المدينة النائمة.. حكاية 10 آلاف عامل باتت أرزاقهم تحت أكوام الخردة في شرق العراق
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
بغداد اليوم- ديالى
على بعد (20 كم جنوب غرب بعقوبة) تلوح من بعيد سلسلة طويلة من المعامل والمصانع والورش التي تشكل مع بعضها اكبر مدينة صناعية شرق العراق، تأسست قبل 60 سنة وكانت مصدر رزق لقرابة 10 الآف عامل تنتج نحو 80 منتجا وبضاعةً للاسواق طيلة عقود، لكنها الآن اشبه بـ"المدينة النائمة"، بعدما تحولت الالات الى مجرد خردة حديد.
هياكل حديدية
ويؤكد مدير ناحية بني سعد، نجم الحربي، لـ"بغداد اليوم"، أن "المدينة الصناعية في اطراف بني سعد والتي تضم نحو 400 معمل ومصنع وورشة اغلبها تابعة للقطاع الخاص ومتوقفة عن العمل بنسبة 98% ، اي انها اشبه بالمدينة النائمة بعدما كانت لعقود مصدر رزق لقرابة 10 الاف عامل".
ويوضح أن" الاهمال في دعم الانتاج الوطني واغراق الاسواق بالمستورد اسباب مباشر في توقف مدينة هي الاكبر من نوعها شرق العراق تأسست قبل 60 سنة واكثر".
ويشير الى انه" طيلة 20 سنة الماضية نناشد من دون اي اجراءت لانقاذ المدينة الصناعية التي بقيت مجرد اطلال وهياكل حديدية".
خردة حديد
من جانبه يقول عبد الرحمن علي، صاحب معمل في خان بني سعد (الاسم التاريخي والمعروف لناحية بني سعد)، إن "الالات تحولت للاسف الى خردة حديد وأن اعادة احيائها من جديد ضرب من الخيال لانها تحتاج الى اموال طائلة كما ان نوعية الانتاج اختفلت في ظل متغيرات البضائع والاسواق".
ويوضح علي في حديث لـ"بغداد اليوم"، أن" المشكلة لا تتوقف على اغراق الاسواق بالمستورد والاهمال في الدعم بل مدى توفر الطاقة الكهربائية"، لافتا الى ان "كل محاولات اعادة تشغيل المصانع والورش فشلت لان حجم التكاليف اضعاف الايرادات".
سياسة دول
فيما يروي عمران السعدي (عامل) كيف قضى 22 سنة في معمل للنسيج، مبينا أن "لحظات اغلاق بوابته كانت قاسية جدا بعدما فقد اكثر من 400 عامل مصدر رزقهم دفعة واحدة".
ويشير السعدي في حديث لـ"بغداد اليوم"، الى أن" موضوع اغلاق المعامل سياسة دول تريد للصناعة في العراق ان تموت وتبقى اسواقه رهينة انتاجها"، لافتا الى ان "معامل وورش ومصانع الخان كانت مصدر رزق من 9 – 10 الاف عامل وربما اكثر وتؤمن بضائع ومنتجات ربما تصل الى 100 منتج للاسواق، اي كنا نعيش في مدينة تنبض بالحياة ولكنها الان نائمة واخشى ان يبقى الحال الى ما لانهاية".
المصدر : بغداد اليوم
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
لقمةُ الشعبِ في قمّة الذلّ
بقلم : وسن الوائلي ..
في قمةٍ ملؤها التنازلات السياسية والسيادية المفروضة على العراق في السابع عشر من آيار الجاري على أرض بغداد الحضارة والتضحيات والكرم والطيب.
وهنا استذكر اخطر قمتين عقدت الاولى في الخرطوم عام ١٩٦٥ كان يحضر ان يتخذ العرب فيها قرار مصيري لتحرير الأرض الفلسطينية وإيجاد خطة حرب في المغرب وكانت هناك مواقف متخاذلة من مصر والاردن وووو وخرجوا بلا اي مخرجات تخص القضية التي عقدت من اجلها القمة العربية، و القمة الثانية التي عقدت في عام ١٩٦٩ بعد نكسة ١٩٦٧ عقدت في السودان وكان العرب جميعا ينتظرون ان تتمخض عنها امور إيجابية ووطنية ايضا و بفشل ذريع سميت قمة اللاءات الثلاث( لا اعتراض لا صلح لا تفاوض) وكان العراق مع هذه القمة ثلاث قمم في في عام ١٩٧٨ وفي عام ٢٠١٢ وفي عام ٢٠٢٥ التي ستعقد على حساب الثوابت العراقية ولتدعيم السلطة و ضمان ولاية ثانية،
قمةٌ تقام على حساب لُقمةُ الشعب العراقي وعلى حساب قوت أبناءه على حساب نفطه وحنطته وعلى حساب ارض وماء هذا البلد المتكالب عليه من الداخل والخارج، أصرت حكومة بغداد على دعوة الإرهابي الجولاني ابو محمد المكنى باحمد الشرع بعد اعطاءه صفة شرعية وتنصيبه رئيس دولة سوريا الجارة ورغم رفض الشعب العراقي لدخول الشرع في بغداد لأسباب معروفة لكن رئيس الوزراء اذهب ماء وجهه وحنطة شعبه واموال خزانته لاقناع الجولاني بالحضور لكنه رفض ، من جهة أخرى تكشر الكويت عن انيابها وتعلن انها لن تتنازل عن اي دينار تعويضات العراق للكويت وستدفعونها ياعراقيين لآخر سنت وايضا ستطالب في هذه القمة بترسيم حدود جديدة للاستيلاء على خور عبد الله من شمال المطلاع الى جزيرة وربه الى ام قصر بهذا يكون الزحف المستمر الى آبار نفط البصرة وميناء الفاو الذي سيكون بذلك معَوّق لدخول البواخر الكبيرة ويتم بهذا الحكم بالاعدام الاقتصادي على البصرة وموانئ العراق ، ونذهب الى الشأن الاردني المصري اللتان تشترطا بمد انوب نفطي من العراق الى مصر مروراً بالاردن وتشترطا ايضا ببناء مصافي نفطية على حساب العراق مايعني ( حار ومكسب ورخيص )
علما ان اغلب رؤساء الدول العربية اعتذروا عن الحضور الى قمة بغداد،
هنا يتبادر في اذهان الجميع سؤال منطقي _مالذي تضيفه القمة العربية الى العراق والوطن العربي ؟؟ القمة على هذه المعطيات سيأخذ الكثير من العراق الذي بذخ الكثير من الاموال والكرامة في التحضيرات لإستضافتها في بغداد ،
رغم أنها قمة تخلو من القيمة الحقيقية وهي الدفاع عن القضية الفلسطينية والمطالبة بوقف قمع الاهالي العزل في غزة وسوف لن تتطرق لهذا امر او تمر مرور الكرام ولن يكون اي موقف لجميع الحاضرين فيها كما سبقتها من قمم أخرى.
بقلم /وسن الوائلي