كاي بوخمان، عمدة البلدة القديم والجديد

فشل حزب   "البديل من أجل ألمانيا"  اليميني الشعبوي في جهوده للفوز بمنصب أول عمدة للحزب في بلدة ألمانية كبرى، وفقا للنتائج الأولية من نوردهاوزن في ولاية تورينغن. ونجح رئيس البلدية الحالي كاي بوخمان في تحقيق فوز مفاجئ على مرشح "حزب البديل من أجل ألمانيا" يورغ بروفيت في انتخابات الإعادة اليوم الأحد (24 أيلول/ سبتمبر 2023).

وأقر مرشح حزب البديل من أجل ألمانيا، يورغ بروفيت في بيان صحفي: "لدينا عمدة جديد. لقد أصبح بروفيت رقم اثنين في هذه الانتخابات". وجعلت الانتخابات البلدية بلدة نوردهاوزن في شرق ألمانيا موضوع تغطية صحفية على مستوى البلاد بعد أن برز بروفيت في البداية كمرشح مفضل للفوز. وتمنى بروفيت للفائز في الانتخابات كاي بوخمان النجاح في منصبه وقال إنه مسرور لأن المدينة تتمتع الآن بالاستمرارية مرة أخرى لمدة ست سنوات.

وحصل بوخمان على 54.9 بالمائة من الأصوات بعد سباق طويل في الانتخابات البلدية، بينما حصل بروفيت على 1. 45 بالمائة. وبلغت نسبة إقبال الناخبين 3. 59 بالمائة.

وكان بروفيت يعد الأوفر حظا للفوز في الجولة الثانية للانتخابات الرامية الأحد لاختيار رئيس بلدية للمدينة المزدهرة رغم صغر مساحتها والتي تعد 40 ألف نسمة. لكن فوز رجل الأعمال السابق البالغ من العمر 61 عاما سيكون بمثابة "كارثة"، برأي القائمين على إدارة المؤسسة التذكارية لمعسكر اعتقال قريب يعود إلى الحقبة النازية. احتُجز حوالى 60 ألف شخص في معسكر السخرة ميتلباو دورا الذي كان تابعا لمعسكر الاعتقال بوخنفالد، والواقع على بعد ستة كيلومترات فقط عن وسط نوردهاوزن. أُجبر المعتقلون فيه على تصنيع صواريخ "في-2" في ظل ظروف وحشية تحت الأرض إذ عمل واحد تقريبا من كل ثلاثة منهم حتى الموت.

وأكد مدير المؤسسة التذكارية لبوخنفالد وميتلباو دورا ينس كريستيان فاغنر لفرانس برس أن الهيئة لن ترحّب بالتأكيد برئيس بلدية من حزب البديل من أجل ألمانيا لدى تنظيمها مناسبات لاستذكار الأحداث في الموقع. وقال إن "البديل من أجل ألمانيا هو حزب يميني متطرف يعد فكره مطابقا أو على الأقل مشابها إلى حد كبير في العديد من المجالات لفكر الاشتراكيين الوطنيين (النازيين)".

مختارات برلماني من حزب "البديل" يثير ضجة بعد تشبيهه ميركل بهتلر حزب البديل و"إخوانه" في البرلمان الأوروبي.. تخريب من الداخل؟ حزب "البديل" الشعبوي في الصدارة في انتخابات بلدية تورينغن ألمانيا ـ حزب "البديل" ظاهرة عابرة أم قوة سياسية متجذرة؟ وزيرة ألمانية تدعو إلى مواجهة الفكر اليميني المتطرف

وحصل  بروفيت على 42,1 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى  لانتخابات رئاسة البلدية في وقت سابق هذا الشهر، فيما فاز خصمه كاي بوخمان بـ23,7 في المئة فقط. وتراجع العديد من السكان عن تأييد المرشح المستقل بوخمان الذي تولى السلطة على مدى السنوات الست الماضية، بعدما اختلف مرّات عدة مع مجلس بلدية المدينة. وأدى الجدل إلى دعوات لبداية جديدة وبالتالي دخل بروفيت على خط المنافسة.

المواقف اليمينية

وكشف استطلاع نشرته مؤسسة "فريدريش إيبرت" هذا الأسبوع أن المواقف اليمينية المتطرّفة  تنتشر في ألمانيا. ويمكن حاليا تصنيف ثمانية في المئة من الألمان على أنهم يتبنون  مواقف يمينية متشددة  واضحة، مقارنة مع اثنين إلى ثلاثة في المئة في السنوات السابقة، وفق المؤسسة.

وحصل الحزب في حزيران/ يونيو الماضي على أول منصب له على الإطلاق في إدارة مقاطعة في تورينغن أيضا، بينما تولى في الشهر التالي لأول مرة رئاسة بلدية في ساكسونيا أنهالت المجاورة. على الصعيد الاتحادي، نال الحزب 22 في المئة في استطلاعات الرأي الأخيرة ليتقدّم على حزب المستشار أولاف شولتس  الاشتراكي الديموقراطي  (يسار وسط) متخلّفا ببضع نقاط فقط عن الحزب المحافظ المعارض الرئيسي.ويحظى " البديل من أجل ألمانيا"  بحضور قوي في تورينغن على وجه الخصوص حيث كشف استطلاع نشرته شبكة "إم دي آر" للبث مؤخرا بأن نسب التأييد له تبلغ حوالى 34 في المئة.

ومن المقرر أن تجري تورينغن انتخابات لاختيار أعضاء برلمانها الإقليمي في أيلول/ سبتمبر 2024، إلى جانب ولايتين أخريين من ألمانيا الشرقية سابقا هما براندنبورغ وساكسونيا.

ع.خ/ ع.غ ( د ب ا، أ ف ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: حزب البديل من أجل ألمانيا اليمين في ألمانيا اليمين المتطرف اليمين الشعبوي دويتشه فيله حزب البديل من أجل ألمانيا اليمين في ألمانيا اليمين المتطرف اليمين الشعبوي دويتشه فيله حزب البدیل فی المئة

إقرأ أيضاً:

النمو الاقتصادي ارتبط بارتفاع الانبعاثات لعقود الآن يحدث العكس

بعد مرور عقد على اتفاق باريس للمناخ، بدأ الارتباط بين الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع الانبعاثات يتفكك.

يزداد عدد الدول التي تقلّص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فيما تواصل اقتصاداتها النمو، مفنّدًا الاعتقاد السائد منذ عقود بأن خفض الانبعاثات يعرقل النمو.

حلّل تقرير جديد صادر عن ال وحدة الطاقة والذكاء المناخي (ECIU) 113 دولة، تمثل أكثر من 97 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و93 في المئة من الانبعاثات العالمية.

باستخدام أحدث بيانات ميزانية الكربون العالمية لعام 2025، ومنهج تصنيف أكثر تفصيلاً من الدراسات السابقة، وجد الباحثون أن "تحولاً لافتاً" يحدث تحت السطح، إذ بات فك الارتباط "هو القاعدة لا الاستثناء".

ما هو فك الارتباط؟

يشير فك الارتباط بين الانبعاثات والنمو إلى مدى قدرة الاقتصاد على النمو من دون زيادة انبعاثاته الكربونية. ويمكن تقسيمه إلى ثلاث فئات.

يُعد فك الارتباط المطلق، الذي يراه الباحثون النتيجة المثلى، الحالة التي تتراجع فيها الانبعاثات بالتزامن مع نمو اقتصادي إيجابي. أما فك الارتباط النسبي فيحدث عندما ترتفع الانبعاثات ولكن بوتيرة أبطأ من الناتج المحلي الإجمالي.

وعلى الطرف الآخر من الطيف تأتي إعادة الارتباط المطلقة، حيث ترتفع الانبعاثات فيما يتراجع الناتج المحلي الإجمالي. ويرى التقرير أن هذه الحالة نادرة لكنها قد تظهر خلال "فترات توتر اقتصادي حاد" كما حدث أثناء جائحة كوفيد-19.

Related كواليس عرض بقيمة مليون يورو لإطلاق أول جائزة نوبل للمناخ.. تعرف عليهاالأمم المتحدة تدعو إلى استثمار مناخي عالمي لتحقيق مكاسب بقيمة 17 تريليون يورو بحلول 2070

وبينما تقول "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" (IPCC) إن إمكان تحقيق فك الارتباط المطلق على نطاق عالمي أمر "محل جدل"، فإن كسر الصلة بين الناتج المحلي الإجمالي وثاني أكسيد الكربون يظل ضرورياً لتحقيق الأهداف المناخية كما نص عليها الاتفاق باريس.

ويقرّ التقرير بأن استخدام فك الارتباط كمؤشر للتقدم في العمل المناخي ينطوي على محدوديات.

وقد رصدت تحليلات سابقة حالات فك ارتباط كانت مؤقتة أو متأثرة بما إذا كانت الانبعاثات تُقاس على أساس إقليمي (الانبعاثات داخل الحدود الجغرافية للدولة) أم على أساس الاستهلاك، الذي يحسب أيضاً الانبعاثات الناجمة عن السلع المستوردة.

كيف تؤثر الانبعاثات المخفضة في النمو الاقتصادي؟

وجد التقرير أن فك الارتباط منتشر "على نطاق واسع" في أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، مع تحقيق العديد من الاقتصادات الناشئة "تحولات كبيرة" بالانتقال من حالة ارتفاع الانبعاثات بوتيرة أسرع من نمو ناتجها المحلي إلى فك الارتباط المطلق.

اليوم، 92 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و89 في المئة من الانبعاثات العالمية تقع داخل اقتصادات حققت فك ارتباط نسبياً أو مطلقاً. وهذا ارتفاع من 77 في المئة لكليهما في العقد السابق لاتفاق باريس (2006 إلى 2015).

بين 2015 و2023، حققت دول تمثل قرابة النصف (46 في المئة) من الناتج المحلي الإجمالي العالمي فك ارتباط مطلقاً، إذ نمت اقتصاداتها مع خفض الانبعاثات. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 38 في المئة مقارنة بالفترة السابقة لاتفاق باريس.

صنّف الباحثون كل دولة ضمن واحدة من ثلاث فئات: "مستمرون في فك الارتباط"، وهم من حققوا فك ارتباط مطلقاً في كل من 2006 إلى 2015 و2015 إلى 2023؛ و"محسّنون"، وهم من لم يحققوا فك الارتباط المطلق قبل اتفاق باريس لكنهم فعلوا ذلك في 2015-2023.

أما "المرتدّون" فهُم الدول التي حققت فك ارتباط مطلقاً بين 2006 و2015 لكنها لم تفعل ذلك خلال فترة 2015 إلى 2023.

أين تقف أوروبا؟

صُنّفت غالبية الدول الأوروبية ضمن فئة المستمرين في فك الارتباط، بما في ذلك النمسا وبلجيكا وبلغاريا والتشيك وألمانيا والدنمارك وإسبانيا وإستونيا وفنلندا وفرنسا والمملكة المتحدة والمجر وإيرلندا وهولندا والنرويج وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا والسويد.

استخدمت هذه النتائج الانبعاثات القائمة على الاستهلاك لمعالجة المخاوف من أن الاقتصادات المتقدمة تقوم بـ"off-shoring" لانبعاثاتها عبر إسناد الإنتاج كثيف الكربون إلى دول نامية.

وصُنفت بيلاروس وسويسرا واليونان وإيطاليا والبرتغال ضمن فئة المحسّنين، في حين أُدرجت ليتوانيا ولاتفيا وسلوفينيا ضمن المرتدّين.

وسُجلت بعض أكبر التخفيضات النسبية في الانبعاثات في أوروبا الغربية، بما في ذلك النرويج وسويسرا والمملكة المتحدة.

"فك الارتباط بات القاعدة الآن"

"يُقال لنا أحياناً إن العالم لا يستطيع خفض الانبعاثات من دون خفض النمو"، يقول جون لانغ، أحد مؤلفي التقرير والمسؤول عن برنامج تتبع الصافي الصفري في ECIU.

"لكن ما يحدث هو العكس. فك الارتباط بات القاعدة لا الاستثناء، والنسبة من الاقتصاد العالمي التي تفك ارتباط الانبعاثات على نحو مطلق تتزايد بثبات."

لانغ يقرّ بأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ما زالت ترتفع، وإن بمعدل أبطأ بكثير مما كان عليه قبل عشرة أعوام. لكنه يؤكد أن "التحول البنيوي لا يمكن إنكاره".

ورحّب غاريث ريدمون-كينغ من ECIU أيضاً بهذه النتائج، واصفاً الزخم الذي بناه "اتفاق باريس" بأنه لا يمكن وقفه.

ويضيف: "هناك اليوم عدد أكبر من العاملين عالمياً في الطاقة النظيفة مقارنة بالوقود الأحفوري، وفي بلداننا تنمو صناعات الصافي الصفري بسرعة تعادل ثلاثة أضعاف نمو الاقتصاد ككل".

ومع تفاقم تهديد تغير المناخ، يحذر ريدمون-كينغ من أن الصافي الصفري يظل "الحل الوحيد لوقف تأثيرات تزداد كلفة وخطورة".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • قتيـ.ـلان وإصابة 23 آخرين.. عمدة «بروفيدنس» يطلب الدعاء لضحايا حادث إطلاق النار بجامعة براون
  • منتخب الناشئين يفشل في الصعود إلى كأس آسيا!
  • حفل زفاف في سوريا يتحول إلى مأساة كبرى في ريف درعا الغربي.. ماذا حدث؟
  • النمو الاقتصادي ارتبط بارتفاع الانبعاثات لعقود الآن يحدث العكس
  • الجيش يفشل محاولة تسلل لشخص على الحدود
  • الصين تفرض ضريبة جديدة على الواقي الذكري: قلق صحي لدى السكان
  • عمدة فاس المغربية: انهيار البنايات يترك المدينة في صدمة وحزن عميق
  • مقارنة بالنماذج الصينية.. شات جي بي تي يفشل في بناء المواقع
  • تركيا تخفض سعر الفائدة للمرة الثانية خلال 2025
  • الدفاعات الروسية تُسقط 31 طائرة مسيرة أوكرانية فوق العاصمة موسكو