صفقات بالملايين وديون بالمليارات.. البذخ يهدد الأندية التركية بـانتحار مالي مؤجل
تاريخ النشر: 29th, July 2025 GMT
إسطنبول– في ظل أزمة اقتصادية خانقة، وتضخم مالي يثقل كاهل الدولة، تعود ديون الأندية التركية لكرة القدم إلى الواجهة مجددًا، خاصة بعد سلسلة من الصفقات الباذخة التي عقدتها الأندية الكبرى قبيل انطلاق الموسم الجديد، في مشهد يصفه المراقبون بأنه "انتحار مالي مؤجل".
وفي مارس/آذار الماضي، كشفت تقارير تركية عن ارتفاع غير مسبوق في حجم ديون الأندية، لكن الإنفاق الكبير الذي تواصل مؤخرًا -رغم تلك المؤشرات- يثير القلق من أزمة مالية حتمية تهدد استقرار كرة القدم التركية.
أنهى بطل الدوري التركي غلطة سراي مؤخرًا صفقة شراء عقد النيجيري فيكتور أوسيمين من نابولي مقابل نحو 88 مليون دولار، بعد موسم واحد على سبيل الإعارة.
كما ضم الفريق الألماني ليروي سانيه في صفقة انتقال حر، لكنه منحه راتبًا ضخمًا يبلغ 10.5 ملايين دولار سنويًا، إضافة إلى مكافأة ولاء تتجاوز 3.5 ملايين دولار، بحسب تقارير محلية.
وضم بيشكتاش المهاجم الإنجليزي تامي أبراهام من روما على سبيل الإعارة، في حين استعار فنربخشة المهاجم الكولومبي الشاب جون دوران من النصر السعودي، وسط ترقب لجلب أسماء أخرى رغم الضغوط المالية.
المثير في التوجه التركي الجديد أن الأندية باتت تُفضّل التوقيع مع نجوم شباب بأرقام ضخمة، بعدما كان الدوري التركي يُعرف سابقًا كمحطة نهائية لنجوم كبار في نهاية مسيرتهم، مثل شنايدر، دروغبا، وبودولسكي.
أضاف هذا التحول في السياسة أعباء المديونية وجعل الاستدامة المالية أكثر تعقيدًا، خاصة مع ارتفاع التضخم إلى 35%، وانهيار سعر صرف الليرة الذي تجاوز 40 ليرة مقابل الدولار الواحد.
1.3 مليار دولار.. ديون 4 أندية فقطأشار تقرير لوكالة "الأناضول" إلى أن ديون أندية غلطة سراي، بيشكتاش، فنربخشة، وطرابزون سبور بلغت مجتمعة نحو 1.3 مليار دولار، جاءت كالتالي:
إعلان غلطة سراي: 345.3 مليون دولار فنربخشة: 300 مليون دولار بيشكتاش: 245.8 مليون دولار طرابزون سبور: 216.8 مليون دولاركما أن هذه الأندية اقترضت 235 مليون دولار إضافية من اتحاد المصارف التركية، مما يزيد من تعقيد الأزمة، سيما أن 3 منها سجلت خسائر صافية في سوق الانتقالات تجاوزت 306 ملايين دولار، باستثناء فنربخشة الذي نجح في الحفاظ على توازن نسبي في المبيعات.
تحاول الأندية التركية تعويض جزء من هذه المصروفات من خلال عائدات النقل التلفزيوني والرعاية، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك.
فعلى سبيل المثال، حصل غلطة سراي، بطل الدوري وممثل تركيا في دوري أبطال أوروبا، على 17.1 مليون دولار فقط من عائدات البث، في وقت حصل فيه بايرن ميونخ بطل ألمانيا على 97 مليون دولار من البث المحلي وحده، مما يكشف حجم الفجوة الكبير في الإيرادات بين الدوري التركي والدوريات الخمسة الكبرى.
تُراهن الأندية التركية على أن جلب النجوم سيسهم في رفع شعبية البطولة وزيادة المتابعة التلفزيونية والرعاة، وهو رهان قد يُثمر على المدى البعيد، لكنه إذا فشل، فإنه قد يُفجّر الأزمة بالكامل ويُسقط المنظومة في دوامة لا خروج منها، لا سيما مع تواضع نتائج الأندية التركية قاريًا، والتي لم تُحقق أي إنجاز يُذكر منذ عام 2002، حين فاز غلطة سراي بكأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الأندیة الترکیة ملیون دولار غلطة سرای
إقرأ أيضاً:
شبح التجويع يهدد حياة مليون امرأة وفتاة في قطاع غزة
قالت منظمات تابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن نحو مليون امرأة وفتاة في قطاع غزة يواجهن خطر المجاعة، محذّرة من أن الوضع الإنساني في القطاع يزداد تدهورًا في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والحصار المشدد المفروض.
وأوضح بيان مشترك صادر عن منظمات إنسانية أممية أن المجتمع الدولي لم يتمكن حتى الآن من إيصال الكميات الكافية من المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع، داعيًا الاحتلال إلى الالتزام بالقانون الدولي، وضمان حماية المدنيين وتوفير الدعم الإغاثي العاجل لهم.
وفي السياق ذاته، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه "غير قادر حاليًا على إدخال الكميات المطلوبة من المساعدات الإنسانية إلى غزة"، مرجعًا ذلك إلى العوائق الميدانية والقيود المفروضة على حركة الإمدادات.
أما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فقد علّقت على عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات بالقول إنها "تحقق ضجة إعلامية، لكنها لا تُحدث تأثيرًا فعليًا على الأرض"، مشددة على الحاجة إلى فتح المعابر بشكل كامل وإدخال المساعدات عبر قنوات منظمة وآمنة.
وجاء في تقرير صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو المرجع المعتمد عالميًا لمراقبة المجاعة، أن "أسوأ السيناريوهات بات يلوح في الأفق حاليًا في قطاع غزة"، مع أدلة متزايدة على أن الجوع وسوء التغذية والأمراض باتت ترفع معدلات الوفيات المرتبطة بنقص الغذاء.
وأشار التقرير إلى أن استهلاك الغذاء بلغ "حد المجاعة" في معظم أنحاء القطاع، مع مستويات خطيرة من سوء التغذية الحاد، خصوصًا في مدينة غزة والمناطق المحاصرة جنوبي القطاع.
كما أكد تقرير أممي منفصل أن 100% من سكان غزة باتوا يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ما يُفاقم من الأزمة الإنسانية في ظل استمرار الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية والخدمية في القطاع.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن