السفينة "مادلين" تصل ميناء أسدود والسلطات الإسرائيلية تستعد لاحتجاز ناشطيها
تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT
القدس المحتلة - الوكالات
وصلت سفينة الإغاثة "مادلين" إلى ميناء أسدود وسط إسرائيل وعلى متنها الناشطون الـ12 الذين اعتقلهم كوماندوز إسرائيلي بعد منع بلوغهم قطاع غزة لكسر الحصار المشدد على القطاع، وفق ما أكدته هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أن مصلحة السجون تستعد لاحتجاز نشطاء سفينة "مادلين" وجهزت لهم زنازين منفصلة بسجن غفعون في الرملة.
وأضافت أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أوعز بمنع إدخال أجهزة الاتصال والراديو والتلفزيون إلى السجون وحظر أي رموز فلسطينية.
وطالب المركز الحقوقي الإسرائيلي (عدالة) سلطات تل أبيب بالكشف الفوري عن أماكن وجود الناشطين الذين كانوا على متن السفينة "مادلين" واُحتجزوا قسرا.
والليلة الماضية سيطر الجيش الإسرائيلي على السفينة الإغاثية واحتجز جميع الناشطين على متنها بعد تهديدات أمس الأحد بمنع وصولها إلى قطاع غزة، ومطالبتها بالعودة.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن جميع ركاب السفينة سالمون، وسيعودون إلى بلدانهم.
كما بث الجيش الإسرائيلي صورا للحظة اعتقال جميع النشطاء الأجانب الذين كانوا على متن السفينة مادلين.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن مصدر قوله إن الناشطين على متن السفينة سيخضعون للتحقيق في قاعدة عسكرية بميناء أسدود، كما سيعرض عليهم فيلم عن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال مصدر بالخارجية الإسبانية للجزيرة إن بلاده استدعت القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية احتجاجا على ما جرى للسفينة "مادلين".
واستنكرت إيران اعتراض إسرائيل سفينة المساعدات "مادلين"، ووصفت ذلك بأنه عمل "قرصنة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي بطهران إن "الهجوم على هذه السفينة يعد شكلا من أشكال القرصنة بموجب القانون الدولي، لأنه حدث في المياه الدولية".
بدورها، اعتبرت تركيا أن تدخّل القوات الإسرائيلية ضد السفينة "مادلين" انتهاك واضح للقانون الدولي.
وقالت وزارة الخارجية التركية إن إسرائيل "تظهر مرة أخرى أنها تتصرف كدولة إرهابية".
كذلك اعتبرت منظمة العفو الدولية السيطرة الإسرائيلية على سفينة "مادلين" انتهاكا للقانون الدولي. وقالت إن السفينة كانت تسعى لجلب مساعدات إنسانية لكسر الحصار غير القانوني على قطاع غزة المحتل.
وأضافت أن على إسرائيل كقوة احتلال التزام قانوني بضمان حصول المدنيين في غزة على الغذاء والدواء.
من جهتها، وصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إسرائيل بأنها "دولة مجرمي حرب" على خلفية اعتراضها سفينة "مادلين" الإغاثية، ودعت أيضا إلى بدء تجهيز مزيد من السفن الإغاثية في العالم وإرسالها إلى الفلسطينيين المجوّعين بالقطاع المحاصر.
بدورها، عبرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي عن دعمها عملية تحالف أسطول الحرية، وحثت أمس الأحد على إرسال قوارب أخرى لتحدي الحصار على غزة.
وأبحرت السفينة "مادلين" من إيطاليا وعلى متنها 12 ناشطا من فرنسا وألمانيا والبرازيل وتركيا والسويد وإسبانيا وهولندا، في الأول من يونيو/حزيران الجاري، لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يعاني وضعا إنسانيا كارثيا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: لکسر الحصار قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
هل تعيد إسرائيل سيناريو مافي مرمرة مع السفينة مادلين؟
قال ناشطون ومحللون -تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر"- إن إسرائيل سترتكب جريمة حرب وتعتدي على القانون الدولي في حال قامت بالهجوم على السفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة لكسر الحصار عن أهلها، وأشاروا إلى أن التاريخ الإسرائيلي في التعامل مع سفن أسطول الحرية يؤكد أنها ستنفذ تهديداتها ضد "مادلين".
وتواصل هذه السفينة التضامنية طريقها نحو القطاع الفلسطيني في محاولة ليس فقط للاقتراب أكثر من معاناة سكانه، وإنما كذلك لإيصال صوتهم إلى عالم يتفرج على ما يقترف بحقهم من مجازر وتجويع وتهجير.
ولم يستبعد الناشط البرازيلي تياغو أفيلا، وهو من ضمن فريق السفينة مادلين، أن يتعرضوا في أي وقت لهجوم إسرائيلي، وقال إنهم يتوقعون أن "تمارس إسرائيل جريمة حرب بأن تهاجم مهمة إنسانية مدنية" واصفا الذين على متن السفينة بأنهم مجموعة من المدنيين من 7 بلدان يحاولون أن يخرقوا الحصار ويفتحوا ممرا إنسانيا.
وذكّر بأن "إسرائيل ارتكبت جرائم متعددة وفرضت حصارا لمدة 18 عاما، بالإضافة إلى خطتها لتنفيذ إبادة جماعية منذ 8 عقود، والآن تفرض حصارا مطبقا، فلا طعام ولا قطرة ماء تدخل إلى غزة، وحتى عملية توزيع المساعدات جعلتها عسكرية".
وأكد أفيلا أنهم حاليا على بعد 140 ميلا من غزة، ولكنهم لايزالون في المياه الدولية، ويودون الانتقال إلى المياه الإقليمية الفلسطينية وليس الإسرائيلية، كما أوضح أن إسرائيل لو قامت باعتراض السفينة فستكون قد خرقت أمر محكمة العدل الدولية وارتكبت جريمة جريمة حرب. وتوقع أن يصلوا إلى المياه الإقليمية الفلسطينية بعد ظهر الاثنين.
إعلانوعن إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنه أمر الجيش بمنع وصول السفينة، قال الناشط البرازيلي إنهم يعلمون أن "إسرائيل ترتكب فظاعات ضد الشعب الفلسطيني" وباستطاعتها أن تقتل جميع من على السفينة لو أرادت، مؤكدا أن لديهم إجراءات للطوارئ لحماية أنفسهم.
ومن جانب آخر، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القوات البحرية أجرت تدريبا قبالة سواحل أسدود على كيفية الاستيلاء على سفينة "مادلين".
وأكد أفيلا أنهم لا يملكون أي ضمانات من أي دولة، رغم أن هدفهم هو تقديم الطعام للأشخاص الذين يجوعون حتى الموت، وأن الحكومات يتعين عليها أن تتصرف قبل فوات الآوان.
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة اليوم إن "مادلين" التابعة لها تواجه "تشويشًا إسرائيليًا خطيرًا" في حين أكد طبيب فرنسي على متن السفينة أن مُسيّرة تحلق فوقها منذ ساعات.
شلل عربيومن جهته، قالت النائبة في البرلمان السويدي لورينا دلغادو إن إسرائيل قامت تاريخيا بالهجوم على نشطاء مدنيين، وفعلت ذلك مع أي محاولة لكسر الحصار عن الفلسطينيين، وأضافت أن الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة جماعية، وعندما تمنع إسرائيل سفينة "مادلين" من الوصول لغزة فهي ترتكب جريمة.
واعتبرت أن "إسرائيل ليست دولة ديمقراطية لأنها تحتل دولة أخرى، وهي تطبق نظام الفصل العنصري الذي يتناقض مع القيم الديمقراطية" متوقعة أن يستمر النشاط الداعم لفلسطين بالدول الغربية، معربة عن أملها أن تتصرف الحكومات وفقا للقوانين الدولية.
ومن جانبه، قال الباحث بجامعة السوربون الدكتور محمد هنيد إن "مادلين" نجحت معنويا بخروجها من المرافئ الأوروبية والتوجه نحو قطاع غزة، وتوقع أن تعيد إسرائيل نفس سيناريو 2020 عندما هاجمت سفينة "مافي مرمرة" التابعة لأسطول الحرية وتسببت في قتل 9 أشخاص وجرح آخرين.
وقد انتقد هنيد الصمت العربي إزاء ما يحدث في قطاع غزة، وقال إن تحرك المجتمع المدني الغربي يقابله حالة من الشلل العربي سياسيا ومؤسساتيا ومدنيا.
إعلان