إعداد: أمين زرواطي تابِع | غريغوار سوفاج إعلان اقرأ المزيد

دخلت دبابة غربية ثقيلة جديدة إلى ساحة المعارك في أوكرانيا لتضاف إلى نظيرتها الألمانية ليوبارد 2، مع إعلان الرئيس زيلينسكي عن وصول أولى الدبابات الأمريكية من طراز أبرامز M1A1 إلى بلاده، مرحبا بهذه "الأخبار الجيدة"، التي لم ترق لموسكو.

وقال زيلينسكي على تطبيق تلغرام إن دبابات "أبرامز موجودة فعلا في أوكرانيا ويتم تجهيزها لتعزيز كتائبنا"، دون تحديد عدد الدبابات التي تم تسلمها.

كما عبّر الرئيس الأوكراني عن مدى "امتنانه للحلفاء على الوعود التي تم الإيفاء بها".

في المقابل، توعد الكرملين الثلاثاء بأن هذه الدبابات "ستحترق"، وأن وصولها ساحة المعركة "لن يغير ميزان القوى" بين الجبهتين، حسبما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، مضيفا: "كل هذا لا يمكنه أن يؤثر بأي طريقة على جوهر هذه العملية العسكرية الخاصة، ونتيجتها".

اقرأ أيضابعد ليوبارد الألمانية... بايدن يعلن تزويد كييف بدبابات أبرامز وزيلينسكي يعتبر القرار "خطوة مهمة لتحقيق النصر"

كما أكد الكرملين بأنه "لا يوجد علاج سحري ولا سلاح يمكنه تغيير ميزان القوى في ساحة المعركة".

وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن الأسبوع الماضي عن تسليم هذه الدبابات إلى كييف خلال زيارة زيلينسكي البيت الأبيض سعيا للحصول على دعم إضافي، فيما تواصل قواته هجومها المضاد لاستعادة الأراضي التي بسط الروس سيطرتهم عليها.

ووعدت الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني بتسليم الأوكرانيين 31 دبابة من طراز أبرامز، مزودة بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب بعيار 120 ملم، مضادة للدروع وقادرة على اختراقها إلا أنها مثيرة للجدل لمخاطرها المزدوجة على الجنود والمدنيين.

على الرغم من ذلك، فإن واشنطن لن تسلم كييف أحدث نسخها من هذه الدبابات أي أبرامز M1A2، بل إنها تكتفي بتزويد الأوكرانيين بدبابات من الطراز القديم قام الجيش الأمريكي بتحديثها. إضافة إلى ذلك، فقد تم تجريد هذه الدبابات من بعض التكنولوجيات المتقدمة تحسبا لوقوعها في قبضة الروس، حسبما كشفت صحيفة USA Today.

دبابات أبرامز.. "الوحش المعدني"

على الرغم من تلك التعديلات، تبقى أبرامز M1A1 أحد أكثر المدرعات كفاءة في العالم، إلى جانب ليوبارد الألمانية ولوكلير الفرنسية وتشالنجر البريطانية.

دخلت دبابة أبرامز، التي صنعتها شركة "جنرال دايناميكس" وسميت تكريما لأحد جنرالات الحرب العالمية الثانية، الخدمة في أوائل ثمانينيات القرن العشرين. إلا أنها لم تدخل ساحة المعارك بشكل فعلي سوى بعد مضي عشر سنوات مع اندلاع حرب الخليج وتحديدا في عملية عاصفة الصحراء في 1991. لاحقا، تم نشرها ضمن مهمات في البوسنة والهرسك وكوسوفو، ومن ثم العراق منذ 2003.

وقد تزودت بها بضعة دول من حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك أستراليا، الكويت، مصر، المغرب، والعراق. أما في أوروبا، فقد قدّمت بولندا طلبية ضخمة لشراء 366 دبابة وصلت أول دفعة منها في يونيو/حزيران الماضي. من جهة أخرى، من المنتظر أن تستلم تايوان أيضا أول دفعة من هذه الدبابات في 2024.

اقرأ أيضاكندا تنضم لدول غربية قررت تزويد أوكرانيا بدبابات ثقيلة لمواجهة الجيش الروسي

وتعتبر دبابة أبرامز M1A1 بمثابة الوحش المعدني، إذ يبلغ وزنها 56 طنا، وهي مزوّدة بقوة نيران مماثلة لتلك الموجودة عموما في الدبابات الغربية الحديثة، وذلك بفضل مدفع 120 ملم قادر على الاشتباك مع أي هدف معاد على مسافة تتخطى 4 كيلومترات، ميزة هامة في حال واجهت دبابة T-72 التي نشرها الجيش الروسي.

في هذا الشأن، يوضح مارك شاسيلان المتخصص في قضايا الدفاع: "في حالة القتال المباشر، يمكن لدبابة أبرامز M1A1 أن تعوّل على قدراتها على اكتشاف الأهداف البعيدة وتحديدها. إذ إن لديها رؤية أبعد وأفضل، في الليل والنهار وفي كافة الظروف الجوية وذلك خصوصا بفضل كاميراتها الحرارية".

كما يوفر درعها المركب من عدة طبقات لها حماية معززة في حال تعرضها للهجوم. يضيف نفس المتحدث: "هي دبابة تعرف كيف تقاوم الضربات. حمايتها الأمامية ستقيها من عدة مقذوفات مضادة للدبابات يمكن للروس إطلاقها".

"قدرات تبقى محدودة"

على الرغم من كل تلك الميزات القتالية وخصوصا قوتها وقدراتها على التحرك والمقاومة، فإن دبابة أبرامز ليست خالية من العيوب. فقد اعترف جو بايدن نفسه لدى إعلانه في يناير/كانون الثاني عن قرار تسليم أوكرانيا المدرعات الأمريكية، بأنه وعلى الرغم من أن "دبابة أبرامز هي الدبابة الأكثر كفاءة بالعالم"، إلا أن "صيانتها معقدة أيضا. لذلك سنرسل المعدات اللازمة للمحافظة على هذه الدبابات وصيانتها في الميدان".

لكن الأدهى من ذلك، هو مشكلة أخرى تعيب هذه الدبابات: استهلاك محركها التوربيني للوقود بشكل هائل. يشرح مارك شاسيلان في هذا الصدد: "إنه محرك ديناميكي للغاية إلا أنه يستهلك نحو ضعف ما يستهلكه محرك الديزل. خلال اختبارات المقارنة التي تم تنفيذها في اليونان، قطعت أبرامز مسافة 280 كلم واستهلكت 2200 لتر من الوقود. وهذه ضعف الكمية التي تستهلكها لوكلير (الدبابة الفرنسية) لقطع نفس المسافة".

اقرأ أيضاريبورتاج: الجنود الأوكرانيون يخوضون معارك بدبابات قديمة بانتظار ليوبارد الألمانية الحديثة

توضيحا لنقائص الدبابة الأمريكية التي تعوّل عليها كييف كثيرا، قال الجنرال جان بول بالوميروس القائد الأعلى السابق في "تحويل قيادة الحلفاء" القيادة العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي في مقابلة سابقة مع قناة فرانس24، إن "دبابة أبرامز لها حدودها". وأوضح نفس المصدر: "هي لا تستهلك الكثير من الوقود فحسب، بل إنها كذلك معرضة في بعض الأحيان لمشكلات فنية، وهو ما ينبغي أخذه في الحسبان بالنسبة إلى عملها".

من جهة أخرى، فإن دبابات أبرامز ليست مخصصة للعمليات السرية. إذ إن محركها التوربيني يطلق عادة كميات كبيرة من الغاز الساخن، ما يجعل من السهل رصدها بواسطة الكاميرات الحرارية.

"أبرامز" والهجوم الأوكراني المضاد

من العناصر الرئيسية في العمليات الهجومية في الحرب الحديثة، تشكل هذه الدبابات القتالية الثقيلة قوة هجومية إضافية للجيش الأوكراني لكن دون أن يكون عددها كافيا لتكون حاسمة على أرض الميدان.

يرى الجنرال بالوميروس: "ما يصل من هذه الدبابات هو فقط أعداد محدودة. ويكمن التحدي الذي يواجه فولوديمير زيلينسكي هو ضمان أن تكون عملية التسليم هذه الأولى من سلسلة تسليم أكبر لاحقا، لبضع عشرات أو حتى المئات من دبابات أبرامز".

من جهة أخرى، تبقى الدبابات أبرامز M1A1  كغيرها من باقي الدبابات الغربية الأخرى، عرضة لخطر الألغام التي تتسبب حاليا في إبطاء تقدم الأوكرانيين.

في هذا السياق، يوضح مارك شاسيلان بأن "المشكلة بالنسبة للأوكرانيين هي في اختراق خطوط الدفاع الروسية للعثور على احتياطيات الجيش خلفها وإقحامهم في المعركة. لكن وطالما لم يتم اختراق خط الدفاع، فلن يكون هناك قتال لخوضه". يؤكد نفس المتحدث في هذا الإطار على أهمية سلاح الهندسة الذي يهدف إلى "الاختراق" بمعنى "فتح الممرات عبر حقول الألغام، لكي تتمكن المركبات المدرعة والمشاة من المرور عبرها".

يتابع نفس الخبير: "لكن ليس لدينا أي من معدات الاختراق تلك. ففرنسا، مثلا، تمتلك ستة منها فقط". يضيف شاسيلان: "ببساطة، لأن 30 عاما قد مضت منذ أن تخلينا تماما عن فكرة أننا قد نضطر في يوم ما إلى اختراق حقول الألغام".

هذا، ويصطدم الهجوم الأوكراني المضاد في الوقت الراهن بخط روسي واسع من التحصينات والألغام والفخاخ المضادة للدبابات، ما يؤدي إلى إبطاء جهود قوات كييف الرامية إلى استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا. وهي لم تمكن حتى اليوم سوى من استعادة عدد قليل من القرى في جنوب وشرق البلاد.

بالرغم من ذلك، فقد نجحت القوات الأوكرانية خلال الأسابيع الأخيرة في بلوغ الخطوط الروسية الأولى جنوبا، حيث استولت في أوائل سبتمبر/أيلول على بلدة روبوتيني في منطقة زابوريجيا. يبقى هذا الزخم ضروريا للجيش الأوكراني للحفاظ على الأمل في تحقيق اختراق حاسم قبل أولى موجات الصقيع في فصل الشتاء.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: ناغورني قره باغ الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب في أوكرانيا تسلح الجيش روسيا حلف شمال الأطلسي معارك للمزيد دبابات أبرامز هذه الدبابات دبابة أبرامز على الرغم من فی هذا إلا أن

إقرأ أيضاً:

الرئيس الروسي يعلن عن مبادرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا (تفاصيل)

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن مبادرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، من خلال تسوية سلمية تضمن حياد كييف، والتخلي عن خطط الانضمام إلى الناتو، إلى جانب سحب القوات الأوكرانية من جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه.

وأكد بوتين، خلال اجتماعه مع قيادة وزارة الخارجية الروسية أن روسيا تقدم اقتراح سلام حقيقي آخر لكييف والغرب، ومستعدة للمفاوضات، مشددا على أنه بدون مشاركة روسيا وبدون حوار صادق ومسؤول يستحيل التوصل إلى حل سلمي في أوكرانيا وبشأن الأمن الأوروبي بشكل عام.

وذكر الرئيس الروسي، أن شروط روسيا لتحقيق التسوية السلمية في أوكرانيا هي سحب القوات الأوكرانية من كامل أراضي المناطق الجديدة في روسيا وهي جمهوريتا دونيتسك ولوجانسك الشعبيتان ومقاطعتا خيرسون وزابوروجيه، ضمن حدودها الإدارية التي كانت قائمة لحظة دخولها في قوام الدولة الأوكرانية، إلى جانب تخلي كييف عن نيتها الانضمام إلى حلف "الناتو".

وأضاف أنه بمجرد إعلان كييف عن استعدادها لسحب قواتها وبدء الانسحاب الحقيقي من هذه المناطق، وكذلك الإخطار رسميا بالتخلي عن خطط الانضمام إلى الناتو، ستصدر روسيا على الفور أمرا بوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات.

وتابع الرئيس الروسي: إنه من أجل التوصل إلى تسوية سلمية "تحتاج موسكو إلى أن تكون أوكرانيا دولة محايدة وتبقى خارجة عن أي تكتل وخالية من الأسلحة النووية، وأن تخضع لنزع السلاح واجتثاث النازية".

وأشار بوتين، إلى أن هذا هو الموقف المبدئي لروسيا، والذي "وافق عليه الجميع بشكل عام خلال مفاوضات إسطنبول في عام 2022"، مشددا على ضرورة أن تكون شروط نزع سلاح أوكرانيا مكتوبة وواضحة، بما في ذلك من ناحية تحديد عدد ومكان القوات.

واشتملت شروط بوتين أيضا على ضمان حقوق وحريات ومصالح المواطنين الناطقين بالروسية في أوكرانيا بشكل كامل، وكذلك إقرار الحقائق الإقليمية الجديدة، والاعتراف بشبه جزيرة القرم وسيفاستوبول ودونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيه كأجزاء لا تتجزأ من روسيا، وتثبيت ذلك في المعاهدات الدولية، وينبغي تثبيت كل هذه الأحكام المحورية والأساسية للتسوية في شكل اتفاقيات دولية أساسية، كما أن حل النزاع يتضمن إلغاء جميع العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الغرب.

وقال بوتين إن جوهر اقتراحه هو إن روسيا لا تسعى إلى هدنة مؤقتة أو وقف لإطلاق النار، كما يريده الغرب من أجل تعويض الخسائر وإعادة تسليح نظام كييف وإعداده لهجوم جديد، ولكن روسيا ترغب في إنهاء الصراع بشكل كامل وليس تجميده.

وحذر بوتين الغرب وكييف في حال رفضوا اقتراح السلام هذا، فسوف يتحملان المسؤولية السياسية والأخلاقية عن استمرار إراقة الدماء، مشيرا إلى أن الحقائق على الأرض ستستمر في التغير ليس لصالح نظام كييف، وستكون شروط بدء المفاوضات مختلفة في المستقبل.

واختتم الرئيس الروسي: إن "روسيا مستعدة للحوار مع جميع الدول وليس فقط شكليا، وإنما حوار جدي وحقيقي حول كافة القضايا المتعلقة بالأمن الدولي.

اقرأ أيضاًحزب الله يعلن استهداف موقع «جل الدير» الإسرائيلي وجنودا للاحتلال بمحيط الرمثا

شهداء وجرحي في 4 مجازر للاحتلال خلال آخر 24 ساعة بغزة

مقالات مشابهة

  • روسيا لا تستبعد محادثات مع أوكرانيا وقمة للسلام تتواصل بسويسرا
  • سيناتور روسي: هدف مؤتمر سويسرا هو محاكمة روسيا وليس السلام
  • نيبينزيا: نظام كييف وممولوه يرفضون جهود السلام
  • روسيا: مقترح بوتين للسلام مع أوكرانيا ليس مهلة محددة.. ونحذر من رفضه
  • نيبينزيا: كييف ترفض جهود السلام بشكل استعراضي
  • روسيا تحدد شروط بدء المفاوضات مع أوكرانيا
  • بوتين يعلن عن مبادرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • الرئيس الروسي يتقدم بمقترح للسلام مع أوكرانيا
  • الرئيس الروسي يعلن عن مبادرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا (تفاصيل)
  • بوتين يضع أوكرانيا أمام شرطين لإنهاء الحرب