كشفت شركة هواوي الصينية العملاقة، التي تواجه عقوبات غربية منذ سنوات، عن هاتفها الجديد "هواوي ميت 60 برو" المصنّع محليّاً، ويُعدُّ تطوراً كبيراً في إطار حرب الرقائق المستمرة بين أمريكا والصين.

استغلت الصين ثغرات تدابير مراقبة الصادرات

ويعمل الهاتف بمعالج من نوع Kirin 9000S بشريحة 5G وبمعمارية 7 نانومتر، وصمَّمَ قسم HiSilicon في شركة هواوي هذه الشريحة اعتماداً على تقنية N+2 للمؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات.



وشركة هواوي والمؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات مُدرجتان على قائمة شركات مكتب معايير الصناعة الأمريكي، الذي حدَّثَ قائمة الشركات الأمريكية في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 الخاضعة للتدقيق. ولكي تزاول الشركات الأمريكية أعمالاً مع الشركات المُدرجة على تلك القائمة، تحتاج إلى ترخيص مسبق من السلطات الحكومية الأمريكية. إخفاق أمريكي

وتوقع الخبراء تراجعاً حاداً في تدفق التقنيات والمعدات من الولايات المتحدة إلى الصين، مما سيحد إلى حدٍ كبير تطور الصين في صناعة الرقائق، ويجعلها تتخلف عقوداً عن الرقائق الأمريكية المتقدمة. ورغم ذلك، فإن عودة هواوي برقاقة بمعمارية 7 نانومتر تُثير الشكوك حول فعالية العقوبات الغربية.
وتنص لوائح أكتوبر 2022 التي قدَّمَها مكتب معايير الصناعة الأمريكي بوضوح على أنه "لا يجوز لأي شركة أن تساعد الشركات الصينية على تصنيع رقائق بمعمارية أقل من 14 نانومتر، باستخدام تقنية أمريكية".
وفي هذا الإطار، رأت ميغا شريفاستافا، باحثة هندية مختصة في مجال صناعة المعلومات والاتصالات الصينية وصناعة أشباه الموصلات، في مقال بموقع مجلة "ناشونال إنترست"، أن عودة هواوي بقدرة تصنيع بمعمارية 7 نانومتر تُمثِّل إخفاقاً لقائمة الكيانات الأمريكية ونظام الترخيص.
وأوضحت الكاتبة، المختصة بالصراع الأمريكي الصيني التقنيّ، أن الشركات المدرجة على قائمة الكيانات ليست الوحيدة التي تضمن تدفق المعدات الصين، مشيرة إلى إنشاء مجموعة من الشركات الوهمية في الصين لأغراض التجارة مع صانعي المعدات الأمريكيين للتحايل على العقوبات.

 


وأضافت الكاتبة: ينصرف كثير من الشركات التي تتعامل مع الموردين الأمريكيين في النهاية إلى المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات الصينية، خاصةً في أعقاب متطلبات الترخيص في أكتوبر 2023. وفي حالات كثيرة، ستحصل هذه الشركات على تراخيص فقط لضمان الشحن النهائي إلى المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات.
ولفتت الكاتبة إلى ثغرة أخرى في فهم قدرة تطوير الرقائق ضِمن عتبات مختلفة على مقياس النانومتر. وقالت: "يكمن ضيق الأفق الأمريكي في التقليل من قدرة السبل الصينية في الحصول على التقنية الفائقة بوسائل سرية. فالحظر المفروض على مبيعات المعدات المستخدمة فقط لإنتاج الرقائق الراقية لم يحظر قط تجارة المعدات والتقنية المستخدمة في إنتاج الرقائق المتدنية".

استراتيجية الصين لإنتاج الرقائق وتكمن إستراتيجية الصين لإنتاج الرقائق الرائدة في إعادة استخدام الأدوات والمعدات القديمة. ومثال على ذلك أنه يمكن استخدام أداة التخلص من المعادن المُستخدمة في تصنيع شريحة بمعمارية 28 نانومتر في تصنيع شريحة بمعمارية 10 نانومتر.
فضلاً عن ذلك، يستحيل أن تصنع الصين رقائق بمعمارية 7 نانومتر أو 14 نانومتر دون دعمٍ خارجيّ. ولأن صناعة أشباه الموصلات في الصين تتطور على نحوٍ مُتقطع في ظل غياب شركة تقدم حلولاً شاملة لإنتاج حتى الرقائق القديمة، فمن المستحيل بناء قدرات تصنيع رقائق بمعمارية 7 نانومتر دون دعم الأدوات والآلات والبرامج الغربية المتقدمة من الأطراف العالميين في سلسلة القيمة. توقعات خاطئة

وأضافت الكاتبة: " التوقعات بأن حظر وصول الصين إلى أدوات الطباعة الحجرية المتقدمة من شركة ASML الهولندية سيؤدي إلى افتقار الصين إلى وسيلة لطباعة الدارات على شرائح السيليكون اتضح أنها خاطئة. فقد استخدمت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة وشركة إنتل أداة 1980i من شركة DUV في إنتاج رقائق بمعمارية 7 نانومتر".
ويمكن شحن الأداة نفسها إلى الصين، على أن تستخدمها الشركات الصينية لتصنيع رقائق بمعمارية 7 أو حتى 5 نانومتر. وتبيع شركات توزيع المعدات مثل Applied Materials وTokyo Electronics وLam Research وASM International معدات لتصنيع رقائق بمعمارية 28 نانومتر للصين، يمكن استخدامها لتصنع رقائق بمعمارية 7 نانومتر.

 


ويشبه المعالج Kirin 9000S لشركة هواوي المعالج Intel 10، التي أُعيدت تسميته Intel 7. وبحسب الخبراء الأمريكيين، لم يُفْرَض أي قيد على شحن المعدات التقنية التي استُخدمت في إنتاج المعالج Intel 7 إلى الصين بموجب نظام مراقبة الصادرات.
وأشارت إلى أن هناك قيوداً محددة أيضاً تخص أجهزة المعدات التي تندرج تحت عتبة محددة. وتُفرَض قيود مثلاً على أدوات برنامج تصميم الرقائق فقط للرقائق بمعمارية 3 نانومتر. وهذا يعني أنَّ المعدات المحددة المُستخدمة لتصنيع رقائق بمعمارية 5 نانومتر ما زال من الممكن أن يحصل عليها الصينيون، ولا سيما للشركات الوهمية الصينية، التي انتشرت للالتفاف على العقوبات.
واستغلت الصين ثغرات تدابير مراقبة الصادرات التي كادت لا تضع في الاعتبار أن المعدات المُباعة للمشترين المتخلفين عن الركب يمكن أن تستخدمها الشركات الرائدة أيضاً. وهذه ثغرة سياسية واضحة، وتجاهُل جهات التنظيم لها يعكس بوضوح قصور البصيرة السياسية الأمريكية.
وخلصت الكاتبة إلى أن إطلاق الصين لهاتف يدعم شبكات الجيل الخامس بمعمارية 7 نانومتر يكشف عن أن جهات التنظيم الأمريكية أخفقت في فهم تعقيدات صناعة أشباه الموصلات وتوقعت بسذاجة حظر التدفق التقني بالكامل إلى الصين استنادًا إلى مجموعة من لوائح تنظيم الصادرات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة صناعة أشباه الموصلات شرکة هواوی إلى الصین

إقرأ أيضاً:

الشركات الأمريكية تتمسك بالصين رغم الرسوم الجمركية المرتفعة

رغم الرسوم الجمركية المرتفعة، تصر غالبية الشركات الأميركية على البقاء في الصين، وفقاً لمسح حديث أجرته غرفة التجارة الأميركية، إذ تخطط 21% منها لتوسيع عملياتها داخل البلاد إذا عادت الرسوم إلى مستوياتها السابقة، بينما لن تُجري 41% أي تعديلات جوهرية. اعلان

رغم التوترات التجارية والرسوم الجمركية المرتفعة بين الولايات المتحدة والصين، تبقى الصين مقصداً أساسياً للشركات الأميركية التي تعمل فيها، وفقاً لمسح حديث أجرته غرفة التجارة الأميركية في الصين.

المسح الذي شمل 112 شركة أميركية خلال الفترة من 23 إلى 28 مايو الماضي، كشف عن موقف واضح: غالبية الشركات لا تخطط لمغادرة السوق الصيني، حتى مع احتمال عودة الرسوم الجمركية إلى مستوياتها السابقة.

ومن بين الشركات المشاركة، أفادت نسبة 21% بأنها ستزيد من إنتاجها ومبيعاتها داخل الصين إذا ارتفعت الرسوم مرة أخرى، بينما أبدت نسبة 13% استعدادها لنقل الإنتاج من الصين إلى دول أخرى. أما النسبة الأكبر، وهي 41%، فأكدت أنها لن تقوم بأي تعديلات جوهرية في عملياتها.

Relatedفي يوم دخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ.. ترامب يطالب الفدرالي بخفض الفائدة بعد بيانات وظائف مخيبةالرسوم الجمركية تهزّ الاقتصاد العالمي: تباطؤ في أميركا وتضخم في إسرائيلترامب تجاوز سلطته... محكمة أمريكية توقف الرسوم الجمركية

وجاء المسح بعد فترة ذروة في الحرب التجارية بين البلدين، بين أبريل ومنتصف مايو، حيث صرّح ثلث الشركات أن الرسوم الجمركية خلال تلك الفترة أدت إلى خسائر فادحة، فيما أشارت نسبة 7% إلى أنها بدأت بالتفكير في إنهاء عملياتها في الصين.

ولم تُفصح أي شركة عن نيتها إعادة الإنتاج إلى الولايات المتحدة، على الرغم من احتمال عودة الرسوم الجمركية إلى معدلات بلغت 145% على بعض المنتجات.

كما أظهر المسح أن نحو 11% من الشركات ألغيت عقوداً أو طلبات من عملاء محليين بعد بدء تطبيق الرسوم المرتفعة في 2 أبريل الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن غرفة التجارة الأميركية لم تكشف عن هوية الشركات أو أحجامها، لكن العضوية في الغرفة تشمل شركات ضخمة مثل "مايكروسوفت" و"كوكاكولا"، بالإضافة إلى شركات صغيرة جداً تتراوح إيراداتها العالمية دون مليون دولار سنوياً.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • زيادة إنتاج ومبيعات الشركات الصغيرة والمتوسطة في الصين
  • بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر
  • لماذا تُعدّ تقنية الرقائق حاسمة في سباق الذكاء الاصطناعي بين أمريكا والصين؟
  • مسؤولة تحدد فترة زمنية لإعادة تسليح الجيش الألماني
  • الغلوسي يحذر من تكرار الأخطاء التي وقعت في الماضي على خلفية المس بالمكتسبات الحقوقية
  • عمار المشاط: العراق يحتاج خلق بيئة أكثر جذبا للاستثمار
  • ترامب: الصين توافق على تصدير المعادن الأرضية النادرة إلى أمريكا
  • الشركات الأمريكية تتمسك بالصين رغم الرسوم الجمركية المرتفعة
  • أمريكا تفرض عقوبات جديدة على 10 أفراد و27 كياناً مرتبطين بإيران
  • هواوي تعتزم إطلاق هاتفها الثاني ثلاثي الطيات هذا العام