مبادرة ما بعد 2020 التابعة لجائزة زايد للاستدامة تؤمّن المياه النظيفة لـ 10,000 شخص في فيتنام
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
أبوظبي في 27 سبتمبر/ وام/ أعلنت المبادرة الإنسانية الرائدة "ما بعد 2020"، التي تقودها دولة الإمارات وأطلقتها جائزة زايد للاستدامة بالتعاون مع عدد من الشركاء، عن تركيب موارد مياه عذبة مستدامة بيئياً في المجتمعات المحلية الكائنة في ريف فيتنام لتوفير المياه النظيفة لـ 10,000 شخص ، وذلك تماشياً مع جهود المبادرة المستمرة لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وتساهم مبادرة "ما بعد 2020" في ترسيخ إرث الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، في مجال الاستدامة والعمل الإنساني من خلال نشر حلول وتقنيات مستدامة ضمن المجتمعات الأشد حاجة لها.
ويعد هذا المشروع هو المشروع الـ 16 الذي تنفذه المبادرة ، بهدف توفير حلول فعالة تسهم في تحسين الظروف المعيشية لأكبر عدد من المستفيدين في مختلف أنحاء العالم، وتعمل على توظيف التكنولوجيا من أجل خير الإنسانية وتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة.
وقال سعادة الدكتور بدر المطروشي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية فيتنام الاشتراكية: "تتشارك دولة الإمارات وجمهورية فيتنام إصراراً كبيراً وعزيمة لا تلين على تعزيز الحلول المبتكرة التي تعالج بشكل عاجل تحديات الاستدامة الملحة في العالم اليوم. وتسهم المبادرة الإنسانية ’ما بعد 2020‘ في بناء جسور التعاون وتسخير الابتكار لإحداث تغيير إيجابي على أرض الواقع. ومع تنفيذ هذا المشروع لنشر أنظمة ترشيح المياه، تكون مبادرة ’ما بعد 2020‘ قد ساهمت بتوسيع نطاق الوصول إلى المياه الآمنة في المجتمعات الريفية الفيتنامية مما يضمن تأمين أحد المتطلبات الأساسية اللازمة للحياة وتعزيز رفاه تلك المجتمعات وقدرتها على الصمود في وجه تداعيات تغير المناخ".
بدوره قال سعادة نغوين مانه توان، سفير جمهورية فيتنام لدى دولة الإمارات العربية المتحدة: "يندرج توفير مياه الشرب الآمنة لشعبنا على رأس أولويات الحكومة في فيتنام. وساهمت مبادرة ’ما بعد 2020‘ من خلال توفير مياه الشرب النظيفة لـ 10,000 نسمة من السكان المحليين في تأمين مصدر مستدام للمياه في المجتمعات النائية، الأمر الذي سيمكنهم من عيش حياة أكثر صحة وإنتاجية".
من جانبه، قال أمين بن الحاج السلمي، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في "بنك بي إن بي باريبا" الشريك في مبادرة "ما بعد 2020": "انطلاقاً من مسؤوليتنا تجاه المجتمع، نحن فخورون بالشراكة مع مبادرة ’ما بعد 2020‘ والعمل معها جنباً إلى جنب لتأمين الموارد الأساسية في المجتمعات المحتاجة. ومع تصاعد حدة تداعيات تغير المناخ، يواجه ملايين الأشخاص تحديات أكبر على مستويات الصحة والأمن الغذائي والمائي وسبل العيش، مما يضعنا في موقع المسؤولية أكثر من أي وقت مضى للتعاون مع شركاء عالميين مثل مبادرة ’ما بعد 2020‘ من أجل إحداث تأثير حقيقي وقابل للتطوير".
تتمتع فيتنام بإمدادات وفيرة من موارد المياه الطبيعية مع احتضانها لأكثر من 2,360 نهراً، إلا أنها تواجه نقصاً حاداً في توافر المياه النظيفة. وعلى الرغم من أن البلاد قد حققت تقدماً سريعاً في تحسين إمدادات المياه على مدى العقود القليلة الماضية، تشير التقارير إلى أن أكثر من 50% من سكان المناطق النائية التي تحتضن ثلثي سكان فيتنام، تفتقر إلى القدرة على الوصول إلى المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي. ومن شأن نشر نظام ترشيح بسيط وفعال في تنقية مياه الأنهار والآبار أن يعزز الأمن المائي في البلاد بشكل كبير ويحسن أيضاً الصحة العامة للسكان.
وفي إطار هذا المشروع، تم توظيف ثمانية أنظمة ترشيح مياه من "سيف ووتر كيوب"، وهي منظمة عالمية غير ربحية وأحد المرشحين النهائيين لجائزة زايد للاستدامة لعام 2019 ضمن فئة المياه، وذلك بهدف توفير المياه النظيفة لخمس قرى وثلاث مدارس في مقاطعة كوانغ نام في فيتنام. كما قامت "سيف ووتر كيوب" بتدريب 26 شخصاً، من بينهم 14 رجلاً و8 نساء، على كيفية استخدام النوافير وصيانتها.
تم تطوير تقنية نوافير "سيف ووتر كيوب" من قبل مؤسسة "أغير انسمبليه" ومقرها فرنسا، والتي تتمثل مهمتها في جمع التمويل من الجهات الخاصة والحكومية لنشر تلك النوافير في البلدان التي تفتقر إلى إمكانية الوصول إلى مياه الشرب النظيفة. وتعمل النوافير من خلال مضخة يدوية، وتقوم بتنقية المياه من الميكروبات والفيروسات والشوائب الأخرى بالاعتماد على أنظمة ترشيح مختلفة دون استخدام مواد كيميائية ضارة أو طاقة كهربائية. ويمكن للنافورة الواحدة ضخ 1000 لتر من المياه النظيفة في الساعة وتوفير المياه النظيفة لقرية يصل عدد سكانها إلى 1000 شخص.
شملت القرى الخمس التي تم نشر نوافير "سيف ووتر كيوب" فيها كلاً من قرية آبات، بلدية شافال، محافظة نام زانغ؛ وقرية باداو، بلدية تان مي سيتي، محافظة نام زانغ؛ وقرية تان دوي، بلدية داي سون، محافظة داي لوك؛ وقرية لاب ثون، بلدية داي هونغ، محافظة داي لوك؛ وقرية نوك سون تاي، بلدية بين فو، محافظة تانغ بين؛ بالإضافة إلى ثلاث مدارس في قرى نيا تو هوانغ فو، داي هونغ، داي لوك.
تعتبر فيتنام الدولة الثالثة التي يتم تركيب نوافير "سيف ووتر كيوب" فيها عن طريق مبادرة "ما بعد 2020" بعد تركيبها سابقاً لتوفير المياه النظيفة لـ8,500 شخص في مدغشقر و4,400 شخص في كمبوديا.
يذكر أن مبادرة "ما بعد 2020" تضم العديد من المؤسسات الشريكة الرائدة، بما في ذلك صندوق أبوظبي للتنمية، و"بنك بي إن بي باريبا"، ومبادلة للطاقة، وشركة "مصدر". وقد نفذت المبادرة حتى الآن 16 مشروعاً لنشر حلول مبتكرة في مجالات الطاقة والصحة والمياه والغذاء، والتي أحدثت تغييراً جذرياً في حياة أكثر من 211,800 شخص في 16 دولة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وآسيا، كما تم تحديد 4 دول أخرى لتنفيذ مشاريع جديدة ضمنها في المراحل المقبلة.
زكريا محي الدين/ أحمد النعيميالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: دولة الإمارات فی المجتمعات ما بعد 2020 أکثر من شخص فی
إقرأ أيضاً:
من المغرب إلى بريطانيا..مشروع ضخم لنقل الكهرباء النظيفة دون دعم حكومي
في خطوة قد تُحدث تحولًا في سوق الطاقة بين أفريقيا وأوروبا، طرح رجل الأعمال الأسترالي أندرو فورست، مؤسس مجموعة “فورتيسكيو” المتخصصة في قطاع التعدين والطاقة، مقترحًا لإنشاء مشروع ضخم يهدف إلى نقل الكهرباء النظيفة من المغرب إلى المملكة المتحدة عبر كابل بحري، دون الحاجة إلى أي دعم حكومي.
وقال فورست في تصريحات إعلامية إنه أجرى محادثات مع وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند بشأن المشروع، مشيرًا إلى أن المجموعة تخطط لتوليد ما يصل إلى 100 غيغاواط من الطاقة الشمسية في شمال أفريقيا، وتصدير نحو 500 تيراواط/ساعة سنويًا إلى أوروبا— أي ما يعادل تقريبًا كامل استهلاك ألمانيا من الكهرباء في عام واحد، وفقًا لما أورده موقع “العمق” المغربي.
ويتضمن المشروع إنشاء كابلات بحرية طويلة المدى، مدعومة بأنظمة تخزين كهربائية ومحطات عاملة بالهيدروجين، لضمان إمداد مستقر ومتواصل على مدار الساعة، ويأتي ذلك في ظل تصاعد الحاجة الأوروبية إلى مصادر طاقة موثوقة، خاصة بعد تعرض شبكات الكهرباء في دول مثل إسبانيا والبرتغال لانقطاعات حادة خلال الأشهر الماضية.
ويعد المشروع الجديد منافسًا مباشرًا لمبادرة “إكسلينكس”، التي تهدف إلى مد كابل كهربائي بحري بطول 4000 كيلومتر يربط بين مدينة طانطان المغربية وسواحل ديفون البريطانية، غير أن الفارق الجوهري يكمن في التمويل؛ إذ تعتمد “إكسلينكس” على دعم حكومي عبر آلية “عقد الفروقات” (CfD)، بينما يشدد فورست على أن مشروعه لا يحتاج إلى دعم مالي، بل إلى “التزام حكومي بشراء الكهرباء وفق أسعار السوق”.
وقال فورست: “نحن لا نحتاج إلى دعم… نحتاج فقط إلى التزام بشراء الكهرباء بأسعار السوق. هذا المشروع قادر على تزويد أوروبا وبريطانيا بطاقة ثابتة وموثوقة، تمامًا كما أحتاج لتشغيل شركتي”.
في سياق متصل، كانت “فورتيسكيو” قد وقعت اتفاقية مع شركة “جان دي نول” البلجيكية لدراسة إنشاء مصانع لإنتاج الكابلات البحرية في المغرب، مما يُعزّز من البعد الصناعي والتنموي للمشروع داخل المملكة.
ويتماشى المشروع مع أهداف بريطانيا المعلنة لتحقيق مزيج كهرباء نظيف بنسبة 95% بحلول عام 2030، في إطار جهودها الحثيثة لتقليل الانبعاثات الكربونية وتنويع مصادر الطاقة.