مع تسارع خطى التطبيع السعودية الإسرائيلية، رفض رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، الاتهامات الموجهة للحكومة باستبعاد جيش الاحتلال من الاتفاقية المتوقعة مع السعودية، واصفا إياها بـ"الأقوال المزيفة"، بزعم أنه منذ اللحظة الأولى حصل وزير الحرب يوآف غالانت على كل المعلومات اللازمة، والتقى في الولايات المتحدة مع نظرائه الذين يقودون المفاوضات مع السعودية، كما تم إبلاغ رئيس أركان الجيش هآرتسي هاليفي، بجانب كبار قادة الجيش حول جميع التطورات التي حدثت منذ عدة أسابيع مع السعودية.



غلعاد كوهين مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقل عن هنغبي في تقرير ترجمته "عربي21" قوله أن "هناك من يحاول خلق الفتنة والخلاف في مؤسساتنا وأجهزتنا، لكن لا يوجد سبب لذلك، رغم أن أوساطا في الجيش تحدثت مؤخرا عنه بأنه سياسي يكذب، على عكس كل رؤساء مجالس الأمن القومي السابقين، ممن كانوا جنرالات في الجيش أو أبناء للمؤسسة العسكرية والأمنية".

إلى ذلك، نقل يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن غالانت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "اتفاقية التطبيع لن تكتمل إلا بعد مراجعتها، رغم أنه مرحب به، لكننا في الوقت نفسه سنبذل كل جهد للتحوط من المخاطر، والتأكد أننا نتصرف بالاتجاه الصحيح والمسؤول، الجيش والموساد يدرسان القضية النووية الخاصة بالسعودية، وأي حديث عن استبعادهما من الاتفاق معها، أو الطلب منهما عدم التعليق عليها، غير حقيقي، بل أنشأنا فرق عمل حول هذه القضية، وكل شيء سيعمل على المسار الصحيح من خلال الجيش والموساد، ثم سيتدفق الأمر لرئيس الأركان وأنا، يجب بذل كل جهد للتوصل لخطوة التطبيع مع السعودية".

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أنه "على خلفية مفاوضات التطبيع الجارية، انتقد مسؤولون كبار سابقون بجهاز الأمن الاتفاق الجاري مع السعودية، وزعموا أن تخصيب اليورانيوم على أراضيها يشكل تهديدا أمنيا لإسرائيل".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رد عليهم في جلسة مجلس الوزراء بقوله إننا "سنحقق السلام مع ضمان مصالحنا الحيوية بشكل صارم، وعلى رأسها الأمن"، لكن 500 عضو في حركة "قادة أمن إسرائيل"، فإن تخصيب اليورانيوم في المملكة خطوة ستشكل خطرا جسيما على أمن إسرائيل، وسيخلق سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، ويتطلب تغييرات عميقة في مفهوم الأمن الإسرائيلي".

بجانب المواقف والتصريحات السياسية والأمنية الإسرائيلية، فقد أكد البروفيسور شاؤول حوريف، رئيس مركز دراسات إيران ودول الخليج بجامعة حيفا، أن "إسرائيل يمكن لها أن تقع في دائرة الوقود النووي السعودي، صحيح أن اتفاق التطبيع التي تتشكل سترفع مستوى إسرائيل من الناحية الجيو-سياسية، لكن لا يزال من المناسب أن يقرر من يدير المفاوضات معها منع دخول الأسلحة النووية للمنطقة، رغم انتشار شعور بالنشوة في المنظومة السياسية على خلفية التقدم نحو الاتفاق الذي يجري تشكيله بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل، ما يؤكد أهمية الخطوة وتأثيرها على الشرق الأوسط".


وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أنه "لا يزال محظورا تعريض المكونات النووية للاتفاق أمن إسرائيل للخطر مستقبلا، رغم أنه بالنسبة لبايدن ونتنياهو وابن سلمان، لديهم هدف قصير المدى بتحقيق الاتفاق الذي لا يتطابق بالضرورة مع أهدافهم بعيدة المدى، فالأول يراه مهما لبداية حملته الانتخابية، ونقطة انطلاق للدفع بانتخابه لولاية ثانية، والثاني فيعتبره مهما للقفز عن الانقلاب القانوني، وتسليط الضوء على تغيرات الشرق الأوسط، والثالث سيضع بلاده زعيمة للكتلة السنية، ورفع قدراتها العسكرية، وتوقيع تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة، ودخول نادي الدول التي تمتلك مفاعلات للطاقة النووية".

وحذر أنه "في حرصها على التوقيع على الاتفاق، قد تتخلى إسرائيل عن سياستها التقليدية التي تعارض بشدة السماح لدول المنطقة بالتحكم في دورة الوقود النووي لديها، لكنها قد تخضع للآليات التي عرضها الأمريكيون تحت ضغط السعوديين، رغم أن خطر وجود دائرة وقود نووي بأيديهم مسألة واضحة، كما حصل سابقا مع العراق، وليبيا، وسوريا، وإيران، صحيح أن التطبيع الناشئ سيضع إسرائيل بموقع جيو-سياسي متطور، لكن المطلوب من القادة الإسرائيليين الذين يديرون المفاوضات أن يتعلموا من تجارب أسلافهم السابقة، ويمنعوا دخول الأسلحة النووية للمنطقة".

تشير هذه التطورات الإسرائيلية إلى أن رغبة السعودية بإنتاج أسلحة نووية مسألة مطروحة على الطاولة منذ سنوات، لكنه عاد من جديد مع بوادر اتفاق التطبيع الذي شكّل خبرا سارا للاحتلال، حيث تراقب أوساطه تطلع المملكة لتخصيب اليورانيوم في أراضيها، وهي طموحات ليست جديدة، لاسيما في ضوء إعلانها المتكرر أنه إذا حصلت إيران على الطاقة النووية، فإنها ستفعل ذلك أيضا، وتتحدث المزاعم الإسرائيلية أن الرياض قدمت التمويل لباكستان بهدف أن تبقي بعض قنابلها جانبا لصالحها، حين يحين الوقت.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السعودية امريكا السعودية الاحتلال الإسرائيلي اتفاقيات التطبيع صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یدیعوت أحرونوت مع السعودیة رغم أن

إقرأ أيضاً:

ضابط إسرائيلي سابق: إسرائيل تسير نحو الانتحار والمنبوذية

على خطى كثير من الباحثين والمحللين الإسرائيليين السياسيين والعسكريين، يسير الباحث العسكري والضابط السابق في الاستخبارات الإسرائيلية الدكتور مايكل ميليشتاين في التحذير من أن إسرائيل تسلك مسارا انتحاريا على الساحة الدولية.

ويؤكد ميليشتاين أن إسرائيل تدفع بنفسها نحو عزلة متزايدة تهدد موقعها الإستراتيجي، وتضعها في مواجهة مع أصدقائها التقليديين، في ظل غياب أي رؤية سياسية أو إستراتيجية واضحة للخروج من الحرب المستمرة في غزة.

ويحمل المقال الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عنوانا لافتا: "هكذا تصبح إسرائيل دولة منبوذة"، ويقول فيه ميليشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان التابع لجامعة تل أبيب، إن إسرائيل لم تعد قادرة على مواصلة تعليق التدهور في صورتها الدولية على مشاجب "العلاقات العامة السيئة" أو "معاداة السامية"، بل باتت تواجه انهيارا إستراتيجيا ناتجا عن غياب البوصلة وغياب القيادة، وسط شعارات لا تنتهي عن "النصر الكامل" و"الحرب الأبدية".

عزلة متزايدة

ويشير ميليشتاين إلى أن إسرائيل ترد على التحديات الدولية المتزايدة بسلوك يشبه "الانتحار"، خاصة في ظل المداولات الدولية المرتقبة، وعلى رأسها الاجتماع المشترك الفرنسي-السعودي في الأمم المتحدة في 17 يونيو/حزيران الحالي، والذي يُتوقع أن يشهد توجها واسعا نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

إعلان

ويقول: "رد إسرائيل هو التهديد باتخاذ خطوات أحادية الجانب، مثل ضم أراض في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ما لا يؤدي فقط إلى تقويض ما تبقى من علاقاتها مع الدول العربية ودفن إمكانية التطبيع مع المملكة العربية السعودية، بل يفتح الباب لسيناريو الدولة الواحدة"، وهو الذي يعتبره الضابط الإسرائيلي "الخطر الأكبر على الرؤية الصهيونية نفسها".

وفي وصفه لحال إسرائيل في المحافل الدولية، يلفت ميليشتاين إلى أن دولا حليفة مثل ألمانيا وإيطاليا وهولندا تجد صعوبة متزايدة في الدفاع عن إسرائيل، خاصة في ظل حربها على غزة، والتي لا يراها أحد -بحسب تعبيره – كحرب ذات هدف إستراتيجي واضح، بل كحملة مفتوحة تصاحبها تصريحات "مهووسة بالدمار والسحق" تصدر عن وزراء الحكومة.

ويضيف: "هذه الصورة تولّد انطباعا عن إسرائيل كدولة متطرفة لا تعبأ بالرأي الدولي، وتندفع خلف رؤى مسيحانية، ونتيجة لذلك يزداد الزخم في أروقة السياسة الدولية حول فكرة مقاطعة إسرائيل وتقليص العلاقات معها".

تآكل ونسيان

وفي هذا السياق، يرى ميليشتاين أن إسرائيل ترفض الاعتراف بأن ذكرى هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تتآكل وتنسى دوليا، ولم تعد كافية لتبرير استمرار الحرب في غزة، خاصة أن الصور التي تصل إلى الجمهور العالمي من دمار ودماء أصبحت المعيار الذي يتم عبره الحكم على إسرائيل وليس ما تزعمه من دوافع أمنية.

ويضيف: "لا يمكن مواصلة اتهام تراجع الدعم الدولي للدعاية ضد الفلسطينيين أو معاداة السامية، لأن العالم يرى بوضوح دولة تتحرك بلا إستراتيجية منظمة، وتتمسك فقط بشعارات القوة والغلبة".

وينتقد الضابط الإسرائيلي ما يسميه "الوهم الخطير" بأن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل في كل سيناريو. ويذكّر بمفاجآت سابقة تمثلت في حوارات أجرتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع إيران، وتفاهماتها مع الحوثيين، وحتى المحادثات غير الرسمية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

إعلان

ويشير إلى أن إسرائيل لا تزال تؤمن بأن حل قضية غزة يكمن في "ترحيل" سكانها، بينما هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتشبث بهذه الفكرة!

ويقول: "هذا التوجه لا يُقوّض فقط علاقات إسرائيل الدولية، بل يثبت أنها لم تستوعب بعد حجم التغير في المزاج الدولي".

تحذير ودعوات

من ناحية ثانية، يحذر ميليشتاين من أن الوضع في الضفة الغربية يتجه أيضا نحو انفجار سياسي ودبلوماسي، خاصة في ظل تنامي الاعتراف الدولي بفلسطين، وهو ما يعكس استمرار الفكر الإسرائيلي القديم الذي انهار في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي يقوم على إمكانية "إدارة" الصراع الفلسطيني من دون حله.

كما يحذر من غياب التركيز على التهديد الإيراني، ويقول إن إسرائيل قد تحقق مكاسب ميدانية في غزة لكنها ستخسر في المواجهة الأهم: "إسرائيل قد تحتل غزة، لكنها ستواجه ترسانة نووية إيرانية تشكّل التهديد الوجودي الأكبر الذي كان يجب أن تنصب عليه كل جهودها"، وفق تعبيره.

ويختم الضابط الإسرائيلي مقاله بدعوة صريحة لوقف "دوامة الحرب الأبدية"، مشددا على أن على إسرائيل أن تبدأ بمراجعة ذاتها، والاعتراف بضرورة إعادة تأهيل العلاقة مع العالم، وصياغة إستراتيجية طويلة الأمد تجاه غزة.

كما يدعو إلى معالجة "الصدمة المجتمعية" التي تعيشها إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والتوجه نحو مرحلة من التعافي الداخلي تتضمن إطلاق سراح المختطفين، وفتح حوار داخلي حول قضايا شائكة مثل العلاقة بين الدولة والحريديم، وبين العرب واليهود، وكذلك البدء بتحقيق وطني شامل في إخفاقات الحرب، مؤكدا أن الوقت يمرّ، وكل تأخير يجعل الفشل التالي أكثر خطورة.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمني إسرائيلي يطالب قادة الجيش بالتمرّد على أوامر نتنياهو بمواصلة الحرب
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • بالصور: الجيش اللبناني يعلن العثور على جهاز تجسّس إسرائيلي
  • الجيش اللبناني يفكك جهاز تجسس إسرائيلي في أطراف بلدة يارون
  • سقطت في كفركلا... الجيش صادر طائرة درون إسرائيليّة
  • خامنئي: التطبيع مع إسرائيل خيانة تاريخية وعار أبدي
  • كاتب إسرائيلي: نتنياهو سيغرق إسرائيل ثم يفر إلى ميامي
  • العفو الدولية تدعو لرفض خطة المساعدات التي تستخدمها “إسرائيل” سلاحا ضد المدنيين في غزة
  • ضابط إسرائيلي سابق: إسرائيل تسير نحو الانتحار والمنبوذية
  • ضابط إسرائيلي يكشف عن أعداد القتلى والجرحى في الجيش