المبعوث التجاري البريطاني لمصر يزور القاهرة لتعزيز العلاقات التجارية والتعليمية الثنائية
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
عاد السير جيفري دونالدسون، المبعوث التجاري البريطاني لمصر، في زيارة محورية إلي القاهرة مصاحبا بعثة بريطانية متميزة للتعليم العالي تهدف إلى تعزيز التعليم العابر للحدود والتعاون الأكاديمي بين المملكة المتحدة ومصر.
وتؤكد هذه المبادرة التعاونية على التزام البلدين بتعزيز الشراكات التعليمية والتجارية.
اجتمعت بعثة التعليم العالي البريطانية، والتي تضم 10 جامعات بريطانية مرموقة وتم تنظيمها بالشراكة مع المكتب الثقافي المصري بلندن، والغرفة التجارية المصرية البريطانية، والمجلس الثقافي البريطاني، ووزارة الأعمال والتجارة البريطانية، لبحث فرص التعاون الأكاديمي في مصر.
والتقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بالبعثة وذلك بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور، والسفير البريطاني في مصر جاريث بايلي.
واستعرض الدكتور مدبولي جميع الإنجازات التي حققتها مصر في قطاع التعليم العالي في السنوات الماضية، مما جعل مصر مركزًا إقليميًا لقطاع التعليم العالي. وشدد على أهمية الشراكات التعليمية بين الجامعات البريطانية والمصرية، وتطلعه إلى رؤية هذه الشراكة تنمو، مع تسليط الضوء على أن تدويل قطاع التعليم العالي يأتي ضمن أولويات الحكومة.
وعلى جانب البعثة اجتمع الدكتور أيمن عاشور مع السير جيفري دونالدسون والسفير بايلي، وتركزت المناقشات حول فرص الاستثمار في مصر في التعليم العابر للحدود.
كما شارك وفد البعثة في ندوة التعليم العالي، احتفالًا بنمو الشراكات والتقدم الكبير الذي تم إحرازه في قطاع التعليم العالي في مصر. ففي الوقت الحالي أنشأت أكثر من 90 جامعة بريطانية شراكات داخل مصر، وفي إطار الجهود المبذولة لاستكشاف المزيد من الشراكات المحتملة، قامت البعثة أيضًا بزيارة الحرم الجامعي للعديد من الجامعات المصرية.
وكان أحد المعالم الرئيسية للبعثة هو توقيع عدة مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بين الجامعات البريطانية والمؤسسات التعليمية المصرية، بما في ذلك جامعة إسيكس، وجامعة إدنبرة نابير، وافتتاح فرع للحرم الجامعي لجامعة مصر شرق لندن بالجامعات الأوروبية في مصر.
بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الثقافي البريطاني وهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتي من المقرر أن تمتد على مدى السنوات الثلاث المقبلة بالتركيز على التعاون العلمي، مع فتح باب التقديم لمِنَح "دعم البيئات البحثية" المتاحة حاليا. وتهدف هذه المِنَح إلى دعم البيئات البحثية ومواءمة المبادرات البحثية مع متطلبات مصر المحددة وأولوياتها التنموية.
وبعيدًا عن التعليم، كان لدى السير جيفري دونالدسون اجتماعات هامة خلال زيارته لمصر. حيث التقى أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، لمناقشة التعاون والاحتفاء بزيادة رحلات الطيران بين بريطانيا ومصر. وفي خلال تعليقه الإيجابي على هذه التطورات، أكد السير جيفري على أهمية السياحة في تعزيز العلاقات الثنائية
وفي اجتماعه مع أحمد سمير صالح، وزير التجارة والصناعة، أكد دونالدسون على أهمية العلاقة التجارية بين بريطانيا ومصر والتي تبلغ قيمتها 4.7 مليار جنيه إسترليني. وناقشا أفضل السبل لتسهيل المزيد من التجارة والاستثمار، خاصة في مجال الطاقة المتجددة والرعاية الصحية، مما يظهر مصر كوجهة استثمارية جذابة.
علاوة على ذلك، تركزت المناقشات على قمة الاستثمار البريطانية-الإفريقية المقبلة المقرر عقدها في أبريل 2024، التي يستضيفها رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، والتي ستجمع قادة سياسيين ورجال أعمال من المملكة المتحدة و24 دولة أفريقية. ومن المتوقع أن تعزز القمة نشاطًا تجاريًا كبيرًا، بالبناء على صفقات بقيمة 15.5 مليار جنيه إسترليني تم الاتفاق عليها خلال القمة السابقة.
وتعليقًا على زيارته واجتماعاته بشكل عام، قال السير جيفري دونالدسون: "كانت زيارتي لمصر مثمرة. لقد كان شرفًا لي أن أشهد الالتزام القوي لكل من المملكة المتحدة ومصر لتعزيز علاقاتنا في مجالي التعليم والتجارة. بالإضافة إلى استكشاف سبل التعاون التعليمي، أتيحت لي الفرصة لمناقشة سبل تعزيز الاستثمارات والترويج لقمة الاستثمار البريطانية-الإفريقية القادمة في أبريل 2024. ونتوقع مشاركة مصر النشطة في هذه القمة التي ستكون بالتأكيد منصة تحقق تعاون ضخم ونمو اقتصادي. لقد كانت مناقشاتنا مفيدة، وأنا واثق من أن تعاوننا سيحقق فوائد كبيرة لكلا البلدين."
كما التقى السير جيفري دونالدسون أيضًا مع الشركات البريطانية، حيث تعمق في موضوع الإمكانيات التي يوفرها السوق المصري. وشددت مناقشاته كذلك على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
تعد زيارة السير جيفري دونالدسون وبعثة التعليم العالي البريطانية بمثابة شهادة على الشراكة والتعاون الدائمين بين المملكة المتحدة ومصر. وهى تعكس التزاما مشتركا بالنهوض بالتعليم والتجارة والعلاقات الثنائية.
وأكد السفير جاريث بايلي على أهمية البعثة، قائلًا: "إن بعثة التعليم العالي البريطانية، والتي تضم 10 جامعات بريطانية متميزة، تؤكد التزامنا الثابت بتعزيز العلاقات التعليمية بين بريطانيا ومصر. وتقف المملكة المتحدة كواحدة من أهم شركاء التعليم في مصر، وهو مركز يدعو إلى الفخر الكبير، ونحن متحمسون بشأن التوقعات لمزيد من الاستثمارات في قطاع التعليم العالي في مصر. سواء من خلال إنشاء فروع جامعية جديدة أو التوسع في التعليم العابر للحدود، فإن هذه البعثة تمثل فرصة فريدة لتلبية الاحتياجات التعليمية للجيل القادم من طلاب مصر. إن هذه الشراكات الراسخة لن تعزز التعاون الأكاديمي فحسب، بل ستلعب أيضًا دورًا محوريًا في تطوير قطاع التعليم العالي في مصر."
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قطاع التعلیم العالی فی المملکة المتحدة على أهمیة فی مصر
إقرأ أيضاً:
نائب وزير خارجية تايوان يزور تل أبيب سرا لتعزيز التعاون العسكري
كشفت مصادر مطلعة، أن نائب وزير الخارجية التايواني، فرانسوا وو، قام بزيارة غير معلنة إلى إسرائيل في الآونة الأخيرة، فيما تتطلع تايوان إلى تعزيز التعاون الدفاعي مع دولة الاحتلال.
وأضافت المصادر لوكالة "رويترز أن "وو ذهب إلى إسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية، وأن الرحلة جرت خلال ديسمبر الجاري".
Exclusive: Taiwan's high-profile Deputy Foreign Minister Francois Wu made a previously unpublicized visit to Israel recently, at a time when Taiwan is looking to the country for defense cooperation https://t.co/vITzzZVpxI — Reuters (@Reuters) December 11, 2025
وأحجمت المصادر عن الإدلاء بتفاصيل عمن التقى المسؤول التايواني بهم في تل أبيب، أو الموضوعات التي ناقشها، وما إذا كان قد تطرق إلى نظام الدفاع الجوي التايواني الجديد متعدد الطبقات T- Dome، والذي كشف عنه الرئيس لاي تشينج تي في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو مصمم جزئيًا بما يشابه نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، بحسب الوكالة.
كما لم تعلق وزارة الخارجية التايوانية على الزيارة، لكنها نشرت بيانًا جاء فيه: "تتشارك تايوان وإسرائيل قيم الحرية والديمقراطية، وستواصلان العمل بشكل عملي على تعزيز التعاون والمنفعة المتبادلة في مجالات مثل التجارة والتكنولوجيا والثقافة، وترحبان بمزيد من أشكال التعاون ذات المنفعة المتبادلة".
وصرح نائب وزير خارجية تايوان، فرانسوا وو، لـ"قناة 12 العبرية" بشأن شراء منظومة دفاع جوي إسرائيلية (مثل منظومة القبة الحديدية) قائلًا: "على إسرائيل أن تتحلى بالشجاعة، وأن تتخذ قرارًا"، وقد أُجريت المقابلة قبل أيام قليلة من رحلته السرية إلى تل أبيب، والتي نشرتها وكالة رويترز.
"تايوان دعمت حرب الإبادة في غزة"
ولا تتمتع تايوان بالكثير من العلاقات الدبلوماسية الرسمية، بسبب ضغوط بكين التي تعتبر الجزيرة منطقة تابعة لها، وليست دولة مستقلة، ومثل معظم الحكومات، لا تعترف دولة الاحتلال رسمياً إلا ببكين، وليس بتايبيه، ورغم أن كبار الدبلوماسيين التايوانيين يقومون بجولات خارجية، فإن زياراتهم لإسرائيل نادرة، ومع ذلك، تعتبر تايوان إسرائيل "شريكًا مهماً" وقدمت دعمًا قويًا لها خلال حرب الإبادة في غزة، وعلى خلاف ذلك، تقيم الصين علاقات متينة مع الفلسطينيين واعترفت بدولتهم منذ 1988. لكن تايوان تؤكد أنها لا تنوي الاعتراف بدولة فلسطين.
تايوان وأجهزة البيجر في لبنان
ولدى تايوان وإسرائيل سفارتان في تل أبيب وتايبيه. كما تستضيف الأخيرة مسؤولين ومشرعين إسرائيليين، وتورطت شركة تايوانية في هجوم إسرائيلي العام الماضي استهدف حزب الله في لبنان، بعد أن حملت أجهزة البيجر التي انفجرت العلامة التجارية لهذه الشركة. لكن قللت كل من تايوان وإسرائيل آنذاك من شأن تأثير ذلك على العلاقات الثنائية.
والشهر الماضي، قال وزير خارجية تايوان، لين شيا لونج، إن بلاده تريد تعميق علاقاتها مع إسرائيل، رغم الانتقادات بشأن حربها على غزة، لأن إسرائيل "أظهرت دعمًا لتايوان لا مثيل له من قبل أي دولة أخرى في الشرق الأوسط"، وأضاف الوزير التايواني في تصريحات له أن: "تايوان ستكون ودّية مع الدول التي تكون ودّية معنا"، معتبرًا أن "حقوق الإنسان والمصالح الوطنية يجب أن تكون متوافقة"، وفق ما نقلت عنه وكالة "أسوشيتد برس".
وقال: "بالتأكيد، هناك تبادل للخبرات والتفاعلات في مجاليْ التكنولوجيا والدفاع بين تايوان وإسرائيل"، مضيفًا أن إسرائيل "لديها نظام القبة الحديدية مثلما أعلنت تايوان عن نظام T- Dome" الذي يتشابه مع النظام الدفاعي الإسرائيلي، لكنهما يختلفان في بعض الجوانب.
ما مصلحة إسرائيل في التعاون العسكري مع تايوان؟
ليس لدولة الاحتلال أي مصلحة في التعاون العسكري مع تايوان بحسب تقرير لوكالة فرانس24، إنما ربما هي تسعى عبر بث مثل هذه التسريبات، إلى فك جزء من الضغوط الدولية عليها بسبب الحرب في غزة، وفشلها استراتيجيا في عملية إظهار القوة والردع بمنطقة الشرق الأوسط، خصوصا وأنها لم تواجه مسارح عمليات حربية صلبة حقيقية، بل سكانا بمن فيهم النساء والأطفال، في ظل دعم أمريكي مطلق عسكري وأمني، كما حدث في العمليات العسكرية ضد إيران وسوريا.
كما قد يسعى بنيامين نتانياهو من خلال زيارة المسؤول التايواني الأخيرة غير المعلنة، إلى إظهار، للجبهة الداخلية والدولية، بأنه يمسك بزمام الأمور وأن علاقاته الدولية في تحسن وتقدم، وهو مخطئ في ذلك، كذلك، قد يكون الكشف عن هذه الزيارة بهذه الطريقة أيضا عبارة عن ضغط سياسي ورسالة أمريكية، تفيد بحاجة إسرائيل إلى أنواع معينة من أشباه الموصلات أو الإلكترونيات، وبالتالي الضغط للسماح بتزويد تل أبيب بتقنيات ومعدات وأدوات عسكرية.
هل ستوفر "القبة الحديدي" الحماية لتايون؟
أخيرًا، يقول تقرير "فرانس24" إنه علينا أن نفهم بأن ميزان القوى بين تايوان والصين لا يمكن مقارنته، لأن الصين هي ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم، أما تايوان فهي جزيرة صغيرة جدًا وباستطاعة قوات بكين اكتساحها في ظرف 24 ساعة.
كما أن أي أنظمة دفاعية إضافية، لا يمكن لها أن تكون فعّالة بسبب صغر المساحة ولقرب الجزيرة من البر الصيني. ما يعني عدم جدوى إنشاء أي منظومة دفاع مثل القبة الحديدية، بل هي مضطرة للتعويل والاكتفاء بالمنظومات الموجودة حاليًا على أراضيها، والتي تبقى تحت رعاية ومظلة وتشغيل أمريكي خالص.