فما نامت عين لي بعدها! : إلى الشهيد التني!
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
أدخلُ بشكل دوري، على بعض الصفحات الإخبارية، ليس من باب التقصي، ولكن لإلتقاط ملامح بعض الشهداء وأثرهم، وربما يكون شد لهمة النفس إذا خاب ساعدها، أو أغرتني راحة الدنيا، وعجزت القافلة عن المسير.
فرأيتُ صورة الأخيار، أصدق الناس وأقربهم للقلب. شهداء من خير الرفاق، فما رأيت عيني نوم ولا راحة بعدها! فكيف ينام القلبُ والعين، وأنفاس الصالحين تُقبل أسلحتهم، فعادت بي الذاكرة لكلمات كنتُ قد كتبتها، فحضرت لي بعد رؤية صورة الشهيد التُني.
يقول الشاعر صلاح أحمد ابراهيم في رائعة وردي الخالدة ” الطير المهاجر ” : (وكان تعب منك جناح ! في السرعة زيد ) ، هنا يخلق صلاح وبصوت وردي الأسطوري ملحمية العمل/الانهماك ، وما أعنيه بالعمل ، لا يتطابق مع مفهومه الاقتصادي ، الذي تكون فيه القوة سلعة ، بل أعني الانهماك الحُر .
كإنهماك الطيور برحلتها في شغف الفضاءات الواسعة ، فعل أشبه ببراري كلهاري ، و الجواميس في وقت متأخر حيث الشمس تسيل من لونها الأحمر القاتم دفيء ، برية تفتح حدودها لتكون ممتدة .
والانهماك فعل يطابق المشي عند نيتشه فهو يقول : ( امض أقل وقت ممكن في الجلوس ولا تصدق أي فكرة لم تولد من الحركة وفي الهواء الطلق _فكرة لم تعربد فيها العضلات. فكل التعصبات تنبع من الأحشاء_ فالجلوس في مكان واحد (أقول مرة اخرى) هو الخطيئة الحقيقية في وجه الروح المقدسة)
من هناك يتشكل الوعي بالانهماك الجاد ، و الجدية هنا عمل الفلاحة حيث ستتكشف ذاتية الفلاح في محصوله ، فبين التعب و الانهماك خيط رفيع يتمايز عبر الجهد ، لذلك يكون التسارع في اوج التعب حكمة الحقل ، كما (وابور/بابور) ” اللستر الانجليزي ” الذي يضخ اعلى معدلاته في سحب المياه عندما يصل العمل لساعاته الاخيرة .
وفي الارث الاسلامي نجد ان الانهماك يقابله القوة ، بمعنى الدفع فمقولة ” لا راحة لمؤمن ” تعني صراعات الوجود الكلي للانسان في مساحات الحياة ، اي الابتلاء ، ولكن الراحة في اللقاء حينها يكون تكشف ما قد حدث نتيجة للتعب يصبح الجزاء عطاء مستحق .
ألا رحمك الله رحمة واسعة!
حسان الناصر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ترامب يهاجم إيلون ماسك: «حزب أمريكا» فكرة سخيفة تزيد الفوضى السياسية
انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قرار رجل الأعمال إيلون ماسك تأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة، معتبراً الخطوة “سخيفة” ومضرة بالنظام الحزبي التقليدي، في أحدث فصول التوتر بين الحليفين السابقين.
وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين في نيوجيرسي قبيل مغادرته إلى واشنطن، قال ترامب: “أعتقد أن تأسيس حزب ثالث أمر سخيف، نحن نحقق نجاحًا باهرًا مع الحزب الجمهوري”، مضيفًا: “لقد كان النظام دائما قائماً على حزبين، وأعتقد أن تأسيس حزب ثالث يزيد فقط من الارتباك”.
وختم ترامب حديثه قائلاً: “يمكنه أن يتسلى بذلك قدر ما يشاء، لكنني أعتقد أن هذا أمر سخيف”.
ووجه وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت طلبًا صريحًا للملياردير إيلون ماسك بالابتعاد عن الشأن السياسي والتركيز على إدارة شركاته، وذلك عقب إعلان ماسك تأسيس حزب سياسي جديد تحت اسم “حزب أمريكا”.
وأشار بيسنت إلى أن مجلسي إدارة الشركتين يفضلان بقاء ماسك بعيدًا عن النشاط السياسي، معبرًا عن عدم الترحيب بإعلان تأسيس الحزب الجديد.
وجاءت تصريحات ترامب بعد إعلان ماسك، السبت، إطلاق حزبه الجديد تحت اسم “حزب أميركا”، وذلك في منشور عبر منصته “إكس”، قال فيه: “بنسبة اثنين إلى واحد، تريدون حزبا سياسيا جديدا، وستحصلون عليه. اليوم، تأسس حزب أميركا ليعيد لكم حريتكم”.
وكان ماسك قد أجرى استفتاءً لمتابعيه البالغ عددهم أكثر من 180 مليونًا، سألهم فيه عن رأيهم بتأسيس حزب ثالث، قبل أن يعلن المضي في تنفيذ الفكرة، وفي منشورات لاحقة، أوضح أن الحزب سيركز في البداية على مقعدين أو ثلاثة في مجلس الشيوخ، وما بين 8 إلى 10 دوائر انتخابية في مجلس النواب.
ويأتي هذا التحول بعد علاقة وثيقة سابقة جمعت بين ترامب وماسك، حيث ساهم الأخير بأكثر من 270 مليون دولار في حملة ترامب الانتخابية، وترأس “لجنة الكفاءة الحكومية” المعنية بخفض الإنفاق الفيدرالي، وكان أحد الزوار الدائمين للمكتب البيضاوي.
لكن العلاقة بدأت بالتدهور بعد انسحاب ماسك من اللجنة في مايو الماضي، ليركّز على إدارة شركاته، خصوصًا “تسلا”، التي تعرضت لانتقادات واسعة بسبب ارتباطها العلني بسياسات ترامب، وازداد التوتر حين اصطدم الطرفان علنًا بشأن مشروع قانون الميزانية الذي اقترحه ترامب ووافق عليه الكونغرس، وهو ما دفع ماسك إلى التلويح بتأسيس حزب جديد، ثم تنفيذ تهديده لاحقًا.
وتواجه مبادرة ماسك عقبات متعددة، بينها الانقسام الحزبي الحاد، وصعوبة بناء قاعدة انتخابية مستقلة، فضلاً عن العقبات القانونية والتنظيمية أمام أي حزب ناشئ في النظام الأميركي الذي يُسيطر عليه الحزبان الجمهوري والديمقراطي.
يُذكر أن تأسيس “حزب أميركا” يعكس طموحات متزايدة لماسك للعب دور سياسي مباشر في المشهد الأميركي، في وقت تزداد فيه المؤشرات على دخول البلاد مرحلة استقطاب سياسي أكثر حدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.