكالة الناسا خلال البث المباشر.
وبعد انطلاقه قبل سبع سنوات، جمع مسبار “أوسايرس-ريكس” الحجارة والغبار من الكويكب بينو في عام 2020، ليباشر بعدها رحلة العودة.
وتضم العينة حوالى 250 غراما من المواد بحسب تقديرات وكالة ناسا، ومن شأنها أن “تساعدنا على فهم أفضل لأنواع الكويكبات التي يمكن أن تهدد الأرض”، وتلقي الضوء على “البداية الأولى لتاريخ مجموعتنا الشمسية”، وفق ما أكد رئيس ناسا بيل نيلسون.
وقالت العالمة في ناسا إيمي سايمون لوكالة الأنباء الفرنسية إن “وصول هذه العينة أمر تاريخي حقا”، مضيفة “ستكون هذه أكبر عينة ننقلها إلى الأرض منذ الصخور القمرية” ضمن برنامج أبولو الذي انتهى في عام 1972. والموقع الذي هبطت فيه العينة بطول 58 كيلومترا وعرض 14.
وقبل حوالى أربع ساعات من موعد الهبوط، أطلق المسبار “أوسايرس-ريكس” الكبسولة التي تحتوي على العينة على بعد أكثر من مئة ألف كيلومتر من الأرض (حوالى ثلث المسافة الفاصلة بين القمر والأرض).
خلال الدقائق الثلاث عشرة الأخيرة، عبرت الكبسولة الغلاف الجوي، ودخلته بسرعة تزيد عن 44 ألف كيلومتر في الساعة، مع حرارة تصل إلى 2700 درجة مئوية. أما المسبار فقد انطلق في رحلة إلى كويكب آخر.
تجنب تلوث العينة
وبمجرد هبوط الكبسولة على الأرض، تولى فريق مجهز بالقفازات والأقنعة فحص حالتها، قبل وضعها في شبكة، ثم رفعها بطوافة ونقلها إلى “غرفة نظيفة” موقتة.
وينبغي تعريض الكبسولة إلى رمال الصحراء الأمريكية لأقصر فترة ممكنة، وذلك لتجنب أي تلوث للعينة يمكن أن يشوه التحليلات اللاحقة.
ومن المقرر نقل العينة الاثنين إلى مركز جونسون للفضاء في هيوستن بولاية تكساس، حيث سيُفتح الصندوق، في غرفة أخرى محكمة الإغلاق، في عملية ستستغرق أياما.
وتنوي ناسا عقد مؤتمر صحافي في 11 تشرين الأول/أكتوبر للكشف عن النتائج الأولية.
اقرأ أيضاًالمنوعاتهزة أرضية بقوة 5.3 درجة تضرب سومطره الإندونيسية
وسيحتفظ بالقسم الأكبر من العينة للدراسة على يد أجيال مستقبلية. وسيُستخدم حوالى 25% منها على الفور لإجراء تجارب، كما سيُشارَك جزء صغير مع اليابان وكندا، وهما شريكتان في المشروع.
وقدمت اليابان نفسها لوكالة ناسا بعض الحبيبات من الكويكب ريوغو، والتي أحضرت 5,4 غرامات منها في عام 2020، خلال مهمة المركبة هايابوسا-2. وفي عام 2010، جمعت اليابان كمية مجهرية من كويكب آخر.
وقالت إيمي سايمون إن عينة بينو هذه المرة “أكبر بكثير، لذا سنكون قادرين على إجراء مزيد من التحليلات”.
وتحظى الكويكبات بالاهتمام لأنها تتكون من المواد الأصلية للنظام الشمسي منذ 4,5 مليارات سنة. وبينما لحق تغيّر بهذه المواد على الأرض، بقيت الكويكبات سليمة.
وقال كبير علماء المهمة في جامعة أريزونا دانتي لوريتا إن “بينو” غني بالكربون، والعينة التي أُحضرت “قد تمثل بذور الحياة التي حملتها هذه الكويكبات في بداية كوكبنا، والتي أدت إلى هذا المحيط الحيوي المذهل”.
ويدور “بينو” الذي يبلغ قطره 500 متر حول الشمس ويقترب من الأرض كل ست سنوات.
وثمة خطر ضئيل (نسبته واحد من 2700) أن يصطدم بالأرض سنة 2182، وهو ما قد يُحدث تأثيرا كارثيا. وقد يكون توفير مزيد من المعطيات عن تكوينه مفيدا. وفي العام الفائت، تمكنت “ناسا” من حَرف كويكب عن مساره من خلال اصطدام مركبة به.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی عام
إقرأ أيضاً:
كيف جمعت مديرة سابقة في أوبن ايه آي أكثر من ملياري دولار دون الكشف عن منتج
تمكنت ميرا موراتي وهي مديرة التكنولوجيا السابقة في شركة "أوبن إيه آي" من جمع تمويل وصل إلى ملياري دولار في أول جولة تمويلية لشركتها الجديدة الناشئة "ثينكينج ماشين" (Thinking machine) وذلك دون الكشف عن أي منتج أو خطة مستقبلية.
ويشير التقرير الذي نشرته "رويترز" أن قيمة الجولة التمويلية الأولية "البذرية" للشركة وصلت إلى ملياري دولار مما يجعل قيمة الشركة تصل إلى 12 مليار دولار، وذلك بعد مضي أقل من 6 أشهر على تأسيس الشركة ودون الكشف عن منتجاتها.
ولا يقتصر تفرد هذه الشركة على قيمة الجولة التمويلية الأولى فقط، بل في المشاركين بهذه الجولة، إذ يشير تقرير "رويترز" إلى أن "إنفيديا" و"سيسكو" و"إيه إم دي" شاركوا في تمويل الشركة وهم من كبار المستثمرين في وادي السيليكون، وذلك دون وجود تاريخ من الأرباح للشركة أو حتى منتج سابق ناجح، فلماذا استطاعت "ثينكينج ماشين" جمع كل هذا التمويل في وقت قياسي؟
استثمار في الأفراديؤكد تقرير نشره موقع "فايننشال تايمز" أن موجة الاستثمار الواسعة في شركة "ثينكينج ماشين" تؤكد شهية الشركات والمستثمرين لشركات الذكاء الاصطناعي الفريدة والمختلفة حتى وإن لم تظهر بعد.
كما يشير التقرير إلى ثقة المستثمرين الواسعة في ميرا موراتي التي تجعلهم يضخون كل هذه الأموال في شركة مجهولة تبلغ من العمر أقل من 6 أشهر، كونها تأسست في فبراير/شباط الماضي، إذ اعتمدت على تواجد موراتي فقط لجمع التمويل.
ويذكر بأن موراتي التي تبلغ من العمر 36 ربيعا تركت "أوبن إيه آي" في سبتمبر/أيلول الماضي بعد أن أسهمت في تأسيس العديد من منتجات الشركة الناجحة والبارزة للغاية بدءا من نموذج الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي" وحتى أدوات توليد الصور والأصوات.
كما عملت موراتي سابقا في "تسلا" كمدير منتج على سيارة "موديل إكس" (Model X) وغيرها من منتجات الشركة، ولكن موقف موراتي الأبرز كان انضمامها للجبهة المعارضة لإدارة سام ألتمان في "أوبن إيه آي" والانقلاب عليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 حين أصبحت مديرا تنفيذيا مؤقتا حتى عاد ألتمان إلى منصبه.
إعلانوتضم "ثينكينج ماشين" مجموعة بارزة من العاملين سابقا في "أوبن إيه آي" بدءا من المؤسس المساهم جون شولمان الذي شغل منصب الرئيس السابق للمشاريع الخاصة والرئيس السابق للمشاريع الخاصة جوناثان لاشمان ونائبي الرئيس السابقين باريت زوف وليليان وينج.
ويمكن القول بأن كل الاستثمارات التي جمعتها الشركة كانت في هؤلاء الأفراد الذين يعدون نخبة من علماء "أوبن إيه آي" وقادتها السابقين فضلا عن كونهم من رائدي الذكاء الاصطناعي في العالم.
ويقول أحد المستثمرين حول التركيبة الفريدة للشركة الناشئة أن مجموعة المؤسسين في الشركة الجديدة هم مجموعة فريدة وأذكياء للغاية مما يقنع أي مستثمر أن هذه الشركة من المقدر لها النجاح والوصول إلى العالمية.
على ماذا تعمل شركة موراتي الجديدة؟تظل المعلومات حول شركة موراتي الجديدة ومجال عملها غير كافية، ولكن يشير تقرير "فايننشال تايمز" إلى أن الشركة أعلنت عند تأسيسها في فبراير/شباط أنها تسعى لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي يسهل فهمها وتخصيصها لحاجة المستخدمين، ويشير شخص آخر مطلع على الشركة أن موراتي تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي العام مثل بقية شركات الذكاء الاصطناعي.
ولكن تحافظ موراتي على سرية مشروعها الجاري بشكل جعلها لا تخبر المستثمرين حتى ماذا يستثمرون فيه، إذ أشار التقرير ذاته إلى بعض المستثمرين الذين وضحوا أن موراتي لم تخبرهم بأي شيء عن المنتج الجديد وخطة الشركة المالية.
لذا فإن المنتج الذي تنوي الشركة تقديمه مستقبلا أو الابتكار الفريد الذي جعلها تستحق 12 مليار دولار مازال مجهولا حتى الآن وقد لا تفصح موراتي عنه حتى يصبح جاهزا.
من جانب آخر، أكد تقرير "فايننشال تايمز" أن موراتي احتفظت بحق تصويت يفوق أصوات جميع المديرين الآخرين، وذلك لتضمن أن تظل مسيطرة على الشركة وقراراتها المصيرية بشكل كبير.
ويذكر بأن هذه ليست المرة الأولى التي يُستثمر فيها نتيجة وجود أحد مؤسسي "أوبن إيه آي" في الشركة، إذ حدث ذلك سابقا في شركة "سيف سوبرإنتليجنس" (Safe Superintelligence) التي أسسها إيليا سوتسكيفر المؤسس المشارك سابقا في "أوبن إيه آي"، إذ وصلت قيمة الشركة إلى 32 مليار دولار دون وجود منتج واضح لها.