بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

و الفَرَقَة المنطوقة بترقيق الرآء و نطق القاف بمخرج أقرب إلى حرف الكاف هي الفجوة للناطقين بها...
و تشير مصادر عديدة ، و جميعها غير مؤكدة ، إلى أن أعداد ضحايا الحرب الدآئرة الآن في العاصمة المثلثة الخرطوم و ضواحيها و تخوم ولاية الجزيرة المجاورة و ولايات دارفور و كردفان و بقاع أخرى من بلاد السودان تبلغ ألاف القتلى و أضعاف ذلك من المصابين و المعاقين ، هذا بالإضافة إلى أكثر من سبعة ملايين نازح/مهاجر.

..
و لقد أبانت الحرب الكثير من سوءات و حسنات الشعوب السودانية و كذلك عورات الكثير من الدول و المنظمات...
و فيما يلي الشعوب السودانية فقد ظهرت جليةً سوءات: القادة العسكريين في القوات المسلحة السودانية و النظامية و أمرآء الحروب في مليشيات الجَنجَوِيد و المليشيات المتمردة الأخرى (حركات الكفاح المُصَلَّح) و توابع هؤلآء و أولئك من الأرزقية و الطفيلية ، كما أظهرت الكارثة بعضاً من صفات الأنفس السودانية الغير مطمئنات و تلك الأَمَّارَات بالسوء و التي أسآءت ثلاثاً ، الأولى بالتأييد و التعاون مع مليشيات الجنجويد و دول أجنبية و الثانية في السرقة و النهب و الثالثة في الإستغلال اللأخلاقي لمصيبة و ضعف النازحين/الفارين من ويلات و فظاعات الحرب...
أما أسوأ/أردأ/أفدح/أقبح/أعظم السوءات على الإطلاق فقد كانت ، و كما كان متوقعاً ، من نصيب الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) ، و التي و من أجل القضآء على الثورة و إفشال التغيير و العودة العلنية إلى كراسي السلطة بغرض حماية المصالح و مواصلة نهب الموارد و الثروات ، لجأت إلى ممارسة أقذر ضروب الخبث السياسي و فنون التآمر الإستخباراتي مستخدمة في ذلك كل خبراتها المتراكمة في الإفساد و الإنحطاط و النفاق و إشعال الصراعات ، و لم تبالي الجماعة إن كانت أفعالها و ممارستها الغير سوية سوف تؤدي إلى زهق الأنفس بغير حق و إلى خلق الفتن و تدمير الوطن المسمى بلاد السودان و تمزيقه...
و في الجانب الآخر المضيء فقد كشفت المصآئب عن بريق معادن أنفس سودانية نفيسة تخصصت في الفزعة و نجدة الملهوف ، و كانت عند حسن الظن بها في تعاملها النبيل/الكريم مع النازحين الفارين من ويلات الحرب التي أزهقت الأنفس و أضاعت المقتنيات و المدخرات و دمرت البيوت و الممتلكات...
أما فيما يلي الدول و المنظمات فقد أبانت تغطيات الحرب و ما رشح عنها من مآسي الكثير من عورات الدول ”المانحة“ و تقصير منظمات الأمم المتحدة و المجتمع المدني العاملة في مجالات الإغاثة و العون الإنساني و كذلك القنوات التلڨزيونية و وكالات الأنبآء الإقليمية و العالمية ، و قد جرت العادة و ما أن تحل كارثة طبيعية أو تنشب حرب في أي بقعة من العالم إلا و يهرع/يتسابق/يتقاطر إليها مراسلو القنوات التلڨزيونية و مناديب وكالات الأنبآء العالمية و ناشطو الوسآئط الإجتماعية من كل بقاع العالم و من خلفهم العاملون في منظمات العون و الإغاثة الدولية ، فيهبطون جميعهم في البقاع المنكوبة يباشرون التغطية المباشرة و نقل الأخبار و تقديم العون ، و كذلك تقصي أدق تفاصيل ما تعرض و يتعرض له الضحايا/المنكوبون/الفارون/النازحون الذين شُرِّدوا أو هاجروا أو هُجِّروا أو هَجَرُوا مساكنهم من ضياعٍ و رهقٍ للأنفس و خرابٍ و دمارٍ للممتلكات...
و تجد مراسلو القنوات الإخبارية و وكالات الأنبآء الغربية يسارعون إلى كاميراتهم و مايكروفوناتهم و إلى البث المباشر من داخل المناطق المنكوبة ، يفعلون ذلك و قد تهيأوا مسبقاً بكل ما يلزم من أدوات التغطية الميدانية ، و قد دلت التجارب أن التغطيات و التعليقات تشمل الشاردة و الواردة و لكن بحسبان ، و أنها أصبحت ترتكز على التعريف الجديد لمفاهيم: المصداقية و النزاهة و الشفافية و الحيادية و عدم الإنحياز و التي تمت صياغاتها بحيث لا تتعارض مع مصالح الدول و الجهات و الأجهزة الراعية و المانحة ، مع الحرص العظيم على أن تتم التغطية و بما يتوافق و أهداف و سياسات القناة الناقلة للخبر و توجيهات/توجهات الممولين/المالكين ، هذا مع مراعاة الموازنة الدقيقة ما بين ما يبث من جرعات المآسي و الدراما و التراجيديا و برامج الترفيه و المتعة و الإعلانات ، و بحيث لا تتعارض تغطية الأحداث مع اللباقة/اللياقة/الكياسة السياسية و التنوع العرقي و الديني و الثقافي ، و بما يضمن إنحياز و قبول المشاهدين و الرأي العام ، و كذلك رضا جماعات المحافظة على حقوق: الإنسان و المرأة و الطفل و المثليين و العابرين جنسياً و المعاقين و الأقليات!!!...
و توثق المصادر و إحصآئيات و منشورات منظمات الأمم المتحدة و المنظمات الأممية الأخرى و تقارير المراقبين أن الغالبية العظمى من الفارين/المنكوبين/المشردين/النازحين/اللاجئين/المهاجرين/المُهَجَّرين تستقبلهم و تستوعبهم دول الجوار المباشر للمناطق المنكوبة ، و تشير ذات المصادر إلى أن غالبية/جميع دول الجوار أعضآء مؤسسون لنادي الدول الفقيرة ، النامية/النايمة و العَدمَانَة التَّعرِيفَة...
كما تظهر/توثق الصور و الڨيديوهات و الأخبار و البرامج الوثآئقية في القنوات التلڨزيونية و الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة العنكبوتية أن أغلب النازحين و اللاجئين الفارين من جحيم الكوارث و ويلات الحروب إلى دول الجوار الفقيرة يتم إيوآءهم/حشرهم في مخيمات و معسكرات سيئة الترتيب و التخطيط تم إعدادها على عجل ، أما الناجون من النازحين/اللاجئين المهاجرين إلى الدول الغربية البعيدة و الذين غامروا بأرواحهم ، و الذين لم تبلعهم أجواف/بطون: الصحارى و البحار و المحيطات و الحيتان و تماسيح بني الإنسان ، فيتم إيوآءهم/حشرهم في بيوت/شقق المجالس البلدية في الأحيآء الفقيرة ذات السمعة المنخفضة و معدلات الجريمة العالية أو الفنادق الرديئة أو مراكز الإيوآء البآئسة ، و ذلك بعد أن تطلع أعينهم جرآء إجرآءات كشف الحال و مَرمَطَة الحبس و الفحص الأمني...
كما تبين العديد من التقارير و البرامج التوثيقية أن منظمات الأمم المتحدة للاجئين و منظمات المجتمع المدني غير الحكومية العاملة في مجالات الإغاثة و العون الإنساني و جمعيات خيرية و مسئولين في دولٍ عديدة يتسابقون/يتنازعون/يتقاتلون على الظفر بالإعانات و الهبات و التبرعات المالية و مواد الإغاثة المتنوعة المقدمة من صناديق الأمم المتحدة المختلفة و الدول المانحة و الشركات و الجهات و الأفراد ، و أن أغلب الإعانات و المنح و التبرعات و مواد الإغاثة تصرف في بند العاملين عليها ، أو تختفي ، أو تنتهي عند غير مستحقيها...
و الملاحظ أن الكثير من القنوات التلڨزيونية ”العالمية“ و وكالات الأنبآء ”الدولية“ المعروفة المتخصصة في تغطية الكوارث الطبيعية و الحروب عملت نايمة أو رايحة أو طَنَّشَت عن تغطية أخبار الحرب في بلاد السودان ، و يبدوا أن في التغطياتِ الإخبارية التلڨزيونية خيارٌ و فقوسٌ ، و هذه الجمل و المقدمة أعلاه ضرورية لإبراز تجاهل تلك القنوات و الوكالات لأحداث الحرب في بلاد السودان و التقصير في تغطية و نقل ما ألم بالنازحين الفارين من ويلات و أهوال القتال إلى المشاهدين حول العالم ، فقد أبانت المتابعات أن مراسلي القنوات التلڨزيونية و وكالات الأنبآء العالمية لم يهرعوا/يتسابقوا/يتقاطروا إلى العاصمة الخرطوم و ولايات: الجزيرة و دارفور و كردفان لنقل و متابعة وقآئع الحرب و البَلْ و الجَغِمْ الحي و الذبح على الطريقة السودانية...
و يبدوا أن جهاتٍ قد أوكلت أمر تغطية حرب بلاد السودان إلى بعض من القنوات الإقليمية الممولة بسخآء من قبل دولٍ في المنطقة ضالعة/والغة في الشأن السوداني ، و قد قامت تلك القنوات بتغطية بعض من وقآئع الحرب و الخراب و الدمار الذي حل بالعاصمة المثلثة و الأقاليم على ذمتهم و قَدُر قُدرَتُهم و بما يخدم مصالح الكفيل ، بينما ترك أمر نقل تفاصيل دقآئق البَلْ الأصلي و الجَغِمْ التمام لناشطي الوسآئط الإجتماعية و القُرُوبَات (المجموعات) من الهواة و جماعات غرف الجِدَاد (الدجاج) الإلكتروني ، المتخصصة في الفبركة ، التابعة لمليشيات الجنجويد و جماعة الكيزان...
خلاصة الأمر أن تغطية القنوات الإقليمية للأحداث الجارية في بلاد السودان لم تكن على قدر كِدَه ، بل كانت من على البعد و مُش و لا بد ، و كان فيها إِنَّ و هوا (هوآء) ، و لم تكن بالكثافة أو الدقة المتوقعة و المطلوبة أو كما جرت العادة في تغطية الكوارث و الحروب في بقاع و أنحآء أخرى من العالم مثل: غزو العراق و أفغانستان و حروب ميانمار و سوريا و ليبيا و اليمن و الحرب الدآئرة الآن في أوكرانيا و جزيرة القرم حيث التغطية الحية المباشرة و المكثفة و المَا خَمَج ، و حيث يتم البَلْ و الجَغِمْ الخواجاتي بطرق الفتك الحديثة و آخر ما توصلت إليه ترسانات القتل و مصانع الأسلحة في روسيا و دول منظمة حلف شمال الأطلسي...
و كانت أغلب التغطيات الحقيقية من داخل الغرف و المكاتب أو أسطح المباني البعيدة عن مواقع الأحداث ، حيث يتم عرض إفادات و أرآء مراسلي القنوات المحليين الخايفين من بطش حِمِيدتِي و رَبَّاطَة مليشيات الجَنجَوِيد الفالتين و ناس جهاز الأمن و الإستخبارات العسكرية ، و حيث يتم تخصيص دقآئق (ثمينة) لأرآء و إجتهادات الخبرآء الإستراتيجيين التي ما أنزل الله بها من سلطان ، و الذين حالتهم و أفكارهم تَحَنِن أو تجنن ربما بسبب الجهل أو لعدم الأهلية أو لنقصٍ حآدٍ في الكفآءة أو للإنعدام التآم للحيآء و الإختشآء أو لقوةٍ في الأعين أو بسبب التكالب و الإِنبِهَال على العملات الصعبة المبذولة بسخآء ، كما كانت التغطية سانحة لعرض قلة مهنية (أدب) بعض من مقدمي البرامج التلڨزيونية و كذلك إستعراض أزيآء المراسلين و الخبرآء (يمكن إسقاط حرف البآء أو إدغامه بالكامل) الإستراتيجيين العجيبة و غربية و المقطوعة من الرأس...
إن ما قامت به القنوات التلڨزيونية الإقليمية و بعضٌ من وكالات الأنبآء العالمية ما هو إلا تغطية لبعضٍ يسيرٍ مما تعرضت له قطاعات واسعة من الشعوب السودانية من أضرار في الأنفس و الممتلكات ، و قد كان التناول في أغلبه سطحي و كلام ساكت و فطير تجنب الغوص في أعماق الكارثة و الأحوال/الأهوال التي حلت ببعض/كثير من الضحايا و المنكوبين ، كما أن أغلب النقل و التغطية تمت بصورة رديئة و دون المستوى و تنقصها المهنية ، بل كانت مخجلةً و شَارِطَةً للعين بكل المقاييس...
حاشية:
يلاحظ القاريء أنه لم يتم التعرض للحِبِيبَة قناة جمهورية السودان و توابعها من قنوات الفَكَة السودانية و ذلك لأنها جميعها معذورة!!! ، و تعاني من ضيق ذات اليد و قلة الحيلة ، و أيضاً حفاظاً على رباطة الجأش و ما تبقى من طول البال و العقل ، كما أنه قد قيل أن الضرب على الميت حرام...
أما في الجانب الإنساني فقد لوحظ أن هنالك غياب تآم أو شبه تآم لخبرآء/مندوبي/ممثلي/مبعوثي صناديق و منظمات: الأمم المتحدة و المجتمع المدني و الإغاثة و العون الإنساني و الدول المانحة و الجمعيات الخيرية الدولية و المحلية الذين سَدُّوا إِضنِينُهم دي بطينة و دي بعجينة ، و قد ذكرت مصادر أن أغلب مواد العون و الإغاثة قد ضلت طريقها إلى المخازن أو إلى دول الجوار ، و أن ما وصل منها قَصَّر و ما حَاق ، و أن أغلب/معظم مواد الإغاثة كان هَتَشاً و من جنس التَّابَا و اليَّابَا ، و كان أَخِير عَدَمَها...
و الملاحظ أنه لم تسجل أي حالات بنآء/إقامة/نشوء معسكرات لإيوآء (الوافدين) في الولايات المستوعبة في: الجزيرة ، النيل الأبيض ، سنار ، القضارف ، كسلا ، نهر النيل ، الشمالية ، البحر الأحمر...
حاشية:
لا يفضل/يستسيغ الفارون من ويلات جحيم حرب العاصمة المثلثة و ضواحيها إلى الولايات وصفهم بهذا النعت أو بالمنكوبين أو بالمشردين أو بالنازحين أو باللاجئين أو بالمهاجرين أو بالمُهَجَّرِين و يفضلون عوضاً عن ذلك أن يوصفوا بالوافدين!!!...
و الملاحظ أن مجموعات الوافدين من (الفارين/المنكوبين/المشردين/النازحين/اللاجئين/المهاجرين/المُهَجَّرِين) لم تستقبلهم المعسكرات المهيئة و خيام الأمم المتحدة في دول الجوار ، و أن من نزحوا/فروا/إستجاروا بشمال الوادي و الهضبة الحبشية فقد فعلوا ذلك بضُرَاعَاتِهم و شديدهم و حقهم ، و البركة في تحويلات المغتربين ، و الشكر موصول للبنوك و الصرافات و شركة ويسترن يونيون Western Union و السوق الموازي (الأسود سابقاً) للعملات الصعبة...
أما الغالبية العظمى من الوافدين (النازحين/الفارين) فقد تم إستيعابهم في الداخل السوداني و من قبل أهلهم و أقاربهم و أصدقآءهم و معارفهم و ناس الفزعة و نجدة الملهوف في القرى و المدن السودانية و مرافيء الغربة ، الذين قاموا من فورهم و قَاسَمُوا الوافدين السكن و فضل الظهر و النَّبَقَة ، و ذلك على الرغم من ضيق ذوات الأيادي و المعاناة و شظف العيش و قسوة الأحوال المعيشية و الطبيعية و مضايقات الناموس و الضُّبَان و حركات الولاة النُص كُم و مضايقات أجهزة الأمن و المخابرات و ناس الموية و الكهربة...
و الملاحظ أيضاً أن جميع القنوات التلڨزيونية و وكالات الأنبآء الإقليمية و العالمية قد تجاهلت تماماً جميع الزخم الإنساني الفريد و الفزعة و نجدة الملهوف المستندة إلى إرث (فرج الرجال وِكتِين يضيقوا) و عُرف (ضًبَّاح الشَّايل) التي أسهمت بها مجتمعات الداخل و الخارج السوداني ، كما سَفَّهُوا كل نشاطات و تحركات و إسهامات: موسى و عَشَا البَايتَات و أخو بَغَارَة و خال فَاطنَة و الأخ المغترب في الغُربَة البَطَّالَة الذين قشوا/يقشون الدموع و سندوا/يسندون الجوع و عَشُّوا/يَعَشُّون الضيف الهجوع ، و كيف أن الإنسان السوداني في ولايات: الجزيرة ، النيل الأبيض ، سنار ، القضارف ، كسلا ، نهر النيل ، الشمالية ، البحر الأحمر و كذلك في بلاد الغُربَة البَطَّالَة قد مارس أصنافاً من الكرم و النبل الإنساني الأصيل و القيم و مكارم الأخلاق مما تعجز المفردات عن وصفه و الأضابير و الكتب عن تسطيره و توثيقه...
في الختام:
ما بعد الضيق إلا الفرج...
و لن تفلح أبداً مليشيات الجنجويد...
و سوف تتوقف الحرب كما توقفت العديد من الحروب...
و سوف يعود الوافدون و النازحون و اللاجئون إلى دورهم و أحيآءهم و حِبَّانِهم...
و الثورة مستمرة و بالغة لأهدافها في إقامة دولة: الحرية و السلام و العدالة...
و سوف تتم محاسبة و معاقبة المجرمين و الظالمين و الفاسدين...
و سوف يكون التغيير و البنآء و التعمير...
و الله يجازي اللي كان السبب في الإعاقة و التأخير...
و لن يعود الكيزان إلى الحكم و لو إنطبقت السما مع الوَاضَة...
و أي كوز ندوسو دوس...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد

فيصل بسمة

[email protected]
//////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العون الإنسانی وکالات الأنبآء الأمم المتحدة منظمات الأمم الفارین من دول الجوار الکثیر من فی بلاد

إقرأ أيضاً:

منظمات إنسانية وإغاثية دولية لـ«الاتحاد»: استجابة الإمارات الإنسانية تأكيد على دورها الريادي لدعم الأشخاص الأكثر احتياجاً

عبدالله أبوضيف (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات تؤكد على أولوية التوصل لهدنة إنسانية فورية بالسودان صنَّاع سياسات وقادة اقتصاديون وإعلاميون: «شكراً محمد بن زايد».. «قمة بريدج» حدث استثنائي بكل المقاييس

لاقى قرار دولة الإمارات تقديم 550 مليون دولار لدعم مبادرة الأمم المتحدة العالمية للاستجابة الإنسانية لعام 2026، إشادة دولية واسعة، حيث طالبت منظمات دولية بارزة بضرورة السير على خطى الإمارات في دعم الجهود الدولية لإنقاذ الأرواح والاستجابة للكوارث والأزمات التي تؤثر على الفئات الأكثر ضعفاً، بما يعكس دورها المحوري في تعزيز العمل الإنساني متعدد الطرف وتعاونها الوثيق مع وكالات الأمم المتحدة، لضمان وصول المساعدات إلى المستحقين في الوقت المناسب.
وفي ضوء ذلك، أشاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ بمكتب «أوتشا» توم فليتشر، بدور الإمارات في دعم المجتمع الإنساني الدولي، مشيراً إلى أن دعم الإمارات السريع والسخي لخطة 2026 يبعث برسالة قوية تركز على الأشخاص الأكثر احتياجاً، ويعزز القدرة على تقديم استجابة فعّالة ومبتكرة تواكب الظروف الراهنة.
وفي السياق، قال عبدالحكيم الواعر، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا: إن «هذا الإعلان يؤكد الدور المحوري لدولة الإمارات كشريك رئيس في دعم الجهود الدولية لتعزيز الأمن الغذائي واستمرار سلاسل الإمداد الحيوية في أوقات الأزمات.
وأضاف لـ«الاتحاد» أن هذا الالتزام يسهم في تمكين المنظومة الإنسانية من تنفيذ تدخلات أكثر فعالية لحماية الإنتاج الغذائي، ودعم سبل العيش، وتعزيز قدرة النُظم الزراعية والغذائية على الصمود، مثمناً هذا الدور الذي يعزز العمل متعدد الأطراف ويحدث أثراً مباشراً في الميدان، ويتيح للمجتمعات المحلية المتأثرة بالنزاعات والطوارئ بناء قدرتها على الاستمرار في إنتاج الغذاء محلياً.
من جهته، أشاد أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، بالدور الحيوي الذي قامت به دولة الإمارات خلال العامين الماضيين في دعم القطاع وسكانه، مؤكداً أن التدخلات الإنسانية الإماراتية أسهمت في التخفيف من معاناة مئات الآلاف من الأسر في ظل الظروف القاسية، موضحاً أن البرامج والمشاريع التي قدمتها الإمارات شكّلت دعماً مباشراً لمنظومة العمل الإنساني، سواء عبر الإغاثة الطارئة أو دعم الاحتياجات الأساسية للسكان.
وأشار الشوا في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن المبادرات الإماراتية تميزت بالاستمرارية والقدرة على الوصول السريع إلى الفئات الأكثر هشاشة، الأمر الذي عزز صمود المجتمع في مواجهة أزمات متتالية، مضيفاً أن المجتمع المدني في غزة ينظر باحترام كبير لهذا الدور الذي تجاوز الطابع الإغاثي ليشمل دعم منظومات الصحة والغذاء والتعليم، مما ترك أثراً واضحاً على حياة الناس اليومية.
ورحّب الشوا بمبادرة دولة الإمارات بتخصيص 550 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية الأممية لعام 2026، مؤكداً أن هذا التعهد يأتي في لحظة حرجة تتزايد فيها الاحتياجات الإنسانية عالمياً، ولا سيما في المناطق المتأثرة بالنزاعات والكوارث، مؤكداً أن هذا الدعم سيعزز قدرة المنظمات الدولية على الوصول إلى نحو 135 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة عبر 23 عملية إنسانية حول العالم.
وأشاد الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بالدور الإماراتي، قائلاً: «عندما نتكاتف، يمكن استعادة الخدمات الصحية وإنقاذ الأرواح. شكرنا لدولة الإمارات على دعمها الحيوي لملايين المحتاجين».
كما أعربت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لـ«اليونيسف»، عن تقديرها للدعم الإماراتي، مشيرةً إلى تأثيره الكبير على حياة الأطفال في الأزمات الإنسانية، مؤكدةً أهمية الشراكة الاستراتيجية بين «اليونيسف» والإمارات لضمان حماية الأطفال الأكثر عرضة للخطر.
وفي سياق مماثل، رحّب فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالإعلان، موضحاً أن مساهمات الإمارات تمكن المفوضية من تعزيز جهودها في تقديم الدعم وإعطاء بصيص أمل للمحتاجين، رغم التحديات المالية الكبيرة.
وأكدت سيندي مكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، أن التعهد الإماراتي يشكل شريان حياة للمحتاجين، ويساعد على وصول المساعدات العاجلة إلى ملايين الأشخاص الذين يعانون من الجوع الحاد حول العالم، معربةً عن شكرها للريادة الإنسانية للإمارات في هذه الظروف الاستثنائية.

المبادرة الإماراتية
أشاد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية للمجلس الدولي لحقوق الإنسان ورئيس بعثته إلى جنيف، الدكتور هيثم بوسعيد، بالمبادرة الإماراتية، موضحاً أن هذا التعهد يشكل دفعة محورية لجهود المنظمة الدولية الهادفة إلى جمع 33 مليار دولار لمساندة نحو 135 مليون شخص في مناطق الأزمات عبر 23 عملية إنسانية تشمل برامج الإغاثة العاجلة ودعم اللاجئين والمهاجرين وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية في الدول المنكوبة.
وأكد بوسعيد لـ«الاتحاد» أن هذه المبادرة تأتي امتداداً لمسار طويل من الالتزام الإماراتي بالعمل الإنساني، مشدداً على أن الدولة رسخت منذ تأسيسها، نهجاً يقوم على نصرة الإنسان بصرف النظر عن العرق أو الدين أو الجغرافيا، مضيفاً أن الإمارات كانت دائماً في مقدمة الدول التي تستجيب بسرعة وفاعلية لنداءات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، سواء في الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة أو أزمات النزوح، وهو ما جعلها شريكاً موثوقاً للمجتمع الدولي في ملفات الإغاثة والتنمية.

مقالات مشابهة

  • منظمات أممية وإغاثية لـ«الاتحاد»: تحديات إنسانية غير مسبوقة تواجه السودان
  • غياب القناة الرياضية الوحيدة عن تغطية كأس أفريقيا يثير تساؤلات المغاربة
  • المملكة تحقق تقدمًا دوليًا في مؤشر تغطية الخدمات الصحية الأساسية «UHC»
  • منظمات إنسانية وإغاثية دولية لـ«الاتحاد»: استجابة الإمارات الإنسانية تأكيد على دورها الريادي لدعم الأشخاص الأكثر احتياجاً
  • السفير حسام زكي: شراكات عربية فرنسية لتعزيز التعاون ودعم الوضع الإنساني في غزة
  • 96 دولة على طاولة واحدة.. روسيا تطلق حوارا دوليا جديدا حول أوكرانيا
  • القناة الأولى تشرف على تغطية أمم أفريقيا بدل الرياضية
  • أبرز الملفات المطروحة باجتماع اللجان الوطنية العربية للقانون الدولي الإنساني
  • فلوريدا وتكساس تصنفان الإخوان المسلمين وكير منظمتين إرهابيتين.. لماذا؟
  • الجامعة العربية تستضيف مؤتمرا حول التكنولوجيات الحديثة والقانون الدولي الإنساني