وكالة الصحافة المستقلة:
2025-12-14@05:50:26 GMT

انتخابات عبر أطوار متجددة

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

سبتمبر 27, 2023آخر تحديث: سبتمبر 27, 2023

د. محمد وليد صالح

باحث وكاتب عراقي

 

الممارسات الديمقراطية تتطلب توافر مستلزمات نجاح منها قانون ينظم الحملات الانتخابية ويحدد مستويات الإنفاق الأعلى والأدنى عليها من أجل وضع قواعد عمل برامج الكيانات السياسية، لتقوية اتجاه التنافس ومراقبته التي تهدف إلى تعزيز الشفافية وكشف مصادر التمويل ومعالجة ضعف ثقافة المحاسبة.

المتابع للشأن الانتخابي، يلاحظ ان موسماً دعائياً ساخناً، وتمثل استقلالية وسائل الإعلام جزءً مهماً في إدارة الانتخابات بواسطة حرية المعلومات وعدالتها المتوفرة للقطاع العام حول المرشحين وبلورة حالة من التوازن بينها، عبر قواعد تنظيم السلوك والتغطية الإعلامية تقدمها هيئة الإعلام والاتصالات بالتعاون مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وأخذ الشارع يترقب إجراءها وما ستفرزه من معطيات تصب في مصلحة المواطن العراقي في المرحلة التي تسبق اتخاذ القرار وتحديد الاختيار، الذي يتطلع إلى النهوض بمستوى حياته العامة في خضم المتغيرات الحاصلة وتأثيراتها في العالم.

فالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مرتكزاً لبناء الديمقراطية كأسلوب للحياة اليومية وليس إنموذجاً جاهزاً، بما تتضمنه من كفالة الحقوق وحماية الحريات العامة التي تتيح للمواطن فرصة المشاركة في الحياة العامة.

وفي المدة المقبلة يبدأ انطلاق سباق الماراثون الانتخابي للأحزاب والمنظمات السياسية المرشحة لانتخابات مجالس المحافظات، معتمدة على أساليب الدعاية لكونها تعد من أهم الوسائل في إقناع جمهور الناخبين وممارسة العَلاقات العامة في هذا المجال، من خلال سعيها لكسب التأييد للمرشح وبرنامجه الانتخابي ونقل آراء الجمهور وأفكاره، باعتماد أساليب فن الظهور ومخاطبة الجمهور والمشاركة في عملية التصويت والاقتراع على الصعيد المحلي، والحصول على تقبله لبرامج هؤلاء المرشحين وصولاً إلى تبني ستراتيجيات وسياسات العمل.

وتتكامل تمثلات وسائل الإعلام وممارساتها في العملية الانتخابية عبر معرفة نظم التصويت والقوانين الخاصة بتنظيم عمل المراقبين المحليين والدوليين لها، وكذلك كيفية إجراء الاستطلاعات لمعرفة اتجاهات الرأي العام، فضلاً عن العمل على إيجاد قوانين تنظيم الخطاب السياسي والاستمالات العاطفية والدينية في الدعاية واستعمال الإعلان الرسمي وتقنين الرعاية والإعانات المالية للحملات الانتخابية، وجعل أفراد المجتمع يمتلكون معلومة حقيقية متكاملة عنها، وكذلك التزام وسائل الإعلام بـ(الصمت الإعلامي) الذي يسبق إجراءها بمدة معينة لتجنب التشويش الذي تحدثه في ذهنية الناخب وآرائه.

أما الحدث الانتخابي فيتضح من نمطين لوسائل الإعلام أحدهما (إعلام حر ومستقل أو غير الرسمي) ويعد أكثر حرية نسبياً في تسليط الأضواء على المشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية، التي تهم كل أفراد المجتمع ويواجه نقد من الجمهور إذا أهملت قضاياه المهمة، ونمط آخر (إعلام مملوك للقطاع العام) وهو مايسمى بـ(الإعلام الرسمي أو شبه الحكومي) وهو يعتمد على جمهور النخبة ويتجاهل إرادة الجمهور، على الرغم من وعي أفراد المجتمع ومعرفتهم بأحداث النشاط السياسي وتفصيلاتها، إذ إن حريات التعبير والنقد تضيّق نسبياً في ظل تطور الاتصالات والتكنولوجيا التي تجاوزت سياسات الاحتكار، لأن ايديولوجيا الدولة والإعلام ترسم الخط السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكذلك موقفها من الاتصال وأدواره وعمليته ووظائفه المتكاملة مع سائر مؤسساتها لتحقيق التوازن، الذي يؤدي إلى دعم قيّم ومصالح وأهداف القوى المسيطرة على وسائل الإنتاج الإعلامي في المجتمع.

وأن العلاقة بين الممارسات الديمقراطية والإعلام الحر ستساعد في إبقاء الانتخابات شفافة ونزيهة، كما أن الحكومة المنتخبة بطريقة ديمقراطية ستتكفل بحماية الحريات، وهو احد أكثر العوامل قوة وتأثير في سير عملية الانتخابات داخل البلد وكيفية تقويمها من الخارج، فقد تشكّل تحدياً كبيراً لوسائل الإعلام والصحافيين والحكومات ونشطاء المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية ولابد من معرفة القواعد والقوانين التي تنظم العملية الانتخابية ومراعاتها، إذ تعد لحظة حرجة في حياة المجتمعات لأنه في هذه اللحظة التأريخية تكون قد وصلت إلى بؤرة أو نقطة حادة، بسبب الأجواء السائدة وما يصاحبها من صور الصراع والتوتر.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

“السايح” يبحث مع فرنسا الاستعدادات الخاصة بالعملية الانتخابية

الوطن|متابعات

استقبل رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات “عماد السايح“ معاون مدير إدارة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية “ألكسي أندريس” بمقر ديوان المجلس، ويرافقه السفير الفرنسي لدى ليبيا، السيد تييري فالا، في زيارة خُصصت لبحث آخر الاستعدادات الخاصة بالعملية الانتخابية في البلاد.

وتركّز اللقاء على انتخابات المجالس البلدية ( المجموعة الثالثة 2025)، إضافة إلى الانتخابات العامة المرتقبة.

واستعرض رئيس المجلس جاهزية المفوضية من حيث الجوانب الفنية واللوجستية وتنفيذ خطط التدريب وتوزيع المواد الانتخابية، مؤكّدًا التزام المفوضية بإجراء انتخابات شفافة تستوفي المعايير الدولية.

من جانبه، أشاد أندريس بالجهود التي تبذلها المفوضية في تنظيم الاستحقاقات الانتخابية، مؤكّدًا استعداد بلاده لتقديم الدعم الفني والخبرات اللازمة لضمان نجاح العملية الانتخابية وتعزيز ثقة الناخبين.

واختُتم اللقاء بالتأكيد على مواصلة التنسيق بين المفوضية والجانب الفرنسي بما يسهم في دعم العملية الديمقراطية وإنجاح الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

الوسوم#عماد السايح العملية الديمقراطية المفوضية الوطنية للانتخابات ليبيا

مقالات مشابهة

  • التوسع في استخدام وسائل الدفع الإلكتروني داخل النيابات
  • البنك الأهلي يستعرض مبادرات المسؤولية الاجتماعية والابتكار المجتمعي
  • غياب القناة الرياضية الوحيدة عن تغطية كأس أفريقيا يثير تساؤلات المغاربة
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • البابا تواضروس في احتفالية الإعلام القبطي: الأسرة مصدر القديسين وصمام أمان المجتمع
  • هدوء في معظم لجان الوادي الجديد قبل غلق اللجان الانتخابية
  • “السايح” يبحث مع فرنسا الاستعدادات الخاصة بالعملية الانتخابية
  • توافد المواطنين على اللجان الانتخابية بالبحيرة للإدلاء بأصواتهم في انتخابات النواب
  • المستشارة أمل عمار تتفقد سير العملية الانتخابية من داخل الغرفة المركزية للمجلس القومي للمرأة
  • المفوضية تستعرض الاستعدادات الانتخابية مع مسؤول فرنسي