في مدرسة الاستعراب البلغاري التي ظهرت مطلع ستينيات القرن الماضي، يستحوذ البروفيسور تسفيتان تيوفانوف على مكانة خاصة. فهو عالم غاص عميقا في أدب العصر العباسي وشعره، ومارس التدريس والإدارة الأكاديمية في بلاده، وحاضر في جامعات غربية عدة بينها أكسفورد، وأتحف البلغار خلال هذه السنوات ببعض من عيون المصنفات التي تتناول التراث الأدبي العربي.

في عام 1987 ترجم العالم المولود عام 1952 معاني القرآن الكريم بطلب من إحدى دور النشر البلغارية. ومع تبدل الظرف العام والشخصي، عاود تيوفانوف الترجمة مرة ثانية ليأتي بعد 10 سنوات بأول نص بلغاري لمعاني القرآن الكريم منقول عن الأصل العربي.. الجزيرة نت جالت في رحلة تيوفانوف المعرفية في سياق هذه المقابلة. 

في أكثر من لقاء صحفي ذكرت أنك وقعت في حب العربية من النظرة الأولى، أي: عندما تصفحت وأنت فتى، كتابا عربيا للمرة الأولى. بماذا شعرت وقتها؟ بالتحدي؟ أم بالفضول؟ أو بكليهما معا؟، خصوصا أنها لغة غريبة تماما بالنسبة لفتى بلغاري؟

كنت طالبًا في المدرسة الثانوية، وكنت أتجول يوميًا بين المكتبات بحثًا عن كتب مثيرة للاهتمام. وأثناء ذلك حدث بالفعل شيء يشبه معجزة صغيرة، كما لو كان القدر في هذه اللحظة قد حدد مسبقًا مصيري المستقبلي مع العربية. وقعت عينيّ على كتاب مدرسي باللغة العربية، وبمجرد تصفحه أثار الكتاب اهتمامي بجمال الخط. طبعا، لم يجذبني سوى شكل الأبجدية وليس مضمونها، ولكن بعد ذلك أشعلت الشرارة بقلبي حبا قويا للعربية لم ينطفئ حتى يومنا هذا.

ولم أعتبر اللغة العربية لغة معقدة وغريبة. ولم أواجه أي صعوبات ومشاكل عند تعلمها خلال السنوات الطويلة، بل كان ذلك متعة ومغامرة مثمرة. عندما يتبع الإنسان قدره، يسهل الله جهوده في تحقيق أمانيه، فبالنسبة لي تعلم العربية لم يكن تحديًا، بل الفضول هو الذي قادني إلى التقدم المستمر حتى الآن، رغم أني أصبحت شيخا.

ذهبتَ لدراسة العربية في جامعة بغداد عام 1972، وكان ذلك أول فرصة للتعرف على الشرق والعرب بالمعنى الواسع للكلمة، كيف كانت انطباعاتك الأولى؟ ومن بين أساتذتك بالجامعة ترك أثره لديك؟ تيوفانوف في زي التخرج من جامعة بغداد عام 1978 (الجزيرة)

أتذكر التاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1972. كان الثلج يتساقط في صوفيا، واستقبلني صيف حار في بغداد. كنت سعيدًا لأنني سأدرس لغتي المحبوبة، وقد أعجبني في البداية كل شيء، وإن كان أحيانا يبدو غريبا عليّ، كأنني أشاهد حلقة من مسلسل ألف ليلة وليلة. أدهشني مثلا الضجيج في الشوارع والأذان يسمع في جميع أنحاء المدينة، وملابس بعض الناس المختلفة تمامًا عما اعتدت عليه. ولكن مهما كان الأمر، فانطباعاتي الأولى كانت إيجابية، لاسيما فيما يتعلق بسلوك الناس. أدركت لاحقًا أن حسن التفاهم والتسامح والأخلاق الطيبة تنبع من تأثير الدين.

في ذلك الوقت كان العراق بلدا هادئا مزدهرا. وأساتذة مشهورون من جميع البلدان العربية قاموا بزيارات لجامعة بغداد وإلقاء محاضرات قيّمة، وخاصة في كلية الآداب. وأثر عليّ كثير من الأساتذة، ليس بسعة علمهم فحسب، بل بتعاملهم مع الطلبة ومواقفهم في المجتمع. منهم مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي، ومحسن جمال الدين، وإبراهيم الوائلي، وعلى جواد الطاهر وغيرهم.

قلت في إحدى مقابلاتك الصحفية بأن التعرف على الأدب العربي الكلاسيكي يتطلب معرفة بالتاريخ والدين والفلسفة، في أي مرحلة من مراحل غوصك في التراث العربي قررت أن تبدأ بترجمة معاني القرآن الكريم؟

كان لدي هدف محدد: الوصول إلى مستوى يمكنني من ترجمة النصوص الأدبية، وخاصة الشعر العربي المعاصر، ولكني أدركت تدريجيا أن جوهر ما يهمني يكمن في الأدب العربي الكلاسيكي. فاتجهت إلى الشعر العباسي. في نفس الوقت اتضح لي أن الحضارة العربية الإسلامية ظاهرة معقدة لا تستطيع أن تفهم فرعا من فروعها، وموضوعا من موضوعاتها، ونصا من نصوصها دون أن تشعر بروحها وتتعمق في جميع عناصرها. ولا بد أن تترجم لنفسك كمية ضخمة من النصوص الأدبية والعلمية. هكذا بدأت رحلتي الطويلة إلى كنوز اللغة العربية.

بعد أن تخرجت من جامعة بغداد تم تعييني أستاذا في جامعة صوفيا. حاضرت في الأدب القديم والحديث وفي الفلسفة والحضارة العربية. لقد غرقت أكثر فأكثر في أعماق العلوم العربية الإسلامية التي لا نهاية لها. لم أكن مهتما بالقرآن الكريم. ظننت أنه من الناحية اللغوية البحتة ليس من الصعب عليّ فهمه وترجمته.

وأنا أحب التحديات ولا أكتفي بالحصول على الأشياء السهلة. في نفس الوقت ترجمت عددا من النصوص العربية الصعبة مثل المعلقات، وقصائد أبي العلاء المعري، وابن الفارض والمتنبي وابن المعتز وأبي تمام وغيرهم، ولكني لم أصل إلى مستوى النضج الروحي والعقلي المطلوب لفهم إعجاز القرآن الكريم.

إحدى صفحات النص البلغاري المترجم لمعاني القرآن الكريم في نسخة صدرت عام 1999 (الجزيرة) ما الذي دفعك للبدء بترجمة القرآن الكريم، هل الفضول المعرفي أم أنها ببساطة دعوة قد تلقيتها من طرف ناشر بلغاري؟

لم أقصد ترجمة القرآن الكريم حتى تلقيت دعوة من إحدى دور النشر البلغارية لأقوم بهذا العمل الشريف. قبلت العرض بكل سهولة وارتياح دون أن أفكر في صعوبات إكمال المهمة. واستغربت هذا الاقتراح لأن السلطات الشيوعية في بلغاريا آنذاك كانت تحظر ممارسة الطوائف الدينية، سواء أكانت مسيحية أو يهودية أو إسلامية لشعائرها. وبعد سنوات علمنا أن الحكومة اتخذت قرارا بتغيير الأسماء الإسلامية لأتراك البلاد واستبدال أسماء بلغارية بها لغرض استيعابهم القسري.

بالإضافة إلى ذلك ازدادت إجراءات تقييد حقوق المسلمين البلغار. في نفس الوقت، أوصى الحزب الشيوعي بترجمة معاني القرآن الكريم لتحويل التركيز من المسألة الدينية إلى المسألة العرقية. وكأنهم قالوا: نعم، عندنا مسلمون ونقدم لهم ترجمة كتابهم المقدس، ولكنهم ليسوا من الأتراك، بل هم من أصل بلغاري. إن اختياري مترجما لمعاني الذكر الحكيم كان شرفا لي، واعترافا بمستواي العلمي ومهارتي في هذا المجال. وهكذا بدأت بالعمل عام 1987 وانتهيت منه بعد 3 سنوات.

ما طبيعة الصعوبات التي واجهتَها خلال عملك على ترجمة معاني القرآن: اللغة، المصطلحات، أسماء الأماكن والأعلام أم المعاني ذاتها؟               

عندما أنظر إلى الوراء عبر السنين إلى مصيري مع ترجمة معاني القرآن الكريم، أتذكر الآية القرآنية التالية من (سورة الأحزاب/ الآية 72):

﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾،

لا شك أن ترجمة معاني القرآن الكريم عمل شاق يحتاج إلى معرفة أسرار اللغة العربية والتفاسير المختلفة وأسباب النزول والفقه، وليس هذا فحسب بل لا بد للمترجم أن يختار المعنى المناسب من بين المعاني. والشيء الأكثر أهمية هو التقاط روح الوحي واتباع منهج شامل في ترجمة معاني جميع السور والآيات.

وكما قلت، قد أكملت الترجمة في 3 سنوات، ثم حدثت تغيّرات تاريخية في بلغاريا، غيرت بدورها موقفي تجاه الترجمة. فقد خرج الناس إلى الشوارع للاحتجاج على الحكم الشيوعي، وأنا، بالعكس، أغلقت على نفسي باب غرفتي وأعدت التفكير والتأمل في حياتي كلها. وعندما قرأت النص المترجم، وجدته جافا ميتا خاليا من الروح ومبتعدا عن الأصل العربي، وإن كان دقيقا، فكانت تلك لحظة الوصول إلى البداية، فبدأت العمل من الصفر.

واستمرت هذه العملية حوالي 10 سنوات. بعد ذلك عينت دار الإفتاء العامة للمسلمين البلغار لجنة قامت بالتدقيق اللغوي والاصطلاحي للنص، وتحرير الترجمة. وكنت أشارك أعضاء اللجنة في مناقشة ملاحظاتهم. والحمد الله نجحنا في تحقيق أهدافنا. وتستهدف الترجمة الجمهور البلغاري العام، وليس المسلمين فقط، وهي معترف بها على نطاق واسع. وأعتقد أن نص الترجمة بإمكانه أن يؤثر على القارئ حتى يستطيع أن يلاحظ عبرها مدى الإعجاز القرآني، وإن كان من المستحيل نقل كلام الله إلى أي لغة أخرى غير العربية.

أما بالنسبة لي فقد نوّر القرآن الكريم مصيري في الحياة، وعالجني من الطموحات الدنيوية، وفتح أمامي آفاقًا لم تكن تخطر لي على البال.. وجعلني أبعد نظرًا، وأنضج رأيًّا، وأعمق رؤية.

صدرت في بلغاريا قبل قدوم الشيوعيين إلى السلطة عام 1944 ترجمة أولى لمعاني القرآن الكريم منقولة عن النص الإنجليزي، هل اطلعت عليها قبل الشروع بنقل معاني النص القرآني من العربية إلى البلغارية مباشرة؟

هناك ترجمات من التركية أيضا. مع الأسف، لم أستفد منها كثيرا. إنها عمل مترجمين قد يعرفون المعاني ولكنهم لا يجيدون البلغارية ففي بعض الأحيان يستعملون تعابير مضحكة وكأنهم يسخرون من النص المقدس دون أن يشعروا بذلك.

وابتعدوا كذلك عن الأصل العربي فاستعملوا مثلا بمعنى النبي الكلمة الفارسية العثمانية (پیغامبر)‎ وهي غير واضحة بالنسبة للقارئ البلغاري. أما أنا فاعتمدت على الترجمات الروسية والإنجليزية وفي بعض الأحيان الفرنسية والألمانية. إن ترجمتي هي الترجمة الأكاديمية الأولى بالبلغارية والوحيدة التي اعترفت بها دار الإفتاء العامة للمسلمين البلغار.

هل أبديت اهتمامًا بالتصوف والمتصوفة، خصوصا أن لبعضهم حضورا وأتباعا في دول البلقان؟

إن التصوف ظاهرة تستحق الاهتمام العلمي، ولكن هناك عددا من المستشرقين بحثوا في هذا الموضوع، فأنا شخصيا لا أجد مكانا بينهم. الصوفي الوحيد الذي ترجمت قصائده هو ابن الفارض. أعتقد أن الرموز والمصطلحات الصوفية بعيدة جدا عن عصرنا هذا، ولها قيمة تاريخية فقط.

موقع أربيادا – مؤسسة البروفيسور توفانوف الخيرية (theophanov.com) من صاحب المبادرة لإنشاء مؤسسة تسفيتان توفانوف الخيرية وموقع "arabiada" لتعريف القارئ البلغاري بما أنتجه وكتبه البروفيسور وكذلك للتعريف بالعرب وتراثهم؟

إن فكرة إنشاء المؤسسة والموقع تهدف إلى تعريف الجمهور البلغاري بإنجازات الحضارة والثقافة العربية والعالم العربي المعاصر بشكل عام، وكذلك تشجيع المستعربين البلغار الشباب. أما شخصيتي المتواضعة فهي تعبير عن عالم ومترجم متواضع كرّس كل حياته لخدمة اللغة العربية وحضارتها العبقرية. المبادرة جاءت من زملائي مع مشاركة روحية، ليست بمالية، لرجال أعمال، لهم علاقات اقتصادية بالعالم العربي.

المهم أننا نريد أن نركز على الأمور الإيجابية التي تجمعنا مع العالم العربي ومساهمة العرب في الحضارة العالمية. ليس سرا أن المجتمع البلغاري بصورة عامة ما كانت له معلومات وفيرة عن تاريخ العرب وعلومهم وآدابهم، وإن كانت موجودة، فهي ليست بموضوعية. إن العمليات الإرهابية قام بها أشخاص بأسماء عربية وكثرة المهاجرين من بعض البلدان العربية أدت إلى تأليب الرأي العام ضد العرب. إننا نحاول أن نغير هذا الموقف عن طريق التعريف بالإنجازات العربية. ويتمتع الموقع بحركة مرور وزيارات كثيرة وهذا يشير إلى نجاحه وفائدته.

ما ملابسات اختيارك لشعر أبي العتاهية موضوعا لرسالة الدكتوراه؟

الشاعر العباسي أبو العتاهية كان واعظا حكيما يتأمل في مسائل الحياة والموت ويعبرعن اليأس من الدنيا والميل إلى الآخرة، والفناء ومصير الإنسان والأخلاق والنصح والإرشاد، وغير ذلك. لقد طوّر في شعره ما يسمى بالزهديات، ونجده يتطرق في زهده إلى نقطتين بارزتين هما: الترهيب من الدنيا، والترغيب في الآخرة.

كما يدعو أبو العتاهية إلى القناعة، لأن المال لا يدخل القبور مع أصحابه. هو الذي قال: (فَإِنَّما المَرءُ مِن زُجاجٍ. إِن لَم تَرَفَّق بِهِ تَكَسَّر). وقد أحببت هذا الشعر لأنني وجدت فيه انعكاسا لأفكاري ومواقفي الشخصية من الحياة والمجتمع. وثمة دافع آخر للعمل على هذا الموضوع كان استخفاف المستشرقين بمكانة أبي العتاهية في تاريخ الأدب العباسي.

عام 1987 حصلت من معهد موسكو للاستشراق على درجة الدكتوراه عن أطروحة عنوانها "دور أبي العتاهية في تطوير القصائد الفلسفية في الشعر العربي"، في عام 2001 حصلت على دكتوراه ثانية عن أطروحة عنوانها "الشعر العربي الكلاسيكي كنموذج ثنائي التفرع". ما هو ملخص فكرة الأطروحة الثانية؟

تقدم الأطروحة لمحة شاملة عن الشعر العربي في العصور الوسطى. الفكرة مبنية على الوجود في هذا الشعر للتفرع الثنائي أو ما يسمى بالخضرمة، ومن المعروف أن الله تعالي خلق من كل شيء زوجين: الكفر والإيمان، والشقاوة والسعادة، والهدى والضلالة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والإنس والجن. ففي أطروحتي هذه (للحصول على درجة دكتوراه دولة) أبحث في المفاهيم المضادة مثل البداوة والحضارة والجسم والروح وغير ذلك. وأجيب عن سؤال، كيف تتداخل هذه المفاهيم المتعارضة في الشعر العربي الكلاسيكي وما دور الإسلام في تشكيل هذه الأفكار؟

يحتوي ملحق الرسالة على مجموعة ضخمة من ترجماتي لقصائد أشهر الشعراء العباسيين. وأعتز بأنني الشخص الأول في بلغاريا الذي يلفت الانتباه إلى مثل هذه المسائل وهذه الثروة الأدبية.

مصنف تيوفانوف المعنون "الثقافة القروسية العربية من الجاهلية إلى الإسلام" صدر عام 2004 في 985 صفحة (الجزيرة) أصدرت مبكرا ديوانا شعريا بعنوان "واحات" لكنك لم تعد إلى نشر المجموعات الشعرية، هل تخليت نهائيا عن كتابة الشعر، ولماذا؟

تخليت عن نظم الشعر نتيجة تأثير إعجاز القرآن على نفسي وروحي. بعد "الواحات" أصدرت ديوانين، هما "صيدلية الليل" و"إنسان تحت السماء". وفي مرحلة ما من حياتي وقعت في أزمة روحية نابعة من قناعتي بأن لا أحد يهتم بأفكاري ومشاعري فلا جدوى من نشر قصائدي. واتجهت إلى حكمة القرآن الكريم.

ثم بعد أن ظهر المنتدى المجاني على الفيسبوك، أغرق جيش الشعراء، صغارًا وكبارًا، موهوبين وغير موهوبين، رغبتي في نظم الشعر. هذا لا يعني أنني تركت الشعر تماما، بل أهديت لنفسي حرية الاختيار بين التعبير وعدم التعبير الشعري حسب رغباتي وحالتي المزاجية. الآن أفضل النثر وما زلت أؤلف من حين إلى آخر شعرا وقصصا قصيرة.

ما ملابسات انتقالك للعيش في فرنسا.. وهل لذلك علاقة بعمل بحثي جديد؟

ابنتي مواطنة فرنسية وتعيش مع عائلتها في باريس. وقبل 3 سنوات قررت الانتقال إلى فرنسا نهائيا لأكون بالقرب من حفيدي الصغيرين. كما فتحت أيضا فرصا لتحقيق مشاريع مشتركة مع زملائي الفرنسيين، وقد أصبحت فرنسا وطني الثاني.

أنا حاليا أقوم ببحث في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) ووصلت إلى مرحلة متقدمة في هذا العمل. وفي نفس الوقت أواصل العمل على تاريخ الأدب العربي الكلاسيكي – المادة التي ما زلت ألقي فيها محاضرات أكثر من 40 عاما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: اللغة العربیة الشعر العربی فی نفس الوقت جامعة بغداد فی بلغاریا وإن کان فی هذا

إقرأ أيضاً:

دبلوماسيون وخبراء يكشفون للجزيرة نت تحديات رئيس الوزراء السوداني الجديد

الخرطوم- أثار تعيين كامل إدريس، رئيسا لوزراء السودان، أمس الثلاثاء، ردود فعل متباينة بعد أن ظل هذا المنصب الرفيع شاغرا لأكثر من 3 سنوات. وفيما راهن الكثيرون على نجاحه في إحداث اختراق بالملفات الشائكة التي تنتظره داخليا وخارجيا، جزم آخرون بفشله بسبب الواقع المتأزم جراء الحرب.

ويتكئ إدريس على خبرة دولية واسعة بحكم عمله ورئاسته لعدد من المنظمات والهيئات الدولية مثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية ومحكمة التحكيم والوساطة الدولية، وغير ذلك من التجارب التي رفعت من سقف توقعات البعض بمقدرته على إحداث اختراق في علاقات السودان مع المجتمع الدولي.

خطاب قوي

من جانبه، قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي عثمان ميرغني للجزيرة نت، إن السياسة الخارجية هي الملعب المفضل لقدرات وخبرات كامل إدريس. ويمكنه تحقيق اختراق مؤثر في وقت وجيز لكن بشرط أن يتغلب على الأجسام المضادة الداخلية التي لها هواجس مزمنة تجاه العلاقات الدولية.

وأضاف ميرغني أن المجتمع الدولي منفتح وراغب في الانخراط الإيجابي مع السودان وشعبه، لكن دائما هناك قلق من ضعف الإرادة السياسية السودانية تجاه علاقات دولية مثمرة والتركيز على المساعدات المباشرة فقط.

إعلان

وأشار إلى أن تعزيز صورة البلاد الخارجية يحتاج ربما لخطاب داخلي قوي يرسم ملامح سودان مختلف في فهمه وتطلعاته للتعاون الدولي.

من جهته، قال السفير عبد المحمود عبد الحليم، مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة بنيويورك، إن الأستاذ كامل شخصية مقتدرة ودبلوماسي محنك يملك الرؤية المستبصرة لقراءة الملعب السياسي واللاعبين وأدوارهم، ويملك الرؤية العارفة والفلسفة المدركة وخطة اللعب المفضية لإنجاح الحراك في هذه الفترة المفصلية والحرجة في تاريخ السودان.

وفي حديث للجزيرة نت، قال إن على رئيس الوزراء الجديد إدراك أن تجربة الحرب وبشاعتها قد أوجبتا -ليس فقط ضرورات تطبيع وإعادة الحياة، وإنما- إعادة التأهيل العاطفي والسيكولوجي للمواطن جنبا إلى جنب. وعليه تبعا لذلك الاهتمام بالرسائل التي تبعث بها تحركاته واستجماع فضيلتي الصبر وقوة العزيمة، كما أن عليه، و"هو الدبلوماسي الحاذق"، إدراك أن التوافق الذي يحتاجه العمل في إطار المنظمات الدولية ضرورة في السياق الوطني.

وحول أبرز التحديات التي تواجهه، قال السفير عبد المحمود إن الحرب أحدثت دمارا غير مسبوق جعل كافة متطلبات استعادة الحياة أبرز العقبات، "كأن تقذف بمريض إلى غرفة العناية المركزة لإعادة عمل أعضاء جسده المتعطلة".

ودعا رئيسَ الوزراء للتركيز على المشاورات التي ستجرى ويجريها مع قيادة الدولة، وذلك قبل أداء القسم على الصلاحيات التي ينبغي أن تكون واضحة وكاملة، ليتفرغ بعدها لاختيار وزراء أكْفاء وبقوام وزاري غير مترهل وبآجال زمنية دقيقة لإدارة الحكومة، وخاصة قطاعات الخدمات والأمن والصحة والتعليم، وإيلاء الاهتمام الضروري للمؤسسية والتنسيق.

تحديات

وجاء قرار عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني بتعيين شخصية مدنية رئيسا للوزراء بصلاحيات كاملة كخطوة طال انتظارها منذ شغور المنصب باستقالة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك في يناير/كانون الثاني 2022.

إعلان

وقال عثمان ميرغني إن إدريس يواجه تحديات أساسية تتمثل في القدرة على مواجهة مقاومة داخلية متعددة من الأطراف الرسمية والسياسية، خاصة التي تتركز في محاولة إعاقة مشروعاته وإفشالها لتأكيد عدم الحاجة لوجود رئيس وزراء.

ووفقا له، فإن من وصفهم بأمراء الحرب سيجتهدون في محاولات منع إدريس من التواصل الخارجي الفعال لإنهاء الحرب خاصة في مسار التفاوض وإصلاح العلاقات الثنائية مع الدول المؤثرة على الملف السوداني.

ومن التحديات الأساسية، حسب ميرغني، التعامل مع ملعب سياسي سوداني يعاني من استقطاب حاد جدا مما قد يعقّد جهوده لتقوية الصف الداخلي برفع سقف القواسم المشتركة بين المؤثرين السياسيين، أفرادا وأحزابا وتحالفات.

من ناحيته، قال الأمين العام الأسبق لمجلس الوزراء السوداني عمر محمد صالح، للجزيرة نت، إن هناك تحديات "جساما" داخليا وخارجيا يواجهها إدريس، أبرزها كيفية المحافظة على وحدة الصف الوطني التي تحققت جراء "حرب الكرامة" التي وحدت وجدان الشعب خلف قواته المسلحة، وذلك بالوقوف على مسافة واحدة من كافة القوى السياسية الوطنية التي ساندت الجيش.

ومن التحديات أيضا -حسب صالح-:

استكمال هياكل الحكم وتشكيل مجلس وزراء من تكنوقراط غير حزبيين للعمل وفق برنامج وطني متفق عليه بعيدا عن أي مؤثرات خارجية. وتحقيق أحلام المواطن السوداني في العودة العاجلة لدياره ببسط الأمن وإصلاح ما دمرته "المليشيا" (يقصد قوات الدعم السريع). وترتيب أولويات إعادة الإعمار في ظل ميزانية موجّهة لدعم المجهود الحربي. أولويات

أما عن الصعوبات الخارجية التي تواجه رئيس الوزراء الجديد، فأشار صالح إلى:

إعادة دور السودان الفاعل في المنظمات الدولية والإقليمية دون تفريط في السيادة الوطنية. واستقطاب الدعم الخارجي من "الأشقاء والأصدقاء" لدعم جهود إعادة الإعمار. إلى جانب ضبط وتقييد الوجود الأجنبي بالبلاد "بعد أن ثبتت مشاركة كثير من اللاجئين كمرتزقة في الحرب". إعلان

ويرى مقربون من رئيس الوزراء السوداني -تحدثوا للجزيرة نت- أن أولوياته ستكون تشكيل حكومة "رشيقة" تعمل على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين واستعادة الخدمات العامة المتدهورة، إضافة إلى إعادة إعمار ما دمرته الحرب.

وحسب محللين سياسيين ودبلوماسيين تحدثوا للجزيرة نت، فإنه من المبكر الحكم بنجاح إدريس في التعاطي الإيجابي مع التحديات الداخلية والخارجية، ورهنوا ذلك بالتزام القيادات العسكرية في مجلس السيادة بعدم التدخل في إدارة الجهاز التنفيذي، حيث عزا كثيرون حالة الشلل وعدم الاستقرار التي أصابت الأداء الحكومي "لتدخلاتهم المزاجية".

وأشار السفير عبد المحمود إلى أن نجاح رئيس الوزراء خارجيا يعتمد على جودة السياسات وأداء الواجبات والمهام والمسؤوليات الداخلية. ودعاه للعمل مع مجلس وزرائه للتوصل إلى خطة وطنية مترابطة الحلقات لإعادة التأهيل، لتشكّل أساسا لطلب العون الخارجي بما في ذلك إمكانيات عقد مؤتمرات تعهدية للمانحين شاملة التغطية أو قطاعية.

وقال إنه بحكم شبكة علاقاته الخارجية وموقعه، يُتوقع أن يكون له دور كبير ومهم إزاء النشاطات والتحركات الدبلوماسية التي ستشهدها الفترة القادمة، بما في ذلك إنجاح خارطة الطريق وإيلاء الاهتمام للانخراط الإيجابي في استعادة نشاطات السودان في الاتحاد الأفريقي.

واعتبر السفير عبد المحمود أن قضية مشاركة المجتمع الدولي في إعادة البناء والإعمار تعدّ تحديا رئيسيا على الجبهة الخارجية في الفترة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • دبلوماسيون وخبراء يكشفون للجزيرة نت تحديات رئيس الوزراء السوداني الجديد
  • جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تطلق دورتها الـ28 بجوائز 12مليون درهم
  • عاجل | مصادر طبية للجزيرة: 62 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • محمد بن راشد: جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم الأقرب إلى القلب
  • التصفيات الختامية لمسابقة القرآن الكريم لطالبات المدارس الصيفية بالأمانة
  • قمة بغداد العربية والحاجة للمّ الشمل العربي !
  • وزيرة البيئة: تحفيز الاستثمارات الخضراء بتعاون القطاعين العام والخاص.. المعرض العربي للاستدامة فرصة لإتاحة الشراكات المختلفة في المنطقة العربية
  • سكان كشمير الباكستانية يروون للجزيرة نت شهاداتهم عن القصف الهندي
  • ارتياح بين طلاب الشهادة الإعدادية الأزهرية بالشرقية عقب أداء امتحان مادتى القرآن الكريم والكمبيوتر
  • تكريم 300 دارسة في ختام الأنشطة السنوية بمدارس القرآن الكريم بالعوابي