القوى المسيحيّة ترفض الحوار لهذه الأسباب
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
كتب محمد علوش في" الديار": بات من المسلم به أن العقدة الأساسية التي تحول دون الوصول إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي، تكمن بغياب الرغبة بالحوار من قبل الأفرقاء المسيحيين، الأمر الذي تطرح حوله الكثير من علامات الإستفهام حول أسبابه الحقيقية، لكن في المجمل كل الأسباب تصب في غياب الرغبة بإنتخاب رئيس وفق المعادلة الراهنة.
في هذا السياق، ترى مصادر سياسية متابعة أن موقف حزب "القوات اللبنانية" لا يمكن فصله عن التطورات الخارجية، حيث هناك من لا يزال مصراً على رفض الذهاب إلى حوار مع حزب الله، وبالتالي الأساس في هذا الموقف إنتظار ظروف أفضل للتسوية، بعد أن بات الجميع يسلم أن مفتاحها خارج الحدود اللبنانية، في حين أن مواقف العديد من الجهات الداخلية ستتبدل عند وصول كلمة السر.
ترى "القوات" أن المطلوب كشرط أساسي للحوار هو تخلي "الثنائي الشيعي" عن مرشحه، إذ تعتبر أنها برفقة الحلفاء والأصدقاء والمتقاطعين، تنازلوا عندما سحبوا ترشيح ميشال معوض وطرحوا مرشحاً وسطياً هو جهاد أزعور، وبالتالي فإن هذا التنازل لم يقابله أي تنازل من الفريق الآخر، ما يعني بحسب وجهة نظر "القوات" أن حزب الله يريد الحوار لفرض مرشحه.
بالنسبة إلى "التيار الوطني الحر"، الموضوع لا يختلف كثيراً، بالنسبة إلى أن معادلة الإنتخاب الحالية لا تناسبه، لكن الأسباب التي تقف وراء رفضه للحوار متعلقة بأوضاعه الداخلية أولاً، فرئيس التيار جبران باسيل، يدرك أن أي حوار سيضعه أمام خيارين: رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية أو قائد الجيش العماد جوزاف عون، بينما هو لا يريد أيا من الإسمين، ويفضل الذهاب إلى خيار ثالث، ما لم يكن ينتظر تبدلاً يعيده إلى دائرة المرشحين.
أما السبب الثاني فيتعلق بخطوات حزب الله تجاه قائد الجيش، قبل لقاء محمد رعد مع جوزاف عون كان التيار منفتحاً على حوار رئيس المجلس النيابي، لكنه بعد اللقاء عاد الى نغمة فرض الشروط، فالتيار يخشى أن يقود الحوار الى التوافق على قائد الجيش للرئاسة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بسبب الهزيمة الأمريكية في البحر الأحمر.. قائد “هاري ترومان” يدفع ثمن الفشل الأمريكي أمام اليمن
يمانيون../
في خطوة عكست عمق المأزق العسكري الذي تعانيه الولايات المتحدة في منطقة البحر الأحمر، كشفت مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية عن قرب صدور قرار بإقالة قائد حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان”، وذلك فور عودتها إلى قاعدة نورفولك البحرية في ولاية فيرجينيا. ويأتي هذا القرار في أعقاب سلسلة إخفاقات عسكرية متراكمة واجهتها البحرية الأمريكية خلال مشاركتها في العمليات القتالية ضد القوات المسلحة اليمنية، التي وصفتها المجلة بأنها الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية.
ووفق التقرير، فإن فشل المهمة العسكرية البحرية الأمريكية في كسر الطوق البحري الذي تفرضه صنعاء على الملاحة الصهيونية، كشف عن محدودية الخيارات العملياتية للبنتاغون، وفجّر انتقادات حادة داخل المؤسسة العسكرية، لا سيما بعد أن أفضت تلك المواجهة إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق نار مع صنعاء وُصف بأنه “هزيمة مذلّة” للولايات المتحدة، بحسب توصيف محللين غربيين.
وأكدت المجلة أن الهزائم التكتيكية التي تكبّدتها القوات الأمريكية، لا سيما في الأجواء اليمنية، أثبتت محدودية فعالية التقنيات الحديثة، إذ تعرّضت طائرات F-35 للتهديد رغم امتلاكها تقنيات التخفي من الجيل الخامس، وهو ما عدّه التقرير “صفعة استراتيجية للتفوق الأمريكي المفترض”.
وأبرز التقرير أن تعثر المهمة في البحر الأحمر انعكس سلباً على حركة الأساطيل الأمريكية، حيث لم تستطع مجموعة حاملة الطائرات “جيرالد فورد” الوصول إلى الشرق الأوسط في الوقت المناسب، بسبب مشاكل فنية معقدة، أبرزها الأعطال المتكررة في أنظمة الإطلاق الكهرومغناطيسي ومعدات الاستعادة، مما يجعل الجدول الزمني لمهامها القتالية في حالة اضطراب، ويضعف الجاهزية الأمريكية في واحدة من أكثر الجبهات سخونة في العالم.
وبحسب ما ورد في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي، فإن السفن الجديدة من طراز “فورد”، بما فيها “جون إف كينيدي”، تواجه تحديات فنية وميزانية وبشرية تعرقل إدخالها إلى الخدمة، الأمر الذي دفع البحرية الأمريكية إلى التمسك بسفن الأسطول القديم من طراز “نيميتز” لتأمين حضورها البحري مؤقتاً.
ويرى مراقبون أن الإطاحة بقائد “هاري ترومان” ليست سوى رأس جبل الجليد في سلسلة إخفاقات بحرية كشفت هشاشة القوة الأمريكية أمام القدرات النوعية التي طورتها صنعاء، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والصواريخ البحرية، التي غيرت معادلة السيطرة التقليدية على الممرات البحرية.
وفي السياق ذاته، حذّر التقرير من أن استمرار هذه الفجوة التشغيلية قد يُضعف الثقة الدولية بالحماية البحرية الأمريكية، ويفتح المجال أمام قوى إقليمية صاعدة – كاليمن – لفرض وقائع استراتيجية جديدة، تتحدى الهيمنة الغربية وتعيد رسم خرائط النفوذ في البحر الأحمر والبحر المتوسط.