الاحتجاجات العنيفة ضد سياسة الهجرة تنتقل إلى سان فرانسيسكو واعتقال عشرات المتظاهرين
تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT
(CNN)-- أعلنت السلطات الأمريكية، اعتقال نحو 60 شخصا، بينهم قُصّر، الأحد، في سان فرانسيسكو بعد أن تحولت احتجاجات خارج مبنى دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) إلى أعمال عنف.
وتجمع مئات المتظاهرين خارج مكاتب دائرة الهجرة والجمارك للاحتشاد ضد مداهمات الوكالة وعمليات الترحيل التي تقوم بها في جميع أنحاء كاليفورنيا والولايات المتحدة، حسبما أفادت قناة KGO المتعاونة مع شبكة CNN.
وتصاعدت حدة المظاهرة، التي كانت سلمية في البداية، إلى مواجهة متوترة مع ضباط شرطة سان فرانسيسكو الذين ارتدوا ملابس مكافحة الشغب.
وقالت نانسي كاتو، إحدى المحتجات، لقناة KGO: "كنا نراقب ما يحدث في لوس أنجلوس، ونقول: لا. إن ملاحقة المهاجرين والأشخاص غير الحاصلين على وثائق، وهم أكثر الفئات ضعفا في مجتمعنا، أمر خاطئ تماما".
وبدأت الاحتجاجات قرب شارعي سانسوم وواشنطن - قرب الحي المالي بالمدينة - حوالي الساعة 7:01 مساء، حيث كان ضباط شرطة سان فرانسيسكو يراقبون المظاهرة، حسبما قالت الإدارة في بيان.
وتصاعدت حدة التجمع حيث قام بعض المتظاهرين، وفقا للشرطة، بتخريب الممتلكات والاعتداء والتسبب في أضرار أخرى. وأعلنت السلطات أن الحدث "تجمع غير قانوني"، مما دفع الكثيرين إلى المغادرة، بينما بقي البعض الآخر.
وأفادت الشرطة بإصابة ضابطين، ونُقل واحد إلى المستشفى لتلقي العلاج من إصابات لا تهدد الحياة.
وشقت المجموعة طريقها في النهاية إلى شارعي ماركت وكيرني، حيث ألحق المتظاهرون أضرارا بالمباني وسيارة دورية تابعة لشرطة سان فرانسيسكو. وفي وقت لاحق، تجمعت مجموعة أصغر عددا في شارع مونتغمري ورفضت المغادرة بعد أن أُمرت بالتفرق. وتحركت الشرطة لاحتجاز أشخاص قالت إنهم لم يمتثلوا للأوامر. وقالت الشرطة إنها صادرت سلاحا ناريا واحدا في المكان.
وقالت شرطة سان فرانسيسكو في بيان: "للأفراد دائما الحرية في ممارسة حقوقهم بموجب التعديل الأول للدستور في سان فرانسيسكو، لكن العنف- خاصة ضد ضباط شرطة سان فرانسيسكو- لن يتم التسامح معه أبدا".
ولا يزال التحقيق جاريا، ولم تقدم السلطات عن تفاصيل إضافية.
وفي الوقت نفسه، قال جيم ماكدونيل، قائد شرطة لوس أنجلوس، للصحفيين في مؤتمر صحفي، إنه تم اعتقال 27 شخصا في وسط مدينة لوس أنجلوس، الأحد.
وأضاف ماكدونيل أن الجرائم المزعومة تشمل إلقاء زجاجة مولوتوف على ضابط واصطدام دراجة نارية في طابور للشرطة.
وأضاف أن دورية الطرق السريعة في كاليفورنيا اعتقلت 17 شخصا، الأحد، أثناء إخلاء طريق 101 السريع من المتظاهرين، بينما اعتقلت شرطة لوس أنجلوس 10 أشخاص خلال مناوشات في وسط المدينة.
وأوضح ماكدونيل أنه تم اعتقال 29 شخصا، السبت، بزعم عدم انصرافهم.
وقال ماكدونيل غن "مهمتنا ليست تقسيم المجتمعات أو تسييس إنفاذ القانون. مهمتنا ببساطة هي الحفاظ على سلامة الجميع".
وتحدث ماكدونيل عن "الخوف والقلق العميقين" اللذين أصابا المجتمع بسبب تطبيق قوانين الهجرة مؤخرا، وأكد أن الإدارة "ملتزمة بالشفافية والمساءلة ومعاملة كل مواطني لوس أنجلوس باحترام، بغض الطرف عن وضعهم القانوني".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الشرطة الأمريكية الهجرة سان فرانسيسكو لوس أنجلوس شرطة سان فرانسیسکو لوس أنجلوس
إقرأ أيضاً:
ترامب يصف حاكم كاليفورنيا بغير الكفء ويهدد بنشر الجيش
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاكم ولاية كاليفورنيا بغير الكفوء بعد توسع احتجاجات في مدينة لوس أنجلوس، اتسم بعضها بالعنف إثر عمليات دهم ضد مهاجرين.
وأكد ترامب أمس الأحد للصحفيين أنه طلب من حاكم الولاية التعامل مع الاحتجاجات قبل أن يقرر إرسال وحدات الحرس الوطني، ملوحا بأنه سينشر الجيش إذا ما تطلب الأمر، ولن يسمح بتمزيق البلاد، حسب تعبيره.
وتعهد الرئيس الأميركي بفرض "القانون والنظام" مع بدء عناصر من الحرس الوطني التمركز في مدينة لوس أنجلوس بناء على أوامره، في انتشار نادر ضد رغبة حاكم الولاية، عقب اندلاع الاحتجاجات التي رافقتها أعمال شغب ونهب.
وقال ترامب للصحفيين، إن القوات المرسلة إلى لوس أنجلوس ستفرض "قانونا ونظاما قويين جدا"، مضيفا "هناك أشخاص عنيفون، ولن نسمح لهم بالإفلات (من العقاب) عن ذلك".
وردا على سؤال عن تفعيل "قانون التمرد" الذي يتيح نشر القوات المسلحة لقمع احتجاجات، قال ترامب "ننظر بشأن القوات في كل مكان، ولن نسمح بحدوث ذلك في بلدنا".
وقال الجيش الأميركي، إن 300 جندي من الفرقة القتالية للواء المشاة، 79 تم نشرهم في ثلاثة مواقع مختلفة في منطقة لوس أنجلوس الكبرى، وهم "يتولون حماية الممتلكات والطواقم الفدرالية".
إعلانوانتشر عناصر بزيهم العسكري وأسلحتهم الآلية ودروعهم قرب بلدية المدينة الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، وسط دعوات لـ"تحرك كبير" أمام المبنى. كما أظهرت لقطات عددا من العناصر وهم مجهزون بعدة كاملة لمكافحة الشغب.
توسع المواجهات
ويأتي ذلك بعد يومين على مواجهات أطلق خلالها عناصر فدراليون القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه حشد خرج للتعبير عن غضبه من توقيف عشرات المهاجرين في المدينة التي تضم جالية لاتينية كبيرة.
وجاء في منشور لحاكم الولاية غافين يوسوم الأحد على منصة إكس أن "ترامب يرسل ألفين من عناصر الحرس الوطني إلى مقاطعة لوس أنجلوس، ليس لتلبية احتياجات لم تلبَّ، بل لفبركة أزمة".
وتابع "إنه يأمل بحصول فوضى لتبرير مزيد من حملات القمع ومزيد من بث الخوف ومزيد من السيطرة. واصلوا التحلي بالهدوء ولا تستخدموا العنف أبدا. ابقوا سلميين".
في سياق متصل، ندد حكام ولايات أميركية ينتمون إلى الحزب الديمقراطي الأحد بنشر الرئيس ترامب قوات من الحرس الوطني في لوس أنجلوس لقمع الاحتجاجات المناهضة لاعتقال مهاجرين، مشيرين إلى أن الصلاحية في هذا الشأن تعود لحاكم الولاية.
وقال الحكام في بيان مشترك "إن تحرك الرئيس ترامب لنشر الحرس الوطني التابع لولاية كاليفورنيا يعد إساءة استخدام للسلطة تنذر بالخطر". وأضافوا "من المهم أن نحترم سلطة الحكام التنفيذية التي تخولهم إدارة قوات الحرس الوطني في ولاياتهم".
وانطلقت الجولة الأولى من الاحتجاجات مساء الجمعة، بعد أن قام عملاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بتنفيذ عمليات في المدينة واعتقلوا 44 شخصا على الأقل بتهمة ارتكاب انتهاكات لقوانين الهجرة.
إعلانوقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان لها، إن "1000 شخص من مثيري الشغب حاصروا مبنى اتحادي لإنفاذ القانون واعتدوا على أفراد إنفاذ القانون التابعين لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، وقاموا بثقب إطارات السيارات وتشويه المباني والممتلكات الممولة من دافعي الضرائب".
وتضع الاحتجاجات مدينة لوس أنجلوس التي يديرها الديمقراطيون، حيث تشير بيانات التعداد السكاني إلى أن جزءا كبيرا من السكان من أصول لاتينية ومولودين في الخارج، في مواجهة البيت الأبيض الجمهوري الذي يقوده ترامب، والذي جعل من اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة سمة مميزة لولايته الثانية.
وتعهد ترامب بترحيل أعداد قياسية من الأشخاص الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني وإغلاق الحدود الأميركية المكسيكية، إذ حدد البيت الأبيض هدفا لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك باعتقال ما لا يقل عن 3000 مهاجر يوميا.
لكن الحملة الشاملة على الهجرة شملت أيضا الأشخاص المقيمين قانونيا في البلاد، بمن فيهم أشخاص يحملون إقامة دائمة، وأدت إلى طعون قانونية.