لقاء أذري أرميني برعاية أوروبية وتواصل النزوح من قره باغ
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
يستقبل الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء في العاصمة البلجيكية بروكسل حكمت حاجييف مستشار الرئيس الأذربيجاني وأمين مجلس الأمن في أرمينيا أرمين غريغوريان، لمناقشة التطورات في إقليم ناغورني قره باغ، في وقت يواصل فيه السكان الأرمن في الإقليم التدفق نحو الأراضي الأرمينية.
ووفق وكالة الأنباء الأرمينية (أرمينبرس) نقلا عن مجلس الأمن في أرمينيا، سيشارك في اللقاء إلى جانب حاجييف وغريغوريان مستشارو كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وسيبحث اللقاء في بروكسل ترتيبات الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول بمدينة غرناطة الإسبانية.
وكانت بروكسل قد استضافت لقاء ثلاثيا في 14 مايو/أيار الماضي جمع علييف وباشينيان وميشال.
وفي الأول من يونيو/حزيران عقد اجتماع خماسي شارك فيه أيضا ماكرون وشولتز، على هامش قمة المجموعة السياسية الأوروبية بمولدوفا.
جهود دبلوماسية
يأتي ذلك في حين سيطرت الجهود الدبلوماسية على التطورات في إقليم ناغورني قره باغ، حيث التقت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامنثا باور، رئيس الوزراء الأرميني في يريفان، وشددت على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار في قره باغ وخروج من يرغب من سكان الإقليم منه.
وقالت باور إنها ستلتقي النازحين من أرمن قره باغ الذين عانوا من الأزمة الإنسانية في الإقليم، على حد تعبيرها.
ويوم أمس الاثنين، وصل وفد أميركي رفيع المستوى إلى العاصمة الأرمينية يريفان لبحث التطورات في إقليم قره باغ. ويضم الوفد إلى جانب باور، يوري كيم نائبة وزير الخارجية الأميركي.
ونقل الوفد الأميركي رسالة من الرئيس جو بايدن إلى باشينيان أكد فيها دعم واشنطن "مساعي أرمينيا لتحقيق سيادتها ووحدة أراضيها"، مشددا على مواصلة تعزيز التعاون مع يريفان في مجالات الأمن والطاقة والقضايا الإنسانية.
وقال باشينيان، إن ما سماه مسار التطهير العرقي لأرمن قره باغ يتواصل بشكل تراجيدي وإن بلاده حاولت الحيلولة دون وصول الأمور إلى ما هي عليه إلا أنها لم تجد آذانا صاغية.
وشدد رئيس الوزراء الأرميني على ضرورة اتخاذ خطوات صريحة لمنع تصعيد الوضع بشكل أكبر.
وفي سياق المواقف الأميركية، أعلنت الولايات المتحدة أن روسيا أظهرت أنها شريك لا يمكن الاعتماد عليه بعدما حمّلت أرمينيا موسكو مسؤولية الإخفاق في منع سيطرة القوات الأذربيجانية على ناغورني قره باغ.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحفيين "أظهرت روسيا أنه لا يمكن الاعتماد عليها كشريك أمني".
وكان باشينيان، قد انتقد قبل يومين موسكو لرفضها التدخل في النزاع الذي انتهى بموافقة الانفصاليين المدعومين من أرمينيا على إلقاء سلاحهم.
في المقابل، أعلن الكرملين رفضه ما سماها محاولة تحميل موسكو وقوات حفظ السلام الروسية مسؤولية الوضع في إقليم قره باغ.
وقال الكرملين إنه من غير الممكن الحديث حاليا عن مدة بقاء قوات حفظ السلام الروسية في قره باغ.
وأضاف أن روسيا ترفض سعي الدول التي ليس لديها إمكانية الوساطة في قره باغ لتأكيد وجودها في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن خطاب رئيس الوزراء الأرميني بشأن الاستقلال تضمن كلاما غير مقبول بشأن روسيا، وأشارت إلى أن باشينيان بتصريحاته المناهضة لموسكو يحاول التنصل من مسؤولية إخفاقاته في السياسات الداخلية والخارجية، وإلقاء اللوم على موسكو.
دعم ونزوحوزار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أذربيجان، حيث أكد أن علاقات بلاده مع باكو في أعلى مستوياتها، وأن السلطات الأذربيجانية نفذت عملية ناجحة على ما وصفه بالإرهاب في قره باغ دون إيقاع خسائر في صفوف المدنيين.
وأضاف أردوغان أن "انتصار أذربيجان في قره باغ يعزز فرص تطبيع العلاقات في المنطقة"، داعيا أرمينيا لاغتنام فرصة الاستقرار والسلام في المنطقة.
أما الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف فقال إن بلاده أنهت عملية أمنية ناجحة في إقليم قره باغ، وحققت الأمن الكامل على حدودها.
يأتي ذلك في وقت يواصل فيه أرمن الإقليم الخروج باتجاه الأراضي الأرمينية عقب الاتفاق الأخير بينهم وبين السلطات الأذربيجانية.
وارتفع عدد سكان قره باغ الذين عبروا ممر لاتشين إلى أرمينيا إلى نحو 7 آلاف خلال 24 ساعة، ويتوقع استمرار حركة النزوح الجماعي بالآلاف خلال الأيام القادمة في وقت يتهم فيه أرمن قره باغ وحكومة يريفان السلطات الأذربيجانية بانتهاج سياسة تطهير عرقي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الرئیس الأذربیجانی الوزراء الأرمینی فی قره باغ من قره باغ فی إقلیم
إقرأ أيضاً:
برلماني: لقاء الرئيس السيسي وحفتر محطة محورية جديدة في مسار دعم استقرار ليبيا
أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، يمثل محطة محورية جديدة في مسار دعم مصر لاستقرار ليبيا، ويعكس ثبات الموقف المصري ووضوح رؤيته تجاه مستقبل الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية.
وقال «محسب» إن الرسائل التي حملها اللقاء تتجاوز البعد الثنائي التقليدي، وتمتد لتشكل إطارا متكاملا للأمن الإقليمي، خاصة في ظل التعقيدات المحيطة بالمنطقة وإعادة رسم خرائط النفوذ الدولي في الإقليم، موضحا أن تأكيد الرئيس السيسي خلال اللقاء على دعم مصر الكامل لوحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها، وتجديد موقفه الرافض لأي تدخلات خارجية، يعكس إدراكا مصريا واضحا لخطر تفكك مؤسسات الدولة الليبية، وما قد يحمله ذلك من تهديد مباشر للأمن القومي المصري.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن إشادة الرئيس بالدور المحوري للقيادة العامة للجيش الليبي تعكس دعم القاهرة للقوى الوطنية التي تعمل على استعادة تماسك الدولة، بعيدا عن الميليشيات أو القوى المدعومة خارجيا، مشيرا إلى أن تأكيد الرئيس على ضرورة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا يأتي متسقا مع موقف مصري ثابت يعتبر أن أي تسوية سياسية لن تنجح ما لم تُستعاد السيطرة الوطنية الكاملة على الأرض الليبية، قائلا: “وهذا الموقف يتقاطع مع رغبة الشارع الليبي ومؤسساته الوطنية، ويمثل ركيزة أساسية لإعادة بناء الدولة.”
وثمن وكيل لجنة الشئون العربية، إشادة المشير حفتر بالدور المصري، معتبرا ذلك تعبير عن ثقة حقيقية في قدرة القاهرة على قيادة مسار دعم الحل السياسي، مضيفا أن حرص حفتر على استمرار التنسيق مع الرئيس السيسي يعكس مكانة مصر كضامن رئيسي للاستقرار، وصاحبة دور متقدم في حماية الأمن القومي العربي.
وأكد «محسب» أن تجديد الرئيس السيسي دعم مصر لكل المبادرات الداعية لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن، يعكس رغبة صادقة في الدفع نحو حل نهائي يضع ليبيا على مسار الشرعية الكاملة، لافتا إلى أن هذا الطرح المصري هو الأكثر انسجاما مع الواقع الليبي، لأنه ينهي حالة الانقسام ويمنع نشوء مؤسسات متعارضة الشرعية، مشيرا إلى أهمية مناقشة ملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وأكد أن توافق الجانبين على مواصلة العمل بشكل مشترك وفق القانون الدولي يثبت نضج العلاقات بين القاهرة والقيادة الليبية، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي الذي يحمي الحقوق ويمنع أي توترات مستقبلية، مشيرا إلى أن مصر تتحرك بمنهج استباقي، يوازن بين دعم الحلول السياسية وترسيخ الأمن الإقليمي، ويعيد بناء شبكة توازنات تمنع الانزلاق نحو الفوضى.
وقال :" القاهرة ستظل الطرف الأكثر قدرة على حماية المصالح العربية وتحصين الجوار المباشر من أي تهديدات خارجية أو ميليشياوية."